تحقيقات وتقارير

القــوى السياسية تشرّح التعبئة العسكرية


[JUSTIFY] مؤشرات الواقع تقول إن البلاد دخلت مرحلة سياسية جديدة بعد ان اعلن رئيس الجمهورية التعبئة العسكرية في كل البلاد لتجييش الشعب في (21) لواء من كتائب الدفاع الشعبي وتعهده بالصلاة في مدينة (كاودا) اسوة بالصلاة التي تمت في مدينة الكرمك، ومن الواضح ان هذه الدعوة الغرض منها حسم تحالف الجبهة الثورية وطردهم من مقر قيادتهم هناك ويرى المؤتمر الوطني ان المرحلة الجديدة التي دشنها الرئيس البشير تعني الاستقرار والسير الى الامام بينما قوى سياسية تصف هذه الدعودة بانها جاءت في زمن البلاد فيه احوج الى التعبئة السياسية الدستورية لجمع الصف السياسي والاجتماعي والثقافي لكتابة الدستور الدائم للبلاد وتدبير المنتوج القومي لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة التي حدثت نتيجة لانفصال جنوب السودان، وهنا تتوقف (الصحافة) مع وجهتي النظر:

المؤتمر الوطني: نتصدى لمخطط كبير يستهدف الوطن ومواطنيه
يقول اسماعيل الحاج موسى القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني ان اعلان رئيس الجمهورية للحرب هو الذي يمكن الاستقرار في البلد ويؤكد انهم ليسوا دعاة حرب قائلا في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس (نحن دائما في حالة دفاع ولم تتعدَ الدولة على شبر من ارض الجنوب وحتى في ابيي الاولى والثانية كان الاعتداء من الحركة الشعبية وكذلك في كل الحروب التي تدور في كل من دارفور وكردفان والنيل الازرق) موضحا ان الحرب في جنوب كردفان اشعلها عبد العزيز الحلو ونحن في حالة دفاع وفي النيل الأزرق الحرب اشعلها مالك عقار، مؤكدا ان المسؤولية تملي عليهم الاستعداد للحرب من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار في البلد، مبينا ان الحكومة لم تعلن عن تعبئة الابعد ان تأكد لها ان هناك مخططاً كبيراً يريد من يقف خلفه استهداف الوطن ومواطنيه، مشيرا الى انهم رضوا بانفصال جنوب السودان ووافقوا على نتيجة الاستفتاء الخاصة به وعندما ذهب الرئيس الى دولة الجنوب اعترف بدولة الجنوب ولكن المؤسف انه استقبل برفع علم اسرائيل في وجهه في اكبر عملية استفزازية من الحركة الشعبية واوضح اسماعيل ان حزبه لم يغلق باب الحوار وماض فيه متى ما ارادت الحركة الشعبية الحوار بمسؤولية وكفت عن دعم التمرد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ،مشددا على ان من واجب الدولة ان تدعم كل من يدافع عنها لذا الحكومة ستصرف على الدفاع لشعبي وغيره من اجل الدفاع عن الوطن واراضيه وحقوقه مهما كلفها ذلك من ثمن مادي ومعنوي واتهم اسماعليل باقان اموم بالسعي الى زعزعة استقرار السودان من خلال خطابه في احتفالات جنوب السودان التي قال فيها (باي باي لعهد دولة العبيد ) واشار اسماعيل الى قيادته لوفد التفاوض الممثل لحكومة جنوب السودان وقال ان تعنت باقان اموم يجعل الامور تزداد صعوبة ولايمكن ان تمضي الامور الى الامام موضحا ان المؤتمر الوطني سعيا منه لتحقيق الاستقرار بين البلدين دفع بوفد من طاقم نيفاشا بهدف زرع حسن النوايا وتحقيقا للاستقرار بين البلدين وتلافي المشاكل العالقة بين البلدين.

الأمة القومي: الوضع في السودان الآن أكثر هشاشة ولا سبيل للحل إلاَّ بالحوار
أمين الاعلام بحزب الامة القومي ياسر جلال يقول ان اعلان التعبئة يأتي لمواجهة التوتر الحاصل في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق لمواجهة الحركات المطلبية وهو ليس جديداً، ويقول في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان هذه التعبئة ستزيد الوضع في البلد تأزيما وستزيد من تدمير الاقتصاد القومي في البلاد وتفكك الروابط الاجتماعية في البلاد ، مشددا على ان الخاسر الاكبر من هذه الحرب المعلنه هو الشعب السوداني وحكومة السودان. ويطالب جلال الحكومة السودانية بالاستجابة الى مطالب الحركات موضحا ان حزب الامة القومي سبق وان قال ومازال يقول ان كل مطالب الحركات السودانية المطلبية موضوعية والافضل للحكومة الاستجابة لها في اسرع وقت والدخول في حوار وتفاوض يفضي الى الحل الشامل ونبه جلال الحكومة الى عدم ارتكاب حماقات عسكرية وسياسية في جنوب كردفان كالتي حدثت في دارفور، وقال ان الوضع في السودان الآن اصبح اكثر هشاشة وان اي فكرة للحل بالحوار هي افضل من استخدام القوى العسكرية التي لا تحسم الحركات ولكنها تشجعها على الاستمرار في المواجهة لتحقيق مطالبهم ، مشيرا الى ان اعتماد الحكومة التي يتزعمها حزب المؤتمر الوطني على الحلول العسكرية دوّل قضايا البلاد وأزّمها بالشكل الحادث أمامنا.

الاتحادي الأصل: يجب التفريق بين دولة الجنوب والحركة قطاع الشمال
القيادي بالحزب الاتحادي الاصل علي السيد المحامي يرى ان اعلان الرئيس للتعبئة العسكرية في البلاد امس الاول موجه في الاساس الى الحركة الشعبية في دولة الجنوب ويقول في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان اعلان حرب ضد دولة ذات سيادة وذات عضوية في الامم المتحدة والاتحاد الافريقي واطلاق الكلام لاعلان الحرب دون تحديد ايهما من الحركة الشعبية في دولة الجنوب ام في قطاع الشمال يمكن ان يجرم السودان منبها الى اعلان الحرب على دولة الجنوب في الهواء يمكن ان يأتي بكارثة على الحكومة السودانية ، مشيرا الى ان الحكومة السوانية الالآن في اسوأ حالاتها ولا تقوى على الدخول في خوض حرب مع أية دولة واوضح السيد ان حكومة الجنوب اذا اخذت حديث الرئيس على محمل الجد وتقدمت الى مجلس الامن بشكوى ضد السودان فإن الخاسر الاول والاخير من هذه الدعوة التعبوية لكتائب الدفاع الشعبي هو الحكومة السودانية. ويقول السيد ان الحكومة كان يمكن لها ان تأتي بكتائب الدفاع الشعبي في الداخل وتعمل على تعبئتها بشكل افضل مما ظهرت به امام العالم ودعا علي السيد قيادات المؤتمر الوطني للتمييز بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركة الشعبية في دولة الجنوب ومع من يريدون خوض الحرب ، مبينا ان امكانية خوض حرب مع دولة الجنوب في الوقت الحالي سيكون الخاسر الاكبر فيها هو السودان الشمالي، موضحا ان العالم كله الآن مع دول جنوب السودان ونحن في عزلة عن العالم ودولة الجنوب اذا قدر لنا ان دخلنا في حرب معها فانها ستدعم من دول كبيرة في العالم بينما حكومة السودان لن تجد في العالم دولاً تستطيع ان تقف معها وتدعمها لخوض حرب . ونبه السيد الى ان تكلفة اي حرب يخوضها السودان اقتصاديا تحتاج الى اكثر من (100) مليار دولار وهو الآن لم يعد متوفراً في امكانيات دولتنا واشار السيد الى ان حديث الرئيس سيلقي بآثار سلبية على الوضع السياسي في البلاد وسيضيق من دائرة الحريات السياسية في البلد ويجهض اي حديث عن التوافق الوطني وقال ان هذا يمثل سياسة جديدة للمؤتمر الوطني مطالبا القوى السياسية بتقوية جبهتها الداخلية والانتباه لما قد يحدث وتوحيد موقفها.
الشيوعي: إعلان التعبئة العسكرية له تبعاته
اعتبر القيادي بالحزب الشيوعي صالح محمود إعلان التعبئة العسكرية له تبعاته وقال في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان خوض الحرب بشكل واسع اثبتت التجربة انه يخلف كوارث انسانية موضحا ان الحروب التي دارت في البلاد ازهقت ارواح اكثر من (مليون وثلاثمائة ألف) في كل من جنوب السودان ودارفور شرد اكثر من (8) مليون من البشر ودمرت اكثر من (120) مدينة وقرية الى ان انفصل بالحوار الجنوب واصبح دولة وكان الافضل للحكومة السودانية والحركات المسلحة ان يتعظوا من هذه التجربة التي كان ينبغي ان تكون اكثر وعظا لحكومة السودان. ويشير محمود الى ان السودان ظل يخوض حربا لاكثر من (50) سنة في داخل محيط السودان الجغرافي وتركت هذه الحروب حالة من الفقر والانحطاط ودمرت الاقتصاد القومي للبلاد وحرمت ابناء الاقاليم المتحارب فيها من حقوقهم الطبيعية في الدولة بسبب التصنيف الموجه اليهم و اتهم صالح جهات بالاتجار في الحرب في السودان ليعيشوا حالة من الثراء والرفاهية بينما يعيش اهل الاقاليم التي تدور فيها الحرب حالة من الفقر المدقع والنزوح. واوضح صالح ان استمرارالحرب يكرس الفساد في البلاد ويقول ان هذا اتضح من خلال تقارير المراجع العام وطالب صالح الحكومة والحركات بالعمل على توخي الموضوعية والدخول في تفاوض ينهي الاحتراب ويحقق السلام داعيا القوى السياسية السودانية المعارضة والحاكمة بان تتقدم ببرنامج وطني جديد يخرج البلاد من الحرب التي ظلت دائرة في السودان لاكثر من خمسين سنة الماضية ، مشيرا الى ان استمرارية الحرب يعني ان السودان سيظل (لا سلام ولا وحريات ولا ديمقراطية ولا احترام لحقوق الانسان ولا تنمية)

البعث السوداني: الأفضل لحكومة السودان أن تكون واقعية
فيما قال رئيس حزب البعث السوداني محمد علي جادين ان اعلان الحرب على النيل الازرق وجنوب كردفان تكريس لتوجه واعتماد على حل مشاكل البلد بالمنطق العسكري والامني وقطع الطريق امام الحل السياسي بالحوار والتفاوض وأوضح جادين في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان التعبئة العسكرية المعلنة لا تساعد في حل المشاكل القائمة في السودان وانما تؤدي الى تعقيد الازمة السودانية وتفتح الباب للتدخلات الدولية في السودان وخير دليل على ذلك تأزيم مشكلة دارفور التي بدأت بمشكلة عادية وبمطالب بسيطة ولكن فرض الحل الامني العسكري تعبئة الناس على اساس عسكري جلب كوارث اتت بالتدخلات الدولية وابان جادين ان التعبئة العسكرية ستكلف الدولة مبالغ مالية عالية خاصة وان البلاد تمر بازمة اقتصادية خانقة لافتا الى ان الدولة الآن ليست بقادرة على تمويل الحرب الى فترة طويلة في ظل وجود تفكك في الجبهة الداخلية التي يعيشها السودان، مؤكدا ان السودان يمر بمنعطف خطير والافضل لحكومة السودان ان تكون واقعية وتبدأ في محاولة الوصول الى حلول مع الاطراف المتصارعة في السودان بشكل جدي وبمشاركة كل القوى السياسية في الحوار السياسي والتفاوض مع اي جهات معنية لتجنيب البلاد هذه التعبئات وتجييش الناس للاحتراب فيما بينهم

العدالة: مسؤولية الدولة أن تستعد للحرب ولكن ليس بهذا الشكل
ولكن رئيس حزب العدالة مكي علي بلايل يرى ان التعبئة العسكرية لقوات الدفاع الشعبي ظلت قائمة في كل سنوات ومراحل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل على الرغم من ان الاتفاقية نصت بوضوح على دمج وتجريد هذه القوات باعتبارها مليشيات غير منظمة واستعمالها في اي عمليات عسكرية بكون فيه افراط للقوى ويقول بلايل في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان اجواء الحرب ماثلة بشكل اكبر من أي وقت مضى وتبقيى مسؤولية الدولة ان تستعد لها ولكن ليس بالشكل الذي اعلن به التعبئة العسكرية للدفاع الشعبي لان ذلك يكذب كل الاقوال والافعال التي وعدت بها حكومة القاعدة العريضة الشعب السوداني خاصة فيما يتعلق بالحريات فها هي الحكومة تغلق الصحف وتعتقل ابناء البلد وتطلق سراحهم كما تشاء كما هو حادث لصحيفة التيار والبروفيسور محمد زين العابدين. ويقول بلايل ان هذه الممارسات تقدح في كل ما تقوله الحكومة واوضح ان الطريق الوحيد لحل هذه المسائل والمشاكل الجارية في البلاد لا يتم الا بالحوار واشراك كل القوى السياسية فيه

المؤتمر الشعبي: على الشعب السوداني إعلان تعبئة شاملة من أجل حوار سياسي مسؤول
في حديثه لـ الصحافة يقول كمال عمر الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ان التعبئة العسكرية بالغة وباهظة التكلفة والثمن ولها آثار سالبة على كل مجريات الحياة ، ويشير عمر الى ان بلادنا الآن في ظل هذا المنعطف السياسي الخطير تحتاج لان نعبئ الشعب السوداني في اطار الوحدة والسلام في كل الساحة السياسية في السودان ويقول (السودان الآن ليس في حاجة الى حرب جديدة في ظل هذه التحديات التي تواجهه وانما في حاجة الى تعبئة سياسية لنتحاور حول القضايا الوطنية الاساسية وكيفية معالجتها) واضاف (نحن بحاجة الى تعبئة نخترق بها جدار التحديات التي خلفتها اتفاقية السلام الشامل التي انتهت بفصل الجنوب السوداني واوقدت حربا في الجنوب الجديد، نحن بحاجة لتعبئة سياسية نعيد بها صياغة الوضع الدستوري بشكل جديد يجمع بين جميع مكونات مجتمعنا السوداني حتى نبني وطنا تحكمه ديمقراطية تسودها الحريات وترعاها مؤسسات العدالة المستقلة التي تحقق العدالة بين الناس) واشار عمر الى ان لجوء الحكومة الى الحرب لحسم مخالفيها يعبر عن ازمة يعيشها حزب المؤتمر الوطني الذي يريد ان يدمر بها موارد البلاد ويزيد من معاناتها الاقتصاية والسياسية التي احدثها . وطالب عمر الشعب السوداني باعلان تعبئة شاملة لقيادة حوار سياسي مسؤول يقف ضد قيادة الحزب الحاكم ويرتب للخروج بالبلد من هذه الاجواء. [/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة


تعليق واحد

  1. يا ناس يا هو المؤتمر الشعبى طابور خامس يشبه فى زمن بداية الدعوة المحمدية (( المافقين بقيادة رأس النفاق إبن سلـــول )) هذه الفئة الضالة بقيادة هذا الشيخ الهرم الترابى يريدون أن يحبطوا الهمم والنخوة من الشعب السودانى الذى يدافع عن كرامته وعزتهوأرضه وترابه من الخونة المرتزقة الذين ينفذون أجندة قوى خارجية بأسلحتهم التى ترد إليهم عن طريق الحركة الشعبية قادمة من كينيا ويوغندا الشعبى هذا جسم غير صالح فى المجتمع يجب بتره