تحقيقات وتقارير

الترابي، دوسة، وأبناء المهدي .. لماذا زار هؤلاء منزل خليل؟!

إلى عد حسين جنوبى الخرطوم، تقاطر الكثيرون إلى منزل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة الذي لقى حتفه الأسبوع الماضي في معركة ظافرة للجيش بمنطقة أم قوزين في ولاية شمال كردفان، وفيما كان الكثيرون فرحين بمقتل رجل مثل تهديداً جدياً على أمنهم، فقد ذهب آخرون إلى منزل أسرته هناك لأداء واجب العزاء، وبعضهم لأسباب أخرى ربما حسب همس البعض في المدينة وهم يرون د. حسن الترابى زعيم المؤتمر الشعبى وابناء الصادق المهدى ومبارك الفاضل ومحمد بشارة دوسه وزير العدل يذهبون إلى هناك.
لماذا زار هؤلاء بيت خليل؟ سؤال طرحه الكثيرون لكن الإجابة ليست واحدة بالطبع.. فقد يقول البعض ان هؤلاء ربما جمعهم التسامح الاجتماعى الذى يوصف به الشعب السودانى وعنده تذوب الخلافات السياسية اوربما ان شخصية خليل ذات الأصول الإسلامية والتى أكسبته مكانة اقليمية ودولية برئاسته لحركة العدل والمساواة جعلت هذه الرموز السياسية تذهب لعزاء أسرته، وبين هذا الرأى او ذاك يبقى الاهم ان لكل هدفه وغرضه الخاص..
زيارة د. حسن الترابى لأسرة خليل ربما يأتى فى إطار علاقته بحركة العدل والمساواة التى ظل يدمغ بها، وانه هو المحرك الأساسى لها منذ تكوينها الأول وبعضهم ذهب لأكثر من ذلك بان الترابى هو القائد الفعلى لحركة خليل، ولم تخف الحكومة رأيها فى ذلك حيث أعلن المؤتمر الوطنى ماظل يعلنه منذ وقت ليس بالقصير وهو ان العدل والمساواة هى الجناح العسكرى للمؤتمر الشعبى ذلك على خلفية حديث الترابى اثناء العزاء بقوله بان موت خليل لن يؤثر على نشاط حركة العدل والمساواة وان خليل أخبره بأنه أعد العدة لمن يخلفه فى رئاسة الحركة واعتبروا ان هذه الحقيقة ظل يخفيها المؤتمر الشعبى فكشفها الترابى فى لحظة حزن.
ولكن البعض قلل من أهمية زيارة الترابى واعتبروها تأتي فى إطار ان خليل كان جزءا من التيار الاسلامى بجانب انه كان أمير المجاهدين ووزير لعدة وزارات حينما كان الترابى بالحكومة .
وفيما أشار آخرون ان من ذهب للعزاء تجمعهم معارضة النظام ومن الطبيعى ان يؤازروا أسرة من حمل السلاح ضد الحكومة عدا محمد بشارة دوسه وزير العدل، فدوسة رجح البعض أن يكون ذهابه للعزاء لإنتمائه لذات قبيلة خليل.
واعتبر آخرون ان ذهاب أبناء الصادق المهدى يأتى من ان الصادق عرف باهتمامه الكبير بالعلاقات الاجتماعية لذا فانه يشارك فئات المجتمع أياً كانت فى اتراحها وافراحها وإرسال أبنائه ربما يأتى فى هذا الإطار بينما علق آخرون على نهج إرسال الأبناء للمشاركة فى المناسبات الاجتماعية بينما كان يفعل ذلك بنفسه وأشاروا، ربما فعل ذلك على طريقة الميرغنى .
بعض الآراء ذهبت إلى أن شخصية خليل المحورية في الصراع جعلته محل اهتمام عالمى واقليمى دفعت هؤلاء لأداء واجب العزاء، وفى السياق قال (للرأى العام) عبد الله آدم خاطر القيادى الدارفورى والمحلل السياسى ان خليل ابراهيم بشخصيته التى اكتسبها لا يقتصر فى كونه شخصا حمل السلاح ضد الحكومة فحسب، ولكن الأهم انه كان يوما ما جزء من التيار الاسلامى الذى أسس هذه الحكومة بجانب صلاته العميقة بمختلف فئات المجتمع بحسب خاطر، وأضاف ان خليل من خلال عمله كرئيس لحركة العدل والمساواة اكتسب صفة عالمية واقليمية بجانب المكانة الاجتماعية التى يجدها بقبيلته وفى الوسط الدافورى إذ ان جده استشهد فى الدفاع عن الحدود السودانية فى المعارك وتم دفنه فى الحدود بين السودان وتشاد وأصبحت مقبرته معلما فى ترسيم الحدود بين البلدين فمجموعة هذه المؤثرات التاريخية والاجتماعية وعلاقاته الدولية والاقليمية جعلت لوفاته هذا الزخم وسط فئات المجتمع فمن الطبيعى ان يزور هؤلاء أسرته معزين فى وفاته.
وبحسب خاطر فان دوسة من نفس عائلة خليل وطبيعي أن يعزي فيه، كما أن الصادق المهدى كانت لديه فى السابق اتصالات وتواصل مع حركة العدل والمساواة وكانت بينهم اتفاقيات بعضها وصل مرحلة التوقيع لذا فلا يستغرب ان يذهب أبناء الصادق لعزاء أسرة خليل ، واعتبر ان خليل كان من أتباع الترابى فى مرحلة تاريخية ربما زيارته لاسرة خليل من هذا الجانب وليست بعيدة عن ذلك.
ان الترابى ليس شخصية عادية ويمارس مناورات سياسية ربما تكون جزءا من برنامجه لإزالة النظام وحركة العدل والمساواة واحد من اهدافها تغيير النظام ، فيما اعتبر ان مبارك الفاضل يمثل تيارا يحمل فى إطاره (عشان عين تكرم ألف عين) فهو لديه علاقات جيدة مع اهل دارفور فربما ذهابه فى هذا الإطار او ربما لجذب الانتباه حينما يخاطب جمعا مثل العزاء في شخصية كخليل تتمتع باهتمام بالغ فى الأوساط الدارفورية على أقل تقدير .
د.الطيب زين العابدين المحلل السياسى فى حديثه (للرأى العام) قال إن تعزية الترابي ومبارك الفاضل ودوسة وأبناء الصادق المهدي في وفاة خليل تأتي من الناحية الاجتماعية، وهى سمة يتصف بها السودانيون التى تسمو فوق الخلافات السياسية فالترابى والصادق المهدى زارا نقد فى مرضه بينما استقبلت جموع من البشر الرئيس السابق جعفر نميرى لدى عودته للسودان وكانوا يصفونه بالسفاح، واضاف بما ان خليل أصبح شخصية سياسية معروفة فمن الطبيعى ان يزور هؤلاء أسرته معزين بجانب ان خليل كان عضوا فاعلا بالحركة الاسلامية مع الترابى وامير المجاهدين وتقلد مناصب وزارية حينما كان الترابى بالحكومة.
لكن زين العابدين لم يستبعد أن يكون هناك معنى سياسي لعزاء أبناء الصادق، لأنه في حال كان القصد إجتماعياً لذهب بنفسه فهو سباق فى هذا الجانب ، بينما ذهاب مبارك الفاضل كان القصد منه إرسال رسالة سياسية .
ذهاب الترابى وابناء الصاق ومبارك الفاضل لاسرة خليل للعزاء اعتبره البعض انه لا يخرج عن كونه فى اطار العمل المعارض للحكومة وانهم ربما قصدوا من ذلك تأليب الشارع للخروج ضد النظام. وفى هذا السياق تحدث (للرأى العام) د. حسن الساعورى المحلل السياسى واعتبر ان هؤلاء كانوا فى مركب واحد لإسقاط الحكومة وعلى أمل ان ينجح خليل فى مساعيه التى تتفق مع اهدافهم – إلا دوسة بالطبع الذي ذهب بسبب صلة القربى- واضاف ان الترابى برغم إنكار صلته بالعدل والمساواة الا ان لسان حاله يؤكد ذلك وعلاقته واضحة مع المتمردين بدارفور، بينما الصادق المهدى ليس بعيدا عن اسقاط الحكومة، وإن إختلف مع خليل في وسائله الحربية.
الراي العام
سامية علي
0602143311061012101 fmt

‫5 تعليقات

  1. [FONT=Arial Black][SIZE=4]هذه الزيارات واجب كل سوداني والصادق المهدي عزى في وفاة الرئيس الراحل جعفر نميري رغم مافعله بهم نميري وقتل امامهم عبدالرحمن المهدي وضرب الجزيره ابا. فهذه هي طيبة وسماحة السودانيين . وكان على المؤتمر الوطني ان يرسل وفد لتعزية اسرة خليل فالرجل خدمهم في الجهاد.[/SIZE][/FONT]

  2. في اعتقادي أن حركه العدل والمساواة حركه مناهضة ومعارضه لحكومه السودان واي فرد منها يعتبر غير منتمي للسودان .واي شخص بغض النظر عن ثقله السياسي ساهم في تقديم واجب العذاء لقتيل الحرب خليل ابراهيم فهو بدوره ينتمي اليه والي حركته . فالاولي من حكومه السودان ان تمنع مسؤوليها من تقديم العذاء ومراقبة كل من ياتي لتتحري من انتمائه .

  3. مقتل خليل يمثل نهاية لما أسماه»فصل الأحقاد والخصومات غير المبررة بين أبناء الوطن»،وذلك لاختياره»طريق الحرب والعمل على تفتيت وحدة الأمة».

    مقتله بأنه قصاص ربانى لما ارتكبه من جرائم فى حق السودان وشعبه.

  4. الترابي + حركة العدل والمساواه+ خليل = الخليفه عبد الله +الجهاديه + محمود ود احمد