تحقيقات وتقارير

ضرات جدد .. مهن تهدد عرش الزوجية!


قد يجوز قياس الحياة الزوجية بمقاييس أو مقادير صنع (الكيك) الدقيقة , التي ان زاد منها شئ يفسده ,وكذلك هي, ان زاد فيها شئ او نقص يشكل خللا واضحا في شكل العلاقة بين الزوجين ،ويترك آثاره النفسية السالبة على الطرفين . وهناك من الحب ما اطاح بعشهما , كأن يحب الرجل وظيفته ويعطيها من وقته اكثر من بيته , او ان المهنة التي يمارسها الزوج قد تؤثر في شخصيته واساليب حياته ونمط تفكيره بل تسيطر على اسرته وزوجته وتأخذه بعيدا ..
ولعل زوجات الاطباء والمحامين والفنانين والسماسرة هن الاكثر شكوى من غياب الازواج بسبب ( الضرة) او الوظيفة التي تشاركها في زوجها، واحيانا تأخذ نصيب الاسد عنها , لذلك يظهر الشعور بالشكوى من الوحدة وعدم مشاركته حتى في تربية الابناء او مراجعة الدروس لهم . فالطبيب الذي طالما حلمت الفتيات بالاقتران به, تشير احصائيات الى ان عددا كبيرا منهن لايهتممن الا بعمله فقط وهو شخص جاد وغير مرح ويتوزع وقته بين الدراسة لمزيد من التحصيل الاكاديمي الذي يقود الى تخصص او ترقية ,او ما بين المستشفى والعيادة الخاصة لجني المزيد من المال .. او الخروج في وقت اضافي لمتابعة حالة طارئة يفرضها الواجب والضمير ،ورغم كل ذلك يظل الاتهام بالتقصير قائما .
ويرى د. حسن الطيب اختصاصي النساء والتوليد ان المهنة فعلا لها تأثيرها على الحياة الزوجية والاجتماعية عموما . وقال (مارست المهنة خارج البلاد لفترة وكنت حينها اعمل واواصل واشارك في مؤتمرات , لكن هنا الآن اسعى ليل نهار حتى اعيش بصورة افضل، مع اني اعلم ان المال ليس كل شئ ) .وعن مبررات الغياب عن المنزل يرى انه احيانا غياب مبرر لان هناك من الاطباء من يفتقد حتى الحد الادنى من العيش, وفي أحايين يتحول الى حالة مرضية بسبب السعي وراء المال او التماهى مع المهنة. واضاف(انا بمشي العيادة مكرها , لكن ليس هناك راتب يحلحل كل مشاكلنا) . فالزوجة المظلومة (الله يعينها), ويرى د. حسن ان ذات الموضوع قد تسبب في انفصال عدد من الطبيبات بسبب انشغالهن الدائم عن المنزل ،لهذا يجب مناقشته بصورة اوسع . ويري د. خضر اختصاصي الاطفال بمستوصف الحكمة ان الموضوع حيوي وحساس واساسي , وان الاطباء يقومون بعمل انساني (ولا اعتقد انهم يهملون الجانب التربوي لان التربية التي تقوم على اصول صحيحة تحتاج حنان وعاطفة الاب، وهذا يجعل الطفل سويا خاصة وان هناك امراضا لها علاقة بالجانب النفسي). وعنه شخصيا وبعض اصدقائه قال انهم يستغلون ساعات الفراغ بين الدوامين اضافة الى ان هناك يوما او يومين للعطلة الاسرية , لكن هناك بعض كبار الاطباء يقضون زمنا اكبر في العيادات وورديات ومبيت لكن الموازنة الوسطية مطلوبة.
ويقر المحامي معتز المدني ان مهنتهم حساسة واحيانا تبني القضايا يؤثر على اسرة مما ينعكس سلبيا على الحياة الزوجية. وقال ( هناك اتصالات قد تجرى مع بعض الموكلات واحيانا تصر الزوجة على معرفة المتحدثة وتفاصيل ما جرى بين المحامي وموكله ، وهى غالبا اسرار المهنة اخلاقيا لايمكن البوح بها مما يتسبب في خلق ازمة , اضافة الى ان الوقت ملئ بالطوارئ احيانا قرب باب المنزل يأتي هاتف ليقول ان فلانا تم القبض عليه او سجن , اضافة الى اجتماعات مسائية وارتباطات قانونية وكل ذلك يؤثر على الاسرة ويتسبب في خلل اجتماعي ) . ومن وجهة نظره الامر يحتاج الى ادارة وقت. فمثلا يوم الجمعة يوم اسري بحت خال من اي عمل, واشار الى ان الزوجة لديها حق يفترض بشكل افضل. لكنه متزوج بطبيبة و ان يتم لقاؤهما خلال اليوم امر صعب، احيانا يدخل هو لتخرج هي وهكذا .وقال( هذه مشكلة خطيرة يفترض الانتباه لها فقد تتسبب في قلة احتياج الناس لبعضهم) .
ويضاف الفنانون كذلك الى قائمة المتهمين بالانشغال , حيث ان البروفات والانتاج المستمر والحفلات والمجاملات تستقطع وقتا اكبر من وقت المنزل ،اضافة الى اليوم المقلوب. حيث يسهر الفنان ليلا وينام نهارا ,او هكذا قال الفنان حمد الريح ،الا ان ذلك لم يمنع المركب من المسير رغما عن قلق المعجبين والمعجبات .
المصرفي محمد صالح ادعت زوجته وامامه ان مهنته حولته الى شخص رقمي .ضحكت وقالت اعتقد انه يحسب عواطفه بالآلة الحاسبة في اليوم هذا ان وجد وقتا اصلا لهذه العواطف , لم يستنكر محمد الاتهام وقال مبررا( نشأت اصلا في بيئة الارقام كان الوالد يعمل محاسبا وعشقت عنه الضرب والجمع الذي توجته بتفوق في هذا المجال طوال ايام الدراسة واصبح هذا الامر يحدث بحكم العادة , صحيح قد يشعر الطرف الآخر بجفاف المهنة لكنها بالنسبة لي مهنتي وعملي الذي احب واستمتع بذلك, ولا أعتقد اني مقصر ولكن يخيل لي ان الطرف الآخر يطمح فيما هو اكثر من ذلك).
ويرى المهتمون بالدراسات النفسية ان اشباع الرغبات , والحاجة الى المكانة الرفيعة, اضافة الى تسارع متطلبات الحياة ورغبة العيش في مستوى اجتماعي مرفه او الخوف على الوظيفة دوافع عليا ودنيا للسعي, لكن على الرغم من ذلك لاينبغي ان يكون هناك اي تأثير للحياة العملية على الانسان العاقل والواعي لحياته الاسرية , وان اي نقص في مقدار العطاء المتبادل يؤدي الى خلل نفسي قد يظهر في شكل الشكوى من الوحدة او الاكتئاب , او فصام او اية اضطرابات سلوكية . وضغط العمل الزائد يفقد ايا من الطرفين القدرة على العطاء وهذا يؤدي الى الخلافات والضغوط النفسية .
الراي العام
الخرطوم / ماجدة حسن


تعليق واحد

  1. [SIZE=4]الشغل بتجيب منو قروش لكن المرة تستفيد منها شنو اليوم كلو جيب جيب اصو مافي هاك انت تتعب تشتغل وهي زي البهائم تاكل وتشرب وتنوم وبس[/SIZE]