قير تور

إنقاذ معلمة وموت قيم

[ALIGN=CENTER]إنقاذ معلمة وموت قيم [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]يوم الإثنين الماضي، الأول من رمضان 1429 ه الموافق الأول من سبتمبر 2008م، أنقذ أحد الرجال بولاية القضارف حياة إمرأة كانت صبت مواداً سائلة قابلة للإشتعال على جسدها لتشعل حريقاً يخرج روحها من جسدها.والمرأة التي أنقذت حياتها لم تقرر ذلك سوى محاولة هروب منها من الواقع المرّ الذي رسمه لها قادتها في شكل ظلام لا نهاية لها فارادت الخروج من ظلام هذه الحياة إلى ظلام الأبدية لأنها رغم غضبها الشديد فهذا لا يعفيها من الخطيئة التي التي اقدمت عليها بإرادتها.
وتلك المرأة التي نقول إنها انقذت (راجع صحيفة الخرطوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2008 م الموافق 2 رمضان 1429 هـ العدد 6850) ستجد نفسها عادت إلى الجحيم التي حاولت الخروج منه.
وهذا الجحيم، الموجود فوق الأرض، ما هو إلا ولاية القضارف فهي ظلت تطالب بإستحقاقاتها المالية المتراكمة لمدة اربعة اعوام، وبعد مقابلتها معتمد بلدية القضارف في اول يوم من شهر رمضان تقول صحيفة الخرطوم بأن المرأة عادت بـ(خفي حنين) فقررت الإنتحار.
اربع سنوات كاملة اي ما يعني (1440) يوماً لم تحاسب فيه سلطات الولاية نفسها وتراجع من تأخرت له بعض الأموال ومن أستلم حقه بالكامل…. ومع ذلك فقد شهدنا الصحف خلال السنتين الماضيتين تزين صفحاتها بالإعلانات مدفوعة القيمة لإيضاح إنجازات الولاية. ما هي إنجازات الولاية إن كانت لا تستطيع دفع مستحقات معلمة واحدة لمدة اربع سنوات وقد يكون هناك عدد هائل من الذين لم يصرفوا مستحقاتهم المالية ولم يلجأوا لأسلوب تلك المرأة وإلا كانت هناك مأسأة في الأسر هناك.
وإذا كان الشخص الذي استطاع إنقاذ حياة تلك المرأة فعل الواجب الذي أملاه عليه ضميره فقام به على أكمل وجه إذ أنه استطاع تغيير المنكر بيده.. وعليه نستطيع الإشادة به وهو له جزاء من عند الله حسب نيته…. فلا أظن أن نفس الشخص له المقدرة على تغيير منكرات أكثر فظاعة هي السبب في إقدام تلك المعلمة على الإنتحار، والسبب ببساطة أن الذين يتماطلون في إعطاء الحقوق هم أنفسهم مالكو صكوك غفران زماننا هذا.
لقد تم إنقاذ حياة المعلمة تلك لكن ليت الإنقاذ كان يشمل القيم والضمائر التي يبدو إنها خرجت إلى مكان غير معلوم من قلوب كل من تولى مسؤولية. وليت كل من تولى مسؤولية إدارة محلية أو ولاية او حتى مكتب تفتيش على الطريق العام يدرك بأن هناك من هم تحت مسؤوليته، وكل تصرف إيجابي يعني تسيير الأمور بطريقة جيدة مع المواطن.
تم إنقاذ المعلمة من الإنتحار لكن من يعيد الحياة لتلك القيم التي صارت مفقودة في الدواوين العامة بالحفاظ على المال العام؟.هل ننتظر إبتعاث شخص من خارج كوكبنا يعلمنا كيف نصون بلادنا من الفساد؟.

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1008- 2008-09-04 [/ALIGN]

‫5 تعليقات

  1. عزيزي قير بعد التحيه والاحترام…وياليتهم……رحموا ……طالبة الاساس …بامبدة…والتي …انتحرت….ايضا..بعد ان…لم يستطع…اهلها دفع…الرسوم…الدراسيه…والله…يستر علي ال671…..بتاعين جامعة الخرتوم…ويا حليل روضة قبريال…عاملة النظافة …النظيفة اليد واللسان …بمركز جابر ابو العز للسكري وحليل كل ابناء بلدي العفيفون الجائعون.الصابرون…وابك يا بلدي المحبوب حتي لا يجف النيل!

  2. سلمت يداك أخي قير تور ليتنا فعلاً نستطيع أن نقتل بيع الضمير والفساد في بلادنا. ليتنا نصحو في يو م من الأيام ونجد أناس يهبطون علينا بطبق طائر من كوكب آخر ويعلمونا كيف نصون بلادنا ليس من الفسا فقط وإنما أيضا من غياب الضمير والمحسوبية واللامبالاة وعدم المسؤولية……..

  3. التحية لك اخي قير تور والتحية لكل شرفاء بلادي
    والتحية اولا لبلادنا الحبيبة الجميلة
    الكل يعلم ان الفساد والاختلاس هو الشعار الظاهر لاهل الانقاذ
    الاخطر في الامر ان يتم كل ذلك من مظلة التستر بالدين
    ماذا قال الدين ؟
    المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
    هل سلمنا من لسان الانقاذ او يدها ؟
    والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع الى جواره وهو يعلم
    ايعلم مسئولو الانقاذ كم شخصا بات جوعان وهم شبعى
    الظلم ظلمات
    الظلم ظلمات
    الظلم ظلمات