تحقيقات وتقارير

الطالبة الجامعية .. رحلة المعاناة

مع توسع ثورة التعليم العالي في السودان وجد العديد من الطلاب فرصة الدخول للجامعات وخاصة الطالبات حيث اثبتت دراسة اجريت في العام 2008 ان 70% من طلاب الجامعات من البنات.. الا ان متطلبات هذه الشريحة لتجد البيئة المناسبة للتحصيل الاكاديمي كثيرة. «آخر لحظة» جلست الى عدد من الطالبات لمعرفة ما هي متطلباتهن الجامعية؟ وما هي المشاكل التي تواجههن وتصبح معضلة يومية وغيرها من الصعوبات.

«س.أ.ح» طالبة من الولاية الشمالية جاءت الى الخرطوم لدراسة الطب الا انها تعاني من الرسوم الدراسية بالاضافة الى انها تسكن الثورة الحارة «75» ولكي تستطيع الوصول الى الكلية تعاني من الترحيل يومياً بالاضافة على حد قولها احتياجاتها الخاصة بها كبنت تكلفها الكثير من تزايد الاسعار يومياً.

اما «ر.خ» تسكن داخلية خاصة لأنها لم تتمكن من ايجاد فرصة في سكن الصندوق تدفع أجرة السكن بالاضافة للمواصلات والرسوم الدراسية التي تكفي وفي بعض الاحيان تضطر ان تخصم من مصروفاتها الخاصة بالاعاشة حتى لا تطرد من الجامعة او تحرم من الامتحان.

في حين استوقفت احدى الطالبات في جامعة النيلين وتكاد هيئة لبسها تؤكد انها من اسرة ثرية جداً لا ينقصها شيء وعندما سألتها عن معاناتها بدأت تذكر الرسوم والمواصلات والسكن.. استوقفتها كيف تذكرين هذا وانت من الملاحظ انك من اسرة ثرية؟ ضحكت وقالت لا يغرك الشكل الظاهر فانا من اسرة ميسورة الحال اسكن الحاج يوسف اوفر من مصاريف اليوم لاشتري في الشهر بلوزة و اسكيرت ولكن الرسوم الدراسة تكون اول السنة وفوق استطاعة والدي ولي اخوات في مراحل دراسية مختلفة لذا هي عقبة في طريق دراستي فيضطر والدي كل بداية عام دراسية لتقديم سلفية خصماً على مرتبة ليسدد لي الرسوم الدراسية.

من خلال هذه الاستطلاعات التي قامت بها «آخر لحظة» وسط مجموعة كبيرة من الطالبات في مختلف الجامعات والكليات والولايات اوردنا جانباً منها تكاد المشاكل والاحتياجات والمعوقات تكون مشتركة بين عدد كبير من الطالبات وان اختلفت في مسمياتها خاصة ان الجامعات الحكومة نسبة الطالبات من الطبقة الفقيرة المتوسطة فيها اكبر.. حاولنا طرح مشكلة الطالبات على بعض الجهات التي بحكم عملها تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة او غير مباشرة في توفير الدعم لهذه الشريحة غير الاسرة التي اتت منها الطالبة.. لذا توجهنا الى الاتحاد العام للطلاب السودانيين باعتباره يمثل الطلبة وواحد من اهدافه هو خدمة الطلاب حيث التقينا بالاستاذة وصال عابدين امين الشؤون العلمية باتحاد طلاب ولاية الخرطوم للحديث حول دور الاتحاد تجاه الطلاب ومساهمته في حل مشاكلهم المالية التي تكاد تكون المعضلة الاولى فالرسوم الدراسية في بعض الجامعات نتيجة لاستخراج خطابات للجامعات ان الطالبات معسرات وتجمع مجموعة ونحرر لهم شيكاً وفي الاونة الاخيرة اتجهنا لادخال القبول الخاص والدبلومات ضمن المساهمة في دفع رسومهم الجامعية لان بعضهم قد تكون الظروف الاقتصادية بالنسبة لهم اختلفت بعد السنة الاولى او الثانية وفي ردها حول هل هناك جهات تدعم الاتحاد قالت نعم الا ان هذه الجهات الداعمة في الاونة الاخيرة اصبحت تواجهها مشكلة تتمثل في عدم ايجاد الدعم الكافي وليس لدينا الية واضحة او ربط شهري للرسوم الدراسية من القطاع الخاص. وحول الدعم المالي للطلاب المعسرين سعينا لمنح دراسية للطالب المعسر بالاتحاد حددها بـ«50» منحة وكذلك تواجهنا مشاكل برنامج الدخول للامتحانات بسبب الرسوم الدراسية والبطاقة الجامعية فهناك جامعات لا تقبل بالتخفيض خاصة للقبول الخاص والدبلوم. حيث يقدم لنا «174» طالب وحدود دعمنا هي «100» طالب وقد سعينا للحل مع ديوان الزكاة ولو بـ12% والبنوك والدعم الاجتماعي من المؤسسات.

وقالت جلسنا مع وزير التعليم العالي في سعي الاتحاد لحل مشكلة سكن الطلاب خاصة الطالبات واتفقنا على ان يكون هنالك ربط بين الصندوق القومي والجامعات وهذا لم يحدث فمثلاً جامعة القران الكريم وام درمان الاسلامية يتم فيهما قبول كم هائل من الولايات فلابد ان يلتزم الصندوق باسكان كل الطالبات المقبولات ولأنه لم يلتزم فقد لجأنا الى تأجير بعض الداخليات بالتعاون على ان يقوم الصندوق بالايجار والاتحاد بتقديم الخدمات ولم تعالج هذه المشكلة والعدد سنوياً في زيادة بالاضافة الى ان الطالبات في المجمعات السكنية الخاصة لا يستطعن ان يدفعن «75» جنيه او اكثر في المجمعات التي يستقبل فيها الصندوق الطالبات باعداد كبيرة يحدث فيها بكثافة مما يؤدي الى طفح الصرف الصحي.

اما مشكلة الترحيل فقد جلسنا مع شركة مواصلات الخرطوم على ان تكون البصات باللون الاحمر خاصة الطلاب في الساعة السابعة صباحاً وفي السابعة مساء بالاضافة الى تخصيص مقاعد في الحافلات بأن يحمل الطالب بنصف القيمة.

حقيقة الاتحاد يسعى سعياً جاداً لحل مشاكل الطلاب التي في بعض الاحيان ننتزعها بالاعتصامات في بعض الجامعات.

وبما ان الصندوق القومي لرعاية الطلاب هو المسؤول الاول عن سكن الطلاب وخاصة الطالبات اثناء فترة الدراسة سعينا للجلوس اليه لمعرفة مدى التزامه بخدمة الطالبات وتوفير السكن لهن؟ وهل هناك دعم مادي يقدم لبعض الشرائح وما هي المواصفات التي من المفترض ان تتوفر في الطالبة لدعمها مادياً؟ وغيرها من المعينات لحل معاناة الطالبة الا اننا فشلنا لقرابة «3» اسابيع في الجلوس الى مديرة الصندوق القومي لرعاية الطلاب بولاية الخرطوم. آخر لحظة
تحقيق بشائر نمر

‫2 تعليقات