تحقيقات وتقارير

تكسير الحجر .. مهنة نساء بشرق السودان


تعددت حاجة الفقراء في شرق السودان وتلونت باتجاه أجبر بعض الفقيرات في الإقليم المترامي الأطراف إلى الدخول في عالم جديد بالنسبة لهن بالعمل في مهن لا تشبه طبيعتهن الأنثوية، مما يطرح بعض التساؤلات عن مستقبل مواطني الإقليم في ظل ما يعانيه الآن.

فقد اختارت نسوة من بيئة الفقر المدقع العمل في تكسير أحجار الجبال، والانتظار ساعات وأيام من أجل بيعها -للاستفادة منها في مجالات بناء المنازل- للتغلب على الفقر وعيش الكفاف بحسب قولهن.

وعلى الرغم من قسوة المهنة وضعف عائدها، فإن من يمارسنها يرفضن التخلي عنها لعدم وجود بدائل حقيقية تخرج العائلين من أزمة الفقر والحاجة التي تكبر يوما بعد الآخر.

ومع تزايد البطالة وسط الجنسين في ولاية كسلا شرقي السودان، لم تجد هؤلاء النسوة في عاصمة الولاية غير اللجوء لما استصعب على الرجال فعله بتكسير الحجر لتوفير لقمة عيش حلال كما يقلن لأولادهن بدلا من التسول أو انتظار يد العون الحكومية أعطتهن أو منعتهن.
بؤس كبير
ولا يرى أكثرهن غير ما هو أمامهن للعمل الجماعي حينا والفردي أحيانا لوضع حد لبؤس كبير طال أمده، مما يشير إلى لجوء الفقراء لبدائل لا تتناسب وطبيعتهم الإنسانية كما هو حال العاملات في مجال التكسير.

فخديجة آدم التي تعمل في هذه المهنة منذ ثماني سنوات تقول إن “الظروف السيئة هي التي أجبرتها على العمل في مجال تكسير الحجر”، معتبرة أن العمل مهما كان يبعدها عن أي مشكلة يمكن أن تطرأ بسبب الحاجة.

وترى في حديثها للجزيرة نت ضرورة تكوين جمعية للعاملات في تكسير الحجر تراعي مصالحهن، داعية في الوقت ذاته إلى منحها وزميلاتها مظلات تقيهن حر الشمس الحارقة تحت الجبل.

وتعتبر أن تكاليف العلاج من أي مرض “أصبحت غير متيسرة بسبب قلة الدخل الذي ينحصر في إعاشة الأطفال فقط، مؤكدة “عدم وجود بدائل أخرى يمكن الاعتماد عليها”.
عائد ضعيف
أما عوضية عباس فأشارت إلى أن عائدات العمل من تكسير الحجر وبيعه والتي تبلغ نحو عشر جنيهات (ثلاثة دولارات) في اليوم في حال وجود مشترين “لا تساوي شيئا”، لافتة إلى أن “عائدات البيع في بعض الأحيان لا تتعدى خمس جنيهات (أقل من دولارين) لليوم الواحد”.
واعتبرت في حديثها للجزيرة نت أن العمل في مجال تكسير لحجر وبيعه “شغلٌ لأكل العيش الحلال فقط”، مطالبة الحكومة بالمساهمة في توفير بدائل تتناسب مع طبيعة المرأة الفقيرة “لتصبح منتجة كغيرها من النساء العاملات.

غير أن حليمة كرشوم التي تعتبر الأقدم من بين قريناتها تساءلت عن البديل المناسب للنساء الفقيرات، مؤكدة أن تكسير الحجر “أفضل للإنسان من التسول وطلب العون من الآخرين” بحسب قولها.

وقالت للجزيرة نت “إن تربية الأبناء في ظل الظروف المعيشية القاسية تدفعنا لتكسير الحجر أو ما هو أقسى منه”، مطالبة بتخصيص أمكان لهن تفاديا للمضايقات التي يتعرضن لها من حين لآخر.

ورأت أن الفقر “هو الذي يدفع النساء للقيام بأعمال شاقة لا تشبههن”، مؤكدة في الوقت ذاته احترام المجتمع لما يقمن به “كونه حلالا وبعيدا عن التسول وسؤال الناس. الجزيرة نت
عماد عبد الهادي-كسلا


تعليق واحد

  1. [SIZE=5]ومالو خليهم يشتغلو عشان يبقى منهم حبة فايدة في المجتمع بدل ماقاعدين زي الضيوف[/SIZE]

  2. ربنا يكون فى عونهم و يغنيهم … لهم التحية و التجلة نرجو من الحكومة ان توفر لهن العمل المناسب بدل من اوجة الصرف البذخى فى غير مكانه و بدل من الثراء الحرام لبعض محسوبى المؤتمر الوطنى ووالله ربنا بيسألكم منهم يا من افقرتو الشعب و اغنيتو ناسكم بالحرام … وانت يا الثقيل الاسمك حلو انشاء الله تمر بيك حالة فقر قاسية جدا عشان تانى ما تكتب زى كلامك دة

  3. [SIZE=3]العمل شرف للمرأة و ليس في هذا ما يعيب و لكن ما يعيب هو أن تكسر المرأة الجارة و يكسّر كثير من الرجال (الثلج) ليصلو إلى مآربهم[/SIZE]