وجدي الكردي

خصوبة ما في..!


[ALIGN=CENTER]خصوبة ما في..![/ALIGN] أستوقفتني فقرة من حوار ألقاه في وجهي أحد الرفاق، حين كان الحديث بيننا ينساب بتدفق حتى قال بعفوية: (نحن طبعاً عشرة أخوان).
ـ قلت شنو يا أخوي؟!
ـ قلت ليك عندي عشرة أخوان..
وحين وجدني فاغر فمي يندلق منه بركان من الدهشة أضاف:
ـ وعندي سبعة أخوات كمان..!
ـ هل تهزأ يا رجل؟!
ـ كلا، يا (أهل قريش)، قلت ليك أنا عندي تسع أخوان وسبعة أخوات.
ـ في الشهر؟!
ـ أبداً، من أبوي الواحد ده، وأمي البتعرفا ما عندها سكري ولا ضغط ولا رطوبة ولا (بكالريوس) دي..!
مضغت دهشتي بلُعاب الفجاءة اللّزج، وآثرت الصمت خوف ملامسة (الحسد والعين) وأنا أردد في سري بعد أن قلت ماشاء الله: (الموضوع ده داير ليهو بحث).
بحثت وفسّرت وقّدرت كثيراً، لكني لم أجد أبداً يارفيقي (في الزمن ده)، أخواناً (يشبه) أخوانك، فلماذا لم تعد النساء تنجبن خماساً وسباعاً وتساعاً؟!
ولماذا صار آباء هذا الزمن المنكود قليلي الحيلة في شأن إنتاج العيال، رغم أن مساحات الأرحام (هي هي)، لم تتلقص أو تتراجع (قيد شافع)، ولم نسمع يوماً بأن قوات من جيش (المصارين البيض المتمردة) قد إحتلت أجزاءً منها ورفضت إرجاعها ولو عن طريق التحكيم في لاهاي؟!
من المستحيل أن تسمع بواحدة من بنات (النظام العيالي الجديد) وقد تمكنت من إحراز أكثر من أربعة أطفال ــ من زوج واحد بالطبع ــ رغم أن لها من الخالات والعمات ما يسد حلقة رقصٍ عند قرص الشمس، كناية عن غزارة إنتاج إجدادها من عيال الأمس، وخالات وعمات وأعمام وأخوال اليوم، من الذين (يلبدون) لخطّاب العائلة و(يعقدو لهم القران) على حين غرّة وخُطبة..!
ولا أعني بقلة الخصوبة هنا من لم يأذن الله لهم بطفل بعد، فهذا شأنه جل تعالى القائل في سورة الشورى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
ربما أكلت مدرجات الجامعات من خصوبة أمهات اليوم الكثير من إحتياطيهن من العيال، إضافة لحرصهن على تقسيم المسافة بين (نفُاس) وآخر، ما يسمح لسيارة ترحيل رياض الأطفال بإلتقاط المنتج الجديد، (عشان ماما تقدر تمشي الشغل وتجي)، أو كما قال طفل بليغ يفسر قلة حيلته من الأشقاء.
أما لو أنك: (تُسائل عن حُصَينٍ كل قُوم/ وعند جهينة الخبر اليقين)، وأعني بهم البؤساء من رجال اليوم، شركاء (شح الخصوبة) والمفردات، فلن يصلح من حالهم عقاقير المصانع ولا أعشاب العطارين، لأن أغلبهم ينطبق عليهم قول الشاعر: (لو هبت الريح على بعضهم/ لإمتنعت العين من الغَمض).
وليس من داع للبحث عن ماهية الريح التي (تطير النوم من العين).
والسلام ختام.

آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com


تعليق واحد

  1. اصابت الفتاة الوجوم عندما ذكرت لها صديقتها وزميلتها في الجامعة انها انهت فترة الغربة وعادت لارض الوطن لان ابنتها دخلت الجامعة ……..يا سيدى الان الكوافير مهمتها اخفاء التجاعيد للعروس واشطر راجل بيدخل بيت العدل وهو موعود خمسين . تانى العيال بجوا منين يا حسرة

  2. عاد ياوجدي سطاشر دي بالغت فيها عدييل .ديل بلدوهم ليأكلوا من خشاش الارض ولا ايه ؟
    ثم الخصوبة تطير لو اخرتا أفواه وأرانب !!!!

  3. والله خوفتنا ونحن مقبلين على دخول السجن … اقصد القفص الذهبى

    اقتباس :

    (رغم أن مساحات الأرحام (هي هي)، لم تتلقص أو تتراجع (قيد شافع)، ولم نسمع يوماً بأن قوات من جيش (المصارين البيض المتمردة) قد إحتلت أجزاءً منها ورفضت إرجاعها ولو عن طريق التحكيم في لاهاي؟!)
    ِِ
    والله دى بالغت فيها مبالغة فاقت حد البلاغة…
    ياخى انت اديب ولا شاعر ولا كاتب ولا …. ماشاء الله عليك
    تتحفنا دوما بأسلوبك الرااااااائع
    دمت لسوداننا فخرا وعلما (بفتح العين واللام)ِ