قير تور

النجاح..!


[ALIGN=CENTER]النجاح..![/ALIGN] كان مسكنهم يبعد عنا في المسافة نقدرها بالدقائق آنذاك فلا تفوت ربع ساعة جرياً على الأقدام، وفي الفصل الذي ندرس به خاصة عندما وصلنا الصف السادس الإبتدائي يجلس في المقعد الأخير أو قبل الأخير في بعض الأحيان ومما أذكره جيداً بأن فصلنا كان به اربع عشرة كنبة مرصوصة على جانبين شمال وجنوب على طول الفصل شرق غرب وفي كل جانب سبعة مقاعد وفي بعض المقاعد يجلس سبعة تلاميذ.ومن الأشياء الجديدة التي إكتشفناها ونحن بالصف السادس هو قدوم بعض التلاميذ من منازلهم بالمواصلات فقد كنا في الفصول الدنيا لا نعرف هذا النوع الجديد من التلاميذ إذ كنا نأتي بارجلنا، وما جعل هذا الفصل يكسب من ياتي بالمواصلات هو بعد منازل الوافدين الجدد الذين تحولوا إلى المدرسة من أحياء أخرى مجاورة لظروف تخصهم.
المهم فمن أقصده أحد من جمعتني بهم الدراسة والحي السكني وافترقنا بعد ذلك في تلك الحالتين المذكورتين أعلاه لكن ما بيننا من معرفة ومودة لم يفترق بل مستمر مثله ومثل بقية الزملاء الذين واصلوا الدراسة وتخرجوا. إلا أن حالة صديقي هذا تختلف قليلاً عن بقية الزملاء بسبب اراه يستحق التناول وهو أنه في نظري ناجح في الحياة عندما لم يسجن نفسه في زاوية ضيقة. وبإختصار فقد قرر صديقي ترك الدراسة بعد ظهور نتائج الشهادة الإبتدائية وعمل سائقاً حتى وجد لنفسه عملاً ثابتاً من خلاله صار سائق شاحنات ثقيلة تعمل بين الخرطوم وبورتسودان. له شقيقان يكبرانه أحدهما أعرفه وكان بالصف الثالث المتوسط عندما كنا بالصف السادس الإبتدائي والآخر لا أعرفه لكني سمعت به فقط لأنه غادر إلى الجماهيرية العربية الليبية مبكراً وفي الوقت الراهن يوجد في إحدى الدول الأوربية بينما لا يزال الذي نعرفه قابعاً في ليبيا… إلا أن القاسم المشترك بينهما إنقطاع أخبارهما والقليل مما يسمع عن أحدهما يفي بأن الذي في اوربا تزوج فتاة غير سودانية وقد علمت بوجود أسرة زوجها ولذا فهي تريد الحضور إلى السودان حتى تكون وسط اسرة تشعرها بوجودها على الحياة… ولعلم القارئ فالذي قلت بأني اعرفه أكمل المرحلة الثانوية وكان بـ (نجاح) حسب تقييم الاكاديميين والأكبر منه الموجود في اوربا أكمل دراسته الجامعية… إلا أن صديقي الذي أفخر به لم يكمل دراسته الإبتدائية فهو المسؤول الأول حالياً عن زوجته بجانب والديه اللذين يسكنان معه وآخر مرة زرته في العام الماضي كان شكوته أنه زهج من إنقطاع أخبار أخويه فوالداه مشتاقان لصوتهما فقط وليس لأمر آخر.
سادتي أليس هذا الشخص ناجحاً؟ هل النجاح هو التخرج من الجامعة وإكمال الدراسات ما بعد الجامعية أم أن الدراسة الجامعية عبارة عن تخصص ليس أكثر من العدل أن نفخر باصدقائنا وزملائنا اينما كانوا بغض النظر عن الأموال التي يمتلكونها أو الوظائف التي يشغلونها ما داموا يديرون حياتهم بشرف وأمانة ولم ييأسوا في حياتهم بسبب قسوة ظروف الحياة المحيطة بهم.

لويل كودو – السوداني
13 يوليو 2010م
grtrong@hotmail.com


تعليق واحد

  1. الاخ الكريم التحية والاحترام لك نعم النجاح فيما يفيد جميل بغض النظر للناجح ومجال نجاحه ولكن العلم اهم ركيزة للنجاح والانسان الم ينزل اول اية فى القران باقرأ ثم الم يمدح الله العلماء بقوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء