عالمية

السعوديين يغرقون في دوامة الديون لسنوات مقابل ترفيه لأيام

[JUSTIFY]تتسابق الشركات والبنوك السعودية في توفير منتجات وخدمات بأقساط مريحة جداً، وطال هذا الأمر الرحلات السياحية، بحيث أصبح السفر متاحاً لذوي الإمكانيات المادية الضعيفة، لكن هذا النوع من الاقتراض قد يدخل الفرحة في نفوس المواطنين لأيام لكنه يبقيهم في دوامة الاقتراض سنوات عدة.

ويقول موظف حكومي عبدالله أبوفهد إن المجتمع يلعب دوراً رئيسياً في ما يخص الاقتراض بهدف السياحة وشهر العسل، كأن ترغب العروس في قضاء شهر العسل خارج المملكة أسوة بصديقاتها على سبيل المثال ومع ظروف الزوج التي قد تكون غير جيدة قد يلجأ إلى التقسيط تلبية لرغبة العروس وكذلك الأمر بالنسبة للسياحة، وللأسف هذا خطأ طبعاً.

أما الموظف ماجد الجزيري فيقول إنه إذا كان الشخص يملك القدرة على التسديد فلا يوجد مشكلة، مضيفاً أنا على سبيل المثال دخلي الشهري جيد وإذا حلت الإجازة الصيفية وليس لديّ سيولة كافية فمن الممكن أن ألجأ للتقسيط ومن ثم أقوم بالتسديد في ما بعد. وأضاف: لا أرى مشكلة في الدين طالما كانت القدرة على التسديد متوافرة.

وجود كفيل

ورأى صاحب أحد مكاتب السياحة في الرياض التي تقدم خدمات التقسيط سعيد راضي، في تصريحات لصحيفة “الجزيرة” السعودية، أن معظم الشباب حديثي الزواج يواجهون اليوم مشكلة في قضاء شهر العسل نظراً لارتفاع التكاليف، وكذلك الأمر بالنسبة للسياحة الخارجية ومن هنا بدأنا تنفيذ هذه الفكرة الجديدة على السوق السعودي وهي تقسيط هذه الخدمات ثم ألحقناها بفكرة الدراسة في الخارج.

وأضاف راضي: بدأنا تعاملنا مع أحد البنوك حيث إنهم يقسطون للراغبين في السياحة ونحن بدورنا ننفذ برنامج “كاش”، بمعنى أن البنك هو الذي يتعامل مع العميل وهو الذي يقوم بتمويل المبلغ ونحن وسطاء فقط، لأننا نقدم خدمة للعميل وهي مثل تقسيط السيارات، والأثاث وهناك مثلاً تقسيط عقار.

وأوضح أن شركته تقوم بتصميم برنامج السياحة الذي يشمل التذاكر وأجور الفندقة مع السيارة وتقوم بحساب إجمالي التكلفة للسائح.

وأكد تعامله مع شركات تقسيط مصرح بها ولها نظامها ولوائحها في السوق، وبالنسبة للمرابحة فتختلف حسب العميل وحسب ما تراه الشركة وحسب الراتب وحسب مدة التقسيط.

وبيّن راضي أن الشركات المقسطة تشترط وجود كفيل، أما البنوك التي نتعامل معها فإنها لا تشترط ذلك. وأضاف: حسب علمي لا يوجد دفعة مقدمة والتقسيط ميسّر، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً قائماً بينهم وبين الفنادق، وهناك تعامل مباشر وتعامل عن طريق وسيط.

وفي ما يخص التعليم قال راضي: توجد برامج مع الجامعات للطلاب الراغبين في السفر خلال الصيف للتعلم كالطالب الذي يريد السفر شهراً أو شهرين لدراسة اللغة الإنجليزية وليكن في بريطانيا مثلاً وبحساب التكلفة يكون الإجمالي 18 ألف ريال تشمل الدراسة والسكن مع عائلة والمواصلات والتذاكر وتكون الخدمة حسب رغبة العميل فالبعض يريد تذاكر فقط والبعض الآخر يريد تذاكر وفنادق وغير ذلك.

وأكد راضي أن “أكثر الطلبات التي ترد إلينا الآن من العائلات بغرض السياحة بسبب بعض الأحداث بالدول العربية التي كانت وجهة مفضلة للسائح السعودي، حيث أثرت على 60% من حركة السياحة”.

القدرة المالية

من جهته، اعتبر الاقتصادي فضل البوعينين فكرة السياحة بالأقساط من الأفكار التي لها انعكاسات سلبية على المجتمع من الناحية المادية، فهي تشجع على التوسع في المديونية مقابل أمور يمكن الاستغناء عنها كالسياحة على سبيل المثال رغم ما للسياحة من أهمية من الترويح عن النفس واتساع المدارك والثقافة والمعرفة، إلا أنها يفترض أن تكون مرتبطة بالقدرة المالية، وبمدى إمكانية وظروف الشخص المادية.

وأشار إلى أن هذه من الأمور التي تثقل كاهل المواطن وتدخله في دوامة القروض والأقساط الشهرية التي تبدأ مشاكلها بعد فترة السياحة القصيرة. وأضاف أن المواطن سيدفع سنوات من عمره في سداد مديونية خصصت لقضاء أيام معدودة في الخارج.

وفي ما يخص برامج التعليم قال إن برامج التعلم بالخارج بالتقسيط تستحق أن يخصص المواطن من أجلها جزءاً من دخله، وإن لم يجد فهنا يصبح الاقتراض له مبرراته بشرط أن يتوافق حجم القرض مع القدرة على السداد مستقبلاً دون إرهاق لميزانية الأسرة بشكل يؤثّر على حياتهم اليومية.
[/JUSTIFY]

العربية نت