تحقيقات وتقارير

تقرير خطير .. كاودا في انتظار ساعة الحسم

خلال العرض العسكري الذي شهدته مدينة تلودي بعد دحرها للتمرد (للمرة الثالثة)، فاجأ مولانا أحمد هارون الجميع بالإعلان عن أن الرئيس البشير سيؤدي صلاة الشكر في مدينة كاودا قريباً، وكشف في ذات الوقت عن تقدم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في كافة الجبهات وإلحاقها للتمرد هزائم مُتتالية. وقبل أن تذهب التحليلات إلى أن ما قاله هارون قد يأتي في خضم (فورة حماس) فرضها الموقف، أكد الرئيس البشير بنفسه خلال مخاطبته اجتماعات مجلس الشورى بدار الوطني أواخر نوفمبر الماضي أن المعركة النهائية مع التمرد ستكون في كاودا وليس القصر الجمهوري. وعاد البشير لأمام عشرات الآلاف من قوات الدفاع الشعبي في مناسبة رفع التمام السنوي ليقول أن المدينة ستكون محطة المعركة الأخيرة، وأنه مثلما صلينا الصبح في الكرمك سنصلي الصبح قريباً في كاودا.
وكل هذا يؤكد أن الحكومة قد حسمت أمرها للسيطرة على المدينة التي نسجت حولها الكثير من أساطير التمرد، حتى صارت في مخيلة الكثيرين أنها (دولة داخل الدولة).
منطقة معزولة
ظلت كاودا تمثل رئاسة الحركة الشعبية بجنوب كردفان وأكبر معاقلها منذ وقت طويل، فضلاً عن كونها العاصمة السياسية
الأمنية والاقتصادية لقواتها. وسبق أن عقد بها عدد من المؤتمرات التي نظمتها الحركة الشعبية، ومنها مؤتمر (كل النوبة) ديسمبر 2002م بحضور د. جون قرنق، الذي اعتبره الكثيرون نقطة سوداء في تاريخ (نضال النوبة)، إذ فوّض المؤتمر قرنق للتفاوض نيابة عنهم. وكان الدخول إلى كاودا قبل سنوات للمواطنين وحتى المسؤولين في حكم المستحيل، بما في ذلك الولاة الذين عملوا بعد توقيع اتفاقية السلام في يناير 2005م. وأصبحت كاودا في جنوب كردفان (مقاطعة قائمة بذاتها) ومنطقة نفوذ للحركة التي كانت تسيطر على كل المؤسسات والخدمات، حيث تفرض ضرائبها والرسوم الإجبارية على كل المواطنين عن كل ممتلكاتهم، ولا تخضع لقوانين ولاية جنوب كردفان. وكانت زيارة مولانا أحمد هارون فتح في تاريخ المنطقة وبمثابة فك لحصار الحركة الذي تضربه حولها، حيث أسهمت الزيارة في دخول الخدمات والمشاريع التنموية إليها لأول مرة.

29d151bf 7cfc a850 دلالات تحرير كاودا
تدور كثير من الأسئلة حول الدلالات العسكرية والسياسية والاجتماعية لسيطرة الحكومة على المنطقة. وقد لا تكون الإجابة صعبة في ظل المؤشرات الواضحة على أرض الواقع؛ فكاودا تعتبر معبراً رئيسياً لعمليات الإمداد العسكري بالأسلحة والذخيرة لقوات الحلو في تمرده ضد الدولة. وبحسب المعلومات المتداولة فإن الحركة الشعبية قامت بإنشاء (7) مطارات دولية بالمنطقة لتسهيل عملية التعامل بين المتمردين والجنوب في عمليات الإمداد العسكري، مما يعني أن قطع هذا الإمداد بمثابة (قطع الحبل السري) عن التمرد.
ولم يعد خافياً أن عدداً من المنظمات الكنسية تقوم بنقل الإمدادات العسكرية لقادة الحركة الشعبية، رغم أنها تعمل تحت لافتة العمل الإنساني وتقديم الخدمات لمواطني المنطقة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك معلومات أكدتها السلطات أن المنظمات الأجنبية في كاودا تعمل في مجال استثمار الزراعة والذهب والمعادن الموجودة بالمنطقة، مستبيحة الثروات الموجودة في المنطقة لمصلحتها.
ولا تقدم هذه المنظمات أي خدمات للمواطنين أو معونات إنسانية إلا بالقدر الذي يخفي أهدافها الحقيقية؛ بل إن إفادات القادمين من المنطقة أكدت تعاملها السيئ مع المواطنين، الأمر الذي أدى لانخراط عدد كبير من الرجال والنساء في سلك الجيش ومعسكرات التدريب مكرهين، في منطقة تكاد تكون عمليات التنمية فيها منعدمة، وتفتقد للاستقرار نتيجة لإصرار المتمردين على مواصلة الحرب عبرها.

منظمات وأهداف غير إنسانية
وكانت السلطات قد كشفت عن حصولها علي أدلة ومستندات تؤكد قيام منظمات أجنبية بأدوار إستخبارية تحت مظلة العمل الإنساني، على رأسها منظمة (سمارنت بيرس) الأمريكية التي يديرها راين بوتين الذي تقدم مؤخراً بشهادة أمام الكونغرس الأمريكي حاول خلالها تقديم ما أسماه أدلة مادية تهدف لإدانة الحكومة بدعوى ممارسة الإبادة الجماعية ضد أبناء جبال النوبة. وحسب السلطات فإن بوتين ضابط برتبة مقدم بالمخابرات الأمريكية (CIA) ويعمل بكاودا منذ العام 2000م؛ إذ يتخذ من منطقة (كجر) الشعبية مسكناً له وتزوج من المنطقة ويجيد اللهجات النوبية بالإضافة للغة العربية، ويملك أجهزة اتصالات متطورة تمكنه بالاتصال والتنسيق مع جهات خارجية. وتم رصد نشاط للأمريكي وسط القادة السياسيين والعسكريين بالجيش الشعبي، إضافة لمحاولات تأثيره على الإدارات الأهلية وقطاعات الشباب والطلاب بتحريضهم ضد الحكومة. والمنظمة تقوم إلى جانب غيرها من المنظمات بحملات تبشيرية واسعة بمناطق النوبة وبناء الكنائس في عدد من المناطق، كما لا تتوقف عن محاولة زرع الكراهية ضد المسلمين وتصويرهم بمظهر المستعمرين، للدرجة التي جعلت مدير المنظمة يحرض على إعادة سياسة المناطق المقفولة في وجه الشماليين، وتوجيه القيادات بعدم السماح لهم بالانفتاح على الولاية.
وخلال اندلاع أحداث جنوب كردفان قدمت المنظمة دعماً للمتمردين بواسطة طائرة هبطت بمطار كاودا أواخر يونيو الماضي، تحوي دعومات لنظام الاتصال عبر الأقمار الصناعية ونظام مراقبة متطور بالتنسيق مع منظمة كفاية الأمريكية التي تعمل على مراقبة الحدود مع الجنوب. وتمددت أنشطة المنظمة لإنتاج أفلام توثيقية لانتهاكات مزعومة يقوم بها الجيش السوداني باستخدام متمردي الحركة الشعبية.
تمرد بلا فاعلية
لم يستبعد الخبير الاستراتيجي اللواء (م) محمد العباس دخول القوات المسلحة لمدينة كاودا، مدللاً على ذلك بأن القوات المسلحة لسودانية لديها خبرات عسكرية واسعة في مجال حرب العصابات التي اكتسبتها خلال فترة عسكرية كبيرة، اتسمت بعمليات التكتيكات العسكرية في جميع مسمياتها. ويقول العباس إن فترة الخمسين عاماً التي قضتها القوات المسلحة إبان حرب الجنوب التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمان، جعلت القوات المسلحة تتميز بجميع المهارات في مجال الأمن الداخلي في ولايتي النيل الأزرق وولاية جنوب كردفان.
وتوقع العباس أن تقوم القوات المسلحة بتنفيذ المهمة سريعاً وليس كما يتصور البعض، وذلك لعدة أسباب يجملها العباس ثلاث محاور؛ أولها أن فشل الحركة الشعبية المتكرر في الهجوم على تلودي لعدة مرات وهو ما يعتبر مؤشرا واضحا على عدم وجود القوة المطلوبة لدى الحركة، وافتقارها لأدنى مقومات الدخول في حرب أو مواجهات أو صدامات ضد القوات المسلحة. بجانب انتشار القوات المسلحة حول مدينة كاودا وتقدمها في كل الجبهات الشيء الذي يساعد في تنفيذ المهمة. أخيراً استعداد القوات المسلحة واستنفارها في أداء مهامها العسكرية، بجانب تفاعل المواطنين ومؤازرتهم لها مما يجعلها جاهزة لاسترداد المدينة بذات الروح المعنوية التي استعادت بها مدينة الكرمك من قبضة التمرد بولاية النيل الأزرق.
مدينة.. ليست مستحيلة
أما اللواء محمد مركزو كوكو رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان فقد ذكّر بتصريح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بأن الرئيس البشير سيؤدي صلاة العيد في مدينة الكرمك، وهو ما قد كان فعلاً، وعلى ذلك فإن مدينة كاودا ليست مستحيلة. ويؤكد مركزو أن الجيش استطاع دخول الكثير من المناطق الوعرة والحصينة في جنوب كردفان. ويمضي قائلاً إن مدينة كاودا تمثل رمزية خاصة للحركة الشعبية التي تميل دائماً لاستخدام حرب العصابات وعمليات الكر والفر، وهي بالطبع ليست حركة منظمة كما يعلم الجميع، ولا تستخدم أساليب الحرب المعروفة من عمليات التقدم والهجوم. وخلص مركزو إلى أن استرداد مدينة كادوا من قبضة الحركة الشعبية هي مسألة وقت ومعنويات ليس إلا، وهذا ما تتمتع به القوات المسلحة، بجانب الروح الانهزامية للحركة الشعبية، مما يشير إلى أن نهايتها أصبحت حتمية بالولاية. ويبين مركزو أن هنالك دلائل ومؤشرات عديدة تدل على ذلك، منها عودة قيادات بارزة من الحركة الشعبية تتميز بثقل سياسي عالي بين المواطنين بالولايتين، بعد أن اختارت وجنحت للسلم. معتبراً أن القوات المسلحة السودانية لها تجارب ثرة وعريقة اكتسبتها منذ الحرب العالمية الثانية؛ فهي قوات نظامية ذات كفاءة ومهارات، ولديها القدرة على الحرب وإجادة القتال في المناطق الجبلية وحرب الأدغال؛ بجانب أنها قوات قومية تمثل الشعب السوداني، وهو ما يؤهلها للوصول لكل شبر من أرض الوطن وحمايته وصون كرامته. تقرير: smc

‫6 تعليقات

  1. جيشنا البطل العظيم هذا الحزم مع هولاء المتمردين كان يجب من زمان لغة القوة وحدها فقط مع الخونة والعملاء

  2. [SIZE=3]في كل دول العالم يعتبر حمل السلاح من جانب فرد او جماعات، ارهاب.. فلماذا لا نسمي الاشياء باسمائها؟؟؟ المتمردين، ديل.. ارهابيين.. ارهابيين..
    فلا يعقل انك تقتل، وتحرق، وتدمر، وتشرد، وبعيدين تجي.. تحكم.. تحكم شنو؟؟ ومنو؟؟.. اين السياسة؟؟.. اين الدمقراطية؟؟.. اين الامخاخ؟؟ ياعديمين المخ!!.. الانقاذ.. لما جات، جات بي بيان.. اذيع.. في الاذاعة.. معاهو موسيقة كمان!؟..
    كفاكم.. حرب.. وخراب.. ودمار.. دا شعب.. ما بيحكمو.. اي من هب.. ودب..
    اللهم انصر البواسل، قوات الشعب، المسلحة، السودانية، اللهم، انصرهم علي اعدائهم، اعداء الوطن.. المتمردين.. الارهابيين.. آآآميين..
    وانا احي، واقدر، تضحيات، جنودنا البواسل.. وهم يؤدون واجبهم المقدس..[/SIZE]

  3. الله أكبر والعزة لله وللمؤمنين ثم للسودان اللهم أيد قواتنا الباسلة بنصرك وامددهم بمددك وعونك فخامة الرئيس البشير رمز عزة وكرامة وشموخ السودان رجل صادق وعدنا بالصلاة في الكرمك وفعلها باذن الله وحطم الخمارات والبارات التي أقامها المتمرد عقار فيها وهاهو بشير الخير يريد اقامة الصلاة وعبادة الواحد الاحد في منطقة كاودا وسيفعلها قريبا رغم تخاذل المتخاذلين وتربص الخواجات الذين يتسترون باسم منظمات الاغاثة ويدسون السم في الدسم ومايدل على صدق هذا الزعيم رمز كرامة وعزة السودان أنه صادق في نشر السلام في السودان التزامه بجميع ما اتفق عليه مع خونة الحركة الشعبية الا انهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وظهر حفدهم من اول يوم اعلنوا فيه الانفصال حيث ارادوا تدمير عملة السودان وانهاكه اقتصاديا ثم مماطلتهم في عدم سداد ما عليهم من رسوم عبور البترول الذي استخرجه البشير لينعم بخيره الشعبين ولكن حقدهم وعدم استقلاليتهم في اي قرار حيث انهم ينفذون اوامر اسيادهم الخواجات الذين هم مدانون لهم وعليهم فواتير واجبة السداد لايستطيعون ان يخالفوهم ولو على حساب شعبهم نسأل الله أن يحفظ لنا زعيمنا البشير وأن يسدد على طريق الخير خطاه وان يبسط الامن والامان في السودان وهذه اللحظات الحاسمة يجب على كل مواطت غيور ان ينضم ويناصر البشير حيث ان العداوة ليست للبشير وانما للسودان الذي يجب ان نناصره وننسى خلافاتنا ونركز جهدنا لمجابهة العدو الخارجي بجميع شرائحنا واهم شي الاعلام ومن هنا اطلب من هذا المنتدى ان لاينشر الاساءات لقياداتنا ورموزنا وينشر فقط مايساعد على نصرة السودان وان تحجب الاساءات والتعليقات التي تستهتر بسلامة وامن بلادنا ولماذا يشهر بعضنا ببعض لماذا لانستر على بعضنا ونتناصح للخير سرا ونجتنب التشهير والاساءات

  4. [B]إرتكبت الحكومة والقوات المسلحة خطأًإستراتيجياً قاتلاً بعدم إستردادها[/B][B] لمنطقة كاودا حتى الآن من أيدى هذه الحركة الشيطانية الإرهابية ، مما عرّض أمن السودان والقوات المسلحة للخطر ، حيث إتخذت القوى الخارجية المعادية للسودان والتى تقدم الدعم للمتمردين إتخذت من كاودا مُنطلقاً وقاعدة لتزويد هؤلاء الإرهابيون بالعتاد والسلاح وكل انواع الدعم اللوجستى ، إن الواجب يحتم على القوات المسلحة وهي قادرة على ذلك أن تشطب من قاموس التمرد شيئ إسمه مناطق محررة وعلى رأس هذه المناطق ( كاودا ) عاصمة التمرد والخيانة والعمالة ، فيجب الإستعجال فى حسم أمر كاودا قبل أن يحل الخريف وهو يأتى فى تلك المنطقة مبكراً ، حتى تلحق كاودا بأختها الكرمك وتعود لحضن الوطن والقوات المسلحة .[/B]