منوعات

حمّيد .. (يا روعتك لمن تجادل دمعتك) .. «فرع الغنا الميل هنا..على مين وراك حا ينتكل»

[JUSTIFY]القصيدة ثكلى والعيون التي طربت فرحاً وشجناً وهي تتلقف كلمات قصائده ذرفتها بالأمس دموعاً.. وقال الشعراء ضي القصيد انطفأ.. وبكى المغنون والبسطاء من نوري إلى ذلك الجنوبي الذي جاء إلى مشرحة مستشفى أمدرمان حينما رأى الناس وقد تجمهروا بكثافة (وي منو مات).. فقلنا له الشاعر حمّيد.
وادمع وابكى من معه شايقية وحلفاويين ونوبة وجعليين وحمّيد الذي كان اتصاله قبل ساعة من رحيله الفاجع صباح أمس مع رجل الأعمال وصديقه عادل إدريس قائلاً: (انتظرني أنا في الطريق) فلم يمهله القدر حين انقلبت العربة الكورولا به بطريق شريان الشمال بالقرب من قرية (القبولاب) وهو قادم من مدينة نوري.. بصحبة صديقيه صلاح العوض سائق العربة وعثمان علي عثمان اللذين أصيبا ببعض الكسور.
مات حمّيد شاعر الوطن ذلك المخلص لقصيدته تجاه الوطن وإنسانه وقيمة ذلك النشيد الخالد في ضمير أي مواطن فقير أرض البلد وطينها الذي اختاره ليفلحه حتى ينبت الزرع.. وهل هنالك أبلغ من ذلك وفاءً وانتماءً وهو الذي ما زال يتعشى بكسرة لبن على (كورية).
حمّيد مات والقصيدة لم تكتمل ترك لنا هذا الإرث وذهب وهو حينما يأتي العاصمة تفرهد أماسيها ذلك (الولد) في البندر يلم به أصدقاؤه من فقراء وكسبة ومحامين شباب وأولاد نوري وتنقسي وبعض النساء وكبار السن (ينبسط) معهم ولا ينسى أهله وشقيقه الذي اختار الحاج يوسف سكناً له والقدال الذي رأيناه بدموع يحتضن المعزين أمام المشرحة وأبو عركي والصادق الرضي يبكيان حمّيد وينعيه عصام محمد نور وأمهات أحطن بالمبنى المجاور للمشرحة تتساقط دموعهن على رؤوس البعض ممن كانوا يبكون (الليلة مات زعيم الفقراء).. وصحفيون وإعلاميون و(بصات وحافلات) تحرّكت من نوري فور سماع الخبر.
مات محمد سالم حمّيد المولود في العام 1956م بقرية جريف نوري بالولاية الشمالية.. وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بمدينة نوري والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية وقد عمل فى هيئة الموانئ البحرية منذ العام 1978 حتى 1992م متنقلاً بين الخرطوم وبورتسودان..
وقد تغنى له الراحل مصطفى سيد احمد الكثير من قصائده فأبدع فيها لحناً وأداءً ودفعها برفق العاشق وثنائية الإبداع إلى أسماع الناس.. وقد جمع الراحل مجموعات من قصائده في عدة دواوين منها
(حجر الدغش.. مجموعة نورا.. الجابرية.. ست الدار.. مصابيح السما التامنة وطشيش).
و حمّيد يَتَمتّع بمكانة كبيرة فى المجتمع زاخرة بالعشق والارتياح لقصائده، التي يحفظها الكثيرون عن ظهر قلب.. وهو المحب الذي رحل في أرضه ودفن على ثراها الذي أحب…
شيعت البلاد عصر أمس فقيد الوطن والوسط الفني الشاعر محمد الحسن سالم حمّيد الى مثواها الأخير في مقابر البنداري بالحاج يوسف وسط حضور كثيف من نخبة المجتمع والفن تقدمهم نجل الميرغني الصادق أحمد الميرغني وكان الراحل توفي إثر حادث حركة صباح أمس بطريق التحدي
رجل الأعمال جمال الوالي عبر لــ (الرأي العام): عن حزنه الشديد لفقد الراحل وقال إنهم اجتمعوا على حب المريخ وكان مميزاً في مشاركته في الاحتفالات والمناسبات الثقافية لنادي المريخ وقال لديّ علاقة ممتدة به عبر الرسائل والزيارات وآخر رسالة تلقيتها منه أمس عن دعوته لي لحضور تدشين بحر المودة لصديقه السر، وكان مبدعاً من مبدعي البلاد نسال الله له المغفرة والرحمة.
من جانبه، قال معتصم فضل رئيس قطاع الإذاعة بأنه كان رجلاً طيباً وشاعراً مميزاً، كان يستقي مفرداته بصورة كانت تجعله دائماً يحمل طابعاً نادراً ومميزاً، وكان مساهماً في الإذاعة بالكثير من البرامج الاجتماعية، والإذاعة تنعي شاعراً مميزاً وصوتاً أصيلاً، ونحن نفتقده نفتقد فيه هذه المعاني الأصيلة وندعو الله سبحانه وتعالى أن يكتب الصبر لأسرته الصغيرة وقبيلة أهل الفن والإعلام والسودان أجمع.
رئيس حركة (حق) هاله عبد الحليم أكدت بأن الشاعر كان محل اتفاق شعبي، وكان قبلة لأبناء هذا البلد وشكّل وجدان المهمومين في البلد، وتحدث عن لسان حال المواطن السوداني بكل معاناته الحقيقية، نسأل الله له الرحمه ولا نملك إلا الدعاء له في مثل هذه الأوقات الصعبة على محبيه وحمّيد رحل بجسده ولكن إبداعاته تظل وستظل تسري في الوجدان السوداني.
ومع انتهاء الدفن لم يستطع معجبو ومحبو الراحل أن يتمالكوا أحاسيسهم وهم يدمعون..
عربة الإسعاف التي أقلت الجثمان أرسلها محجوب شريف

[/JUSTIFY] 2266 الراي العام

تعليق واحد

  1. [B][SIZE=5][FONT=Arial Black]اللهم اغفر له وارحمع وعافه واعف عنه واكرم نزله
    اللهم اغسله بالماء والبرد والثلج
    ونقه من الذنوب والخطايا كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس
    اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات صفحا وغفرانا
    يا خير الغفارين ويا ارحم الراحمين

    اللهم وارحم جميع موتى المسلمين
    اللهم احفظ المسلمين المسافرين في برك وبحرك وجوك[/FONT][/SIZE][/B]