تحقيقات وتقارير
الجيش واتفاق الحريات الأربع.. رصاصة الرحمة
رياح في أشرعة الرافضين
بيان القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة الذي أشار مساء أمس الأول إلى دعم الحركة في الجنوب لهجوم يزمع شَنه على جنوب كردفان، دفع بالكثير من الرياح في أشرعة معارضى اتفاق الحريات الأربع الإطاري، وهزم، أو كاد الكثير من المساعي المثابرة للتبشير بذلك الاتفاق الذي جاء بعد مخاض عسير كبديل موضوعي للحرب، وهو الأمر الذي يدفع لقراءات عديدة عن الحيثيات التي تجعل البعض يسعى بإلحاح لإجهاض اتفاق كان سيجعل من الحدود الأطول من نوعها، مكاناً للتعاون وتبادل المنافع والمصالح المشتركة، وليس ميداناً لمعارك حربية عبثية.
وقد جاء في البيان: (إنّ القوات المسلحة ترصد الموقف بكل دقة مع حدودنا في دولة جنوب السودان، حيث إن الحركة الشعبية وبدعم مباشر ورعاية من دولة جنوب السودان قد خَطّطت للهجوم على عدة مواقع في جنوب كردفان. وتأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن القوات التي تم حشدها لهذا العدوان قد اكتمل إعدادها ومن المتوقع أن يبدأ العدوان خلال اليومين الماضيين).
ولم ينته البيان قبل أن يندد بذلك التوجه، ويعبر عن مدى خيبة الأمل تجاه حكومة الجنوب بسبب تنصلها عن الاتفاقات التي وقّعتها مع الحكومة، إلى جانب التأكيد على استعداد القوات المسلحة لردع العدوان المزمع، والقيام بواجباتها على أكمل وجه.
حيثيات تحرك الشعبية
بيان الجيش، يفتح الباب للكثير من القراءات السياسية بما فيها تلك التي لا تستبعد عدم وجود تنسيق مُحكم بينه وبين الجهات السياسية في الحكومة التي تتحدث عن ضرورة تهيئة الأوضاع لمضى اتفاق الحريات الأربع إلى غاياته دونما تصعيدٍ إعلامي.
لكنّ، من أبرز الحيثيات التي قد تكون وراء تلك التحركات التي أشار إليها بيان الجيش على تخوم جنوب كردفان، هي وجود حالة من الفصام والقطيعة البائنة بين القيادة السياسية والجيش، الجيش الشعبي بالطبع. فقبل أن يجف مداد توقيع رجل الحركة الشعبية القوى باقان أموم أوكيج على الاتفاق الإطاري للحريات الأربع بين دولتي السودان وجنوب السودان، حتى بدا الجيش هناك في التحرك صوب الحدود الملتهبة أصلاً بين البلدين ليعيد الأمور يين البلدين للاشتعال من جديد، اشتعالاً ربما يكون مباشراً هذه المرة، وليس بالوكالة كما ظل منذ السادس من يونيو العام الماضي.
عصا الحركة
يرجح من احتمال عدم التنسيق بين الحركة والجيش الشعبي في الجنوب وعدم اتفاقهما على رؤية واحدة في اتفاق الحريات الأربع، الحديث عن حداثة الممارسة السياسية للحركة هناك، فما زال الجيش الشعبي وقيادته العسكرية هي صاحبة الكلمة النافذة، وفي حال عدم إقتناعها بالاتفاق، أي اتفاق، فإنها ستعمل على إجهاضه على طريقتها.
لكنّ في حال افتراض التنسيق التام بين الحركة الشعبية والجيش الشعبي في الجنوب، فيرجّح أن يكون وقوفهم ودعمهم لتلك التحركات العدائية المحتملة في جنوب كردفان، هي من باب استعراض عضلاتهم السياسية، ورفع العصا لتهويش الحكومة حتى لا تتراجع عَن ما وقّعه وفدها المفاوض بأديس أخيراً، وربما لتوقيع المزيد من الاتفاقات.
الجبهة الثورية
موقف الجبهة الثورية من اتفاق الحريات الأربع، أعلنه القيادي بالجبهة ياسر سعيد عرمان عندما أيد ذلك الاتفاق وفق بيان عمّمه على الصحف، وقال من الطبيعي أن يؤيد كل الأسوياء من أهل العقل والمنطق الحريات الأربع، لافتاً إلى أنهم مع علاقات إستراتيجية راسخة مع شعب الجنوب، ومع النضال من أجل توحيد السودان على أساس دولتين مستقلتين، واعتبر النظام خادماً لمصلحة طرفي السودان في المقام الأول.
بيد أن عرمان وصف اتفاق الحريات الأربع في جانب من بيان الجبهة، بأنه طوق نجاة لنظام الإنقاذ الذي يترنّح ويبحث عن أيّة قشة للنجاة من السقوط، نجاة لن تتم غير بترول الجنوب وفقاً لتقديرات عرمان. لكن وفقاً لتقديرات أخرى، فإن الجبهة الثورية التي أعلنت تأييدها للاتفاق هي في الواقع تسبطن موقفاً آخر.
تخريب الاتفاق!!
المستبطن من موقف الجبهة الثورية هو مناهضة الاتفاق، لأن من شأن ذلك الاتفاق تهيئة الأجواء وتنقيتها بين الخرطوم وجوبا بصورة ليس من مصلحة الجبهة الثورية التي تتخذ من الجنوب حديقة خلفية وملاذاً آمناً، فمع استمرار تحسن الأوضاع بين جوبا والخرطوم على خلفية ذلك الاتفاق، ربما وجدت جوبا نفسها مُلزمةً برفع يدها من مقاتلي الجبهة الثورية حقيقة وليس كما يتردد في الإعلام، وفي حال حدوث هذا الأمر فستكون الجبهة الثورية في موقف لا يحسد عليه عسكرياً.
بل حتى سياسياً كذلك، فإنّ اتفاق الحريات الأربع لا يساعد حاملي السلاح في النيل الأزرق وجنوب كردفان في تحقيق أهدافهم المعلنة، فالاتفاق الذي سيقوي الحكومة، سيضعف الجبهة ولن يحقق لها هدفها المتمثل في تغيير النظام أو تغيير سياساته كلياً، ولا يحل أياً من قضايا التهميش واقتسام السلطة والثروة وما إلى ذلك من مطالب حاملي السلاح هناك، بل إن السبيل السريع لتحقيق تلك الأهداف هي في بقاء العلاقات بين دولتي السودان على توترها، والاستثمار في ذلك التوتر لإلحاق الأذى بالخرطوم. أما تحسن العلاقات بين البلدين فربما يجعل الجبهة الثورية في مرحلة من المراحل تخسر كل شئ في أقرب صفقة سياسية وأمنية حقيقية بين البلدين.
سوابق الجيش الشعبي
المتابع لخط الصراع البياني بين الشمال والجنوب، حتى قبل أن يصبح الجنوب دولة مستقلة، لا يستغرب أن يحدث اعتداء أثناء المفاوضات، وبُعيد توقيع الاتفاقات السياسية والأمنية. فهناك الكثير من الأمثلة على ذلك، فقد بادرت الحركة الشعبية بالهجوم على توريت والإستيلاء عليها على أيام استمرار التفاوض في نيفاشا، فأصدر الرئيس البشير تعليماته لوفد التفاوض بقيادة النائب الأول علي عثمان محمد طه بالإنسحاب، وللجيش باستعادة توريت، وهو الأمر الذي لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى عادت، وعاد التفاوض إلى مساره الصحيح.
وحتى الجولة قبل الأخيرة، شهدت هجوماً واسعاً على منطقة (بحيرة الأبيض) في جنوب كردفان بدعم من دولة الجنوب حسب حديث سابق للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد. وذلك بعد مرور أيام معدودات على اتفاق لوقف العدائيات بين البلدين. وفي هذا الاتفاق الأخير، اتفاق الحريات الأربع، تم الاتفاق على التهدئة لتهيئة الأجواء للقاء المرتقب بين الرئيسين البشير وسلفا كير. وفيما شدد د. إدريس عبد القادر على ضرورة التهدئة الإعلامية، تفاجأ المراقبون بتصعيد عسكري حسب بيان الجيش وهو ما يعني أن الحركة الشعبية في الجنوب لديها سوابق ماضوية في الإعتداء بعد التوقيع، ثم إتهام الجيش بأنه هو من يبادر بخرق الاتفاقات الموقعة.
وزير الدفاع.. حديث التضارب
بعد الهجمة الشرسة على اتفاق الحريات الأربع من منابر الجمعة ومنبر السلام العادل وجهات أخرى، قرّرت الحكومة التصدي لتلك الهجمة وقيادة أخرى مضادة بتمليك الحقائق لقادة الرأي والصحفيين وأئمة المساجد لتبيان سلامة الموقف والتوقيع، حيث رفد د. إدريس عبد القادر رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات أديس عدداً كبيراً من الإعلاميين بمعلومات مهمة عن الاتفاق وأهميته الكبرى للسودان، وجنوب السودان. وفيما أزال كل المخاوف التي ساقها مهاجموه في الظهيرة، تفاجأ الكثيرون بمخاوف أخرى وهم يطالعون بيان الجيش في المساء، ذلك البيان الذي دفع للاعتقاد لبعض الوقت بأن الخرطوم، كما جوبا، ليست شيئاً واحداً في النظر لذلك الاتفاق، وربما تتحدث بأكثر من لسان متضارب بشأنه.
لكن الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، نفى بشدة وجود أي تضارب. وقال في تصريحات صحفية بالبرلمان أمس إنّ ما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى بشأن الحريات الأربع، هو أن يسعى الناس للحريات الأربع، وهذه آمال تحتاج أن يجلس الناس لترتيبها وفق أولويات أولها أن يوقف الجنوب دعمه للحركة الشعبية بجنوب كردفان، وحذر وزير الدفاع من أن تنفيذ أي هجوم بواسطة تلك القوات التي تَمّ رصدها من قبل الجيش، يعد إلغاءً عملياً للاتفاق.
مهما يكن من أمرٍ، فإنّ هناك ضرورة ملحة للتحدث بلسان واحد عن اتفاق الحريات الأربع ومستقبله الذي لا يسر فيما يبدو سواء أكان ذلك في الجنوب أو في الشمال. فالأصوات المفتقدة للتناغم تؤدي إلى مَزيدٍ من الإرباك في المواقف المنقسمة أصلاً إزاء ذلك الاتفاق الذي يبدو أنه يدخل الآن مرحلة حرجة بعد أن أصابته تحركات الجيش الشعبي في جنوب كردفان وبيان الجيش في الخرطوم، إصابات بالغة من غير المستبعد أن تجعل المهندس الطيب مصطفى يضحك في النهاية.
[/JUSTIFY] تقرير: فتح الرحمن شبارقة
الراي العام
اذا ذهب البشير او لم يذهب لا علاقة لنا بالشمال
والربيع العربي فقط في حالة تطبيق الحريات
الأربع
حاجة اسمها الجنوب لازم تنتهي من حياة الشماليين
وياسر عرمان متزوج جنوبية وهذا لاعلاقة لنا به
وعلية المغادرة هو المدام. واقطعوا وشكم. منا
بلا. خرة
ومن المتوقع أن يبدأ العدوان خلال اليومين [B]الماضيين[/B]!!!! كيف تجي دي.. خلال اليومين الماضيين فهمونا، وربنا ينصر قواتنا المسلحة والله أكبر والعزة للسودان.. الجنوبيون لا أمان لهم وخلو أي قرد يطلع شجرتو.