حوارات ولقاءات

مع مساعد رئيس الجمهورية.. ماذا يحدث في الشرق؟؟

ماذا يحدث في شرق السودان؟، وهل كل التسريبات التي تتحدث عن حشود عسكرية على الحدود مع أريتريا تارة، وقابلية الوضع بالإقليم للإنفجار تارة أخرى، هى محض أكاذيب تدحضها الحقائق على الأرض؟ ثم ماذا عن موسى محمد أحمد الذي قاد الحرب في الشرق، قبل أن يوقع على إتفاق السلام بعد أن قضى مايزيد عن الأربعة أعوام مساعداً لرئيس الجمهورية؟.. كيف ينظر لسير إنفاذ الإتفاقية، ومجمل الأوضاع بشرقى السودان، هل صحيح أنه نسى معاناة أهله في الشرق وباع قضيتهم بكرسي وثير في القصر كما يقول خصومه؟ أم أن الرجل يمارس مهامه في إنفاذ الإتفاقية والعمل على تنمية الشرق وإنجاز المهام الموكلة إليه بلياقة شباب لم يغادر محطه بعد، ويثبت يوماً بعد آخر، أنه رجل دولة بذل فوق ما يستطيع كما يرى آخرون.. طالعوا إفاداته في هذا الحوار:
*السؤال المتوقع في بداية هذا الحوار بعد نحو خمس سنوات على توقيع إتفاقية الشرق هو: إلى أى مدى أنتم راضون عن الإتفاقية.. ما نُفِذ منها، وما لا يزال حبيساً للأوراق؟
– صحيح الإتفاقية مرت عليها أربع سنوات للتنفيذ الفعلي وخلال هذه الفترة تمت خطوات كبيرة جداً في تنفيذها ولكن هناك قضايا لم نتمكن من تنفيذها حتى الآن. والشىء الذي أود تأكيده إن هذه الإتفاقية في مضمونها ومعانيها وملفاتها هى مثل الإتفاقيات الأخرى، لكن تختلف من حيث التنفيذ عن كثير من الإتفاقيات فالسلاسة التي مرت بها الإتفاقية بدون مشاكسات ومشاكل وصراعات أعطت مثالاً للشعب السوداني بأن هذه الإتفاقية مرت بشكل إيجابي. وعندما نجىء إلى ملفات الترتيبات الأمنية والسلطة والثروة، نجد القضية الأساسية في ملف الثروة وبما أنه لا يوجد بترول، هى صندوق الإعمار للتنمية. وفي ملف السلطة تم تنفيذ التعيينات في المواقع التنفيذية على مستوى المركز والولايات بشكل كامل حتى مرحلة الإنتخابات لكن فيه قضايا أخرى كثيرة مثل ملف الخدمة المدنية الذي لم نتمكن من أن ننجز فيه خطوات عملية على أرض الواقع، وأيضا فيها قضايا أخرى مثل مجالس الإدارات والمفوضيات..
0602143311050211111 fmt =مقاطعة=
*إلى أى مدى أنت راضٍ عن مستوى إنفاذ إتفاقية الشرق؟
– مسألة الرضا الكامل هذه صعبة حتى على المستوى الشخصي. فكيف في إتفاقية بها كثير من الجوانب والملفات المتشابكة، فطموح الإنسان دائماً ما يكون أكبر، ولكن نعتقد إن مستوى تنفيذ الإتفاقية مقبول وإيجابي ونحن بصدد تكملة هذه الملفات.
* يبدو أن هنالك زوايا نظر متباينة حول إنفاذ الإتفاقية، فما تراه أنت وآخرون إيجابياً ومقبولاً، يراه البعض محبطاً لدرجة جعلتهم يتململون هذه الأيام؟
– مثلما ذكرت لك فإن الخطوات التي تمت في ملفات السلطة والثروة والترتيبات الأمنية لا يوجد شك في أنها خطوات إيجابية.. صحيح يمكن أن يكون هنالك ناس غير راضين عن مستوى التنفيذ الموجود وكل شخص ينظر بفهم معين لكن يجب أن لا ننسى إن هذه الإتفاقية وضعت في ظروف معينة تمر بها البلاد وكان هناك عدد من الإتفاقيات إضافة إلى الأوضاع الإقتصادية و..
* هل تريد أن تقول أنك تتفهم الظروف التي جعلت إنفاذ الإتفاقية لا يكون بالصورة المرضية لكم؟
– بالتأكيد نتفهم، ولابد من أن ننطلق من الواقع الموجودين فيه بالتمسك بتنفيذ الإتفاقية ونحن مستمرون في الإنفاذ ولم نتوقف في هذه المسألة.
* لكن مازالت هناك بنود عالقة من الإتفاقية ولم تمتد لها يد التنفيذ بعد كل هذه السنوات؟
– صحيح.. الوصول لإتفاق في محاور معينة أمر سهل لكن الصعوبة في التنفيذ، ونحن في المفاوضات كنا نعتقد أن ما توصلنا إليه سيتم تنفيذه بمجرد وصولنا بنداً بنداً وبكل سهولة، لكن حقيقة هناك كثير من القضايا تحتاج لوقفة وتحتاج لتأني ووقت. مثلاً لو جئنا للتنمية فنجد الفجوة كبيرة جداً وهى عمرها في السودان خمسين سنة فهل من الممكن أن يحصل تغيير في أربعة سنة فقط في ظل الظروف الموجودة في البلد، هذه مسألة صعبة.
* إذا أحلنا ردمكم لهوة التنمية في الشرق خلال السنوات الأربع الماضية إلى نسب، بنسبة كم يمكننا أن نقول أنكم أستطعتم ردمها؟
– لن نستطيع تحديد نسب، وما تم تنفيذه من خلال الصندوق والمبالغ التي دخلت فيه هى (120) مليون على مستوى الولايات الثلاث فكيف أستطيع تحديد نسبة بمثل هذا المبلغ؟، لكن من خلال هذا المبلغ نفذنا مشاريع تم رصدها في مختلف المجالات وأعتقد أنها خطوة.
* ألا تلاحظ سيد موسى أنك أصبحت تردد الخطاب التبريري للحكومة في عدم إحداثها للتنمية المطلوبة في الشرق؟
– ليس تبريرا.. صحيح من خلال الإتفاقية أنا جزء لا يتجزأ من الحكومة، ولكن أستطيع تقييم الأوضاع والواقع الموجود وعلى هذا الأساس لا أدافع عن الحكومة ولا أبرر وإنما هذا الواقع، والإتفاقية عمرها أربع سنوات فما الذي يمكن عمله لثلاث ولايات وإقليم بحاله في هذه الفترة، وأنا إذا ضربت مثال بالمدينة الرياضية وهى مدينة واحدة في الخرطوم عمرها (18) سنة مستنفر لها كل الجهد ولم تستكمل بعد، ونحن يجب أن لا نكون مثاليين أو ننظر للمسائل بهذه البساطة.
* ولكنك كنت تثور على مثل هذه الأوضاع وحملت البندقية بسبب بطء التنمية في الشرق؟
– والله أنا حتى الآن لم أتنازل عن مبادئي وأهدافي أو عن أي من القضايا التي ناضلت وحملت السلاح من أجلها. لكن كنت أدرك تماماً بأن المسألة تحتاج إلى زمن وحتى على أيام النضال مكثنا (13) سنة، فلماذا لم نصل لإتفاق في سنة أو سنتين؟ وعلى هذا الأساس المسألة محتاجة لوقت.
* ملف المسرحين من الملفات التي ثار حولها لغط كبير في الإعلام، مالذي حدث فيها حتى الآن؟
– هذا الملف هو فعلاً من الملفات المهمة، وأنا حقيقة أؤكد إنه وجد إهتماماً لم تجده الملفات الأخرى سواء كان في ملف السلطة أو الصندوق. وأيضاً إذا قارناه بالإتفاقيات الأخرى نجده أفضل فقد تم تسريح ضباط من قِبل القوات المسلحة وأخذوا جزءاً من المبالغ وتم دمج بعض قواتنا في القوات النظامية، وحصلت خطوات من جانب الـ (DDR) وصحيح المبالغ كانت ضئيلة، والآن تكونت لجنة للناس الذين تم تسريحهم من قِبل الـ (DDR) وعُملت دراسة لتوفيق أوضاعهم بشكل نهائى وإغلاق هذا الملف. واتضح تماماً إن مسألة إعطائهم مبالغ غير مجدية، وبالتالي نحن نفكر في برامج يوظفون فيها وفي الخدمة المدنية.
* البعض إعتبر قضية المسرحين مثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أى وقت بالشرق، أو في وجه موسى على نحوٍ أدق؟
* والله أنا لم أبخل يوماً في بذل فوق طاقتي لمعالجة هذا الملف وفي كل الملفات الأخرى، ومدرك تماماً لضرورة وأهمية هذا الملف من كل الجوانب وليس من جانب أنه يشكل خطورة فقط، حتى من ناحية إنسانية لابد من حسم هذا الملف بشكل نهائى.
* ومع ذلك هناك من يتهمك بنسيان قضية أهلك ومعاناتهم والرضى بما يقول خصومك أنه (فتات الإنقاذ)؟
– إرتفعت نبرة صوته قليلاً ثم قال بحسم:
– هذا غير صحيح.
صمت برهة قبل أن يقول:
– ثم أني إذا تركت موقعى هذا فهل ستتحقق مطالب أهلى وأهدافهم؟!، أنا أعتقد أنني من خلال هذا الموقع ومن خلال المشاركة وعندما أبذل جهداً لمعالجة هذه القضايا أعتقد أنى ممكن أن أحقق هذه المطالب بشكل جزئي على الأقل. لكن المسألة ليست مسألة مواقع، وأنت إلتقيتني في أسمرا قبل الإتفاقية، وإذا عملت مقارنة فستجد صحيح أننى جئت إلى الخرطوم ولكنى لم أتغيّر و(لا زدت وزناً ولا غيرت لوناً أو مبدأ).
* هم يتحدثون عن أن إبعادك ربما يشكل فرصة لقادم آخر يكون أكثر إلحاحاً وقوة في المطالبة بحقوق الشرق؟
– هناك الكثيرون يمكن أن يكونوا أكثر إهتماماً بالشرق وهذا وارد وأنا لم يحدث أن قلت: (غيرى مافي) أو أنا أكثر إنسان حريص على شرق السودان فحواء الشرق والدة، أنا حقيقة أبذل ما أستطيع من جهد مثلى ومثل أى شخص آخر من أبناء الشرق، وحرصي واقعي ومقنع للكثيرين من خلال نضالاتنا والجهد الذي نبذله. ومن غير السهل تغيير شكل وملامح شرق السودان وهى لم تتغير منذ خمسين سنة.
* إذا لم يتغير شرق السودان خلال خمسين سنة فهل يمكننا أن نضع سقفا زمنيا يكون فيه التغيير ملموساً هناك؟
– مسألة التغيير تتوقف على الإمكانيات، وإنت تعرف إمكانيات السودان والوضع الإقتصادي الذي يمر به ومشاكل الميزانية..
=مقاطعة=
*لكن البعض في الشرق لا يعرفون ذلك ويعزون ضعف التغيير في حياتهم هناك لأسباب منها تقاعسكم ربما من القيام بدوركم تجاههم؟
– أنا لن أقول إن هذه المسألة لن تخلق شعوراً بأن الإتفاقية مرت عليها أربع سنوات ولم يحدث التغيير المطلوب، لكن أنا أؤكد لك هنالك خطوات عملية على أرض الواقع ومجهود متكامل من كل الأطراف وليس مجهودنا نحن فقط، فهناك جهد يبذل على مستوى حكومة الولاية وعلى مستوى الصندوق وهناك مشاريع تنفذ عبر المركز وهذه كلها جهود تتكامل ليشعر المواطن فعلاً بأن هناك خطوات ملموسة على أرض الواقع..
* خطى ملموسة على أرض الواقع مثل ماذا تحديداً؟
– مشروع ستيت واحد من المشاريع، والكهرباء في بورتسودان وكسلا وفي القضارف عولجت بشكل نهائي. ومن خلال المؤتمر الذي إستضافته الكويت كانت هناك مشاريع من قبل المانحين وأعتقد من خلال هذه الخطوات بشكل تدريجي سيحس المواطن بأن هنالك خطوات عملية على أرض الواقع تقلل من الفجوة الكبيرة للتنمية.
* مبروك مبارك سليم وآمنة ضرار وغيرهما من رفاق الأمس كيف تصف علاقتك بهم اليوم؟
– علاقتي بهم جيدة.
* جيدة رغم الإنقسامات وتكوينهم لأحزاب بعيداً عنكم؟
– رغم الإنقسامات وتكوين الأحزاب فإن هذا لم يؤثر في علاقتنا أو في تنفيذ الإتفاقية، وإن كان وجودنا في جسم واحد كان سيعطى دفعة كبيرة لتنفيذ الإتفاقية لكن علاقتنا جيدة على مستوى الأحزاب والأفراد؟
*هل تسمح لى بهذا السؤال الماسخ عن أنك أشبه برئيس شرفي لصندوق إعمار الشرق ولا تستطيع في الواقع أن تصدر قرارات إقتصادية أو غيرها متعلقة بالصندوق؟
– أنا أصلاً بموجب الإتفاقية مشرف على الصندوق، وأنت تعرف ماذا يعنى الإشراف وماذا يعني التنفيذ، وهناك جهة تنفيذية تقوم بمهامها ومسؤولياتها وأنا كذلك أقوم بمهمتي الإشرافية.
* ماهو أقصى ما يمكن أن تقوم به كمشرف على الصندوق؟
– متابعة المشاريع، والاستماع للتقارير في الجوانب المختلفة بشكل دوري و..
=مقاطعة=
*ماهو حجم الأموال التي تم ضخها في الصندوق حتى الآن؟
– (112) مليون دولار وهو المبلغ الذي تم ضخه من وزارة المالية مباشرة، و(100) مليون كقرض صيني تم دفعه من الحكومة لسد ستيت يعني إجمالي المبلغ الذي تم ضخه خلال السنوات الأربع هو (212) مليون، وكان يفترض أن يتم ضخ (600) مليون، (150) في كل عام.
* هل تشرف كذلك على ولاة الولايات الشرقية الثلاث بمعنى أنك مساعد للشرق أم لرئيس الجمهورية مثل المساعدين الآخرين؟
– أنا مساعد لرئيس الجمهورية، صحيح أنا مسؤول عن الإتفاقية بإعتبار أنى موقعها، ولكن أتعامل مع ولاة الشرق مثلما أتعامل مع الولاة الآخرين ولا يوجد هيكل واضح في هذه المسألة.
* يرى بعض المراقبين إن الزيادة الآخيرة في عدد المساعدين تنتقص من وضعك كمساعد رئاسي بعد أن إرتفع عددكم من إثنين إلى خمسة مساعدين للرئيس؟
– أبداً، وأنا أعتقد إن كل واحد يمكنه القيام بالدور المنوط به والمهام التي توكل اليه من قبل الرئيس.
* أياً من القضايا التاريخية للبجا وشرق السودان إستطاعت الإتفاقية أن تجيب عليها؟
– الإعتراف بالتهميش السياسي والإقتصادي لشرق السودان إلى جانب قضايا أخرى منها تنفيذ مشروع ستيت الذي إكتملت المبالغ المرصودة للسد وتأهيل مشروع طوكر ومشروع القاش تأهيلاً كاملاً والآن من خلال المؤتمر رصدت له مبالغ كبيرة جداَ وكهرباء بورتسودان وهناك أشياء أخرى كثيرة.
* من التقارير الأممية التي أقلقت البعض حتى بعد التراجع عنه، تقرير وصف الأوضاع في الشرق ببرميل بارود على وشك الإنفجار.. كيف قرأت ذلك التقرير؟
– في اليوم الثالث للتقرير جاءني ناس الأمم المتحدة وأكدوا إن هذا التقرير جاء من صحفي زائر ذهب إلى مكاتبهم ولا يعبر بحال عن مؤسستهم ونفضوا يدهم عما جاء في التقرير.
* لكن نفى الأمم المتحدة لصحة ذلك التقرير لا ينفى بالضرورة وجود حالة من الإحتقان هناك؟
– الشرق ومنذ توقيع الإتفاقية ظل في حالة أمنية مستقرة ولم تطلق طلقة واحدة طوال الفترة السنوات الماضية، ولكن هناك كثيرون يروجون في الإطار السياسي لأشياء قد تكون موجودة أو غير موجودة وهذه مسألة طبيعية، ومنذ أن جاءت الإتفاقية هناك أمل كبير في معالجة القضايا وفعلاً المعاناة موجودة لكن هناك إحساسا بوجود خطوات حتى وإن لم ينزل بعضها لأرض الواقع، لكن حتى اللحظة لا يوجد شىء يدعو للخوف.
* كيف تسمع الأنباء التي تتكرر بين الحين والآخر عن حشودعسكرية على الحدود الشرقية؟
– أنا أستطيع أن أؤكد أنه لا توجد أى حشود عسكرية في شرق السودان.
* هل تريد أن تقول أنه بعد وضعكم للسلاح لن تطلق رصاصات أخرى في الشرق؟
– أنا لم أقل تنطلق أو لا تنطلق، ما قلته هو حتى هذه اللحظة لم تنطلق طلقة واحدة في الشرق.
* البعض لا يستبعد تمرد عمر محمد طاهر المتواجد الآن في أريتريا خاصة وأن بعض التقارير تشير إلى أن معه ما يزيد عن الـ (2000) من المؤيدين وربما الجنود؟
– أولاً وجود عمر محمد طاهر هناك لم يكن بغير علم الحكومة، فهو كان معنا وطلب بعد توقيع الإتفاقية أن يقعد في أريتريا، وأصلاً المناطق متداخلة بين أريتريا والسودان وسُمح له بالبقاء هناك بعلم الحكومة، لكن أؤكد لك إن هذه معلومات عارية من الصحة وحتى هذه اللحظة لا توجد حشود أو معسكرات ولا يوجد تفكير من عمر محمد طاهر في مثل هذا الأمر وشرق السودان مستقر.
* ألا تعتقد أن هناك تخوفا من أريتريا؟
– يجب أن لا يكون هناك أى تخوف من هذا الجانب، فأريتريا رعت هذه الإتفاقية وعملت بصدق في رعاية المفاوضات وهم الذين أوصلونا لهذه الإتفاقية وكان لهم دور كبير جداً.
* لكن هناك أنباء تتواتر بين الحين والآخر عن توتر مكتوم بين الخرطوم وأسمرا؟
– الزيارة الآخيرة للرئيس أسياس أفورقي إلى كسلا وقبلها الزيارة التي قام بها الأخ الرئيس إلى أسمرا تؤكد أنه لا وجود لمثل هذه التوتر على الواقع أما إذا كنت تقصد شيئا في القلب فهذا لا نعرفه طبعاً.
* البعض يرى أن أريتريا كانت – وبحكم رعايتها للإتفاقية وعلاقاتها بكم- تطمح في أن تخرج بمكاسب من ذلك الإتفاق وهو ما لم يحدث فيما يبدو؟
– والله لا، وهذا الكلام غير صحيح. فأريتريا ما كانت تريد مكسب من الإتفاق، والمكسب الذي حققوه هو مكسب سياسي لأنه فعلاً أريتريا رعت وتبنت الإتفاقية إلى أن تم التوقيع بين الحكومة وجبهة الشرق لكن لم نشعر وراء هذه المسألة بأنها تريد تحقيق أى مكاسب أخرى ولم تكن هناك أى مساومات.
* عفواً سيد موسى لكن يصعب تصور أن تقوم أريتريا بكل الجهد مجانياً دون أن تنتظر مقابل ما؟
– طيب ماالذي أخذته الدوحة الآن؟
* هنالك فرق بين الدوحة وأسمرا طبعاً؟
– (عايز تقول ديل ما عندهم قروش ومساكين ولا شنو؟).. أريتريا ربما كانت تريد المكسب السياسي وقد حققته فأنت تعلم الإتفاقية شهدت عليها الأمم المتحدة والجامعة العربية وكثير من الدول الأخرى كانت موجودة وهذا في الحقيقة مكسب سياسي لأريتريا.
* بعض رفاق الأمس هتفوا ضدك في إحدى زياراتك للشرق.. ألا يزعجك مثل هذا الأمر؟
– حقيقة هذه المسألة ليست مزعجة بالنسبة لى، وهذه أضحت سمة في الوضع بالسودان، والآن خذ أيا من القوى السياسية سواء وقعوا إتفاقية أو لم يوقعوا فأنا متأكد أنك لن تجد قوى سياسية الناس راضون عنها وستجد في كل منها مشاكل وصراعات وقضايا كثيرة جداً، ولكن أستطيع أن أقول إن هناك قضايا مفتعلة فيما يحدث، صحيح قد تكون هناك دوافع وأسباب لكن هناك من يفتعلون مثل هذه القضايا كذلك.
* ألم تشعر سيد موسى في لحظة ما بالإحباط من سير إنفاذ الإتفاقية أو ربما الأوضاع بالشرق؟
– أنا بطبعيتي نفسي طويل والتجربة علمتني ذلك، ونحن قضينا (13) سنة بالميدان في وضع مرير ومشاكل وكثير من التحديات لن تتخيلها ولم أشعر في لحظة بالإحباط، دعك من أن تكون الآن هناك خطوات بشكل أو آخر ودفع في إتجاه إكمال الإتفاقية.
الراي العام
حاوره: فتح الرحمن شبارقة – تصوير: ابراهيم حامد

تعليق واحد