عالمية

انسحاب الجيش وإضراب عام بالبحرين

عاد آلاف المحتجين إلى مركز تجمعهم بالعاصمة البحرينية المنامة بعد أن أمرت السلطات بانسحاب الجيش استجابة لشرط وضعته المعارضة للبدء في حوار دعت له الحكومة بعد احتجاجات أدت لمقتل وجرح العشرات اليومين الماضيين. في الأثناء دعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إلى إضراب اعتبارا من غد الأحد.

وبدأت دبابات وعربات الجيش في التراجع عن دوار ساحة اللؤلؤة بينما عاد آلاف المحتجين المناهضين للحكومة إلى هذه الساحة التي كانت مركز اعتصامهم السابق. وقبل المحتجون الأرض فرحا لعودتهم كما التقطوا صورا لعربات الجيش وهي تغادر المنطقة.

وجاءت انسحاب الجيش بعدما أمر ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة بسحب جميع قوات الجيش من شوارع البلاد، وطلب من قوات الشرطة مواصلة الإشراف على القانون والنظام.

غير أن أنباء أفادت بأنه بعد انسحاب قوات الجيش من الساحة التي شهدت أعنف المواجهات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أيام, حصلت مواجهة جديدة بين قوات الشرطة ومحتجين بالساحة نفسها حيث حاولت الشرطة تأكيد سيطرتها على المكان.

وفي السياق قال مصدر طبي لرويترز إن ما بين ستين وثمانين شخصا نقلوا إلى المستشفى اليوم بعد تأثرهم بغازات مسيلة للدموع أو إصابتهم بأعيرة مطاطية. وأضاف طبيب بمستشفى السلمانية أن المستشفى ممتليء الآن ولا توجد به كميات كافية من الأوكسجين لعلاج المصابين.

متظاهرون يحتفلون بانسحاب الجيش
من ساحة دوار اللؤلؤة (رويترز)
إضراب عام
سياسيا، دعت نقابات عمال البحرين إلى إضراب عام اعتبارا من غد الأحد، بينما رفض أكبر تكتل للمعارضة الحوار الذي دعا إليه الملك.

وقال عضو في نقابة عمال طيران الخليج إن نقابة عمال طيران الخليج أبلغت أعضاءها أن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين دعا إلى إضراب اعتبارا من الغد.

من جهتها رفضت جمعية الوفاق التي تقود المعارضة بالبحرين في وقت سابق اليوم، الدعوة إلى الحوار مع جميع الأطياف السياسية التي أعلن عنها الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ونقلت وكالة رويترز عن عضو جمعية الوفاق الشيعية إبراهيم مطر أن الجمعية التي تمثل كتلة المعارضة الرئيسية لا تشعر أن هناك رغبة جادة للحوار لأن الجيش منتشر في الشوارع.

وأضاف أن السلطات عليها أن تقبل مفهوم الملكية الدستورية وأن تسحب القوات من الشوارع قبل بدء أي حوار، على أن يتم بعد ذلك تشكيل حكومة مؤقتة تضم وجوها جديدة ليس بينها وزيرا الداخلية والدفاع الحاليان.

حوار وطني
وكان الملك قال إن هذا الوطن للجميع وليس للسنة أو الشيعة، وكلف ولي عهده سلمان بن حمد آل خليفة بالشروع في حوار وطني مع جميع الأطراف السياسية، في حين أكد ولي العهد أن الهدوء سيفتح الباب أمام الحوار بين جميع الأطراف، كما دعا ليوم حداد وطني على أرواح ضحايا الاحتجاجات.

متظاهرة تبكي أمام بقعة من الدم بساحة
دوار اللؤلؤة بالمنامة (رويترز)
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن ولي العهد مناشدته المواطنين التزام الهدوء والتكاتف والتعاون مع جميع القوى السياسية في البلاد، والانضمام للحكومة في تهدئة الأوضاع من أجل إعلان يوم للحداد الوطني على من قتلوا.
وتعليقا على ذلك، قال القيادي بجمعية الوفاق خليل إبراهيم مرزوق، للجزيرة، إن المطلوب هو سحب الجيش وحماية حق المتظاهرين في التعبير عن مطالبهم، ولا معنى للهدوء إذا لم يتم ذلك.

وجاءت دعوة الملك للحوار بعد انسحاب نواب كتلة الوفاق الوطني الشيعية المعارضة وعددهم 18 من البرلمان المؤلف من أربعين نائبا، احتجاجا على استخدام أجهزة الأمن القوة المفرطة لتفريق المظاهرات السلمية.

كما جاء نداء التهدئة والحوار في أعقاب تشييع أربعة قتلى سقطوا عندما قامت قوات الجيش بمحاولة فض اعتصام في ساحة اللؤلؤة بالعاصمة المنامة الخميس، وهو التشييع الذي شارك فيه نحو 15 ألف شخص.

الجزيرة نت