عالمية

روسيا سترد “بهدوء” في البحر الاسود و ترحب باحجام الاتحاد الاوروبي عن فرض عقوبات عليها


[ALIGN=JUSTIFY]موسكو (رويترز) – نقلت وكالات الانباء الروسية عن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قوله يوم الثلاثاء أن موسكو لن تتجاهل حشد قوات بحرية تابعة لحلف شمال الاطلسي في البحر الاسود ولكن سترد بهدوء.

ونقلت وكالة انترفاكس عنه قوله “رد الفعل سيكون هادئا دون أي توتر. ولكن بالطبع سيكون هناك رد.”

من ناحية اخرى أشادت روسيا يوم الثلاثاء بالاتحاد الاوروبي لاعتماده “نهجا يتسم بتقدير المسؤولية” بشأن صراعها مع جورجيا من خلال امتناعه عن فرض عقوبات على موسكو لكنها قالت إن الاتحاد لم يفهم أسباب تدخلها.

واجتمع زعماء دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون في بروكسل يوم الاثنين وهددوا بتأجيل المحادثات مع روسيا بشأن اتفاقية مشاركة جديدة اذا لم تسحب موسكو قواتها في جورجيا بحلول منتصف سبتمبر ايلول الى المواقع التي كانت فيها قبل الصراع.

لكن زعماء الاتحاد لم يتمكنوا من التوصل الى اجماع بشأن العقوبات التي طالبت بها بعض الدول الاعضاء ومن بينها دول البلطيق فيما يبرز الانقسامات داخل الاتحاد بشأن ما اذا كان ينبغي معاقبة روسيا وهي أكبر مورد للطاقة الى الكتلة أو الطريقة المثلى لذلك.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مقابلة مع قناة يورونيوز التلفزيونية سجلت في مقر اقامته الصيفي المطل على البحر الاسود “في رأيي أن النتيجة ذات شقين ايجابي وسلبي.”

وأضاف ان الاتحاد الاوروبي لم يتفهم دافع روسيا للتدخل في جورجيا والاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وابخازيا كدولتين مستقلتين.

وقال “هذا مؤسف لكنه ليس (خطأ) قاتلا لان المواقف تتغير في هذا العالم.”

وتابع “هناك موقف اخر أكثر ايجابية في رأيي اذ على الرغم من بعض الانقسامات بين دول الاتحاد الاوروبي بشأن هذا الامر فقد سادت وجهة نظر عقلانية وواقعية لان بعض الدول كانت تدعو لبعض العقوبات الوهمية.”

وقبل زيارة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة قال مساعد بالكرملين انه يتوقع أن تؤثر واشنطن أيضا عدم فرض عقوبات.

ومن المقرر أن يبدأ تشيني يوم الثلاثاء رحلته لزيارة اذربيجان وجورجيا وأوكرانيا وهو منتقد صريح لروسيا وقال الشهر الماضي إن توغل قواتها في جورجيا لا يمكن أن يمر دون رد.

وقال سيرجي بيرخودكو كبير مستشاري ميدفيديف للسياسة الخارجية في تصريح للصحفيين “نأمل أن يسود جدول أعمال ايجابي في العلاقات مع الولايات المتحدة.”

وقالت روسيا انها اضطرت للتدخل في جورجيا لمنع ما وصفته بابادة جماعية في المنطقتين الانفصاليتين على يدي تفليس وتقول إنها ملتزمة باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة فرنسية.

ولجورجيا وهي جمهورية سوفيتية سابقة أهمية استراتيجية بالنسبة للغرب إذ أنها تستضيف خطوط أنابيب للنفط والغاز تتجاوز المرور عبر روسيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إن روسيا ستواجه عواقب اقتصادية وسياسية بسبب أعمالها العسكرية ضد جورجيا حتى اذا كانت قد حققت مكاسب قصيرة الاجل.

لكنه سلم بأن من غير المعقول أن يعزل الاتحاد الاوروبي روسيا وهي من أكبر موردي النفط والغاز للكتلة.

وكتب في صحيفة ايريش اكزامينر “عزل روسيا سيكون غير بناء.. لان اندماجها في الاقتصاد الدولي هو أفضل ضابط لسياستها.”

ويعتزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السفر الى موسكو مع مسؤولين اخرين من الاتحاد الاوروبي في الثامن من سبتمبر ايلول لمناقشة التزامها باتفاق وقف اطلاق النار ثم بعد ذلك تحديد امكانية المضي قدما في محادثات المشاركة المقررة في 15 و16 سبتمبر ايلول.

وسحبت موسكو أغلب قواتها بما يتفق مع اتفاق وقف اطلاق النار لكنها احتفظت بجنود في “مناطق أمنية” تشمل أراضي جورجية حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

لكن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين كرر التعبير عن استياء موسكو بشأن تنامي وجود السفن الحربية التابعة لحلف شمال الاطلسي في البحر الاسود حيث يهيمن الاسطول الروسي تقليديا.

ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عنه قوله “رد الفعل سيكون هادئا دون أي توتر. ولكن بالطبع سيكون هناك رد.”

وبدأت المحادثات بشأن المشاركة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا والتي تهدف لتنظيم العلاقات بينهما في قطاعي الطاقة والتجارة في يوليو تموز بعد تأخير دام 18 شهرا.

ورفض المسؤولون الروس تهديد الاتحاد الاوروبي بتعليق المحادثات قائلين ان حاجة الاتحاد الى الاتفاق لا تقل عن حاجة موسكو اليه.[/ALIGN]