هاجر هاشم

يبحث عن رفقة


[ALIGN=CENTER]يبحث عن رفقة [/ALIGN] -كان الوقت شارداً ما بين الظلمة وذاك الضوء الذي بدأ بالتسلل من خلف أثقبة الأبواب المغلقة على سكر الفناجين وأبريق شاي متقشر الأطراف، لم يعد بإستطاعته تدفئة الشاي.!!
-لم يشأ إزعاج هذا الصباح الجميل، يواجه حزنه المتمرد على عادة الحزن، ولم يشأ أن يزعج العصافير الناعسة بصوت مكنسته التي تحب الثرثرة على بطون الغرف.!!
-لم يواجه إنفعالات أمعائه بحبسها خلف أرغفة خالية من ما يتوسط طبقتيها، ولكنه أمهلها لوقت تكون فيه الأرغفة جائعة ومتشققة (لبتها)، من تكدس أسراب النمل التائه.!!
-فكر في الخروج من عالمه المهتاج بفكرة الرسم على بقايا بوهية الجدران، أحب فكرة المرور على هندسة قوائم يوم مهتز.!!
-أدخل نفسه بين جنبي قميصه الأثري؛ صديقه الوحيد، والذي طالما رافقه في تحركاته المرتجفة.!!
-تفقد الأزرار وإذ بإحداهن غائبة عن الوسط، أقسم إن وجدها.. لا، لم يعد في القميص بقية تحتمل مرور الإبرة.!!
-إصطدم بواقع البقاء داخل جدرانه الثلاثة فالرابع فقد إثر مطر خريفي متوحش.!!
-لا بأس فهناك الكثيرون يسكنون بين جوالات الخيش الفارغة يملأون بها المكان، ولكن من يملأ أمكنة تعاني من شح الرفقة.!!
-إنه يحاول الآن مصادقة ما يسمى باحترازية الواقع، فهو دوماً متهور يتعامل مع يومه باحساس المودع يريد أن يفعل أي شيء، كل شيء، وكأنه يوم أخير.!!
-لم يعد بإستطاعته السير حافياً على ظهر ملئ بالنتوءات، حاول أن يرتدي سلاسة الطريق، ولكنه قفز إلى تفكيره يبحث عن رفقة لا تلتهم حشوة النمل المختزلة.!!
-ولا تذهب كالجدار مع حبات الماء المتوحشة ولا ترفض أن تصبح لوحة، تتحرى تلك الجوالات المنتشرة بابتسامة مستسلمة لفم بائس.!!
– ولكن هل سوف يظل بين الجدران يبحث عن رفقة.؟!

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 27/1/2010
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد

  1. أحب فكرة المرور على هندسة قوائم يوم مهتز فهو دوماً متهور يتعامل مع يومه باحساس المودع ( ترقريبا بسبب الغربة 18 سنة بعد ) وارفض أن تصبح لوحة، فاللوحة باقية ما بقي الزمان وانا اخاف البقاء على الحال الذي فية انا . لكي تحياتي عبقة الحروف والمنظر

  2. النمل … ما أروعه من مخلوق … يخاف الأنبياء … يبني بيوته … يحمي حدوده ويسعى ويؤمن بشعار الكل للفرد والفرد للكل… لذا لا أعتقد بأنه تائه.. فهو يعرف تماما ما يريد.

    أما من تعنين فلن يسعى لشيء وسيظل محمي بما تبقى من جدران … لا يكترث لشيء… لا يعنيه شيء …يدعي بأنه مؤمن صابر محتسب… كل ما يهمه هو بقاء السقف … لأنه يؤمن حقيقة بالحكمة القائلة:
    ( لو كان رأسك من شمع ، فلا تمش تحت الشمس).

  3. كلاماتك يملاها الادراك بمحتوي الاخر وابحارك خفي جميل متسلسل كم انا سعيد بقرات نصوص