تحقيقات وتقارير

جنوبيو السلمة.. (فيلم آكشن) على الطبيعة!

العاشرة إلا قليلاً، مساء الجمعة الماضي، وسط اكتظاظ سوق البقالة بالسلمة، توقفت عربة صالون بيضاء اللون مظللة، أليس التظليل بممنوع؟، بهدوء هبط منها شاب فارع الطول.. من ابناء الجنوب وما أن أنهى مكالمة هاتفية، حتى اخذت الدقائق المقبلة تشهد عنفاً بدأ من نادٍ للمشاهدة بالسوق يؤمه عدد من ابناء الجنوب بعد تناولهم للعشاء يومياً من قدرة فول مجاورة، ويكملون بقية يومهم في مشاهدة الدوريات الاوروبية وافلام الآكشن والمصارعة الحرة، النادي معروف وسط الناس هناك بأنه مجمع لابناء الجنوب وقليل من سواهم، يوعلى قول محمد المليح الذي كان يحتسي شاياً اعتاد عليه هناك وبرفقته صديقه، انطلق صوت طلق رصاصي من داخل النادي، كان بمثابة اعلان عن شر مستطير سيما ان كثيرين من كانوا يتابعون فيلماً اجنبياً اخذت بعض فصائل جنوبية تطاردهم في السوق مستخدمين العصي والسيخ والسواطير فى الاعتداء لتقع إصابات، أسعف بعضها الى مشاف قريبة، ولينجو الآخرون متخبئين في مجرى يصل عمقه الى اكثر من متر ونصف حيث ان بعض الاصلاحات تجرى هناك في الصرف الصحي وامداد الطرق.
المصادمة وقعت بين موالين للحركة الشعبية وانصار لجورج اطور، الجنرال القتيل، اطور الذي اقتيل اخيراً ينشط عدد من مناصريه ابناء دينكا نقوك، فى وقت تنشط فيه الصراعات المسلحة بين منتمين لأطور والجيش الشعبي حسب وليام كويت الناطق باسم جيش الجنوب، الذي صرح اعلامياً بأن الصدامات تجرى في مناطق جونقلي والبيبور واعالي النيل وراح ضحيتها المئات، لتنتقل تصفية الحسابات الى الشمال، اذ ان بعضا من خلايا الطرفين مازالت قابعة، ويقول مصدر لـ (الرأي العام) ان مطلع فبراير من العام الماضي شهد تعدياً على منتمين لأطور فى احدى ضواحي بحري قبل مقتله واصيب احد المهاجمين بعيار ناري في ساقه ولكنها كانت محودة، لينتقل الصراع الى جنوب الخرطوم فى منطقة السلمة التي مازال يقطنها عدد كبير من ابناء الجنوب باختلافهم المليشي والقبلي، في وقت كشف فيه أحد أبناء الجنوب صباح امس من السلمة «البقالة» ان الفترة الماضية شهدت العديد من حالات الخطف والاعتقال لأبناء الجنوب في الخرطوم، ما يؤثر على سلامتنا في المكوث وإنهاء أعمالنا ومستحقاتنا فى الشمال، اذ ان معظم القابعين هم في حالة لتسلم مستحقاتهم بعد اخلاء وظائفهم لاجل الانفصال حسب قوانين العمل والاتفاقية،مضيفا انهم صاروا يحتاطون فى تحركاتهم.
اصحاب المتاجر على حد قول عامل فى احد المخابز الفاتحة على موقعة اول الامس ،اغلقوا محالهم ولم يسعف الوقت بعضهم للابتعاد عن موضع الخطر فقفل باب دكانه عليه بعد ان اختلط الحابل بالنابل واصبح الموقف محل فوضى نظرا لضيق مساحة السوق فهو بجانب المتاجر والباعة الذين يفترشون الطريق حتى وقت متأخر من الليل موقف لحافلات العربى والسوق الشعبى والحاج يوسف مايزيده ضيقا على ضيق سيما فى حدوث حالات تفلت امنى كما الامس مطالبا معتمد الخرطوم العميد نمر فى ايجاد حلول لسوق البقالة واعادة تنظيم موقف المركبات والسوق، مشيراً في ذات الوقت الى ان السوق يشهد العديد من التفلتات اليومية مطالبين بزيادة الوجود الشرطي في موقع بسط الامن الشامل المتاخم للسوق لبث مزيد من الطمأنينة.
صباح امس تحلق مواطنو السلمة بعد ان قضوا ساعة زمن من مساء الجمعة الماضية ابان فوضى فصائل الجنوبيين التى استطاعت الشرطة ان تحجمها بعد وصولها فى وقت وجيز، وتم احتواء الموقف مع متابعة للفارين من ارض المعركة فى غير ارض معتركها،المواطنون تحلقوا حول مكتبات السوق لمتابعة تفاصيل او ايجاد تفسير لما جرى ليلة امسهم،ووصف حسنين العامل فى مجال النقاشة بان المنطقة روعت تماما وفى بالها احداث العام 2005 بعد مقتل جون قرنق وتحطم طائرته اذ شهدت تفلتات عصبية وتم الاعتداء على المحال التجارية وبعض المنازل المتاخمة للسوق، مشيراً إلى أنّ المنطقة كانت تشهد نشاطا محموما لمنتسبى الحركة الشعبية تقلصت مساحته بعد الانفصال ولكن مجدداً تهيبت المنطقة وبعض خلايا نائمة كما يصفها البعض في منطقة جنوبي الخرطوم.
وقت قليل هو ماتبقى لفترة السماح للجنوبيين بالوجود شمالاً بعد إعلان استقلال دولة الجنوب في التاسع من يوليو العام الماضى،البعض ذهب فعاد مرغما لعدم توافر ماتركه هنا ولم يجده هناك، وآخرون يسعون فى ايجاد مقنن رسمى لبقائهم فى الشمال عبر إجراءات رسمية حين الاعلان عنها، و1182نزيلاً من ابناء الجنوب فى السجون هنا حسبما أعلنت إدارة السجون واتصالاتها مع رئيس القضاء للبت في أمر المنتظرين فى قضايا مدنية وغيرها والذين تصل نسبة وجودهم 47% من سعة السجون
سوق البقالة عاد الى طبيعته صباح الامس، الباعة يعلنون عبر مكبرات الصوت بأن كيلو الضان بـ 23 جنيهاً والعجالي بـ 18 جنيها ،المواطنون يتحلقون حول مكتبات لمطالعة الخطوط العريضة لصحف الخرطوم ،بعضا منها حملت انباء عن تقدم السودان بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وعدد آخر من المنظمات الدولية تبلغها عبرها ان قوة عسكرية تتكون من (79) سيارة مسلحة تحمل على متنها قوة عسكرية تقدر بـ (300) مقاتل من حركة العدل والمساواة، إضافةً الى (28) عربة تجارية تمكنت من دخول دولة جنوب السودان، التى اصبحت لا تخفي امر احتوائها للعدل والمساواة.
وطبقا لبيان تلاه السفير العبيد احمد مروح الناطق باسم الخارجية، أن القوة التي دخلت وادي هور بشمال دارفور تقدر بـ (120) عربة لاندكروزر مسلحة بأسلحة إسناد مختلفة، وعربة لاندكروزر مصفحة كانت تقل زعيم الحركة وثلاث عربات كبيرة محملة براجمات (40) ماسورة و ثلاث اخرى محملة برشاش (37) ملم واثنتين محملتين بمدفع (32) ملم، اضافة لعربة اتصالات تحمل (9) من القادة الميدانيين وحوالي (430) فردا، وقال مروح ان السلاح يعد جزءا من السلاح الذي حصل عليه خليل من نظام القذافي السابق
القوة عبرت لدولة الجنوب عبر معبر السرج والسكارة جنوب ابو مطارق (جنوب العين لتتمركزفى منطقة تمساحة جنوب حدود 1956م.
الجنوب انفصل حسب حدود 1956م ليصبح دولة بذاته منتصف العام الماضي، فهل فترة السماح بترتيب اوضاع من تبقى ،تسمح بـ (افلام آكشن) على الطبيعة.. أبطالها فصائل اصبحت فى حكم الاجانب!
الراي العام
الخرطوم:حسام الدين ميرغني

‫3 تعليقات

  1. [SIZE=5]بس ادوني كلاشنكوف في يوم واحد بنتهي ليكم من الصعاليق ديل كلهم[/SIZE]

  2. [SIZE=7]ديل المفروض يتكشوا ويركبوهم لواري سفنجة ويجدعوهم في الحدود والبرجع يدوه طلقه في راسه[/SIZE]