الربيع العربي .. مكاسب سودانية
وبمجرد نجاح ثورة (25) يناير في مصر، بدا (عسل) كل من القاهرة والخرطوم، في التشكل فزادت وتيرة حركة الوفود سيما الاقتصادية منها بحثاً عن مشروعات التكامل، وسعياً خلف الاستثمارات علاوة على التنسيق في ملف (مياه النيل).
وعن ذلك، يقول عبد الرحمن ناصف رئيس المكتب الإعلامي بسفارة القاهرة لدى الخرطوم، بأن ثورة (25) يناير رفعت شعارات (الحرية، واعدالة الاجتماعية، والكرامة)، وشرعت بصورة فورية في إنفاذها بمجرد نجاح الثورة، وذلك بحسبانها شعارات تعكس ملامح خطط (سياسية، اقتصادية، اجتماعية).
وأضاف ناصف في حديثه لـ (الرأي العام) عن توافر انطباع ايجابي لدى الحكومة والمواطن المصري، يقابله ترحيب وبشاشة من الحكومة والمواطن السوداني، وأعلن عن (عشم) وصفه بالـ(مشروع) لدى كلا الطرفين بتعزيز علائقهما وترقيتها للمستوى الذي تستحقه سعياً لتبديد غيوم الشك التي شاعت خلال فترة حكم مبارك، ودّلل، على الروح الجديدة التي سادت علاقة البلدين بإهداء الرئيس عمر البشير للشعب المصري (5) آلاف رأس من الماشية فيما كانت أول زيارة لرئيس خارجية مصري عقب الثورة (عصام الشرف) للخرطوم وطالب ناصف بإقامة مثلث (ذهبي) يربط مصر وليبيا والسودان.
وفي منحى متصل، وقع السودان ومصر في نسخة ما بعد الثورة على (9) اتفاقات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل تنفيذية بينها اتفاقات تجارية أضيفت لاتفاق (الحريات الأربع) الموقع أصلاً بين البلدين ويقر بحرية (التملك والتنقل والإقامة والعمل) وهي اتفاقات حال تم تفعيلها كفيلة بزيادة حجم التبادل التجاري (بلغ 5.4 مليار دولار في العام 2011م) وقادرة على رفع عدد الشركات المصرية في السودان لأكثر من (113) شركة لذات إحصائية العام 2011م.
من جهته، قطع د. محمد الناير الخبير الاقتصادي، بهبوب نسائم تلفح الأجواء السودانية جراء الربيع العربي، خاصة مع دول جواره ولفت في حديثه مع (الرأي العام) لمنح الجانب المصري مليون فدان لإستزراعها بالولاية الشمالية لتأمين الأمن الغذائي لكلا البلدين (القمح) وأقر بقدرة المصريين على رفع إنتاجية الفدان لحوالي (4) أطنان مقارنة بـ (1.5) طن بما يملكونه من تقانات وخبرات زراعية.
وسيمثل الانتهاء من مشروعات البنى التحتية بين البلدين طرق (أسوان ـ قسطل- حلفا)، (الطريق الساحلي عبر البحر الأحمر)، (دنقلا ـ أرقين) مدّ شرايين تجارية تربط البلدين وتقلل من كلفة النقل وبالتالي تزيد من حجم التبادل التجاري وتحديداً صادرات السودان من الماشية تجاه الأسواق المصرية. وفي مجال الاستثمار توقع د.الناير أن يشهد العام الجاري 2012م فتوراً في الاستثمار نتيجة الظروف التي تكتنف مصر وأدت لإنخفاض إحتياطيها من النقد الأجنبي إلى حوالى (20) مليار دولار، ولكنه تكهن في المقابل بعودة الاستثمارات المصرية لعهدها الأول بداية من مطلع العام المقبل 2013م.
وبالانتقال إلى ليبيا، أوضح د. الناير أن القدرة الكبيرة للاقتصاد الليبي على التعافي تمكنه من ضخ الاستثمارات في السوق السوداني. وذّكر بتعهد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي إبان زيارته للخرطوم بإعطاء الخرطوم الأولوية في الاستثمارات الليبية رداً لأياديها البيضاء إبان مناهضتهم نظام القذافي، استثمارات في مجالات السكر والحبوب الزيتية والأقطان وحلجها، وقال: كان بقدرة الأموال التي صرفها القذافي على مشروع النهر العظيم تأمين الغذاء لكل من السودان وليبيا ومصر. على كلٍ، فإنه يستوجب على مثلث (الخرطوم، القاهرة، طرابلس) الارتقاء بعلاقاتهم الاقتصادية أسوة بالسياسية، وهو الأمر الذي يتطلب صياغة اتفاقات تكامل مرنة تدخلها ليبيا برؤوس مالها، والخرطوم بمواردها الطبيعية، والقاهرة بخبراتها البشرية بغاية الوصول لاستقرار اقتصادي وتنمية مستدامة.
الراي العام
تقرير: مقداد خالد
[SIZE=4]الربيع حيجينا لمن نطيح بي بشبش والمؤتمر البطني والوثني[/SIZE]