وجدي الكردي
أولاد الكلب
ويتجلىّ (ودالريح) حين يحدثك عن عالم الحيوان وخفاياه حتى يجعل الجاحظ يتململ في قبره حسداً وحيرة، رغم كونه (فايق ورايق)، أنفق عمره في تأليف كتاب (قدر الليلة وبكرة)، ليحدثنا فيه عن تحليل نتائج التحولات العاطفية لدى مراهقي شباب النمل، وفك طلاسم أنماط التناسل عند الغربان، ومناهج الطلاق عند إناث الغزلان من فحولهن الخونة..!
قال لي (ود الريح) يوماً وهو يستعرض بعض خبراته وحكاياته الغريبة التي لا تملها في عالم الحيوان، حكى لي عن قريب له كان يمسح عجيزة (كلبته) شريفة النسب كما يدعىّ بقليل من وقود البنزين حتى لا تصبح هدفاً للكلاب الضالة، فتملأ البيت بــ (جريوات) ما عندها أصل.
وبرّر الدكتور محمد عبدالله الريح تصرف صاحبه (الغريب)، بأن الكلبة حين يستبد بها الشوق للتزاوج، تفرز سائلاً نفاذ الرائحة مرتين في العام لتجذب الكلاب للتلقيح، ولماّ كان صاحب (ود الريح) غتيتاً لا يقبل نسب أي كلب ضال، لجأ لتلك الحيلة لتطفيشها..!
الأدهى، أن هناك من هو أكثر خبثاً من صاحب (ود الريح)، فقد سمع أحدهم أن لدى عمدة قريتهم كلباً محترماً من سلالة (نضيفة)، لكنه يفرض عليه حصاراً شديداً حتى لا يتعرض لإغواء الإناث من كل جنس، فلجأ الرجل الى حيلة لتلقيح (كلبته) من كلب العمدة المؤصل، فخلع (مركوبه) ومسح به قفا كلبته ثم أعاد إنتعاله وذهب الى بيت العمدة، وما هي الاّ ثوانٍ حتى طفق الكلب يشمشم حذاء الرجل الذي إنتهز فرصته وإستدار خلسة وكلب العمدة يتبعه الى حيث طاب له الوصال، فظفر الرجل فيما بعد (على ذمة ودالريح)، ظفر (بجريوات) من نسل طيب كريم، والعمدة لا يدري..!
ترى والناس في حيرة من أمرهم وكلبهم معاً، ترى من هو ذلك الكائن السوداني العبقري الخرافي الذي خلع مركوبه العملاق ولخبط به نسل كلابنا التي كانت (هادية ورايقة) قبل أن تجتاحها جنون (أبو النسب الجديد)؟!
وكيف فشلت مراكز البحوث وأهل العزم والحل والربط عن تحديد ما يحدث بالضبط لتترك الناس بعضهم يسخر مما يقوله الآخر، فالناس في الخرطوم أمّا (معضوضون) من كلب أفاك أثيم، أو (مكذوبون) من أصحاء لا يصدقون زعم الطرف الآخر، فلماذا يسكت عمدة الحكومة عن هذا الوضع الــ (إبن كلب)؟!
آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com
أجمل ما أضحكني (ترى من هو ذلك الكائن السوداني العبقري الخرافي الذي خلع مركوبه العملاق ولخبط به نسل كلابنا التي كانت (هادية ورايقة)