قير تور
نأكل مما ننتج
عصر الزيت بالجمال ليست عملية جديدة سواء عندي أو عند سكان السودان، لكن الجديد اليوم أن تكون الخرطوم عاصمة جمهورية السودان خاصة إذا علمنا بأن السودان دولة عضوة من بين 192 في الأمم المتحدة وقد نالت إستقلالها قبل نصف قرن وأكثر.
بجانب ذلك فقد رفعت الحكومة قبل عقدين شعار “فلنأكل مما ننتج ونلبس مما ننسج”، وعليه فإذا كان إحاطة العاصمة القومية بجمال تعصر الزيوت بتلك الطريقة البدائية ونحن على اعتاب العقد الثاني من الألفية الثالثة فانا اقول بأن الشعار لم يأت بجديد فالذين سبقوا حكومات ما بعد الاستقلال كانوا يعرفون هذه الطريقة… فكنا نتوقع أن يزداد عدد المصانع ليست تلك المنتجة لزيوت الطعام فقط بل المنتجة المعدنية خاصة بعد النجاح الباهر الذي تحقق بإنتاج النفط وتصديره وصار حقيقة واقعة ناكرها يتألم من داخل قلبه لأنه يدرك نفسه عنيدا فقط..!!
إن عودة العاصمة إلى عصر الالات التي تستحق أن تكون مخصصة للسياحة في عصرنا هذا ليس ناتجاً عن خلل في نظام الحكومة التي تحكم دولتنا فقط بل، حسب رأيي يعود إلى خلل كبير في المجتمع الذي نحن منه جميعنا حكومة ومعارضة وشعب له جزء من الوزر الواقع عليه.
أليس فينا من يختلف مع شقيقه فيقرر مقاطعته، ثم أنه يوسع زوجته ضرباً مبرحاً هذا إذا لم يطلقها بسبب أنها زارت هذا الشخص (العواليق).ألسنا بالذين يجب علينا الإحتكام براي اي من اخواننا فنقاطع من خالفه الرأي ونطلق نساءنا لأنهن لم يعجبن اي من أخواتنا؟.إذن ما هو الجديد الذي سيأتي به قادتنا السياسسيون وهم نشأوا من نفس المجتمع الذي نحن فيه؟ هل سيأتون بخلق جديد لم يكن معهودا؟.نحن من يأتي أحدهم مبتسماً وفرحاً فيصف أحدهم بكل الصفات الجميلة التي يعجز عنها حتى شعراء المديح لأنه ببساطة لقي ما يرضيه عند ذلك الشخص بل يمكنه وصف كل من له علاقة بذلك بالكريم الشهم….. وعلى النقيض تماما فلا تتفاجأ إذا وجدت أخاك أو قريبك يتكلم عن زميلك الذي كان معك بالمدرسة أو الجامعة أو في العمل بكل قبيح، حتى أنك تستمع بإنتباه شديد له غير قادر على تكذيبه وفي النهاية يقول لك بأن ذلك إختلف معه في الإنتماء أو عامله بمساخة…!!.
إذن فكل واحد فينا يعرف الكثير من الأشياء، ولسنا نفتخر بتخصصنا في شئ واحد حتى يكون كل فرد بحاجة لاخيه الآخر المتخصص في الشئ الذي يجهله. وعليه فالحكومة تعرف كل شئ والمعارضة تعرف كل وكذلك الشعب يعرف كل شئ ولذا فلسنا بحاجة لبعضنا كفريق يريد النصر كوحدة واحدة… هيا بنا نظل نبقي أنفسنا على ذلك المنوال فهناك من يفرحهم ما اشرنا اليه بعودة عصر الزيت بالجمال ليس حباً في طعام السمسم بل لأنهم يريدون الضحك من السؤال: هو السمسم وينو؟.
لويل كودو – السوداني
6 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com
وعلى النقيض تماما فلا تتفاجأ إذا وجدت أخاك أو قريبك يتكلم عن زميلك الذي كان معك بالمدرسة أو الجامعة أو في العمل بكل قبيح، حتى أنك تستمع بإنتباه شديد له غير قادر على تكذيبه وفي النهاية يقول لك بأن ذلك إختلف معه في الإنتماء أو عامله بمساخة…!!
مؤسف حقا، لا تعليق.