كرة القدم النسائية السودانية بين الواقع والمستحيل
إصدار قانون لرياضة المرأة
وأكد الأستاذ/ مهدي الطيب رئيس المجلس التشريعي، أن المجلس سيصدر قانونا يكفل حق مشاركة المرأة في الرياضة بالولاية، حيث قال (إننا جاهزون الآن لبناء فرق عبر وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة في المدارس الثانوية وهي المكان المستهدف الآن لإنشاء الفرق لمن لديهن الرغبة والموهبة والمهارة والكفاءة، لأن لعبة كرة القدم تحتاج إلى المهارة)، مؤكدا أيضا بأنهم سيسعون لإدخال المرأة في جميع المناشط الرياضية، (وأن دخول المرأة في مجال الرياضة من صميم اختصاصيتنا) أضاف موضحا، وأضاف إنهم سيخصصون يوما في إستاد مدينة ربك للرياضة النسوية، يوم يكون فيه الإستاد مغلقا للمرأة.
اهتمام حكومي كبير بكرة القدم النسائية
الملاحظ بأن حكومة ولاية النيل الأبيض تولي كرة القدم النسائية اهتماما كبيرا، وذلك بتشريف الوالي ووزير الشباب والرياضة ومعتمد ربك (بتدشين عمله، وأيضا في اختيار الأستاذ/ مهدي الطيب الخليفة رئيسا فخريا للجنة كرة القدم سيدات، حيث قال وزير الشباب والرياضة الأستاذ/ محمد آدم سعيد (كل حكومة الولاية ابتداء من الوالي ومرورا برئيس المجلس التشريعي مهتمون بالرياضة النسوية)، وأضاف إن (أي ميدان عاوزو جاهز الآن لهن)، مؤكدا أنهم سيبنون صالات مغلقة لتمارس فيها هؤلاء الشابات الرياضة، مبينا أنه يجب أن يكون هنالك عدد من المناشط الرياضية في كل من كرة القدم والسلة والطائرة والتنس للنساء في الولاية، كما ذكر أنه لابد لأخواتنا أن يدركن بأنهن متابعات من مجتمع متخلف وبأن للمرأة حقا في الرياضة، وبأن الرياضة علاج لعدد من الأمراض.
وأوضحت الأستاذة/ ليلى خالد بأن حضور رئيس المجلس ووزير الشباب والرياضة ومعتمد ربك خير دليل على اهتمام حكومة الولاية بلعبة كرة القدم النسوية. وأكد الدكتور/ عبد الرحمن المساعد رئيس اتحاد ربك ونائب رئيس لجنة كرة القدم سيدات بالاتحاد العام، أن اهتمام حكومة الولاية بكرة القدم النسائية خير دليل على نجاحها، مبينا أن هذا الاحتفال هو الأول على مستوى السودان، مما يؤكد أن الولاية أصبحت ولاية رائدة وسبقت ولاية الخرطوم.
كرة القدم سيدات بين الرفض والقبول
المرأة تلعب كرة القدم في السودان.. كان هذا في السابق يعد من المستحيلات، وذلك لأسباب كثيرة، ولكن هي الآن تلعب كرة القدم وبالتحديد في الولايات، وهي نقلة كبيرة للمرأة في الولايات، ولكن ما زال هنالك رفض للعب المرأة كرة القدم لدى كثير من الأسر والبعض يعدها (انطلاقة)، حيث قالت الأستاذة/ ليلى خالد رئيس لجنة كرة القدم سيدات بالاتحاد العام (كما تعلمون بأن كرة القدم للسيدات هي الآن بين مؤيد ومعارض، ولكن الأخوة في ولاية النيل الأبيض اهتموا بهذه اللعبة ولابد لنا أن نشكرهم على هذا الاهتمام، ولابد أن تكون هنالك فرق للبنات بالمدينة من أجل أن ننتقل من مرحلة الدراسة إلى مرحلة التطبيق، ونحن في الاتحاد العام جاهزون لنعطيكم دورات أكثر، وهذه دورة متميزة سننقلها إلى ولاية الخرطوم ونحن جاهزون لأن نذهب بكم إلى الأمام بإذن الله.) والتقت (الأخبار) بالأستاذة/ فائزة حسين أبكر مدير إدارة التخطيط والمعلومات بوزارة الثقافة والإعلام والناشطة في مجال عمل المرأة، حيث قالت (لابد أن تكون هنالك خطة لنشر رياضة المرأة، أولا ثم الاهتمام بالرياضات الأخرى ككرة الطائرة والتنس ورياضة الجري التي تعالج كثيرا من الأمراض، ولابد لمشرفات التربية الرياضة من الخروج من الأكاديميات وممارسة الرياضة والاهتمام بهذه الرياضة، ونتمنى أن لا تختصر هذه اللعبة في ربك فقط وأن تعمم في جميع مدن الولاية وأن تقام محاضرات وورش في المؤسسات وهي مهيأة لاستقبال هذه المحاضرات، وهي إضافة حقيقية للمرارة في الولاية، ونتمنى أن تستمر وتذهب إلى الأمام).
والتقت (الأخبار) كذلك أمل الطاهر عيسى جماع ربة منزل حيث قالت (المرأة السودانية ذكية وتفهم في شتى المجالات، لذلك لم تكن لعبة كرة القدم شيئا صعبة عليها وهي رياضة مهمة لصحة المرأة والرجل، ولا أظن أن يكون هنالك اعتراض من الأسر على اللعبة في ظل وجود ملاعب خاصة بالنساء، ويجب أن يقدم لها الدعم المادي والمعنوي، ونحن سعداء بأن تكون هنا في مدينة ربك فرق لكرة القدم النسائية، ويعد هذا تطورا للمرأة في الولاية بتكوين هذا الاتحاد).
كما تحدثت (الأخبار) إلى الأستاذة/ عفاف زكريا آدم نائب مدير شؤون الخدمة بوزارة الصحة، حيث قالت (هذا عمل جيد وكبير، أن تكون هنالك فرق لكرة القدم النسائية في الولاية، ونحن نشجع هذا العمل الجيد الذي أسعدنا، وهي خطوة إلى الأمام تحتاج إلى وقفة ودعم أولا من الأسر، ثم من الحكومة في المرحلة الثانية، ويمكن أن يكون لدينا رائدات في مجال كرة القدم على مستوى السودان من الولاية).
امرأة تحكم مباراة كرة قدم للرجال
لأول مرة في ولاية النيل الأبيض تحكم امرأة مباراة كرة قدم، وذلك عندما أدارت الحكم القومي والمدرب المعتمد لدى الاتحاد العام السوداني لكرة القدم الأستاذة/ نسرين مهدي مباراة بين فريقي الفاروق والبرنس، والتي أدارتها بمستوى عال أدهش الجماهير الغفيرة التي تابعت المباراة وأشاد بها خبير التحكيم بالولاية عثمان يعقوب والخبير محمد إبراهيم بلنتي، حيث ساعدها كل من خالد وأنس، وحكم رابع من الدارسات في كورس التحكيم الذي تقيمه للجنة كرة القدم سيدات التابعة للاتحاد المحلي بربك، حيث تابعت المباراة كل الدارسات في الكورس البالغ عددهن 93 دارسة وهي مباراة تعد تدريبا عمليا لهن، علما بأن الكورس استمر لمدة 5 أيام، ومن ضمن الحضور الذي شرف المباراة رئيس اتحاد ربك وعضو الاتحاد العام الدكتور/ عبد الرحمن المساعد، وعمار الصادق سكرتير الاتحاد، والأستاذ/ إسماعيل علي آدم المفوض الولائي، والأستاذ/ تجاني محمد إبراهيم رئيس نادي ود نوباوي ومدير مكتب الوالي، والأستاذ/ حسن أحمد حسن نائب رئيس اتحاد الناشئين بالولاية، والمهندس/ الطاهر جماع السكرتير السابق للاتحاد، وعدد كبير من الرياضيين الذين لأول مرة يشاهدون مباراة في الولاية تديرها امرأة، وبعد نهاية المباراة تم تكريم الأستاذة نسرين من قبل اتحاد ربك وفريق أكتوبر للناشئين .
المحرر
كرة القدم النسائية كانت من المستحيلات في السودان، لكنها الآن أصبحت واقعا معاشا في ولاية النيل الأبيض وتجد اهتماما كبيرا من حكومة الولاية وهذا ما يؤكد نجاحها، ويعد اتحاد كرة القدم النسائية بمدينة ربك الأول في الولاية والثالث على مستوى السودان بعد الخرطوم وبورتسودان من حيث التأسيس، والآن نستطيع أن نقول هو الأول في السودان من حيث الجدية والاهتمام، وإذا تم تأسيس الفرق سوف يصبح الأول من غير منافس وسيمثل السودان، وضم هذا الاتحاد ذوات الكفاءة من بنات مدينة ربك في شتى المجالات وقد استفدن من الخبرات في مجال عملهن أمثال الأستاذات المحاميات آمنة وأمل باشر ومشاعر، والأستاذة/ منى محمود الناشطة في الاتحاد الوطني للشباب السوداني، والأستاذة/ أماني الكردي نائب مدير ديوان شؤون الخدمة، وشيرين مدير المناشط، والمهندسة/ هبة مدير إدارة التدريب وعدد من الأخوات النشيطات في الاتحاد، وبما أن غالبية الأسر في مدينة ربك متعلمة ومثقفة، لذلك لم تجد الشابات أي اعتراض على ممارسة كرة القدم، بل بعض أولياء الأمور شجعوا بناتهم للالتحاق بهذا الاتحاد، لذلك نتوقع في القريب العاجل أن تكون ولاية النيل الأبيض الأولى في مجال كرة القدم النسوية بفضل الاهتمام الكبير من قبل اتحاد ربك المحلي بقيادة الدكتور/ عبد الرحمن المساعد الذي له الفضل في إنشاء هذا الاتحاد وهو الدينمو المحرك له.
صحيفة الأخبار
تحقيق: صالح ضيف الله