قير تور

إنحسار القراءة..!!


[ALIGN=CENTER]إنحسار القراءة..!! [/ALIGN] ما أعيبه على الكثير من المتحدثين عن أمور مهمة استيراتيجياً حتى بعض الاكاديميين منهم هو اطلاق الكلام جزافاً دون استصحاب الارقام أو الدراسات التي تؤيد نقدهم الموجه نحو موضوع النقاش مع التفضل بالمقترحات المنطقية بعيداً عن تلك العبارات العاطفية الناتجة عن شعور البعض تجاه الحقبة التي يتحدث عنها.
من ضمن تلك الشياء التي لاحظتها عن النقد الموجه لمستوى خريجي المدارس بكل مراحلها المختلفة، وفيما بعد دخلت إطار النقد مستوى خريجي الجامعات ما بعد العام 1995م، هو حصر مسألة إنخفاض المستوى في تغيير المناهج والسلم التعليمي في عهد الرئيس جعفر محمد نميري ثم جاءت الطامة الكبرى في ما سميت بـ (ثورة التعليم العالي) التي بدأت في عهد الحكومة الراهنة.
لم أحضر زمن المنهج القديم الذي غيره د. محي الدين صابر لكني عاصرت ودرست المنهج الدراسي الذي وضعته وزارة التربية والتوجيه (كما كانت تسمى في أيام بداية دراستنا ثم تحولت بعد 1985 م إلى وزارة التربية والتعليم) في عهد محي الدين صابر، وأبناء جيلي أو الذين درسوا نفس المنهج لهم وجود كبير في الحياة الأكاديمية والعملية في الوقت الراهن مما يدل على أن المنهج ليس السبب الوحيد الذي يستحق كل اللوم غير المنتهي الذي يمسك به البعض في اي حديث يتناولونه وكأن الذين درسوا نظام الأولية فالوسطى فالثانوية لكل منها اربع سنوات كانوا وصلوا بالسودان مصاف الدول العشر الأولى في احتياطي العملات… بل إن اصحاب افكار التغيير وماسكو القرار في البلاد حتى اليوم الكثير منهم هم الذين درسوا نظام المنهج الدراسي ما قبل دكتور محي الدين صابر وما يزال نفس الجيل يتشبث البعض منهم اليوم بقيادة العمل وذلك في شكل التوصيات الكثيرة التي نراها في تمديد فترات الذين وصلوا سن المعاش في العمل وهذا ياتي على حساب الاجيال الجديدة.
المهم فإن الجيل القديم ليس أكثر شطارة من الجيل اللاحق وليس الجيل اللاحق اقل همة من السابق، لكن هناك عوامل أخرى كثيرة اثرت على زمن إطلاع الجيل الراهن وهي عوامل جديدة وبعيدة عن الأجيال السابقة إلا القليل منهم. ومن أهم تلك العوامل حسب رأيي في الوقت الراهن الذي أعتقده له الأثر السلبي أو الايجابي نحو ما يظهر أمامنا من مستويات هو الزمن. فمثلاً أنت قارئ هذا المقال وطبقه على نفسك وإسال ما هي آخر مرة قرأت فيها كتاباً في زمن قصير (يعني في يومين أو ثلاثة ايام فقط؟)… كم عدد الدقائق المخصصة للقراءة يومياً؟… كم عدد ساعات النوم؟ كم عدد ساعات مشاهدة التلفاز؟… كم عدد ساعات البحث عن عربة مواصلات تنقلك إلى مكانك؟… كم دقائق احتساء الشاي وأمثالها؟… ما هو الوقت الذي تقضيه في مكان الطعام؟… كم هو الوقتع المخصص للنظافة اسبوعياً شاملاً البداية بالسواك نهاية بغسيل الملابس؟… هل لديك وقت مخصص للتواصل مع الآخرين بغض النظر عن صلة القربى بك؟… ستجدون اعزائي القراء بأن الإجابة على هذه الأسئلة تحمل بعضها ما نعانيه اليوم من انحسار قيمة القراءة لدى الكثير منا. ورغم هذا كله ما تفضلت به عبارة عن ملاحظات قد تبدو بعيدة بعيدة عن الواقع للبعض، لكن نتمنى أن تجد مثل هذا المواضيع أكاديميون يقومون بالدراسة الوافية لياتوا لنا بالاجابات العلمية المقنعة لنا جميعاً.

لويل كودو – السوداني
27يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com


تعليق واحد

  1. الاخ قير لك التحية نعم ما اوردتها من ملاحظات فيها كثير من الحقائق واذا كان سبب تدنى المستوى فى جانب منها يرجع للمشاغل الانية المستحدثات واذا كان طالب العلم واساتذتهم والاباء ان المتغيرات والمستحدثات فى الحياة اخذت جل وقتهم وبالتالى التاثير على التحصيل العلمى فما قولك فى الجيل السابق وتفوقهم رغم نكد الحياة والطالب منهم كان يرمى كتابه على باب البيت ويجرى يلحق والديه فى الزرع ويعود معهم اخر الليل وهكذا ومع ذالك تفوقوا