قير تور

ليه ما بتخافي؟!!


[ALIGN=CENTER]ليه ما بتخافي؟!! [/ALIGN] سلمى جاءتها مكالكة هاتفية من شقيقتها، عند الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم، وتفيدها بأن أحد خالاتها قد أغميت عليها قبل ساعة وبالتالي تم الذهاب بها إلى مستوصف طبي قريب. كانت سلمى لحظة إستقبال المكالمة برفقة صديقتها رزان التي عادت مؤخراً من خارج البلاد وهي تقيم بإحدى الدول الخليجية. وما أن أنهت سلمى محادثتها التلفونية حتى طلبت من صديقتها السماح لها بالذهاب للحاق بالأسرة في المستوصف.
لم تسمح رزان لصديقتها بالذهاب، وذلك ليس بسبب استهوانها بالظرف الذي ذكرتها لها صديقتها لها. لكنها مانعت بسبب عدم وجود سيارة من سيارات الأسرة في ذلك الوقت بالمنزل، بجانب ذلك فليس هناك أحد أفراد أسرتها بالمنزل حتى يتحرك معها ويتم تكوين فريق ثلاثي إلى المستوصف الواقع جنوب الخرطوم بمحافظة جبل أولياء. أما سلمى فقد ابتسمت وقالت لصديقتها بأن الوقت ما يزال مبكراً وخاصة فعربات النقل بالكدرو (شمال بحري) لا تتوقف عن العمل في اوقات مبكرة اضافة إلى ذلك فهي بإمكانها ركوب تاكسي أو نقل سيارة أمجاد كسباً للزمن إن دعت الضرورة إلى ذلك… واستدركت سلمى بأنها ليست بحاجة إلى إستخدام سيارة أجرة صغيرة فالبص العام أكثر أماناً من غيرها إذا كانت صديقتها تخاف عليه من هذه الناحية.
كون سلمى تدافع عن موقفها بل تذكر بأن البص العام ليس فيه خطراً عليها كان مفاجأة بالنسبة لصديقتها رزان فهي لا تصدق ابداً تحرك فتاة لوحدها دون رفقة أحد أفراد أسرتها وهي راجلة هذه المسافات الطويلة….؟.
رفعت سلمى الهاتف وكانت على الخط من الجانب الآخر صديقتها رزان وهي قلقة تسال عنها كيف وصلت فجاوبت سلمى صديقتها بانها بخير وعافية والحمد لله أنها وجدت خالتها بخير وعافية وهي الآن تتونس مع الموجودين. ردت رزان كيف وصلت ولماذا أختارت ركوب السيارة العامة عند تحركها… فذركت تلك بأنها لم تكن بحاجة لعربة أجرة خاصة فالوقت الذي تحركت فيه ليس وقت ازدحام بجانب أنها ارادت البرهان لها بأن الطريق آمن فإذا كانت رزان تتخوف من سير صديقتها وحدها ليلاً فهي عكسها تماماً بل إن الشعور بالأمان يزداد كلما كانت وسط مجموعة كبيرة الناس فالركاب في البص العام في السودان يجد اي فرد منهم نفسه الشخص السؤول عن اي فتاة تشاركه السيارة كأخت أو ابنة. ثم ضحكت واكملت بأنها سارت مسافة حتى لحق بها سامي (شقيق رزان) بسيارته وقام بتوصيلها الى المستوصف مما زاد اندهاش رزان أكثر فهي لا تفهم ما يجري في السودان. وقبل أن تستعيد انفساها وجدت نفسها تستمع لشقيقها سامي من الجانب الآخر فقد استلم الهاتف من سلمى وقال لها “يا بت هوووي…. فوقي وعيشي معانا هنا.. انتي قايلة نفسك وين؟. نحنا في السودان. وانتي زاتك في محلك اللي انتي ببتكلمي فيهو هسع ممكن تتحركي برجليك مسافة كيلو متر كاملة في الوكت دا عشان تشتري حاجة وتعودي للبيت بأمان.”.

لويل كودو – السوداني
12 يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com


تعليق واحد

  1. فعلا نحن في السودان اخي لويل كودو هذا البلد الامن والله ما رايت بلد امن واهله بهذه الطيبة غيرك انا في احدي الدول العربية لو قلت ليك لا اعيش حياتي الا في السودان لانو اي شئ ممنوع هنا حتي الامان منعدم والمراة من غير زوجها لاتستطيع الخروج حتي لو هنالك ضرورة قصوي انت في السودان انت في امان