تحقيقات وتقارير

الصداقات الجامعية .. الطريق إلى المصاهرة


محمد التجاني من ابناء مدينة رفاعة جمعته علاقة صداقة قوية بخالد عثمان(جانقيرا) وذلك عندما كانا يدرسان بجامعة السودان نهاية العقد الماضي ،وكانا ضمن مجموعة تضم عدداً مقدراً من طلاب الجامعة الا ان علاقة التجاني بصديقه جانقيرا تواصلت بعد ان تخرجت الدفعة وظلا على اتصال دائم ،وكانا يتبادلان الزيارات الاسرية ،لتتعمق العلاقة وتقوى اواصرها بمرور الايام رغم ان محمد التجاني اختار الهجرة الى السعودية وفضل صديقه الحميم جانقيرا الاشراف على مدرسة الاسرة الخاصة مع اخوته بام درمان ،والتباعد الجغرافي بينهما لم يقف حائلا بين تواصلهما الوجداني وعبر الوسائط المختلفة ،لتتوج علاقتهما الاخوية الصادقة بترابط بين الاسرتين اللتين كانتا تتبادلان الزيارات في الافراح والاتراح والاعياد ،لتصل العلاقة الى مدى بعيد بمرور الايام وتتحول الى مصاهرة بين الاسرتين عبر اكثر من زيجة مباركة،وذات الامر حدث مع ثويبة القادمة من الجنيد ومنى علي ابنة سنار اللتين جمعتهما ايضا جامعة السودان وداخلية بشائر السلام وكانت محصلة صداقتهما اختيار ثويبة ان تكون منى زوجة لشقيقها.
وهكذا نجد العديد من النماذج لصداقات جامعية تطورت بداعي الاخلاص فيها الى علاقات مصاهرة ،ومثل هذه الصداقات يحمل الكثير من الدلالات التي تذهب ناحية التأكيد على تفرد المجتمع السوداني الذي لا يعرف القيود والحواجز في التواصل والتصاهر التي باتت تتلاشى خاصة في التصاهر الذي كان لايخرج من نطاق القبيلة والاهل والعشيرة ،وهذا مايعتبره الطالب الجامعي خوجلي حسب الرسول مضوي يوسف دليلاً واضحاً على قدسية الصداقات الجامعية في كثير من حالاتها ،مضيفا:الانسان السوداني بطبعه جبل على الوفاء في علاقاته الاخوية وصداقاته مع الآخرين ،بل انه يسعيى دائما الى التواصل مع مختلف ابناء وطنه ،ومن يزر الجامعات يتوقف على صداقات تجمع بين طلاب قادمين من مختلف انحاء السودان ،وسهولة التواصل تنبع من العوامل المشتركة بين السودانيين واهمها الاسلام عطفا على الموروثات والتقاليد الجميلة التي لم تذهبها الحداثه كما يؤكد البعض ،وانا شخصيا تجمعني صداقات مع زملاء من مختلف انحاء السودان ،بل تعمقت هذه العلاقات الاخوية فأضحت أسرية ،وذلك عبر تبادل الزيارات الراتبة الى مختلف مناطق السودان ،ومن قبل قامت مجموعتنا بزيارة عطبرة ودلقو وغيرها من مدن للتواصل مع اسر اصدقائنا والتعرف عليها ،ويشير خوجلي الى انه طبيعي وفي ظل تنامي العلاقات الاخوية بين طلاب الجامعات ان تصل الى مرحلة التصاهر،معتبرا ان هذا الامر يجسد القيم الحقيقية للاسلام والموروثات السودانية.
ولكن هاشم عبد الجليل الموظف بإحدى الشركات الخاصة ينظر للامر من زاوية مختلفة ويشير الى ان الصداقات الجامعية لم تعد مثلما كان في الماضي ،ويبدو من حديثه منحازا لايام خلت مثل غيره من الذين تجاوزوا عتبة الاربعين عاما من العمر ،ويقول ان الصداقات في الماضي كانت تبدأ بنضج وعقل متقدم في المرحلة الثانوية ،وذلك لأن الطلاب كانوا على قدر كبير من (الفهم) ،ويشير الى صداقة جمعته باحد ابناء كسلا منذ الثانوي توجت بترابط اسري بينهما عبر اكثر من خمس زيجات ،وتمنى هاشم ان يعمل الجيل الحالي من طلاب الجامعات على النظر الى الصداقة من زاوية (ورجلان تحابا في الله) وذلك حتى لاتكون عابرة مثل سحابة الصيف تنقطع بانتهاء المرحلة الجامعية.
وتقول الباحثة سوسن عبد المطلب ان سلوك الانسان السوداني يميل نحو التواصل مع الآخر خاصة في مرحلة الشباب التي لاتحكمها قيود اثنية او جهوية واجتماعية،وتعتبر ان زواج طلاب جامعيين بزميلاتهم بعد التخرج امراً شائعاً ،وذات الامر ينطبق على تحول الصداقات الى مصاهرة،معتبرة ان هذا الامر يصب في تمتين اواصر الاخاء بين ابناء الوطن ويسهل من عملية التواصل والتعرف على مختلف الثقافات
.
الصحافة


تعليق واحد

  1. لذلك كانت أغنية البنات (تبقى الصداقة قرابة ونسكن الاتنين)،ولكن احيانا يحدث أن تنقلب الصداقة عداوة بعد الزواج !!

  2. اؤيد ما ذهب الية التحقيق وهو ان الصداقات الجامعية تقود لعلاقات اسرية اقوى وامتن بعد التخرج وانا شخصيا احتفظ بكل صداقتي الجامعية منذ التخرج في 1995 وحتى بعد ان اصبحنا امهات واباء نتواصل عبر الاثير والزيارات في المناسبات فقط نسبة لظروف العمل وقراية الابناء وبعد المسافات هو الحاكم
    لكن ما عارفة اولاد السنين دي زينا ولا لا