حوارات ولقاءات
حوار مع دكتور فقه مصاب بالايدز.. (2 – 2)
قبيل الساعة الثامنة من صباح الجمعة تحركت حسب الوصف واجتزت سوق ليبيا، ومنها غرباً لمسافة نصف ساعة تقريباً بطريق قتاشة حتى انقطع شارع الاسفلت، لادخل بعدها في طريق متعرج وعر مليء بالحفر والحجارة، بعدها دخلت الحي العشوائي الذي يسكن فيه دكتور الفقه، وزوجاته الثلاث، ولولا متابعتي معه بالموبايل لتهت وسط الازقة فالحي عشوائي غير مخطط.. اخيراً بلغت المنزل فاستقبلني ببشاشة لحظتها فيه منذ حواري معه (الحلقة الأولى) والتي اجريتها معه بمقر الصحيفة بالخرطوم.. ادخلني للغرفة التي ترقد فيها زوجته المريضة بالايدز وسرطاني الثدي وعنق الرحم.. حقيقة عندما وقعت عليها عيناي ألجمني الصمت من منظرها.. فهي شاحبة ناحلة، زائغة العينين، وقفت امامها وهي ترقد على السرير وقلت لها كفارة؟ قالت: كفر الله سيئاتك.. المسكينة لاتدري انها تحتضر، ولاتعلم اصابتها بالايدز ولا السرطان، اذ قال لها زوجها انه مجرد التهاب وسيزول.. قام زوجها الدكتور بتحضير كوب عصير مثلج وقدمه لي فتجرعته عن آخره، واردفه بآخر ألحقته بالأول، فقد بلغ الظمأ بي مبلغاً لطول المسافة التي قطعتها، ووعورة الطريق بعد انتهاء الطريق الاسفلتي، بعدها نادى الدكتور على ابنائه الواحد تلو الآخر لمصافحتي والترحيب بي حتى بلغ عددهم (12)، قال لي والدهم وهو ينظر إليهم بحنان بالغ: معظم ولادتي بنات، فلدى عشر بنات وثلاثة اولاد ذكور، وكانوا (16) توفى منهم بالايدز اربعة، ثلاثة اولاد ذكور وبنت، اثنان من الاطفال الذكور المتوفين تؤام من الزوجة الثالثة، والطفل الذكر من الزوجة الأولى وكذلك البنت المتوفاة ويعيش معي بجانب اطفالي وزوجاتي الثلاث والدتي الكفيفة (67) سنة وهي كفيفة منذ (19) سنة. زوجتي الاولى المريضة بالايدز والسرطان تعيش في منزل لوحدها مكون من غرفتين وفرندة.. وزوجتاي الآخريات تقيمان في منزل واحد، ولا يفرقهما سوى النوم، وكل منزل مؤجر بمبلغ (ثلثمائة وخمسين جنيهاً).. بعد انصراف أبنائه ودخول زوجته الأولى لوالدتها التي تقيم معها منذ شهور لرعايتها، قال لي بهمس وكأنه يخشي ان يسمع حديثه احد: بعد عودتي من الصحيفة عقب اجراء الحلقة الأولى من الحوار فكرت فيما قلته لي بضرورة اجراء فحص الايدز لزوجتي الآخريتين، وفعلاً توجهت بهما للفحص وللأسف النتيجة كانت كما توقعت الفيروس انتقل إليهما مني.
* متى وأين فحصت لهما؟
– الاربعاء الماضي بمعمل ستاك بالخرطوم، كما فحصت لأحد ابنائي يوم الثلاثاء شجعني على ذلك الحوار الذي نشرته بـ (الرأي العام)، ففي نفس يوم الحوار (الثلاثاء) التقيت بفاعل خير باحد مساجد ام درمان، فقال لي: انت صاحب الصورة المنشورة بـ (الرأي العام).. أنت دكتور الفقه المصاب بالايدز، أليس كذلك؟ وعندما أكدت له المعلومة قام بدفع قيمة فحص واحد أجريته بمستشفى آسيا بأم درمان لواحد من اطفالي.
* كم دفع لك فاعل الخير؟
– خمسون جنيهاً للفحص بجانب (مائتين واربعة وثمانين جنيهاً) لجرعات الطفل الخاصة بالايدز، ثم نادى على الطفل وهو في غاية الضعف والهزال، يعاني مثل بقية اخوانه واخواته من مظاهر سوء التغذية بشكل لاتخطئه العين.
* لماذا سوء التغذية؟
– لعدم توافر الغذاء.
* ماذا يأكلون؟
– سلطة بالدكوة، واحياناً قراصة بملاح تقلية، ولقد أوصاني الاطباء بضرورة التغذية الجيدة المتكاملة لاطفالي خاصة المصابين بالايدز، وانت شاهد على سوء التغذية البادية عليهم وكثير من الاطباء نصحوني ان اقدم لهم باستمرار لبن الماعز (golden goat) – الماعز الذهبية – وهو في شكل بودرة سعر العلبة الواحدة خمسون جنيهاً، أو لبن ماعز طازة وهو غير متاح كالمجفف ولا يتوافر لهما إلاّ برعايتنا لماعز.
* اذا تبرع لك فاعل خير أو جمعية خيرية بماعز حلوب، أو ماعزتين، فهل تقبل ذلك؟
– هذه ستكون أغلى هدية وستفك عني وعن اطفالي وزوجاتي أكبر كربة، لأن لبن الماعز يسهم بشكل كبير في رفع مناعة اطفالي وزوجاتي الثلاث المصابين بالايدز.. وهناك اشياء مستعجلة نصحني بها الاطباء وهي ثلاجة وخلاطة.
* لماذا ثلاجة وخلاطة تحديداً؟
– الخلاطة لخلط الطماطم وتقديمها كعصير لاطفالي وزوجاتي، اضافة لخلط بذرة القضيم، لانها حسب نصيحة الاطباء لي أكبر تعويض للمصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز).
* كم عدد اطفالك المصابين بالايدز؟
– خمسة، وهناك اربعة لم افحص لهم بعد.
* لماذا؟
– لان الفحص للطفل الواحد يكلفني خمسين جنيها.ً
* لكن حسب علمي فان فحص الايدز مجاناً؟
– مراكز الفحص الطوعي المجانية بعيدة، والفحص بالمراكز يوم واحد في الأسبوع حسب علمي، ثم انني حتى لو فحصت لهم، فمن اين احضر لهم الجرعات العلاجية، فالآن اشتري العلبة الواحدة من حبوب الايدز بمبلغ (مائة وثمانين جنيهاً).
* من أين تشتريها؟
– من الصيدليات الخاصة.
* وكم تكفي العلبة الواحدة للطفل أو الزوجة المصابين؟
– خمسة أيام بمعدل حبتين صباحاً ومساء. والآن اصبحنا نحتاج الى ثماني علب، خمس لاطفالي الخمسة المصابين، وثلاث لزوجاتي الثلاث، وذلك كل خمسة أيام، اي أنني احتاج لمبلغ (ألف واربعمائة واربعين جنيهاً) كل خمسة أيام، فمن اين لي بهذا المبلغ الكبير، رغم انني احتاج لنفس العلاج، لكن المهم اطفالي وزوجاتي، هذا بجانب ان جرعة السرطان لزوجتي الأولى المصابة بالايدز وسرطاني الرحم والثدي تكلف (ثمانمائة وعشرة جنيهات) كل أسبوع.. فمن اين لي بكل هذا؟!
* ذلك يعني ان زوجتك الأولى بلا اية جرعة للسرطان؟
– أجل.. لدرجة انها بدأت تنزف دماً وتتقيح صديداً، وحلمتا الثدي ترشحان رشحاً غير طبيعي، ولم يتبق لها من علاج سوى (الغسيل الحديدي)، بينما نفدت المراهم والحقن، وحتى ما تبقى من الغسيل الحديدي أصبح بكمية ضئيلة لا تكفي ليوم واحد، كما ان الاطباء اوصوا بضرورة ارتداء زوجتي المصابة بالسرطان (حمالة طبية) من البلاستيك وظيفتها عزل الثدي المصاب بالسرطان عن ملامسة الملابس والهواء، قيمته (ألفا) جنيه بالصيدليات، ونتيجة لتقرح الثديين أصبحت انظفهما لوحدي بمعدل (3 – 4) مرات يومياً، لازالة الصديد والدم منهما، واطهرهما بماء الملح لعدم وجود المطهرات الطبية.
* ذكرت انك تحتاج لمبلغ كبير لشراء حبوب الايدز التي تؤخر انتشار الفيروس، ولكن معلوم انها توزع للمرضى مجاناً.
– لا.. الحبوب ليست مجانية، فالمفترض شيء والواقع شيء آخر، فنحن نشتريها من الصيدليات الخاصة.
* ألم تلجأ للبرنامج القومي للايدز؟
– ذكروا لي هناك انهم لن يعطوني علاجات إلاّ بعد ثلاثة أسابيع قد تمتد لاربعة.
* لماذا حددوا لك هذه الفترة؟
– ذكروا انهم لا يقدمون الحبوب للمصاب إلاّ بعد التثقيف بالمرض، ورفضت ذلك بالنسبة لزوجتي الأولى لأنني لا ارغب في اخبارها بالمرض حتى لا تتأزم حالتها، ربما يمكنني اخبارها بعد الشفاء.
* ولكن يا دكتور مرض الايدز لا علاج له؟
– لا.. هناك علاج للايدز فوفقاً للاطباء فان مريض الايدز يمكنه ان يعيش (عشرين) سنة، اذا توافرت له العلاجات اللازمة باستمرار.
* ذكرت ان مصدر انتقال الفيروس لاطفالك فرش ومعجون الاسنان من والدتهم، زوجتك الأولى، والبعض بعد قراءته الحلقة الأولى ذهب الى ان الفرشاة والمعجون غير ناقلة للفيروس، لانه عند تعرض الفيروس للهواء الخارجي، فانه سوف يموت مباشرة؟
– هذا غير صحيح، فالبروفيسور(DSH) الامريكي الجنسية، وهو من أشهر أطباء مرض الايدز، أكد ان المرض ينتشر بثلاث وسبعين وسيلة بنسبة (97.3%)، من بينها فرش ومعاجين الأسنان، فالمعجون اذا لامس الفرشاة التي يستخدمها مريض الايدز المصاب يجرح أو نزف في اللثة، يمكن ان ينتقل الفيروس الى الفرشاة ويظل حياً لمدة «اثنين وسبعين» ساعة واذا لامست الفرشاة الملوثة فتحة صباع المعجون فان الفيروس ينتقل اليه.. كما اثبتت دراسة عالمية امريكية ذلك.
* لكنك ذكرت ان اصغر اطفالك توفى بالايدز وعمره سنتان فقط.. فهل كان يستعمل وهو في هذا العمر فرشاة الاسنان؟
– بالطبع لا.. فطفلي الاصغر كان يعاني من عدة اشكالات، آخرها تسمم في الدم، وأخيراً اكتشفنا اصابته بالايدز، وانتقل له من الرضاعة فقد كان يرضع من والدته حتى عمر السنتين الى ان توفاه الله.
* متى توفى تحديداً؟
– في نوفمبر 2010م وهو آخر اطفالي الاربعة الذين توفوا بالايدز رحمهم الله
* ولكن كيف كان يرضع طفلك من والدته زوجتك الاولى وهي تعاني من النزف بالثدي لاصابتها بالسرطان؟
– لا ، نزف الثدي بدأ بعد وفاة الطفل
* وهل نفس الحال ينطبق على طفليك التوأم؟
– لا.. فهما ليسا طفلي زوجتي الاولى، بل الثانية
* ذكرت ان الفيروس انتقل اليك من زوجتك الأولى وكنت تجهل اصابتها.. فمتى انتقل اليك الفيروس من زوجتك؟
– احتمال منذ عام 2008م حيث تم نقل دم ملوث اليها باحدى مستشفيات امدرمان
* ومتى اكتشفت اصابتها؟
– في يناير هذا العام
* ومتى اكتشفت انتقال الفيروس اليك من زوجتك الاولى؟
– فطنت لنفسي بعد شهرين من اكتشاف اصابة زوجتي الاولى، وقمت بالفحص في مارس الجاري.
* حديثك السابق يعني انك كنت تعاشر زوجتيك الثانية والثالثة بعد اكتشاف اصابة زوجتك الاولى بالفيروس .. لماذا واصلت معاشرتهما رغم ان احتمال انتقال الفيروس اليك احتمال كبير من زوجتك الاولى؟
– بعد اكتشاف اصابة زوجتي الاولى توقفت تماماً عن معاشرة زوجتيَّ الثانية والثالثة، احترازاً.
* هذا يعني انك ظللت تعاشرهما طيلة الفترة التي سبقت اكتشاف اصابة زوجتك الاولى بالفيروس عام 2008م فلماذا لم تضع احتمال انتقال الفيروس اليك من زوجتك بعد اكتشاف اصابتها وبالتالي تسببك في انتقال المرض اليهما..؟ لماذا لم تتوقف عن معاشرة زوجتيك الثانية والثالثة اذاً؟
– أجل الفيروس كان يسبح في دمي لكنني لم أكتشف إلا اخيراً في مارس الماضي لعدم قيامي بالفحص ولأن المرض اللعين لم يقعدني ولم اكتشف اصابتي إلا بعد اصابة زوجتي الاولى بثلاث سنوات.
* ألم تعاشرهما بالعازل الذكري احترازاً؟
– لا
* لماذا ؟
– يا استاذ المثل يقول« الباب البجيب الريح سدو واستريح».
* ولكن كيف اقنعتهما بعدم ممارسة حقهما الشرعي؟.. كيف بررت لهما ذلك خاصة وانهما لا تعرفان انتقال الفيروس اليك؟
– عدم تناول اسرتي الكبيرة للوجبات في مواعيدها كالآخرين اعتبره تقصيراً مني تجاه زوجاتي وربما يكون ذلك دافعاً لرفض المرأة للرجل ، لأنني لا أستطيع توفير لقمة العيش الكريم لهن، وهن اقتنعن بذلك
* هل اقتنعن بهذه البساطة؟
-ليست هذه بساطة كما ذكرت، بل ان سبب قناعتهن انهن حافظات لكتاب الله، ثم انهن يحسن بمشاكلي الاجتماعية والمادية لانها ظاهرة لا عربة ولا منزل ولا مصدر دخل ثابت.
* اذاً انت بلا مصدر دخل فمن أين تطعم زوجاتك الثلاث وأبناءك الـ «12».. كيف ومن أين تطعم كل هذه الافواه؟
– الحي رزقو حي.
* الجميع يعلم ذلك، ولكن نريد تفسيراً منطقياً اكثر؟
– أقوم بتدريس القرآن الكريم والعلوم الاسلامية للمواطنين من الجنسين بالمنزل مقابل «5» جنيهات للواحد في الاسبوع.
* كم عدد الدارسين الذين يأتون اليك؟
– حوالي (سبعة عشر) وهم غير منتظمين، وادرس ساعة واحدة يومياً وهذا اصبح مصدر دخلي الوحيد منذ استقالتي من الجامعة قبل حوالي (8) أشهر وحتى الآن.
* ولكن هل يكفي دخلك من تدريس القرآن وعلومه والبالغ حوالي (خمسة وثمانين) جنيهاً في الاسبوع لمنصرفات اسرتك الكبيرة؟
– بالطبع لا تغطي شيئاً سوى القليل من نفقات اسرتي الكبيرة خاصة وان المصائب تكالبت علينا، ففيروس الايدز يسبح في دماء كل الاسرة تقريباً.. وكما قلت لك سلفاً (الحي رزقو حي) فقد اتصل بي فاعل خير بواسطتك وابدى تبرعه بمواد تموينية مختلفة، نسأل الله اللطف بنا وان نجد من هو أهل لهذه الكربة ودرء ما علينا من كارثة صحية واجتماعية فبعد أن كنا نشكو المرض وحده اصبحنا نشكو الآن المرض والمأوى وضروريات ومتطلبات الحياة في ابسط صورها.
* لحظت اثناء وجودي معكم بالمنزل، انك تمنع اطفالك الخروج من المنزل.. لماذا؟
– لان مصاب الايدز يجب ألا يتعرض لاي جرح او خدش خاصة الجروح التي تفرز دما فذلك يُعدى الآخرين خاصة ان اطفالي يتعاملون مع اطفال مثلهم اذا خرجوا للشارع للعب، لهذا السبب منعتهم الخروج من المنزل واللعب مع اقرانهم من الاطفال، وذلك خوفاً على اطفال الآخرين رغم ان ذلك يحز في نفسي ويؤلمني كثيراً
* ولكن كيف تفسر لاطفالك هذا المنع القاسي بالنسبة لهم؟
– الطفل اذا توافرت له بعض الوسائل البسيطة يمكنه البقاء بالمنزل.
* وماذا وفرت لاطفالك حتى لا يخرجون من المنزل للعب بالشارع؟
– وفرت لهم جهاز تلفزيون وديجيتال.
* كيف ومن أين سددت سعرهم وانت بلا مصدر دخل ثابت؟
-بالاقساط سددت منها ثلاثة اقساط، ومتبقى اربعة فالجهاز زائد الديجيتال والطبق كلفني (ألف) جنيه تبقى منها (ستمائة) جنيه فالتلفزيون كفيل ببقاء اطفالي بالمنزل.
* هل لديك رسالة ترغب في توجيهها في ختام الحوار؟
– لصحيفة (الرأي العام) اقول جزاكم الله عنا كل الجزاء فانتم تقومون بعمل جليل نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم. وزيارتك لنا بالمنزل بهذا الحي النائي استاذ التاج عثمان ممثلا لصحيفة (الرأي العام) المقروءة والموضوعية منذ عشرات السنين ويوم الجمعة وهو يوم راحة كان له أبلغ الاثر في نفسي واسرتي رغم انهم لا يعرفون هويتك.. كتر الف خيركم لوقوف الصحيفة على حالتنا ومعاناتنا ميدانياً وبهذا يكون ثبوتاً علينا امام الله سبحانه وتعالى لمن اراد معرفة حال اسرتي واطفالي وأقول لجميع من تفاعل مع كربتي بعد نشر الحلقة الاولى بارك الله فيكم ولكم ولا اراكم الله مكروهاً .. استاذ التاج نحن مدينين لك بالشكر الجزيل امام الله سبحانه وتعالى يوم يقف الناس للحساب امام رب العالمين.. ونقول لعامة الناس ما تعرضنا له ما هو إلا عبرة وعظة. اضغط هنا للجزء الاول من الحوار
الراي العام[/SIZE][/JUSTIFY]
[SIZE=7]الأخ الكريم المتعايش مع فيروس الايدز والأخ الفاضل (التاج عثمان): سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته. شفاك الله أخى الكريم وهو قدر الله.
إخوتى: تعجبت من حديث هذا الشيخ فيما يخص علاج الايدز والفحوصات وهذه المبالغ الطائلة التى ذكرها قيمة لها. أقول وأشهد الله على ذلك أن فحص الايدز وعلاجه تقدم مجانا لكل المصابين من قبل البرنامج القومى لمكافحة الايدز وهم يقدمون هذه الخدمات مجانا عبر مراكز منتشرة فى كل الولايات. وفى ولاية الخرطوم وحدها هنالك عدد من المراكز تضم كل الكوادر المطلوبة لتقديم هذه الخدمة.
ذكر الأخ المصاب أن المراكز بعيدة وسؤالى من أين هى بعيدة؟ هذه المراكز موزعة جغرافيا بحيث يسهل الوصول إليها من كل أرجاء الولاية. يمكنك الذهاب فى أى لحظة خلال ساعات العمل الرسمية لمستشفى أمدرمان حيث يوجد أكبر مركز بالسودان يقدم الخدمات العلاجية المجانية. هذا المركز يعمل به أكثر من (25) كادر صحى متخصص (إختصاصيى باطنية وأطفال وأمراض جلدية وتناسلية وصدر كما يوجد به أطباء عموميين وسسترات وباحثيين نفسيين وتقنى مختبرات و صيادلة ومساعدى صيدلة). هذا المركز يتبع لبرنامج الايدز ويقدم كما ذكرت خدماته مجانا.
أظن بعد هذا لامبرر للتعلل بالقيمة العالية للعلاج والفحوصات.
أما مايلى أمر السرطان (شفاها الله هذه الأخت) فلا علم لى لكى أساعدك ولكن بلا شك هنالك جهات مسؤولة]
الأخ الأستاذالتاج عثمان: أولا أشكرك على تكبد المشاق فى أمر هذا النشر و”السبق الصحفى” ولكن ألا تتفق معى أنه كان أفيد إرشاد هذا المريض للمراكز المقدمة للخدمة (وإن لم تكن تعلم موقعها يمكنك الإلمام بذلك من خلال إتصالات قليلة جدا) فيكون ذلك أفيد للمريض والمجتمع فقد أبرز هذا النشر كأن هذا الشيخ يستغل هذا الظرف المرضى
ترك هذا الشيخ التدريس بالجامعة قرار شخصى محض والجامعة لن تفصله بسبب مرضه وهنالك متعايشيين مصابين لأكثر من (15) سنة ويعيشوا حياتهم طبيعية ويمارسوا أعمالهم فى دواويين الحكومة كما الاخريين من الموظفين والعمال.
إخوتى الصحفيين لا تجعلوا إحداث خبطة صحفية أو سبق صحفى سببا يجعلكم تنسوا دوركم فى إرشاد المواطنيين وتبصيرهم وأنتم تمتلكون الالة الإعلامية واسعة الإنتشار.
حمى الله تعالى البلاد والعباد مخاطر هذا المرض اللعين وشفا المصابيين ونور دربنا. والله من وراء القصد وهو يهدى للصراط المستقيم