أحاجي أم هايدي: حجوة علاء الدين والمصباح العجيب
وعلى ضوء الظلم .. اوه معليش اقصد الظلمة الضاربة اعشاشها بالبلد، لذا فقد شابه حال ذاك الشعب الذي في زحفه ناحية قصر السلطان المتلالئ حال الفراشة البتطير للنار بجناحيها.
ولكن.. ولكن.. وما أن هم المأذون بالبدء بعقد قرآن العريس «ود الوزير» على عروسته بنت السلطان، الا واختفى العريس بغتة من بكان هو قاعد، ليتصايح المدعوون من نساء ورجال قائلين:
ـ يا يُمه بسم الله .. الـ «جان» خطف عريس بنت السلطان.
ـ نحنا مش قلنا ليكم انو الدولة بتتعرض لمؤامرة امبريالية صهيونية.
حتى إذا ما وصل هذا الكلام لأذن العروس «بدر البدور» الجالسة بجناحها الا وتمتمت بارتياح قائلة:
ـ الحمد ليك يا الله..!!
والتي ما ان سمعتها تلك الدلالية التي جعلتها الاميرة من حاشيتها المقربة لانها كانت بتبيعها اكسسوارات واغراض نسائية لم تر لها نظيرا.. الا وسألتها بدهشة فيما هي تدس ذاك المصباح بين ثيابها:
ـ مولاتي .. يعني انتي ما بتدوري تعرسي ود الوزير؟!
ـ ايوه انا ما دايره اعرسه، حسع عليك الرسول يا خالتي فلانة دي منو دي البتعرس ود الوزير ده اللي لا شغال بالقراية ولا الكتابة ولا عنده شغل ولا مشغلة، غير انه يغرف من خزنة ابوه وابو الدولة ؟!!! وانا ما قبلت بيهو الا لانه ابوه اقنع ابوي السلطان انه يتخذه ليه ولد لاني وحيدته، وبعدين ابوه الوزير ذاتو ما راجل ظالم.. حسع عليك الله شفتي ليك ظلم اكتر من انه يأمر بتأجيل عملية صيانة محطة توليد الكهرباء بحجة انو خزنة «مولاه الحاكم بامره» مليم احمر ما فيها .. علما انو ميزانية اغراق قصرنا بالاضواء دي ممكن ينشئوا بيها محطة توليد كهربائية جديدة، خليك من انو يصينو بيها القديمة.. ولكن كده حسع خلينا من سيرة الوزير وولده.. وقولي لي شنو حكايتك مع المصباح ده الدايره تدسيهو مني وسط هدومك؟!
ـ والله يا مولاتي كان ده فهمك وده كلامك انا بوريك حكاية المصباح ده شنو معاي، وممكن اسوي بيهو شنو.. لكن في الأول مشي باقي حاشيتك دي من اوضتك.
والذين ما ان انصرفوا الا وتوجهت الدلالية بالحديث للاميرة قائلة:
ـ انا اصلو يا مولاتي بتر القطن بالمُترار واغزله وببيعه في السوق وبعيش بيه انا وعلاء الدين ولدي الفد واحد العاطل عن الشغل، وبالمناسبة انتي لو عرفتي انه «علاء الدين» ولدي ده دور على شغل لمن رجليه حفن.. وتتذكري انه الشغل في وكت وزير ابوك «مُطيع بن هُمام» بقى بالواسطة.. ح تعرفي انه «علاء الدين» ولدي ما عاطل بمزاجو.
ولأنه «علاء الدين» ولدي ولداً قلبه حار قام قال لي يوم:
ـ يُمه .. انا بدور اهاجر من البلد الظالم اهلها دي يمكن الله يكون كاتب لي رزق في بكان تاني.
وانا يا «بدر البدور» يا بتي اول ما سمعت كلامه الا وحسيت ليك بقلبي بيدور يقع مني، وقمت من جنبو ما شايفه حاجه اصلو الدموع كانت بتجري من عيوني زي المطر، وعشان «علاء الدين» ما يشوفني بحالتي ديك قمت «داك اليوم» دخلت المخزن المضلم البنخت فيهو الكراكيب من زمن جدي، ولاني كنت ما شايفه حاجه قام في شيء عتر لي ولمن انحنيت على الارض ومديت يدي عشان اعرف العتر لي ده شنو، لقيتو ليك مصباح قديم، قمت شلتو وقلت الحمد ليك يا الله الرزقتنا بالمصباح ده عشان ننور بيه بيتنا وكتين الكهربا تقطع منه، وقمت جبت لي قطعة قماش قديمة وبقيت امسحه بيها عشان انضفه من الصدا المغطيهو، وبس كدي يا مولاتي اول ما بديت امسحه الا واشوف ليك دخان طالع منه واللي اتقلب بعد داك لـ«جني» طوله طول قصركم ده! و«الجني» اول ما شافني يا مولاتي الا وقال لي:
ـ شبيك لبيك عبدك تحت أمرك، اطلبي اي حاجة سيدتي الا وتلقيها بين ايديك.
وانا يا مولاتي والنصيحة ليك يا الله اول ما شفتو ريقي نشف وعيوني طارن ورجلي بقن يتراجفن من الخُلعة، لكن وكتين لقيتو بيقول لي انه تحت امري قمت شوية كدي جريت نفسي وقلت ليه:« جيب لينا صينية مليانة بالاكل اشكال وانواع»، الا والقاه ليك يا اميرة وقبال ما اتم كلامي خت الصينية قدامي، واول ما شفتو ليك بيتحول تاني لدخان ويخش المصباح، قمت طوالي ناديت على «علاء الدين» ولدي اللي لمن لقى الصينية قدامي قام سألني باستغراب:
ـ يُمه .. الجاب لينا الصينية ده منو؟!
فقمت كلمته بقصة المصباح وقلت ليه:
ـ آهه .. بعد ده مشاكلك كلها اتحلت وبقى مافي اي داعي لانك تهاجر.
لترد عليها حينذاك الاميرة بخشم واقع من الدهشة:
ـ ده مصباح عجيب .. آهه يا خالتي ام علاء الدين وريني بسرعة تاني الحصل شنو؟!.
لتجيبها «ام علاء الدين» قائلة:
ـ الحصل يا بتي انه مع اول لقمة رفعها «علاء الدين ولدي» الا وسمع ليك اطفال جيرانا الصغار بيبكوا بصوت عالي وبيقولوا انهم جعانين وابوهم بيرد عليهم بصوت مكسور ويقول ليهم يا وليداتي اصبرو .. يا ربي انا اجيب ليهم اكل من وين وانا ما لاقي لي شغل؟!
طوالي «علاء الدين ولدي» رجع اللقمة للصحن وقال لي:
ـ يُمه..انا ما عندي قلب اكل وجاري جعان.
وبصوت ينضخ فخرا اضافت «ام علاء الدين» قائلة:
ـ اصلو يا بتي «علاء الدين» ده ما تربيتي، لكن كدي النكمل ليك قصة المصباح.. آهه .. بعد داك «علاء الدين» قام شالو مني وطلب من «الجني» انه يديه اراضي زراعية كتيرة جمب النيل، وقام بعد داك قسمها على كل اهل البلد الفقرانين واولهم كان جارنا ابو الوليدات الجيعانين، ولمن زرعوا وحصدوا وباعوا المحصول قام «علاء الدين» شال المصباح وقال داير يرميه في النيل لانه ما داير يتكل عليه في معيشته فأنا قمت حلفتو وقلت ليها خليهو بس يحقق لي آخر امنية في حياتي وهي اني اعرس ليك الاميرة «بدر البدور» البيحكوا ويتحكوا عن حكمتها وعقلها، وبكده يا مولاتي ح تكوني عرفتي انو «جني المصباح العجيب» حقي هو اللي خطف عريسك «ود الوزير» .. وانتي حسع يا «بدر البدور» شن قولك في خطبتي ليك لـ «علاء الدين» ولدي؟!
لتجيبها بدر البدور:
ـ يكفيني بس منه انه شخص مثابر وبيسعى لحل مشاكل غيره عشان اوافق بيهو، اما بالنسبة لموافقة ابوي السلطان الحاكم بأمره على «ولدك» فانا متأكدة اني بعد ما احكي ليه عن صفات «علاء الدين» انو ح يتخذه ليه مش ولد بل وريث للعرش..آه وبالمناسبة يا خالتي ام علاء الدين انتي ما قلتي لي «جني المصباح العجيب» عمل شنو في «ود الوزير»؟!
ـ ابدا ما عمل فيهو حاجة غير خلاهو «مهاجر غير شرعي» بـ «عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر» .. الغربي..!!
صحيفة الصحافة