تحقيقات وتقارير

قالت قطار الثورة لن يزور محطتها .. الإنقاذ.. سر الثقة!!

[JUSTIFY]لو سئل معظم الناس قبل ساعة واحدة من قيام الثورة، أية ثورة، لأجابوا بأنهم لا يرون شيئاً يذكر في الأفق، في المقابل، لا تأتي الثورات والاحتجاجات الشعبية العارمة إلا بعد تنامي مشاعر الإحباط والغضب، فإن كان الجميع راضياً تمام الرضا عن الحال، أو بعض الرضا إن لم يكن كله، فمن المستبعد أن يخرج أحد على الحكومة حاملاً حجراً أو يداً عارية، يريد أن يسقط بها النظام، فالثورات تبعث قبل مجيئها بإشارات وتحذيرات، قبل أن تأتي على نحو مباغت.
في الخارج طرح البعض السؤال بقدر لافت من الشوق والشغف: هل سيزور قطار التغيير العربي السودان، أم أن هذه الدولة ليست معنية بالثورات وفيضانات الغضب الشعبي؟ سؤال أصبح لاحقاً: لماذا لم تندلع الثورة بعد هناك في السودان. أما هنا في الداخل، حيث يفترض بالثورة الشعبية أن تندلع ضد النظام، أو لا تندلع، فإن تتابع تصريحات قيادات الإنقاذ الساخرة من منتظري قطار الربيع العربي، يدفع البعض للتساؤل: لماذا تثق الإنقاذ -كل هذه الثقة- في أن قطار الثورة لن يزور محطتها..أم أن تلك الثقة ليست سوى محاولة لإخفاء حالة من القلق تعيشها الإنقاذ؟
أحد من خاضوا مبكراً في سيناريو الانتفاضة من جانب معسكر السلطة، هو عبد الله البشير شقيق الرئيس في حوار صحفي مع الزميلة (السوداني)، اعتبر فيه أن الأغلبية الساحقة والمؤثرة من السودانيين (مؤتمرا وطنيا)، وأن الثورة كان يمكن لها أن تندلع في أواخر التسعينيات حينما كان النظام قابضاً والوضع الاقتصادي سيئاً، أما الآن فهناك متغيرات كثيرة، أما العامل الآخر الذي ذكره شقيق الرئيس فهو حالة الضعف والهزال التي تعاني منها أحزاب المعارضة.
الرئيس البشير، سبق شقيقه إلى الخوض في سيناريو الثورة، فعقب الثورة التونسية، حيا البشير التونسيين، وعلق على دعوات المعارضة لإسقاط نظامه بالقول: (الجماعة ديل عشمهم طول وقالوا حيطلعوا في الشوارع للإطاحة بنا، ولو شعرنا بأن الشعب يرفضنا سنخرج له في الشوارع ليرجمنا بالحجارة). وهو تصريح يشير إلى استعداد البشير للتنحي عن السلطة والخضوع للمحاسبة في حال خروج الناس ضده، ويشير قبل ذلك إلى استبعاد الرئيس حدوث ذلك الخروج الشعبي.
بعد زيارة قطار الثورات عدة دول، أخذت ردة فعل الإنقاذ إزاء ما يدور على مرمى حجر منها تتصاعد شيئاً فشيئاً، ومنذ نوفمبر، تبادل البشير ود.نافع التأكيد على أن الربيع العربي زار السودان منذ مجيء الإنقاذ، وأن الدفاع الشعبي هو ربيع السودان الدائم وملهم ثورات الربيع العربي، وأن الثورات الحالية صنعها الإسلاميون وخرجت المظاهرات من المساجد، وأخيراً، قال البشير قبل أيام قليلة بأن الواهمين الذين ينتظرون الثورة ضد الإنقاذ سيطول انتظارهم.
حالة الطمأنينة النسبية التي يعيشها المؤتمر الوطني وحكومة الخرطوم وسط موجة التغيير التي أطاحت بأنظمة عديدة في المنطقة تبعث على التساؤل عن سرها، خاصة وأن تلك الطمأنينة إلى أن الثورة لن تأتي لا تقتصر على الإنقاذيين وحدهم، بل شاركهم فيها علناً زعيم معارض كالإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي حينما قال لرفاقه في المعارضة ممن يدعون ويهددون بإسقاط النظام عبر ثورة شعبية: (رؤوسنا عليها عمائم لا قنابير).
بالنسبة لمعسكر الإنقاذ، فإن ما يعيشه السودان حالياً، بل حتى خلال التسعينيات، ليس سوى الربيع نفسه، فضعف الخصوم السياسيين والعسكريين المحليين، وسقوط نظام القذافي، وتراجع سطوة الولايات المتحدة واهتمامها بالسودان، ونتائج الانتخابات التي صبت في صالح المؤتمر الوطني، والتوجهات الإسلامية للإنقاذ، يدفع كل ذلك الإنقاذيين إلى استبعاد سيناريو الثورة، على اعتبار أن مبرراتها غير موجودة.
تلك الثقة، بلغت حداً جعل د.أمين حسن عمر القيادي بالمؤتمر الوطني يمتنع عن الإجابة على سؤال من (الرأي العام) عن دوافعها، إذ اكتفي بالقول: أنا لا أجيب على مثل هذه الأسئلة الصحفية التي تفترض بأن عدم قيام ثورة في السودان هو أمر مثير للفضول أو الدهشة.
د.الفاتح عز الدين البرلماني والقيادي بالمؤتمر الوطني يفسر تلك الثقة الإنقاذية في أن الثورة لن تأتي بالقول: هي أسباب مجتمعة، الربيع السوداني بدأ منذ العام 1989م، وحدثت طفرات نوعية في مجالات عدة جعلت الإنقاذ تحظى بالتأييد الشعبي الواسع، فضلاً عن تراجع بعض الأنظمة العدائية في الإقليم أو سقوطها، وتفتت المعارضة وضعفها، كما أن الإنقاذ استطاعت الدخول في مفاصل حركة المجتمع، في الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وأقامت تحالفات مع القوى الاجتماعية الفاعلة كالمرأة والفئات الأخرى.
لكن خصوم الإنقاذ يرون إن مثل هذه الثقة في واقع الأمر، امتلكتها قبل الإنقاذ أنظمة أخرى طالتها في نهاية المطاف ورغم ثقتها تلك ،يد الربيع العربي الحالي، أو طالتها يد الانتفاضة الشعبية في الخرطوم نفسها، مثل نظام مايو الذي كان رئيسه نميري يتحدث على أعتاب الانتفاضة قائلاً: (أنا مافي زول بقدر يشيلني)، ويعلق د.الفاتح على ذلك بالقول: ليس هناك شخص مطمئن إلى أن الأمور في حكم المنتهية، ونحن لم نركن إلى الدعة والاستجمام على اعتبار أن الأمور محسومة، بل نتطلع إلى تقديم الأفضل دائماً، ما أنجز عظيم وما لم ينجز أعظم، ولا يزال علينا أن نلبي الكثير من تطلعات الجماهير، والمشروع الإسلامي، وأن نلامس حياة الناس بصورة أوثق.
هذه الصورة التي ترسمها تصريحات الإنقاذ وتفسيراتها للواقع وعلاقات القوة الداخلية والخارجية، ودرجة الشعبية التي تتمتع بها الحكومة، يشكك فيها البعض، ويقول د.حمد عمر حاوي المحلل السياسي إن التصريحات المتتالية التي تستبعد سيناريو الثورة دليل ضعف أكثر من كونها علامة قوة، ويدلل على ذلك بأن الإنقاذ بقيت ستة أشهر في انتظار قبول البعض بالدخول في حكومتها العريضة، فلماذا قدمت هذه التنازلات إن كانت في موقف قوة، ويعلق على ما ذهب إليه د.الفاتح قائلاً: مكونات المجتمع التقليدية التي تظن الإنقاذ أنها متحالفة معها أصبحت في حد ذاتها مشكلة، لقد اكتسبت وعياً مطلبياً وأصبحت تتطلع إلى المزيد من المكاسب وتمارس الضغط على الحكومة، ويتابع: علو الصوت دلالة على الضعف.
علو الصوت ليس حكراً على معسكر الإنقاذ وحدها في واقع الأمر، فبينما لا تفوت السلطة مناسبة للتأكيد على قوتها ورصيدها الشعبي الذي يجعلها لا تخشى مجيء قطار الثورات، فإن المعارضة تتحدث في المقابل بصوت عالٍ منذ التسعينيات عن انتفاضة شعبية وشيكة، انتفاضة لم تر النور حتى الآن، ما يوحي بأن أمر الثورات والانتفاضات في يد الصامتين من الأغلبية، ممن قرروا طيلة العشرين عاماً الماضية أن الإنقاذ يمكن لها أن تبقى، ولم يقرروا بعد مطالبتها بالرحيل..!
[/JUSTIFY]

الراي العام-مجاهد بشير

‫5 تعليقات

  1. يا مجاهد بطل تلميع للحكومة

    لماذا الثورات الشعبية

    1- الفساد فاق التصور في عهد الانقاذ
    2- الشمولية حدث ولا حرج
    3- تدني الاخلاق و الدعارة و الرشوة واكل مال الحرام
    4- التعالي والعجرفة المتاجرة باسم الدين
    5- المرض والتشرزم القبلي
    6- اتهاكات حقوق الانسان
    7- اثارة النعرات القبلية والطايفية
    8- تفتيت وتقسيم السودان
    واخيرا البشير واعوانة خونة يعملون لصالح امريكا والصهاينة لتفتيت اكبر دول العالم

    وبطل لحس يا مجاهد الناس ديل ما بتلمعو بعد دة

  2. [SIZE=5]نحن لا نريد ثورة بل نريد اصلاح وسوف نعمل للاصلاح ولا نريد مفسد وفاسد بالسلطة اي كان منصبه وموقعه
    الاشياء التي ذكرتها اخ ياسر اتفق بان الدولة يجب تحمل مسؤوليتها لان هنالك رجال ظلو جلاليب الانفصال انا عشت بالجنوب عز الشباب والحمدلله الى اليوم شباب وافضل شيء هو هذا الانفصال الجنوبيون ياكلون المال العام ويقولون هذا حقي شماعتهم كان الشمال الجنوب استنزاف من الغرب والدول المجاورة للسودان الجنوب انفصاله ليس مضر بالدرجة التي يهول لها الناس نحن لم نستفيد من الجنوب غير الضرر حرب صرف لا اول ولا اخر[/SIZE]

  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    اخى هو كان قبل الثورة دولة ؟

    هل كنت تسمى السودان قبل الانقاذ دولة دولة متاهلكه

    تجرجر اذيالها يتلاعب بها الهواء يمين ويسار 0

    لا توجد بها اى مقومات دولة لا توجد بها اى حياة

    انعدام فى الرؤيه اقصد انعدام غى الامن انعدام فى المواصلات

    انعدام فى الاكل انعدام حتى فى الانعدام 0

    نحن كنا معدوميين 0

    اخر مره اسمع او اقراء واحد يتكلم عن الدولة

    قبل الثورة 0

    اتحدى واحد يكون اكل رغيف ثلاثه وجبات

    اوشرب شاى ثلاثه مرات بى سكر او اكل لحم وغسل ملابسه

    لعدم وجود الصابون 0 حتى اتفه شئ اسمه السجائر

    لايوجد 0

    وطنـــــــــــــــــى 00

  4. مادام الحلو قال الثورة جاية على يدو فمعناها انو لا حيكون في ثورة ولا يحزنون
    زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا فابشر بطول سلامة يامربعا