سوزان مبارك ” الهانم ” داهية السياسة حرم الديكتاتور
وقد تعرفت على زوجها حسني مبارك عندما كانت تبلغ 16 عاما خلال خدمته ضابط في سلاح الطيران المصري وبعد عام من تعرفها عليه تزوجا لتلد كل من علاء وجمال مبارك مضيفة أنه بعد الإعلان عن هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مع زوجته ليلى طرابلسي في يناير الماضي لم تتخيل أو تتصور سوزان أن المستقبل يخبئ لها نفس المصير وأن كل العلاقات الدافئة مع الغرب لن تساعدها، وكنوع من الوجاهة الاجتماعية والمجاملة الفجة حصلت سوزان مبارك على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة القاهرة (الأوروبية)
وقد قام ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضد قرار مجلس جامعة القاهرة برئاسة رئيس الجامعة الدكتور حسام كامل لمنح الدكتوراه الفخرية في الآداب لسوزان مبارك، وقد اعتبر الأكاديميون الثلاثة، وهم الدكتور صلاح محمد صادق والدكتور محمد قرقر والدكتور عبد الجليل مصطفى، أن “قرار جامعة القاهرة قد أصابه أكثر من عوار، مثل الانتهاك الصارخ لمبدأ استقلال الجامعة، والتعارض مع استحقاقات ومتطلبات من تمنح لهم هذه الدرجات الفخرية، والإخلال الجسيم بمبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين في الحقوق والواجبات”.
كما أوضحت عريضة الدعوى أن “الاحتفال بمنح الدرجة تم بصورة صاخبة فلكلورية لا تتناسب مع جلال وهيبة الجامعة”.
شهادة أمريكية
لا شك أن ثورة 25 يناير أطاحت بأحلام سوزان مبارك في ان تظل خالة في قصر الرئاسة إلي أن يوافيها الأجل ، حتي إن جمال مبارك الذي كان قبل الثورة قد أهل نفسه وبدا يتصرف كونه الرئيس القادم لمصر كان جمال قد وعد والدته فبالبقاء في قصر الرئاسة وبدأ الاستعداد لبناء قصر آخر مجاور ، لتظل والدته سيدة مصر الأولي دائماً ، من اجل كل ذلك لم يكن من المستغرب أن تكون فكرة التوريث من أساسها من بنات أفكار سوزان فقد كانت تعزز توريث ابنها بقوة ربما لعدم فتح ملفات الفساد وربما خشية أن يصير حالها كما هو الآن ، لكن رياح 25 يناير أتت بما لم تشتهيه سفن العائلة المالكة ، و بعد أحداث 25 يناير اختفت سوزان مبارك عن مسرح الأحداث، واتسمت الأخبار عنها في هذه الفترة بالندرة.. إلى أن تم تنحى حسنى مبارك عن السلطة، وقتها عادت سوزان مبارك لتتصدر أخبارها معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية.
ولكن في هذه المرة جاءت معظم هذه الأخبار لتُظهر الوجه الآخر لسيدة مصر الأولى أو سيدة القصر كما أطلقوا عليها.”
“وكانت الكتابات التي تحدثت عن سوزان مبارك أثناء فترة حكم زوجها تتسم في معظمها بالشكل الإيجابي الذي يعبر عن ضخامة الإنجازات التي حققتها لمصر، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الفعاليات والأنشطة التي عبرت في معظمها عن اهتمامها بشأن المرأة والأسرة سواء على المستوى العربي أو الدولي.”
وقد كشفت البرقيات المسربة التي نشرها موقع “ويكيليكس” أن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والرئيس المصري حسني مبارك مليئة بالتناقضات والتوترات، مؤكدة في الوقت نفسه على المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة التي من الصعب التنبؤ بها حسب ما أوردته الوثائق.
وبحسب تحليل CNN لهذه الوثائق والبرقيات التي نشرت عبر “ويكيليكس” بالاشتراك مع وسائل إعلام أمريكية، تكشف الرسائل عن شعور واشنطن بالإحباط لما يخططه مبارك لتوريث الرئاسة لابنه، ومحاولته عرقلة الإصلاح الاقتصادي.
ولكن الوثائق تظهر أن واشنطن ترى في القاهرة حليفاً ثابتاً للقضايا المتعلقة بالمفاوضات المتعلقة بإسرائيل والسلطة الفلسطينية والبرنامج النووي الإيراني وتشديد الخناق على حركة حماس، والأهم من هذا كله، اعتبارها حصناً ضد “الأصولية” الإسلامية الذي ترعاه إيران.
البرقيات تبين أن مبارك اتخذ موقفاً متشدداً تجاه إيران باستمرار، حيث قال دبلوماسيون أمريكيون عام 2008 إن مبارك حذر طهران من “عدم استفزاز واشنطن” حول القضية النووية، وعدم قبول مصر لمبدأ تسلح إيران نووياً، كما حذر مبارك من نفوذ إيران مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
وفي الوقت نفسه كانت حكومة مبارك حساسة للغاية لمواقف واشنطن تجاه القاهرة وأبدت قلقها لانخفاض المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية لأنها تعكس العلاقات بين البلدين كما تظهر إحدى البرقيات.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية كشفت الرسائل عن القلق المتزايد لعدم وجود خطة لخلافة مبارك، والتخوف من استيلاء جمال، الابن الأصغر لمبارك على السلطة من والده، وذلك من خلال رسالة تعود لأبريل 2006 تقول إن “سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري هي المحفز الرئيسي لابنها جمال في خلافة والده”، إلا أن إمكانية حدوث ذلك تبدو صعبة لتدني شعبيته في الشارع المصري.
توريث انجليزي
[سوزان مبارك ونجليها جمال وعلاء]
سوزان مبارك ونجليها جمال وعلاء
وبحسب عادل حمودة في صحيفة الفجر فإن سوزان مبارك لم تستوعب ما حدث.. لم يصل إليها إن اهتمام الدنيا كلها بالثورة المصرية التي أطاحت بجبروت وفساد عائلتها فاق اهتمامه بهجمات سبتمبر.. فلم يكن هناك حدث آخر يلفت الانتباه ويثير الاستغراب أكثر منها.. فقد تحول اللاعبون علي كل المسارح السياسية إلي متفرجين يجلسون في صمت وترقب ما يحدث في مصر. لقد كانت هذه السيدة الحريصة علي إشهار أناقتها وإبراز مكانتها وراء فكرة توريث ابنها الحكم.. وربما كان السبب هو الدماء الإنجليزية المؤمنة بالملكية – التي تجري في عروقها- فأمها الممرضة من ويلز تعرفت علي أبيها وهو يدرس الطب هناك.. وتزوجته.. لكنها.. لم تتخيل أن ابنتها ستتصرف فيما بعد وكأنها تنتمي لعائلة ” اليزابيث ” الثانية.. وتحافظ علي تقاليد قصر بكنجهام في تولي العرش.. بل إنها تفوقت علي العائلة المالكة البريطانية – التي تملك ولا تحكم – بتكوين عائلة ملكية مصرية تملك وتحكم.. وللإنصاف فإنها وزعت البلاد بالعدل بين ولديها.. فوضعت الثروة في يد الأول.. وتركت السلطة تحت قدمي الثاني.
ولو كان مبارك فلاحا مصريا بسيطا عرف كيف يحافظ علي حكمه بخبث فطري فإنها تصرفت بدهاء منظم للحصول علي ما تريد مهما كان الثمن.. ولم تجد من يقف في طريقها حتى زوجها الذي عبر عن غضبه ــ في بداية حكمه ــ ممن طالبوا بدور اجتماعي لها.. محذرا من تكرار تجربة جيهان السادات فيما قبل.. لكنها.. خطوة خطوة تجاوزت كل دور لعبته الزوجات في السلطة..والشهرة.. والثروة.. وكان منتهي حلمها الحصول علي جائزة نوبل للسلام.. فكونت جمعية خاصة أشرف عليها وليد شاش كي تجمع شباب مصر بشباب إسرائيل في معسكرات أنفق عليها بسخاء من موازنة برنامج تطوير العشوائيات.وما يثير الدهشة أنها كانت تتعجب من الوقفات الاحتجاجية المعارضة لسياسات النظام مبدية استياءها من الشعب الذي لا يعترف بجميل عائلتها عليه.. ناكرا ما يبذلونه في سبيله.
ستائر القصر
[سوزان مع خديجة بعرض أزياء ايلي صعب بباريس 2007]
سوزان مع خديجة بعرض أزياء ايلي صعب بباريس 2007
وبسلطة مطلقة كانت قادرة علي الإبقاء علي من تشاء من الوزراء ، وأشهرهم فاروق حسني الذي بقي في مكانه نحو 17 سنة رغم الكوارث التي سببها.. فقد كان موهوبا في اختيار ألوان ستائر قصورها.. وهي موهبة كافية للحفاظ عليه. ولم تكن تسمح لصحفية أو مذيعة تليفزيونية بأن ترتدي ثيابا في لون أو موديل ثيابها. ولو كان زوجها يوصف بالباشا الكبير وهو لقب تمتع به من قبل محمد علي مؤسس العائلة المالكة
فإنها كانت توصف بـ”الهانم”.. في إشارة يصعب تجاوزها بأن ما عداها خدم وعبيد.
4ويضم مجلس إدارة جمعيتها الخيرية لتنمية المجتمع وزراء بقوا في الحكومة الأخيرة ورجال
أعمال وشخصيات عامة ترتبط بها عائليا..ويمسك بحساباتها غير الخاضعة لرقابة رسمية
زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة.. وحدث في الأسبوع الماضي أن طالب بعقد اجتماع استثنائي للمجلس.. وتعمد أن يكون اتصاله بهم تليفونيا عبر مكتبه في قصر عابدين كي يوحي إليهم بأن لا شيء قد تغير.. بل إنه أكد هذا المعني في حواراته التليفونية معهم.. وهو ما جعلهم يتشككون في إمكانية عودة الباشا والهانم إلي الحكم.. لكنه.. في الحقيقة كان يسعي للحصول منها علي قرارات بالتمرير لأمور لم يطمئنوا إليها.. وخشوا أن يكون ذلك نوعا من ” تستيف ” أوراق ومستندات ربما تثير شهية جهات بعينها لو فتحت الملفات.
ويؤكد ذلك ما رواه المهندس خيرت الشاطر السجين الأشهر لجماعة الإخوان المسلمين في حواره لموقع الدستور الأصلي إذ قال الشاطر : في السنوات الأخيرة قبل سجننا في 2006 بفترة كان مشروع التوريث لنجل الرئيس السابق يعد له بشكل جدي وعلي قدم وساق , وكانت أكثر شخصية متبنية مسألة التوريث هي سوزان مبارك ويمكن كانت لديها هذه الرغبة أكثر من جمال مبارك نفسه
وأضاف في إحدى المرات أرادت سوزان مبارك أن تقيم مدي إمكانية الإقدام علي تنفيذ مشروع التوريث والعوائق التي يمكن أن تواجهه فاجتمعت بعدد من الشخصيات السياسية والسيادية في الدولة لتسألهم عن موقف المجتمع المصري من التوريث والشخصيات المحتملة لمنافسة جمال مبارك وذلك أثناء ضغوط جورج بوش الابن علي إجراء إصلاحات سياسية في مصر وخشيت أن يُفرض عليهم انتخابات نزيهة أو حتى شبه نزيهة , فأحد مستشاريها قال لها أن أكثر خطر يهدد مشروع التوريث ليس أيمن نور ولكن جماعة الإخوان خاصة ولو قدمت الجماعة مرشحا للرئاسة ينافس جمال
فسألت من أكثر شخص يمكن أن تقدمه الجماعة لمثل هذه المنافسة فقدم لها مستشاريها اسمين أو ثلاثة من قيادات الجماعة ولكنهم استقروا أن خيرت الشاطر هو أنسب عناصر الجماعة التي يمكن أن تقدمه للمنافسة ووضعت في ذهنا منذ هذه اللحظة أن هذا الشخص يجب التخلص منه
لذلك عندما جاءت قضية 2006 عرفت أن القضية كانت يرتب لها من وقت أسبق من تاريخها ولما حدث ما سٌمي مليشيات الأزهر عرفت أن السيدة سوزان مبارك طلبت اضافة اسمي لهذه القضية وبالفعل حتي حُكم علي بسبع سنوات سجن .
نادي المليارديرات
وفقا لعدد من التقارير المؤكدة فإن سوزان مبارك أصبحت عضوة في نادي المليارديرات منذ عام 2000، حيث تجاوزت ثروتها الشخصية مليار دولار تحتفظ بأغلبها في بنوك أمريكية، كما أنها تملك عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس وفي إمارة دبي. وبالإضافة غلى حسابات فإن سوزان تحوز ممتلكات في وسط عدد من المدن الرئيسية في أوروبا مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي . وتقدر ثروة قرينة الرئيس بما يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار جنت أغلبها من التدخلات الشخصية لها لصالح مستثمرين ورجال أعمال.
وعلي ذكر الثروة فقد ترددت في الأيام الماضية أحاديث كثيرة حول وجود حساب خاص بمكتبة الإسكندرية باسم سوزان مبارك ، وقدره 145 مليون دولار ، وقد أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية، أنه تفاجأ وصدم بخبر وجود حساب لمكتبة الإسكندرية .
وطالب سراج الدين باستعادة المبلغ إلى المكتبة في حال أثبت التحقيق صدق البلاغ الذي تقدم به الصحفي مصطفى بكري لاستخدامها مستقبلاً .
وأشار سراج الدين إلى أن السيدة الأولى سابقاً كانت تشغل منصب رئيس مجلس أمناء المكتبة بعد تفويض الرئيس السابق طبقاً للوائح والقوانين الداخلية لمكتبة الإسكندرية، والتي تنص على أن محمد حسني مبارك هو رئيس مجلس الأمناء بصفته رئيساً للدولة ويحق له أن يفوض من يختاره للرئاسة.. موضحاً أن المكتبة تتبع الرئيس وليس رئاسة الجمهورية لضمان استقلاليتها.
وشدد أن منصبها في المكتبة لا يعطيها صلاحية التصرف في أية أموال تخص المؤسسة بالصرف أو السحب، كما أن ميزانية تأتي كل عام ومراقبة وتصرف من البنك المركزي،
ميدان التحرير شهد تبخر احلام مبارك وعائلته ولا أزيد