هاجر هاشم

عندما تغوص الدواخل ببعضها


[ALIGN=CENTER]عندما تغوص الدواخل ببعضها [/ALIGN] * هناك في مدن بعيدة تحمل قوائمها من مخلفات الحيوانات المتجولة وتبني جدرانها من بقايا لعب الأطفال.
*
تسكن هناك محاور الطين المعتق برائحة الطعام المحروق.
فتزداد حمى الصبي وتزداد كلمات الهذيان وتبدأ مداخل القرية بالاستعداد لرقصة الحصاد..

* هناك يملأ المثقفون أوقات فراغهم بالكتابة، وتجول النساء بين عيدان الذرة النحيلة.
هناك في تخبط السحابات ببعضها يكون نفس الدوي في دواخل سكان المدينة.
أن يأتي صباح الانقشاع وهم نائمون.
إنهم يبكون في منامهم ولكن الدموع لا تخصهم وحدهم.
إنهم يشغلون الوردة عن سر عطرها.
ينتابهم قلق على مدرجات البيوت المعروشة من بقايا الأشجار.. مزينة بروث أبقارهم المملؤة بحليب الدهشة حين يكون بين شفتين صغيرتين محاطتين بروعة النونات.

* لا تملك زواياها إلا أن تجهض تكور الأوساخ العالقة بمساماتها الهازلة.
روائح المكان لا تدل على وجود العنصر النسائي فجميع النساء في الحقل، فرائحة الدخان لا تشبه رائحة الطلح المنعشة، هي رائحة الأوساخ التي يحرقها صبايا الحقل الأخضر.
طالما انتظرت ذاك الصبي المليح سارجاً جواده يحمل سوطاً رفيعاً لا يضرب جواده، فقط يجعله يحس بالفروسية.. ليلحق آخر الصبيات، تلك التي تحمل عينين تحتويان على سر معقد بجعله يحس بلدغة أفعى وشفاء ترياق في لحظة واحدة.

* برؤيتها يحس بعدم انتمائه لكوكب المدينة.. تتشقق التربة تحت حوافر حصانه يكاد يهوى ولكن يعود تماسكه بابتسامة عفوية تخرج صادقة من وجهها الأسمر.
* يضيع في مدائن دواخلها وتخوص دواخله وتصطدم حدوده مع حدودها فتنبعث من المكان رائحة الطلح ويعود العنصر النسائي من الحقل حاملاً أزهار الليمون الصغيرة.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 16/5/2010
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد