هاجر هاشم

خلاص يا غربة ما ترسي


[ALIGN=CENTER]خلاص يا غربة ما ترسي[/ALIGN] حين تبدأ الأشياء بالضمور قليلاً.. قليلاً، وتترك الأماكن خيار الرحيل كأجل لا مفر منه، حيث الذهاب من هنا يقرر مصير كثيرين ربما أكثر من شخص بل أكثر من أُسرة.
* عندما تبدأ الخطوات بالبحث عن أجنحة الطيران تتعاقب الأيام وتتكاثر لتنجب أحزان اللحظات المنفية هناك حيث محدودية الدفء واللمة.
* عندما غادرت بحجة أكل العيش ذبحت من خلفك أناس كانوا يعيشون بحسك، يصبحون على صوتك ويحمدون الله على مجيئك سالماً لهم لكنه صباح آخر، مغاير للابتسامات حيث فاجأهم برحيلك المباغت عندما أقلعت طائرتك ليلاً ولم تدع لك الفرصة لكي تحضن أطفالك، الذين ذهلوا بغيابك فجأة، تظاهر الكبار بالتماسك، والتعود مع الأيام ولكنهم يفتقدون شيئاً ما بداخلهم، يحسون بالنقص طالما أنك تصر على المكوث سنيناً عدداً.
* وحيث تصبح العلاقة بينك وأبنائك نقود تحول لهم كل شهر هل يا ترى يشتمون رائحتك في ورق النقود عند أخذها من الصرافة، أم تطبع أعينهم صور خيالية لك عليها. كيف ستكون العلاقة وعمقها حينما تعود وتجد الأطفال الذين غادرتهم ليلاً وهم نيام قد أضحوا شباباً. كيف سيتمكنون من ترجمة السنين حباً وحكاوى واعتناق ورحمة.
* وتلك المرأة حين هجرتها صبية تحمل صغارك هماً ومسؤولية نعم هي لا تنقصها مصاريف ولكن أين أنت، أين من اختارته كي يكون قربها يحميها يحسها يهون الأيام كيف ستصير صبية في عينيك كما تركتها، وكيف ستحتويك هي بعد أن تعودت على غيابك الطويل، العمر يمضي وما يمضي لا يعود وحلو اللحظات بالعيش معاً.. أرجوك يا من تملك أطفالاً وزوجة وأماً وأباً.. عد ويكفي ما جمعت لأنك دفعت أضعافه غياباً..

إعترافات – صحيفة الأسطورة 20/6/2010
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد

  1. أرجوك أن تخففي العبارة وتقولي (لاتغب كثيراً عد بين الفينة والأخرى لتروي قليلاً من ظمأك) ليس الحل في العودة المجردة ….
    لن يأكل الأبناء حناناً ولن يكتسوا حنانا …
    مادمنا أحياء فسنصحو على جمرة خبيثة تذكرنا دوماً بالرحيل وبأن (أدفع أولاً لكي تعيش) ، ثم تلتفت يمنى لترى كباية شاهي تحتاج لمعلقة سكر ، ثم يسرى لبقية يوم مثقل بالإحتياجات…
    أرجوك ابحثي معي عن الوسطية لكي تسير الحياة فلا الرحيل وحده حلٌّ ولا البقاء حلٌّ.