معابد مصر الفرعونية تظهر بدبي
لكن دبي التي تتفنن في الترويج لزيارتها، أقامت مجسمات ضخمة مستمدة من معالم مصر الفرعونية، وزينت بها أحد أكبر مراكزها التجارية.
وتحول مركز “وافي” للتسوق إلى معبد فرعوني يكاد لا يختلف عن أي معبد فرعوني أصلي في مصر ومدنها الأثرية. حين تدخله تقابلك تماثيل الملك رمسيس الثاني والملكة الجميلة نفرتيتي وإلى جوارها متاجر لأحدث الأزياء والموضة. وتحيطك لوحات غنية بالنقوش الهيروغليفية وأنت جالس تتناول وجبة في أحد مطعام الوجبات السريعة القادمة من الدول الغربية.
مجسمات لأهرام مصرية ضخمة في دبي (الألمانية)
لعشاق الحضارة
وأصبح هذا المركز بتصميماته الفريدة من نوعها قبلة لعشاق الحضارة الفرعونية من المتسوقين والسياح القادمين للإمارات.
ولم تكتف إدارة “وافي سنتر” بالمعالم الفرعونية الضخمة، بل أضافت قبل أيام خدمة جديدة هي عروض “الصوت والضوء”، وهذه الخدمة هي نفسها التي تقدمها مصر في معابدها الفرعونية الأثرية في مدينتي الأقصر وأسوان وأمام الأهرامات وتمثال أبو الهول التاريخي.
وعروض “الصوت والضوء” تتم بإطفاء الأضواء في المعابد الفرعونية أثناء وجود السياح داخلها، وتسلط الأنوار الخافتة على التماثيل الفرعونية، لتنطلق أصوات لمتحدثين بأسماء ملوك الفراعنة، مصحوبة بالمؤثرات الصوتية والموسيقية، التي تشعرك بأن الفراعنة قد عادوا للحياة. وبأداء صوتي مسرحي، يروي هؤلاء المتحدثون تاريخ الشخصية التي يخلدها التمثال.
وعلق السائح البريطاني باتريك جوفان على محتويات المركز التجاري، معتبرا أنه “ابتكار ذكي جدا في عالم التسوق”. ويضيف “ما أجمل أن تتسوق وأنت في أحضان الحضارة الفرعونية التي أدهشت العالم”.
ويقول دنيس كوميتا، وهو يبيع المثلجات داخل الساحة المركزية، إن العرض يستقطب العديد من جمهور وزوار دبي الذين يحرصون على حضوره، ومنهم من يأتي يوميا لمشاهدته، خصوصا المقيمين بفنادق قريبة من المنطقة.
عروض الصوت والضوء تجذب الآلاف من المتسوقين كل أسبوع (الألمانية)
وأكدت السائحة الأسترالية ديزي فود أنها أصيبت بدهشة شديدة حين رأت مزجا فريدا بين التسوق والحضارة الفرعونية، مشيرة إلى أنها لم تشعر بمتعة في حياتها مثلما شعرت بها في دبي، حين تسوقت بين مبان فرعونية شاهقة قريبة في حجمها من الصروح الفرعونية الأصلية.
خان مرجان
ولم تكتف إدارة مركز التسوق بالحضارة الفرعونية، بل أضافت سوقا تقليدية للفنون والحرف العربية، أسمته “خان مرجان”. ويجمع السوق بمعالمه وأنشطته بين أنواع الثقافة العربية من فنون الطبخ والفنون الحرفية التراثية للأجداد في موقع واحد.
ويضم السوق أكثر من 150 متجراً من مختلف أنحاء العالم العربي، وقد تم تصميم هذا السوق ليجمع إبداعات الفنون المعمارية المصرية والسورية والتركية والمغربية، خاصة تلك المستمدة من مساجد من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وتم نحت كل قطعة في السوق بيد حرفيين استخدموا أساليب ومواد تقليدية أصلية، مثل الفوانيس والزجاج المعشق في السقف، مرورا بالممرات المتشعبة تحت الأرض، المضاءة بمزيج من الأضواء الملونة.