قير تور

اخبار الحوادث والجرائم

[ALIGN=CENTER]اخبار الحوادث والجرائم [/ALIGN] ساعدت وسائل الاتصال في تيسير وصول الاخبار الى جهات بعيدة لم تكن تقل مدة الوصول اليها قبل عقدين من زماننا هذا داخل السودان أقل من شهرين احياناً. ووسائل الاتصال لا تختص بنقل شيء معين فكل شخص له اهتمام مختلف، وعليه فعندما تتكر عملية السماع عن أمر يظن السامع بأن كثرة سماع الخبر عن شيء واحد دليل على كثرة الشيء فيقول بعضهم تلقائياً بان الأمر مختلف عن زمان ويقوم بمقارنة غير دقيقة.
اعلاه موضوع عام، لكن للتدقيق أكثر فأريد التطرق الى مناقشة بعض الذين يدعون بأن هناك نسبة إنتشار للجريمة وسط المجتمع السوداني أكثر من زمان دون أن يحدد الزمن الذي يقصده ولا الاسباب أو هل هناك دراسات تدل على ذلك وهو مستند على اخبار تنقلها الصحف. ويتناسى مثل هؤلاء بان السماع بمثل تلك الاخبار لم تكن متاحة بنفس الكيفية التي تحدث بها حالياً.
مثلاً، قرأت في الاسبوع المنصرف خبرين وردا في موقع واحد. الخبر الأول يتحدث عن شاب لم يتعد 17 عاماً قتل نفسه بسلاح ناري في الميرم بسبب زواج فتاة يقول الخبر أنه كان يظن نفسه أحق بها لحبه لها. والخبر الثاني يقول بأن شخصاً عمره 50 عاماً قتل نفسه داخل الحراسة في مدينة بورتسودان عندما صنع حبلاً من ملابسه وشنق به نفسه وهو محتجزاً بالحراسة لاتهامه بالزنا وزنا المحارم، وفي يوم أمس قرات على احد المواقع خبراً يفيد بقتل سيدة بولاية الجزيرة زوجها بمسدس اخرجته من ثياب الزوج المقتول وتلك السيدة فعلت ذلك لأن الاخبار وردت اليها بنية زواج القتيل. وعن ولاية الخرطوم تنظر احدى المحاكم في أمر زوج قتل زوجته بميدان جاكسون الاشهر الماضية، كما تشهد ولاية الخرطوم ايضاً على حكم إحدى المحاكم على الزوج الذي كسر الفك الأسفل لزوجته عندما ضربها بالبونية اثناء تعاركهما.
تأمل عزيزي القارئ بأنني نقلت لك عدداً من اخبار جرائم حدثت في أماكن بعيدة عن بعضها داخل السودان فالميرم في ولاية جنوب كردفان بالغرب وبورتسوادن في البحر الأحمر بشرق السودان وحتى ولاية الخرطوم القريبة من الجزيرة لم تكن الاخبار متاحة في السابق بنفس السرعة التي نحصل عليها اليوم.
ولا ننسى بأن هناك صحفا تخصصها نقل هذه الحوادث بعد تجميعها، وهذه الحوادث إذا تأملنا الامثلة التي اتينا بها اعلاه نجدها قليلة جداً قياساً بالذي لم نسمع به. فما أتيت به كلها لها علاقة بالرجل والمرأة وهي علاقة لم تبدأ اليوم بل في كثير من المرات قامت حروبات طاحنة بين قبائل بسبب هذه العلاقة. لكن نتيجة تجميع الحوادث ونقلها للمتلقي في وقت واحد وتكرار العملية بصورة مستمرة يجعل المتلقي ضحية للمنقول والناقل والمنقول عنه.
هناك جرائم جديدة في المجتمع لم تكن موجودة وهي مصاحبة لتطورا الانسان نفسه، وهناك اختلاف في انواع الجرائم نفسها من مكان لآخر داخل مدن السودان المختلفة نفسها، فمثلاً لا يمكننا توقع وجود همباتة داخل المستشفيات كما لا نتوقع وجود المحتالين في مراعي الابقار.

لويل كودو – السوداني
27 فبراير 2010م

grtrong@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الاستاذ قير لك التحية نعم ان العالم اصبح كقرية وبالتالى اخبارالجرائم تنتشر بسرعة ولكن هنالك حقيقة ان الجرائم فى اذدياد ولها اسباب كثيرة والدليل الريف السودانى ماكانت تعرف الجرائم بل ماكانت تعرف حتى المنكرات والان يتسمع الكثير على العموم افادك الله