ثقافة وفنون

بعد هجوم إمام مسجد على أغنية (أحلى جارة)..

الجار قبل الدار .. وجارك القريب ولا ود أمك البعيد .. كل هذه امثلة شعبية تعبر عن القيمة الحقيقية للجار، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، وكثيرة هي الاحاديث والامثلة الشعبية التي توصي لمعاملة الجار معاملة حسنة وتدعو للتقرب منه ،وفي الاسبوع المنصرم شن امام مسجد بالكلاكلة القلعة هجوماً علي الفنان عبد العزيز المبارك في اغنيته: (احلي جارة يااحلي جارة ).. موضحاً في خطبته بان هذه الاغنية لا تراعي حرمة الجار وتدعو الى (السفور) والنظر الى المحرمات، وهى اشياء نهى الشرع عنها ،وقال خلال الخطبة التى كانت بعنوان (حق الجار) ان شعراء الجاهلية كانوا يحترمون الجار فما بالك بالمسلمين..وضرب مثالاً بعنترة بن شداد الذى قال : (وأغض طرفي مابدت لي جارتي … حتي يواري جارتي ماؤها)..!! ولعل حديث ذلك الامام وهجومه المدبب على الفنانين الذين تغنوا في هذا الموضوع، جعلنا نراجع بسرعة قائمة بمثل تلك الاغنيات التى غازلت الجار..والاسباب التي ادت لذلك.. .
داير قربك لكن محتار:
نظم الشاعر ود الرضي الشعر على نسق الدوبيت حيث كتب قصيدته الاولى والتى تغنى بها بادى محمد الطيب وخلف الله حمد ويقول مطلع تلك القصيدة:(سبب نوحى وانت جارى…سبب دمعى الدوام جارى)، كما غني الفنان عبد الكريم الكابلي: (لو ما بتنزار و في طبعك حار..و قلبك مشغول و ملان اسرار..تسحرني و اقول أهواك يا جار..داير قربك لكن محتار)،اما المرحوم سيد خليفة فقد تغني بأغنية (جاري وانا جارو) والتي ذاع صيتها في كثير من الدول المجاورة واضحت هذه الاغنية من اشهر الاغاني السودانية.
جيل الشباب:
وغنى فنان الشاب محمود عبد العزيز اغنية دمعي جاري وهذه الاغنية تدور في الجار وعن عدم احساس الجار بلهيب شوق ذلك المحبوب حيث يقول مطلع تلك الاغنية:(أنا دمعي جاري وأسبابي جاري…يا ريتو يعلم البي جاري)..وردد الفنان جمال فرفور اغنية (مالك مجافي الناس) التي يطلب فيها الشاعر الزيارة من (جاره) والتى تبتدر بمقطع:(مالك مجافي الناس عايش براك في غربه…أنحنا ناس (جيرانك) قضينا عُشره وصحبة).
أسباب ظهور:
ويرى الأستاذ (عادل أحمد) المهتم بالتوثيق والباحث في مجال الفن السوداني أن تناول الفنانين السودانيين لاغنيات (الجار)، هو بمثابة ترجمة لحالة من الاحاسيس المختلطة والعاطفية وتدوين للصلات القديمة التى تربط بين السودانيين في هذا الاتجاه، واشار الى ان تناول الفنانين للجار لم يكن من باب استغلال أو حتى انتهاك للاعراض، وإنما بغرض التوثيق المجتمعي لتلك الحالة من الارتباط.

الخرطوم : يوسف دوكة
صحيفة السوداني

‫5 تعليقات

  1. تشدد وهوس دينى من الوهابيين الارهابيين خلاص دة الفضل ليكم؟ اجارنا الله منكم

  2. [SIZE=5]اول حاجة الجريدة دى ماعندها موضوع تانى حاجة الغنوة دى ليها 770سنة يعنى قبل مايولدوا الامام ذاتو تالت حاجة فى مثل بيقول الناس فى شنو والحسانية فى شنو واكيد الناس غالبييتها عارفة قصة المثل دة ودة حال الشعب السودانى ناس الخرطوم فى شنو وناس الاقاليم فى شنو الناس فى الريف وصلت الحضحيض واوعوا تكونوا برضوا ما عارفيين يعنى الحضيض شنو[/SIZE]