تحقيقات وتقارير

متى تطلقون سراح المجاهدين لاستعادة جوبا ؟!

قال مالك عقار رئيس الجبهة الثورية المتمردة إن حكومة الخرطوم ستسقط في قبضة قواته قبل حلول الخريف القادم، وأكد عقار بثقة متناهية أن العمليات القادمة في ما تبقى من الصيف تضع نصب عينها البترول كهدف إستراتيجي لتعطيل إنتاجه، لأنه يساهم في تأجيج الصراع على حد قوله، فيما رفعت وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلنتون عصا التخويف وأخفت الجزرة تحت عباءتها، ووجهت كلنتون اتهامات للسودان وللرئيس بالعمل على تقويض نظام دولة جنوب السودان، مؤكدة عزمها على تشديد الضغط عليه، وجاءت تصريحات الوزيرة الأمريكية لقطع الطريق أمام مذكرة الشكوى التي تقدمت بها الخرطوم لمجلس الأمن بعد تورط جوبا في الأعمال العسكرية التي قامت بها على الحدود وداخل الأراضي السودانية بالهجوم على بحيرة الأبيض الأحد الماضي.. في وقت ظهرت فيه السيدة النرويجية هيلدا جنسون في المسرح السياسي مرة أخرى وبعد صدور كتابها المثير للجدل (اندلاع السلام) اختارتها المنظمة الدولية كممثل لها في جنوب السودان، وعاودت (هيلدا) نشاطها يوم الأربعاء الماضي في محاولة لإيقاف تدحرج البلدين لساحة القتال والحرب بعد أن فشل مشروع التسوية الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور البطل (الخفي) في توطين السلام ولكنه أفلح في تقسيم السودان لدولتين وإشعال الحرب في الدولة الأصل لتخسر الخرطوم ثلث أرضها و 70%من مواردها النفطية ويعيش الآن على حافة الحرب مع دولة الجنوب بعد اشتعال القتال في المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، فهل أضحت الحرب فرض عين على السودان، ولماذا توعد مالك عقار (المخلوع) من سلطة النيل الأزرق، الخرطوم بالعذاب، وهل تجربة التحالفات العسكرية والسياسية أفلحت من قبل في إسقاط النظم التي ناصبتها العداء؟

وتحالف الجبهة الثورية الذي يقوده مالك عقار سياسياً وعبد العزيز الحلو عسكرياً، ولد في أحضان دولة الجنوب كأداة ضغط على الخرطوم لإرغامها على التنازل عن كل المناطق الحدودية التي تزعم جوبا تبعيتها لها، وهي مناطق جودة والمقينص في النيل الأبيض وحفرة النحاس في جنوب دارفور ومنطقة أبيي في جنوب كردفان، على أن تتحصل حكومة جوبا عائدات النفط بلا ثمن أو إيجار خط، وأن تتلقى الخرطوم (منحة) من الجنوب كمساعدات لها وهي صاغرة (ذليلة) تحت وطأة الحاجة للمال والخوف من حرب الجبال والسقوط في غضون شهور محدودة، بيد أن مالك عقار (المغرم) بالثقافة والمكتبات ومحاولة تغطية قدراته المحدودة بالظهور في صورة القائد المثقف، لا يقرأ عقار التاريخ السياسي للسودان مثل قراءاته عن الشيطان، حيث يعتقد عقار في مذهب (شيطاني) وجولة واحدة داخل مكتبة عقار التي (حرقها) مثل نيرون الذي حرق روما، يكتشف طالب الثانوي العقيدة الشيطانية الفاسدة لعقار، وعبدة الشيطان من العقائد الفاسدة التي تمددت في أوروبا في حقبة جهالتها واستنارتها معاً، واستغرق عقار في قراءة كتب الشيطان أكثر من كتب التاريخ الذي يحدثنا عن فشل التحالفات العسكرية في إسقاط الأنظمة، وقد فشل تحالف الجبهة الوطنية في السيطرة على أم درمان حينما تآذرت أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي والحركة الإسلامية لإزاحة نظام مايو الذي كان أحمر اللون يسر الناظر إليه من القاهرة وأديس أبابا وموسكو وبلغراد، وتحطمت آمال وتطلعات الصادق والترابي والشريف حسين الهندي عند بوابة القيادة العامة، وحينما قرر التحالف المصالحة والتسوية نال (المتصالحون) من المناصب ما فاض عن حاجتهم، وبعد الثلاثين من يونيو خرجت قيادات الأحزاب للقاهرة وأسمرا وكمبالا وتم تأسيس لواء السودان الجديد من المطرودين من الجيش، إما لضعف الكفاءة أو الانتماء الحزبي للشيوعي والبعثي والختمية والأنصار، وفشل لواء السودان الجديد ولم تحقق قوات الفتح أو مليشات الحزب الاتحادي الديمقراطي أمنيات الميرغني وأحلامه حينما قال عبارة (سلم مفاتيح البلد تسلم)، وكتب محمد المكي إبراهيم قصيدة رديئة مثقوبة القافية (سلم مفاتيح البلد وما بتسلم)، وفشل عبد الرحمن الصادق المهدي في احتلال نقطة شرطة واحدة، وتمزق التجمع الوطني الديمقراطي إلى (كيمان) صغيرة وأقبل قادته نحو الحركة الشعبية (يقبلون) أيدي باقان أموم ويمسحون أحذيته ويغسلون له ملابسه الداخلية والخارجية، يمارسون الركوع والسجود تحت أقدام جون قرنق والذي حينما خاض التفاوض لفظهم كما لفظت الجبهة الثورية الآن حركات دارفور، وأضحى مناوي وما تبقى من حركة العدل والمساواة بضاعة (مزجاة) لعبد العزيز الحلو وعرمان، وكما فشلت التحالفات العسكرية في الجبهة الوطنية ولواء السودان الجديد، فإن الجبهة الثورية التي يقودها مالك عقار ويهدد بها الخرطوم ويتطاول على الشمال (سفاهة)، لم تصمد لساعات في بحيرة الأبيض وهربت القيادات، وقديماً قيل (كرور الغنم ما بقابل جبين الدود)، والكرور لمن لا يفهمون في العامية هي البضائع المتعددة و(الدود) هو الأسد، ويواجه تحالف الجبهة الثورية مأزق العقيدة القتالية، فالمكون العسكري القادم من دارفور هي حرب الصحراء الخاطفة على الطريقة التشادية مطلوب منه القتال في شعاب جبال النوبة، حيث الأمطار الغزيرة والأرض الصخرية ولن يقوى هؤلاء على لسعات البعوض وطلعات الأنتنوف ومدافع الشواز التي ألحقت خسائر كبيرة بقوات الحلو لو أفصح عنها لما وجد من يقف بجانبه، و(مرتزقة) دولة الجنوب القادمين من ولاية الوحدة د. جونقلي، لن يصمدوا في حرب الأيام القادمة خاصة إذا ما أعلنت التعبئة العامة وبدأت طلائع قوات الدفاع الشعبي بالزحف نحو أم سردية وكاودة وهيبان!!

وتصريحات الوزيرة الأمريكية هبلاري كلنتون التي تمثل الجناح المتشدد في حكومة أوباما، ومحاولة الضغط على الخرطوم للحيلولة دون صدور إدانة من مجلس الأمن لحكومة دولة الجنوب بسبب اعتداءاتها على بحيرة الأبيض، إنما تسعى للظفر بنصيبها من غنيمة البترول التي تسعى واشنطن للحصول عليها وطرد الشركات الصينية بعد أن استدرجت الإدارة الأمريكية جنوب السودان لوقف ضخ النفط بغباء سياسي، لتخسر جوبا مواردها وتنتظر الإعانات من الولايات المتحدة والدول الغربية وأمريكا في سبيل الحصول على النفط الأفريقي، غضت الطرف عن انتهاكات غينيا الاستوائية لحقوق الإنسان، و(مشت) الشركات الأمريكية على أجساد المزارعين في الكاميرون من أجل مد خط أنابيب النفط التشادي حتى ميناء (دولا) الكاميروني، وعمليات وقف ضخ البترول الجنوبي التي قام بها الجيش الشعبي، كانت (مقصودة) في ذاتها من قبل أمريكا حتى يفسد الشمع الآبار وتحتاج عمليات إعادة الضخ إلى معالجات بتقنيات لا تملكها إلا الولايات المتحدة الأمريكية، وقد انصرف المبعوث الصيني من جوبا حزيناً واكتشف حجم (التدخلات) الغربية التي تستهدف الاستثمارات الصينية في أفريقيا، لذلك تبدو تصريحات الوزيرة الأمريكية المتشددة، محاولة مكشوفة من (أوباما) لتعطيل إدانة قد تصدر من مجلس الأمن بعد أن اعترفت جوبا من تلقاء نفسها بالهجوم على بحيرة الأبيض التي تطلق عليها حكومة الجنوب (جاو) وأحياناً (ايدأ)، حيث يتم تجميع عدد كبير من أبناء النوبة لاستخدامهم (لغة) لمنظمات الإغاثة التي سمحت لها الحكومة مرة أخرى بدخول مناطق جبال النوبة!!

والولايات المتحدة التي أعلنت أكثر من مرة أنها تستخدم العصا و(الجزرة) معاً، تتحدث بلسان هيلاري كلنتون، وتدفع سيدة أخرى هيلدا جونسون لمعاودة دورها في الدبلوماسية الناعمة لتفكيك أزمة الحرب التي بانت وشيكة، ولقاءات هيلدا جونسون مبعوثة الأمم المتحدة لدى جنوب السودان بالقيادة السياسية الأربعاء الماضي، تحمل في حقيبتها مبادرة ناعمة لاحتواء النزاع ولكن تحت وطأة التهديد الأمريكي والتلويح بالعقوبات.

أطلقوا سراح الشعب:

من المنطقة الحدودية ومن فرسان المسيرية جاء صوت أحمد البلة مساء الخميس مشحوناً بالآهات وجراحات و(مغص) الجنوب وحكومته، وأحمد البلة ينتظر فقط إطلاق الرئيس البشير أيدي المجاهدين لاستعادة وعي الناس بالجنوب وتأمين الدولة من حدودها الجنوبية وتوجيه ضربات لرأس سلفاكير حتى يعود لوعيه وصوابه، وعلى الحدود المشتركة آلاف الرجال القادرون وحدهم على وأد أحلام الحلو وعقار، فهل يعلن الرئيس اليوم حينما يخاطب قوات الدفاع الشعبي بالخرطوم، التعبئة العامة ويوجه كتائب المجاهدين بالهجرة جنوباً، لا لتحرير الأرض وحدها، بل لتأمينها من عمق الجنوب، وإذا كانت قيادة تحالف الجبهة الثورية تمني نفسها بإسقاط الخرطوم تحت أحذية عقار والحلو، فلماذا لا تمني قيادات حركة تحرير جنوب السودان نفسها بالسيطرة على جوبا، والحرب التي يلوح بها سلفاكير يتوق إليها أمثال المجاهد أحمد البلة لتصحيح خطأ نيفاشا وإعادة توحيد السودان، فالعصا لمن تكبر وتجبر وبغى وطغى!! آخر لحظة
حديث السبت : يوسف عبد المنان

‫11 تعليقات

  1. الله يرحمك يا على عبدالفتاح و رفاقة الكرام ….
    لكن تانى زول بيحارب عشان حكومة فاسدة الا يكون ما عندو رأس …

  2. الله أكبر ولله الحمد …. اخوان علي عبد الفتاح موجودون رغم المرجفون في المدينه …

  3. [SIZE=4]كلام جميل جداً ونتمنى من الحكومة أن تعي أخطاءها بفصلها للجنوب [[/SIZE]SIZE=4][SIZE=2]ويجب التحرك قبل أن يصبح الجنوب ذو قوة عسكرية وإقتصادية وحينها سوف يكون الشمال لقمة صائغة ولا يتسطيع أن يدافع عن نفسه أمل من الحكومة أن تعود إلى رشدها وأن السلام لا يمكن أن يعود بإنفصال الجنوب بل سوف تزداد الحروب ويزداد الألم وأنني أذكر أن الجنوب كله كان في قبضة الحكومة إلا إطرافه مثل نمولي ونقول لقوات الدفاع الشعبي قد جاء وقتكم أيها الأبطال لتشاركوا القوات المسلحة لتطهير جميع السودان من الخونة والمأجورين [/SIZE][/SIZE]

  4. فعلا كما جاء فى التقرير ان عقار واعوانه وازلامه وازنابه واسياده لا يعرفون تاريخ الجيش السودانى ولا تاريخ مجاهدى السودان عبر العصوران الجيش السودانى هو الجيش الوحيد فى افريقيا لم ينهزم او ينكسر امام اى تمرد

  5. فليجاهد المجاهدون للحفاظ على بقية السودان أما الجنوب فشأن أخر كان جنوب السودان و بفعل السياسة العرجاء اصبح دولة جنوب السودان دولة حرة مستقلة و هذه هى الحقيقة و ان لم يتقبلها البعض حتى الأن .. نظام الأنقاذ سوف يدخل السودان فى نفق مظلم لو حاول ان يشن حرب على الجنوب .. و الجنوب ضعيف و متهالك و دولة تحبوا للأن ولكنها طعم و شرك لغزو السودان بأكمله و لهم الحق بأستدعاء كل دول العالم للدفاع عنه و المحافظة على سيادته اذا طلب ذلك بصفته دولة مستقلة و عضوا فى الأمم المتحدة و معترف بها و من أكبر داعميها و مسانديها اسرائيل و امريكا و الغرب كله ..

  6. زي يوسف عبدالفتاح واكثر من يوسف عبد الفتاح جهادا موجودون رغم المرجفين في المدينه ورغمي انف غلبني فهم لانوا السودانيون رجال ويحبو وطنهم الا المقتربن الجدد لانو مصابون بصدمه حضاريه الله يشفي الجميع

  7. أخجل أو أخجلى ,,, جيش شنو ده شغال طحن في المواطنين منذ الاستقلال ناسي الحدود ويين حلاب و الفشجة , جيش ااداخل ما له قيمة , انه غير وطني بل مؤتمر وطني اصبح ذيل للدفاع الشعبي او مليشبات الكيزان و إمتهن التجارة و تبع السياسيين الذين فشلوا في حل قضايا الوطن ,….

  8. من منا لايعرف الجيش السوداني والسودانين بصورة عالمية من منا لا يعرف شجاعة المواطن السوداني ان كان رجلاً او انثى او طفلاً من منا لايزكر معارك المهدية ضد الاحتلال الاجنبي ..

    بس تعالوا هنا نحنا اسه بقينا بنحارب عشان الحكومة ماتكزبوا وتقولوا عشان بلدنا من زمن الاحزاب كان الجيش ضعيف في زول اتحرش ببلدنا ولا سمعنا انو في زول طمعان فينا .. ياجماعة الجيش اسه مسخر لحماية الرئيس واعوانه فقط ..
    مافي شي اسمو جهاد وين الجهاد سوداني بضرب في سوداني ياخي دا جهاد ..
    ولاتعتدوا ان الله لا يحب المعتدين .. نحنا النهبش في الناس دي

  9. وفقك الله وايدك بنصره وبرجال المؤمنين!! ذوي الهمم العاليه !! والايمان الثابت كالجبال!! والعزيمه القويه كالفولاذ !! وكم كانت فرحتنا كبيره وانت تؤكد لقوي الشر والطغيان بان السلام يحتاج الي قوه شعبيه تحميه بجانب قواتنا النظاميه الباسله !! وان التنميه تحتاج الي عين تحرسها من المخربين بجانب سواعد البناء!! وان عباده الله في الارض تحتاج الي امن وامان واستقرار بجانب الايمان!!
    وان الجهاد والمجاهده تستلزمان الاعداد والتدريب لاقامه الفريضه !! وان اخافه الاعداء والقاء الرعب في قلوبهم الخاويه تقتضي اظهار القوه واستعراضها ومدها بالسلاح والمؤن والتدريب المستمر بجانب اليقظه!!
    لقد استطال الاقزام باظهار التمرد والعصيان علي السلطه وخرق القانون وتدمير الممتلكات وقتل الابرياء وهاهم يحلمون بحكم (سودان جديد) لتغير ثقافته ولغته ودينه يعاونهم في ذلك الصهاينه والمتنصرين وحفنه من المرتزقه الحاقدين والشيوعيون العملاء!!
    ولقد احسنت ايها الرئيس المؤمن بتحديد مكان المعركه وتاكيد حسمها لقفل الباب عليهم لتامين السلام والالتفات الي التنميه . والله من وراء القصد…ودنبق

  10. انت يا بقرة ما قدرت تستلم الدمازين الكانت تحت يدك وعاوز تستلم الخرطوم ؟؟؟ علي الطلاق تاني الخرطوم دي إلا تشوفه في التلفزيون وخلاص انحنا بدينا في نظافة الشمال من أمثالك يا شراد

  11. حسبى الله ونعم الوكيل-يعملوها الانقا ذ وندفع الثمن نحن-ده كله بسبب السياسه الخطا لفصل الجنوب-الحاجه المؤسفه ان الناس حزرت الحكومه من الانفصال لاكن لا حياة لمن تنادى-ياريت تكون الحكومه وعت الدرس ومايكون كلامها كلام ساكت وبعدفتره نسمع ان الحكوم اعطت الجنوب ابى وجنوب دارفور والنيل الابيض وقبلت بتصدير البترول عبر اراضيها ثمن للسلام