بابكر نهار رئيس حزب الأمة الفيدرالي ووزير البيئة : الحكومة لم تأخذ قضية دارفور على محمل الجد

ووزير التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ وأخيراً وزير البيئة .. «الوطن» جلست إليه وحاورته في عدة قضايا موضحاً رأيه في قضية دارفور ومتحدثاً عن خلافات حزب الأمة الفيدرالي مع حزب الأمة القومي والتي بدأت بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاق نداء الوطن بين حزب المؤتمر الوطني والأمة والذي أسفر عن مشاركة الأخير في حكومة الوحدة الوطنية.
تحولات عديدة شهدتها مسيرة نهار من حزب الأمة القومي ثم الإنضمام لحزب الأمة الإصلاح والتجديد والذي إنشق منه حزب الأمة الفيدرالي بقيادته فهل يصمد الحزب الوليد في الإنتخابات المقبلة بعد إنشقاقه من الإصلاح والتجديد المنشق أصلاً من الأمة القومي وما مدى إمكانية توحد أحزاب الأمة بكل أجنحتها في الفترة المقبلة.
فإلى ثنايا الحوار:
* بداية لم نسمع رأيكم في الحزب حول مبادرة أهل السودان؟
نحن مع المبادرة ومع كل المبادرات الوطنية التي يمكن أن تقود لحل مشكلة دارفور بالتأكد وتأيُد الحل السلمي والحوار السوداني الذي نعتبره أساساً لحل كل قضايا السودان وهو الذي يقودنا إلى الإجتماع الوطني في مواجهة المشاكل الأساسية ويجب أن لا نختلف على ذلك.
* هل لديكم رؤية محددة لحل قضية دارفور؟
لم نتوقف يوماً عن البحث عن حلول للمشكلة ولم نكن مكتوفي الأيدي ، بادرنا في عام 2003م، خلال تواجدنا في حزب الأمة القومي وذهبنا إلى مواقع عدد من المجموعات المسلحة في شمال دارفور وأجرينا معهم اتصالات بموافقة من الرئاسة واستمرت المفاوضات طيلة (20) يوماً إيماناً منّا بمنطق الحوار السوداني السوداني، وكان الوفد يضم مجموعة من قيادات المجتمع الدارفوري يمثلون (13) قبيلة بدارفور وبعض الممثلين للاحزاب السياسية حاورنا الحركات وكنا أول مجموعة تجلس مع حاملي السلاح وتحاورهم في فترة إمتدت لأكثر من ثلاثة أسابيع.
في العام 2005م و2006م، رفعنا مذكرة للرئاسة توضح رؤية حزب الأمة الفيدرالي لحل مشكلة دارفور ولن نتقاعس او نتوانى عن دورنا في القضية التي تعُم كل السودان لكننا نؤمن على الحل السوداني الداخل ونريد مشاركة صادقة وفاعلة لكل القطاعات حتى تسهم في حل المشكلة ، هذه المشاركة يجب أن لا يستثنى منها أحد من الأحزاب أو الجهات المكونة للمجتمع الدارفوري.
ويجب أن لا نغفل القضية السودانية التشادية لأنها أكبر مؤثر أمني على اقليم دارفور نسبة للتداخل القبلي بين الدولتين ولا شك أن رجوع العلاقات بين إنجمينا والخرطوم سيدفع عملية السلام الى الإمام ولا نحبذ أية مشاركة خارجية ، قبل كل ذلك يجب تهيئة انسان دارفور وتبصيره بكل القضايا الأساسية لكي نعرف مدى التصدع والمرارات التي خلفها النزاع على النسيج الإجتماعي وبعد ذلك تتم عملية التنمية للاقليم مستقبلاً وإذا لم نلتزم بالشفافية والوضوح في كل قضايانا لن نتمكن من حل مشاكلنا بطريقة نهائية.
* في رأيك هل أثر التضخم الإعلامي الغربي في تعقيد القضية؟
أكيد طبعاً القضية تشعبت ودولت من جهات خارجية وفي تقديري الشخصي منذ البداية حدث تهاون وتفريط في مشكلة دارفور ولم تأخذها الحكومة على محمل الجد وكان الإعتقاد انها مسألة صغيرة ولا تستحق جهد كبير والآن بعد الذي حدث أصبحت مرتبطة بقضايا أخرى كالتنمية بأنواعها وتشغيل الخريجين وأبناء دارفور بالجامعات والمشاركة في السلطة وطريق الإنقاذ الغربي وبالطبع لا يمكن إغفال كل هذه الأشياء.
* هل يمكن أن يعود نهار إلى حزب الأمة القومي؟
لا يمكن أن تسألني سؤال كهذا من يرجع لمن!
* إذن ما هو نوع الخلافات مع حزب الأمة القومي؟
هنالك خلافات ولكن رغم ذلك أقول لك يمكن أن يحدث أي شئ ، السياسية لا توجد فيها ثوابت قطعية ، خلافات مع حزب الأمة القومي بقيادة السيد الصادق المهدي ليست فكرية أو عقائدية وإنما خلافات في الرؤى السياسية وأعتقد أن القضايا الأساسية التي أدت للشرخ في حزب الأمة موجودة إلى الآن ويمكن للجميع أن يلتقوا مرة أخرى ويوحدوا بشرط أن تحل القضايا الأساسية.
* نفهم من ذلك أن هنالك حواراً مع حزب الأمة القومي؟
نعم هنالك حوار بيننا ولكن على مستوى أشخاص لا يمكن أن نعتبرهم مثل الحزبيين ، ولم يتجاوز اللقاءات الفردية رغم أن هنالك أصوات من القواعد الأنصارية ، ومن قواعد حزبنا في القضارف وكسلا تنادي بتشخيص أسباب الخلاف ومن ثم العلاج والتوحيد إن أمكن ذلك ونحن نقول اذا لم يتم تشخيص سليم سيكون العلاج خاطئ وهذا ما قلناه أبان زيارتنا الأخيرة للقضارف قلنا وبكل صراحة إن امكانية الوحدة بين أجسام حزب الأمة موجودة اذا ما عولجت المشاكل ولابد من حوار صادق بعيداً عن أي كلام عاطفي قد لا يفيد.
وصلتنا مذكرة مؤخراً من هيئة شؤون الأنصار وحزب الأمة فيها رؤية بغرض تجاوز الخلافات وجماهير الحزب الكبيرة طرحت ايضاً رؤية لجمع أحزاب الأمة عبر مذكرات تأتي من حين لآخر والشئ المتفق عليه بين الجميع أن هنالك مشكلة معترف بها..
* الإنتخابات على الأبواب والجميع يستعد وأنتم في أحزاب الأمة بمختلف مسمياتها لازلتم مختلفين..
الخلافات ستؤثر في أصواتنا الإنتخابية وأذكر في انتخابات عام 66ـ67 نزل حزب الأمة الإنتخابات بجناحين بقيادة السيد الصادق المهدي والإمام الهادي والنتيجة كانت أن كل طرف نال عدد محدد من الأصوات لم يكن كافياً لتكوين حكومة ، ونحن لن نغش الجماهير مثلاً بأن نقول إننا سنتوحد في أحزاب الأمة للانتخابات لن يحدث ذلك، ولكن يمكن أن نقدم تنازل عن القضايا الخلافية الأساسية اذا وصلت نسبة الحل لباقي القضايا إلى 70ـ75% وإذا لم يحدث ذلك لن نضع الخلافات على جنب ونترك الإنتخابات سوياً والمنطق الصحيح كما قلت وهو الجلوس للحوار والتشاور حتى يخوض الحزب الإنتخابات وهو موحد بمؤسساته وهياكله وقواعده المتماسكة.
* هل توافق الأصوات التي تقول إن إتفاق التراضي الوطني أبعد أجنجة أحزاب الأمة الأخرى الفيدرالي والإصلاح والتجديد عن حزب الأمة القومي؟
في المقام الأول التراضي الوطني هو علاقة بين حزبي الأمة القومي والمؤتمر الوطني ونحن مع أية علاقة صادقة وجادة لجمع الصف الوطني ، واتفاق التراضي الوطني ليس كما هي الآن ولكنني عندما اطلعت عليه لم أجد فيه جديد عن الإتفاق الذي وقعناه مع المؤتمر في العام 2002م، وأفضي ذلك الإتفاق كما يعلم الجميع إلى مشاركة حزب الأمة القومي في حكومة الوحدة الوطنية ولا أرى أي اختلاف كبير بين ما وقعناه في العام 2002ـ وما تم في 2008م.
* إذن في رأيك لماذا وقع عليه الصادق المهدي؟
أسأل من وقع الإتفاق او أسأل المؤتمر الوطني ، ولكن الشئ المؤكد أن إتفاق التراضي الوطني أبعد حزب الأمة القومي عن قيادة أحزاب المعارضة ولو شمل هذا الإتفاق بقية أحزاب المعارضة كان يمكن أن يكون فيه منطق.
* كيف ترى المعالجة لقضية أوكامبو؟
أعتقد أن الحكومة قطعت شوطاً بعيداً في الجانب الدبلوماسي وهو أكبر بكثير من الجانب القانوني بالرغم من المجهودات الكبيرة لإتحاد المحامين السودانيين والعرب ولكن الدبلوماسية السودانية والشعب السوداني كان صوتهما الأعلى في هذه القضية التي حلها مرتبط في الأصل بحل قضية دارفور حلاً نهائياً ، وبالتالي الخروج من نفق المحكمة الجنائية الدولية وكان من المفترض أن تعالج قضية دارفور بالإستفادة من تجربة جنوب افريقيا (الحقيقية والمصالحة) خاصة وأن تركيبة أهل دارفور في مسألة العقيدة واللغة والثقافة لا توجد فوارقاً بين جميع اقاليم السودان، إذاً نحن متوحدين دينياً وثقافياً وعرقياً فمثلاً أغلب المشكلات تنجم عن الإختلاف في تلك المعطيات اذا أخذنا مشكلة القوقاز بين اروبا وآسيا والشيشان كذلك نجد أن الدين واللغة يمثلان إشكالية واختلاف كبير عكس دارفور أينما تحل في أي مكان لا تشعر بانك في منطقة غريبة عليك نفس الملامح والسحنات لذلك أرى أن حل القضية ليس صعباً جداً إذا خلصت النوايا.
* هل لديكم في حزب الأمة الفيدرالي علاقات مع الحركات المسلحة في دارفور؟
ليست لدينا علاقة مباشرة بالحركات والعلاقة لا تخرج عن علاقة كل الأحزاب من المسؤولية الحزبية تجاه حل القضية ولا نمانع في أن تجلس مع الحركات المسلحة اذا ما وافقت كل الأطراف على ذلك وسنجلس معهم ونفاوضهم وليس لدي معرفة كافية من من الحركات هي الأقرب للتفاوض او التوقيع مع الحكومة.
* هل أنتم مستعدون للانتخابات نقصد النواحي المادية أكبر من التنظيمية؟
نحن في هذه المرحلة نعول على المساهمات الخارجية والإشتراكات من الأعضاء.
* هل صحيح أن وزارة البيئة والتنمية العمرانية لا تلقى اهتماماً كبيراً من الدولة؟
نحن نعاني في الوزارة من مشاكل مادية فمواردنا المادية لا تفي بمتطلبات وحاجيات الوزارة وميزانيتنا لا تفي ومشكلة الإهتمام بالبيئة تهم جميع الأحزاب والمنظمات والأفراد إذا لم يكتمل الوعي الإهتمام سيكون ناقص والحال في الوزارة يغني عن السؤال فنحن منذ سنتين ونصف طرحنا برنامج التوعية البيئية ولكن تعتريه مشاكل مالية في المقام الأول.
* حدثنا عن زيارتكم الأخيرة للولايات الشرقية؟
الزيارة كانت مزدوجة خاصة بأعمال الوزارة والغرض الآخر منها الإلتقاء بقواعدنا في الشرق حاولنا استقلال الزمن الصباحي لعمل الوزارة وفي المساء قمنا بأعمال تخص الحزب وإلتقينا بقواعدنا في ولاية كسلا والقضارف ولكن نسبة لفصل الخريف لم نتمكن من تغطية الولايتين بكافة أريافهما وأكتفينا بالعاصمة كسلا والقضارف حتى ان مؤيدنا في الفاو استنكروا عدم زيارتنا للمحلية وأوضحنا لهم أن الخريف هو السبب ووعدناهم بالزيارة في وقت لاحق ، ايضاً إلتقينا في كسلا بوفد من حلفا الجديدة والذين طلبوا منّا زيارة المنطقة لكننا ايضاً اعتذرنا لنفس السبب وأكدنا لهم التزامنا بزيارة المنطقة في أقرب فرصة.
* ألا يؤثر عملكم في الوزارة على أدائكم في الحزب والعكس صحيح؟
لا مطلقاً
هذه ناحية إيجابية عملنا في الوزارة والحزب نساهم من خلاله في رفع الوعي البيئي خاصة عندما نلتقي بقواعدنا وجماهير الحزب ونشرح لهم ذلك والجماهير لها مساهماتها الإيجابية في قضايا البيئة المختلفة لأن قضية الوعي البيئي كبيرة تهم الوزارة والولايات وكل مكونات المجتمع السوداني لذلك هنالك دور للحزب في هذا الجانب ، ولذلك استغلينا فترة تواجدنا بالوزارة في رفع الوعي والتبصير بأهمية قضايا البيئة ولدينا مشاكل بيئية كثيرة في النفايات والقطاع النباتي والمجاري ومشاكل صرف صحي وغيرها.
الوطن[/ALIGN]