عالمية

مصري يحاول الانتحار بإحراق نفسه أمام مجلس الشعب

أقدم مصري على الانتحار بسكب البنزين على جسده وإشعال النار في نفسه الاثنين ، أمام مجلس الشعب الواقع في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة المصرية.

وفي التفاصيل ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الشرطة تدخلت سريعا لإطفاء النيران وتم نقل الشاب الذي أحرق نفسه أمام مجلس الشعب بسيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات.
هتافات ضد أمن الدولة

ولم تتضح على الفور الحالة الصحية لهذا الشخص بعد محاولة الانتحار أو دوافعه للإقدام على التخلص من حياته.

ولكن وكالة رويترز للأنباء ذكرت أن الشاب كان يردد هتافات ضد الشرطة عند إقدامه على إشعال النار في نفسه.

وقال حراس أمن أمام إحدى بوابات مجلس الشعب إن سائق سيارة أجرة استعمل طفاية الحريق الموجودة بسيارته في إخماد النار التي أمسكت بالرجل وإن رجال إطفاء في المجلس استعملوا طفاية حريق خاصة بهم في إخماد النار أيضا.

وقال للوكالة إن الشاب صب بنزينا على الجزء الأسفل من جسمه وأشعل النار وارتمى على الأرض.

وأضاف أن الرجل بدا للحراس في بادئ الأمر كما لو كان جاء للاعتصام أمام المجلس وأن أربعة ضباط حاولوا إبعاده من المكان.

وتابع إنه ابتعد عنهم قليلا ثم أشعل النار في جسمه.

وذكر أحد شهود العيان أن الرجل كان يهتف “أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا (داخل) الدولة.

من جانبها ذكرت صحيفة “اليوم السابع” المصرية على موقعها الإلكتروني أن المواطن يدعى عبده عبد الحميد “49 عاما”، ويملك مطعما في مدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، وقام بمحاولة الانتحار احتجاجا على عدم تسلمه لكوبونات الخبز المدعم لتشغيل مطعمه.

وذكرت الصحيفة أن بعض المارة الذين تصادف وجودهم فى المكان سارعوا إلى الرجل محاولين إنقاذه، وتمكن سائق سيارة أجرة من إخماد النار بعد أن استخدم طفاية الحريق الخاصة بسيارته، وتم استدعاء سيارة الإسعاف التى نقلته إلى مستشفى قصر العيني.
إجراءات مشددة

وفرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة حول محاول الانتحار بعد نقله للمستشفى، ومنعت زيارته رغم تأكيدات وزير الصحة بأن حالته ليست خطيرة، ولا تتجاوز الحروق في جسده نسبة 30%.

وتحفظت الشرطة المصرية على الشاب لحين الانتهاء من التحقيقات مع النيابة العامة وطلبت النيابة تقرير الطب الشرعي بالإضافة إلى تحريات المباحث في كل من محافظتي القاهرة والإسماعيلية التي ينحدر منها المواطن.

وفى نفس السياق انتشر الخبر في الشارع المصري سريعا، وسط حالة من القلق والترقب خوفا من تطور الأمور.
ارتفاع معدلات الانتحار

وشهدت مصر خلال السنوات الماضية ارتفاعا كبيرا في عمليات الانتحار أو محاولات الانتحار لأسباب عديدة على رأسها تفشى الفقر والبطالة, فقبل عدة أشهر انتحر شاب بإلقاء نفسه من أحد الجسور على النيل في وسط القاهرة, لفشله في الارتباط بالفتاة التي يحبها بسبب ظروفه المادية.

وفي عام 2003 شهدت مصر حادث انتحار مأساوي لشاب يدعى عبدالحميد شتا متفوق دراسيا وانهى دراسته للعلوم السياسية بتقدير امتياز, كما اجتاز اختبارات القبول للعمل كملحق تجاري بوزارة الخارجية المصرية ولكن تم استبعاده من الوظيفة خلال المقابلة الشخصية بسبب ظروفه الإجتماعية وفقر أسرته فانتحر بإلقاء نفسه من أعلى كوبري قصر النيل، تاركا رسالة اعتذار لوالديه اللذين شقيا كثيرا في تربيته وتعليمه ولكنه فشل في تحقيق أحلامهم.

وتفيد دراسة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن حوالي 104 آلاف مواطن مصري حاولوا الانتحار في عام 2009، ومات منهم 5000 مواطن، بينما تراوحت أعمار 60% من الحالات بين 15 إلى 25 سنة.

كما أشارت دراسة لمركز معلومات رئاسة الوزراء إلى أن حالات الانتحار أوشكت على أن تصبح ظاهرة في مصر خلال السنوات الأربعة الأخيرة. ففي عام 2005، بلغ معدل الانتحار حوالي 1160 حالة، لكنها تضاعفت بشكل غريب في عام 2006 لتصبح 2335 حالة انتحار.

وفي 2007، أصبح المعدل 3700 حالة، بينما وصلت عام 2008 إلى 4200، وبلغت في عام 2009، 5000 مواطن ماتوا منتحرين.

وأكد صادق على أن الشباب في مصر هم الأكثر يأسا عندما يفكرون في المستقبل، ولا يرون بارقة أمل واحدة في الغد، وهو ما دفعهم للهجرة غير الشرعية التي لا تختلف كثيرا عن الانتحار.

وأشار في الوقت نفسه أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لا تؤدي وحدها إلى الانتحار، إذ يجب أن يكون الإنسان مريضا نفسيا أو مكتئبا لكي يقوم بهذا الفعل.

العربية نت