قير تور

جبال النوبة

[ALIGN=CENTER]جبال النوبة [/ALIGN] إحدى الاغنيات المحلية بلغة الدينكا التي تغنى بها صديقنا اجينق مثيانق عنوانها (جبال النوبة)، وفي اغنيته تلك شبه محبوبته بجبال النوبة. وأذكر أن أحدهم مرة تساءل وهو يستمع لتلك الأغنية قائلاً:”أهذا مديح؟…إنه ذم فتلك الفتاة التي تشبه بالجبل لم تمدح؟”.على كل حال فلم أعلق ما قال الرجل لكني تأملته وفي نهاية تحليلي خرجت بتحليل شخصي ـ وأعذر من له رأي موافق ذلك الشخص ـ خلاصته أن الرجل جاهل بالجبال بصفة عامة وجبال النوبة بصفة خاصة وعليه فإن ما قاله لا يعتد به مثله الصادر عن طفل غير بالغ أو الحديث الصادر عن مجنون.
كان علي تذكر التأريخ وكما سبق أن ذكرته الزميلة علوية عبد الرحمن وهي تتصدى بقلمها قبل ستة أعوام بصحيفة الخرطوم مونيتور عندما تعملق أحد وزراء (تفلحون) قبل التفتت إلى بقية الفروع الأخرى… فجبال النوبة كان الملجأ الأمين عندما هب الامام محمد أحمد المهدي ضد الأتراك.
ومن جبال النوبة توحد السودانيون بمختلف لهجاتهم ومعتقداتهم والوانهم السياسية في تشجيع فرق كرة القدم فأغلب أمهروأفضل لاعبو كرة القدم بالسودان من أبناء جبال النوبة، وكرة القدم هي اللعبة التي جمعت الصادق المهدي وعمر البشير في تشجيع الهلال من جهة والدكتور قرنق مبيور وجعفر محمد نميري في تشجيع المريخ…… وعندما كان كمبا كابتنا لهلال بورتسودان تجد استاد بورتسودان ممتلئاً جماهيراً من كل القبائل وليس ابناء الشرق فقط.
وفي بداية ايام الانقاذ كان واحد من الضباط الذين لهم مساهمة كبيرة في نجاح الثورة من جبال النوبة وهو اللواء ابراهيم نايل ايدام.
وفي الحركة الشعبية لتحرير السودان كان الراحل يوسف كوة صاحب الخطاب القوي الذي صك عبارة (المناطق المهمشة) لأول مرة فقد كانت رسالته الأولى بالعنوان :(إلى أبناء جبال النوبة وجميع المناطق المهمشة….. من أجل من تحارب ونحن نحارب من أهلك الجياع؟… من أجل من تحارب ونحن نحارب من أجل أهلك الجهلاء؟)… ولا ننسى بأن جبال تلشي من أسرار فترة الحرب التي ستكتب عنها الأقلام مستقبلاً وقد صمد ابناء جبال النوبة في الجيش الشعبي لتحرير السودان خلف الراحل قرنق عندما تمرد عليه إخوة الدم عليه فلم يهن دماء النضال على أبناء النوبة.
وفي المارشات العسكرية فإن أفضل المارشات المستخدمة في الموسيقى العسكرية وأكثرها من جبال النوبة ولك أن تتخيل هذه النغمات الجميلة التي ما أن تسمعها حتى تدرك عظمة القوة النظامية التي تسير عليها حتى أن محاولات تغييرها فشلت.
بإختصار شديد فإن جبال النوبة حالة خاصة تستحق التوقف عندها فهم ساهموا في نجاح كل ثورة مخلصين في أماكنهم التي أختاروها ومساعدين على تقدم الفكرة التي انخرطوا فيها.
وحتى على المستوى العقائدي فابناء جبال النوبة منهم القيادات المشاركة في الطوائف الاسلامية، وفي الكنائس لهم وجود غير منكور ولا يفوتنا الراحل فيليب عباس غبوش صاحب العصا الذي لا اعرف من خلفه اليوم لحقوق ابناء جبال النوبة، وكذلك فالكجور عند النوبة له اساطينه…. إن الجبال لمن اراد التحصن بها فله ما اراد ومن اراد التزحلق من فوقها فله أيضاً وفي النهاية فالقرار مسؤول منه صاحبه وليست الجبال.

لويل كودو – السوداني
24 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com

تعليق واحد

  1. لمسات لكنك كان تكمل الباقي عشان يعرفوها التائهين عنها ويا استاذنا انت ابوبكر كاكي دا هو مندوكورو ولا شنو