تحقيقات وتقارير

بنات الليل .. متلازمة نظرة المجتمع .. الظروف الاقتصادية

عندما سمِع بوجود ظاهرة (بنات الليل) كما يُطلِق عليهُنّ المُجتمع قرر تسجيل حلقة تلفزيونية بخصوص الموضوع، بالاستعانة بأحد الأصدقاء عرِف مكان تواجدهِن، ذهب إلى المكان وفور وقوفه وجد (فتاة جميلة) تقف وقفة مُنتظِر لشيء ما، أشار لها بأن تركب وفعلت وأخبرته بالسعر الذي ستذهب به معه وبعد تفاوض توصلا لسعر مُناسب، وفي الطريق أخبرها بأنها لا ينوي أن يقيم علاقة معها وإنما يريد تسجيل حلقة معها عن مهنتها هذه، وافقت بشرط ألا يكشف صورتها واسمها وفعل. بعد أن بدأ التسجيل خلف الستار بدأت هي تحكي قصتها لتقول: توفي عنّا والدي منذ زمن بعيد تاركنا أنا وأمي وثلاثة من إخوتي أنا أكبرهم عملت أمي بكل ما تملك لتقوم بتربيتنا بشكل جيد، إلى أن وصلت الجامعة وتخرجت؛ بعدها لم تعد تقدِر على العمل نسبة لعامِل السِن وظللنا نتسوّل ما نسد به رمق إخواني الصغار ناهيك عن الدراسة وغيرها وفوق ذلك طردنا المُستأجِر من المنزل؛ لأننا لم ندفع قيمة الإيجار لشهور عديدة. خرجت أنا أبحث عن عمل قدمت شهاداتي في كل مكان دون جدوى، اضطررت لبيع الشاي ولم أسلم من التحرشات تارةً ينعتوني بأنني جميلة وأحياناً بألفاظ نابية أبسطها أنني أمتهن بيع الشاي لأغراض أخرى، وبعد الكشات المتكررة وما ظللت ألاقيه عدلت عن فكرة بيع الشاي إلى أن التقيت أحدهُم ودلني لهذه الطريق، اعترف أنني لأبتذل شخصيتي وإنسانيتي في هذه المهنة لكنني لم أجد سواها، أُجبِرت عليها، لكن من أين نأكل ومن أين نعيش؟.. توقفت الفتاة لبُرهة لِتُقحِمهُم بسؤال حيرهم جميعاً (بالمناسبة أمي عارفاني بس تعمل شنو؟ ولو بتقدرو توفروا لي شغل يكفي لدفع الإيجار والقراية والأكل؟ كان بتعملوا كدا هسا أنا بخلي المهنة دي) عندها لم يجبها أحد؛ لأنهم لا يملكون أن يوفروا لها وظيفة، لتخرج وعيونها ملأى بالدموع ووجها يختزن أسى (السنين)، خرجت حتى تجد فرصة أخرى فيما تبقى من ليل.. أخيراً مهنة الدعارة تتعاظم وتتكاثر كلما ازدادت المجتمعات فقراً لِذا أوقفوا التفقير، وقبله أوقفوا النظر إليهن بدونية؛ لأنهن ليست مجرمات في المقام الأول، لكنها الظروف..!!
رياض الأطفال.. خلل التنسيق بين السُلم التعليمي والمُقررات..
بعد أن أقدمت وزارة التربية والتعليم على تغيير مُقرر مرحلة الأساس في نهاية التسعينيات قامت بإجراء تعديلات كثيرة في مقرر الصف الأول أساس، حيث صممت مُقرراً لا يحتوي على الخطوات التعليمية الابتدائية مثل الحروف والأرقام، وبهذا جعلت وزارة التربية مرحلة التعليم ما قبل المدرسي إلزامية لكل الأطفال ومؤهلة للدخول للمدرسة. فعلت هذا إلا أنها لم تضع الخُطط لإدراج هذه المرحلة ضمن السلم التعليمي، ولم تضع مواصفات مُحددة لرياض الأطفال وتركت الأمر مطلقاً على عواهنه إلى أن صارت رياض الأطفال مؤسسات إستثمارية جاذبة لكل من يملك المال ليؤسس هذه المؤسسات، ومن يملك المال ليدخل أطفاله هذه المؤسسات التي يقع جل تركيزها على التعليم بعيداً عن التربية؛ لأن التعليم قبل المدرسي في أساسه إعداد وتربية أكثر من التعليم، وحتى الرياض التي يُطلق عليها حكومية تجد الأسر تتحمل دفع مرتب الأستاذ عبر رسوم شهرية يدفعونها له، وفوق ذلك فهي رياض تعمل بلا معينات، وفي أحيان كثيرة تقوم في منازل أو مساجد أو في دور اللجان الشعبية ما يعني أن الوزارة لم تكترث أن تخصص لها مقراً، وبالتأكيد تقبع هذه الرياض في بيئة سيئة لا تمكن الطفل من الاستفادة من المواد المُقدمة له، إضافة إلى أنها غالباً تفتقر للوسائل التعليمية، وبما أن المقرر لا يحتوي على الحروف ولا أبجديات القراءة والكتابة فإن الطلاب الذين لا يدرسون هذه المرحلة أو يدرسونها في بيئة سيئة تجدهم يعانون كثيراً؛ مما أسهم بشكل كبير في تدني مستويات الطلاب. والغريب في الأمر أن كثيراً من المدارس ـ بأمر الوزارة ـ لا تقبل التلاميذ الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال، وبرغم أن هذه المرحلة مرحلة حساسة تحتاج لمُعلِم مؤهل بما يكفي للتعامل مع أطفال، إلا أننا نجد أن جُل معلمي مرحلة ما قبل المدرسة هم من حملة الشهادة الثانوية أو الأساسية في كثير من الأحيان ويفتقرون للتدريب وكيفية التعامل مع الأطفال، كل هذا يستدعي الوقوف حوله، فإن لم تكن وزارة التربية مُستعدة لهذه المرحلة كان الأجدى بها أن تتركها كما في السابق إختيارية، إلى أن تُخطط لها بشكل علِمي ومدروس عبر رصد ميزانية مُحددة تُمكِن من خلق بيئة تعليمية جيدة وقبلها المُعلِم المؤهل..
التحرش.. نساء لا تحميهُنّ القوانين!!…
عندما اعتلت المركبة العامة جالت بنظراتها لتجد مقعداً مُريحاً لتجلس عليه ليشير إليها أحد الرجال (طاعن في السن) لتجلس جواره وفعلت ذلك مُطمئنة لقناعتها بأنه رجل كبير سيكفيها شر تحرُشات الشباب، وما أن جلست بدأ يتحدث لها عن (بنات الزمن دا- السمن – الجسم الملان واللون الأبيض) وخلافه لم تتعاط معه في الحديث بل غمرته بإبتسامة باهتة واضحٌ فيها عدم ارتياحها لحديثه. وأدارت وجهها عنه لتحس بعد هُنيهة بشيء يسري في خِصرها إلتفت لترى (الحاصل) لتجده يسترسل في (لمسها)، غضبت واستشاطت وعلا صوتها فيه بعبارات تعنيفية تمنت لو يعيها (يا خي إنت قدر أبوي ما تحترم نفسك)، ولكن هيهات!!.. فهو رجل ما يعني أنه دوماً (صاح) أنكر كل ما فعله وبدا يسبها ويسيء إليها (إنتي بت.. أهلك ما ربوك) وأضحت هي المتهمة ليهاجمها كل الذكوريين داخل المركِبة أولهم بنات جنسها (يا بتي السُترة والفضيحة مُتباريات!) لم تخنع وأمرته بأن يذهب معها ليدونون بلاغ تحرش وفعلاً ذهب معها لا لشيء سوى أن يستفزها أمام القانون!!.. ذهبت وطالبوها بالإثبات وكان أن أنكر المُتهم فِعلته وذهب تاركها مُتهمة ومكسورة لتعرف أن الإثبات ركن أساسي لإثبات التحرش، وبعدها عنفها من استغاثت بهم، ومن يومها قررت أخذ حقها بيدها مهما كلف الأمر إلى أن (ينصلح الحال)!..
صحيفة الأخبار
صفية الصديق

‫11 تعليقات

  1. [SIZE=5]
    ماتقعد تجيبو اعذار للشغل الحرام لانو مهما كانت الظروف صعبة مابتخليك تلجأ للحرام انا شاب جامعي في جامعة الخرطوم يعني عارف حركات البنات وحافظها عن ظهر قلب لاعندهن ظروف لاحاجة بس حبا في الحرام والغلط
    وبخصوص المرة القالت الراجل اتحرش بيها دي اكبر كضابة لانو الرجل كبير في السن عشان كده ماتصدقوها[/SIZE]

  2. تسلم إيدك يا حفيدة مهيرة ،هذا هو الاسلوب الفاعل مع مثل هذا العجوز المتصابي، رجله والقبر ويتحرش.

  3. يا سيد الحلو انا معجب بى تعليقاتك الساخره ضد الناس لا لنقصان فيهن …لانو تعجبنى طريقة تعليقاتك ولكن انصف ولو لمره واحده ؟؟وانا متاكد الراجل دا هبشا بس هى ما كان ترفع صوتا لانو زى ما قالو ليها البنات الستره والفضيحة متباريات كان تسكت وتقوم ان شاء الله تنزل حتى ولا تحمر فيهو عشان ما يكررا تانى؟؟؟
    اما لى موضوع البت السمحة الفوق انا كنت بعرف مره وسمحة وصغيره وبتعمل شاى فى جامعة النيلين امكن لى هسى قاعده والله محترمة للنهاية وظريقة وحبوبة ومن ظرافتا ما بتديك فرصة تتكلم كلام ما ياهو
    والشغل كتييييييير ما بالضروره تشتغل فى وظيفة ان شاء الله تعمل طباقة دا بس مثل بسيط لكن دا ما عذر ليها تبرر بيهو فعلتها لو هى اصلا اصيلة ولو الجماعة العملو معاها لقاء ديل حسو بالصدق فى كلاما كان ساعدوها والله يبيع هدومو لانو لايمكن يخليها كدى وبكونن عندو علاقات اكييييييد؟؟ لكن بكون صاحبنا شافا عاجباها الشغلة عشان كدى طنش بس وعايز الكتير فى اقل وقت ممكن حتى لو تسخر اغلى ما تملك

  4. لو كانت القصة حقيقية فذنبك يتحمله ولاة الأمر، والمجتمع، ولكن يقول المثل :(لا تأكل الحرة بثديها)،ويبدو أن النخوة أصبحت في متحف التاريخ
    ونسال الله أن يفرج كربة كل فتاة ولاتضطر لهذا العمل، وربما غفر الله لك كالمرأة البغي من بني اسرائيل عندما سقت كلبا عطشا

  5. المقال غير متناسق أوله يخص العنوان وأوسطه لا علاقة له بالموضوع وآخره لا يرتبط بأوله ولا أوسطه ، ماذا حدث لكم يا ناس صحيفة الأخبار؟

  6. [SIZE=6]لا تاكل الحرة من ثديهااااا ….مهما يكون بيع الشرف ما عزر عشان تاكل وتشرب انشاللله عنها ما اكلت واخير ليها تموت جوعا وشرفا مصان ومحفوظ ..بعدين ياخى الناس دى ليه بتنسى انو فى رب رحيم ورزاق وفتاح ليه الحرام يكون اقرب طريق؟؟؟ يقول الله تعالى من يتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ووالله يفتح الله لها الف باب من الرزق ومن يتوكل على الله فهو حسبه ارجعو لله فى كل صغيرة وكبيرة وخلو الاعزار الواهية دى قال ما لاقيه شغل قال …والله حاجه تغييييظ…[/SIZE]

  7. مجرد إقتراح، لا مانع لدي في المساهمة في إعادة تأهيل مثل هذه الفتاة، وإذا تبنى بعض الإخوة والأخوات أي جمعية أو شكل من الأشكال لإنتشال مثل هذه الأسر، كل حسب إمكانياته ولنبدأ بالبسيط، ولنوقد شمعة.

  8. والله انا برى انه ما فيش داعى بأن تأكل وتأكّل اخوانها الصغار من الحرام ومهما طال الزمن او تكالبت عليها المصائب والمضايقات لكن من الأولى بأن تستغل جمالها وتعليمها فى اى مهنة اشرف من هذه الرزيلة والله المستعان هو بيده الارزاق وما فيش زول مات فى السودان دا من الجوع ولكن بس هى كانت لديها ضعف إيمان واكيد لو استمرت فى الشاى كان اصبحت مرتاحة ومحترمة ونسأل الله لها الهداية وعدم الانصياع لأهواء الآخرين اصحاب المآرب الضلالية ولا يشعرون بما يحدث لغيرهم وما تترتب عليه من عواقب لا يمكن ازالتها والله المستعان ونسأله الهداية لها ولنا اجمعين.

  9. قالت ابوها مات وخلاهم هي و3 اخوان وامهمم ربتهم لغاية هي الكبيرة خلصت الجامعة(انتهي كلامها) . افتكر بنفس الكيفية اللي ربتهم بيها امهم كان هي الكبيرة تواصل دون ان تسلك درب الحرام

  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا ٍساوي هذه الاسرة في بيتي وسأوفر لهم شقة وعمل شريف

    رجاء التواصل معي عبر الايميل