فنانون ومثقفون يطالبون وزير الثقافة بإلغاء المهرجانات الفنية هذا العام
أثار قرار وزير الثقافة فاروق حسني بإقامة مهرجان المسرح التجريبي، رغم الظرف الكارثية التي يعيشها المجتمع منذ حريق مجلس الشورى، ثم كارثة سقوط صخرة الدويقة ودفن مئات الأبرياء تحت الأنقاض، وحتى حريق المسرح القومي، استياء عدد كبير من المثقفين والفنانين، والذين طالبوا الوزير بتوجيه الملايين التي ينفقها على المهرجان لإصلاح وتجديد مسارح الدولة المتهالكة، وخاصة بعد أن حذر الخبراء من كوارث جديد متوقعة بها، بسبب غياب وسائل التأمين ضد الحرائق وأجهزة الإطفاء، مذكرين بكارثة حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف منذ سنوات والذي راح ضحيته عشرات النقاد والصحفيين والمشاهدين ..
وقال الناقد الفني د.حسام عطا إن المهرجان التجريبي لم يقدم جديدا خلال السنوات الطويلة لانعقاده دوريا، ولم تستفد منه الحركة المسرحية شيئا يذكر، بدليل انهيار المسرح في مصر، وإغلاق معظم مسارح القطاع العام، وتنافس القليل منها الذي يقدم عروضه باجتذاب نجوم السينما والتليفزيون، بحجة جذب مزيد من الجماهير لمسارح الدولة، لدرجة أنهم استعانوا خلال العامين الماضيين بالراقصة فيفي عبده والكوميديان محمد نجم لتقديم مسرحيتين لمسارح الدولة، وهي مهزلة بكل المقاييس ، وبداية لنقل الابتذال والإسفاف من المسرح التجاري الذي اختفى في ظروف غامضة خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن كان يقدم أكثر من عشرين مسرحية في موسم الصيف وحده، إلى مسرح الدولة والذي من المفترض أن يرتقي بذوق الناس ويقدم أعمالا المحترمة..ولذلك فلم يكن هناك أي مشكلة لو أعلن وزير الثقافة فاروق حسني إلغاء المهرجانات الفنية هذا العام، وتخصيص ميزانيتها لإصلاح وتجديد المسارح وقصور الثقافة المتهالكة، وتأمينها ضد الحرائق والأخطار.
أما الفنان نبيل الحلفاوي فيؤكد أن الهدف الوحيد من مثل تلك المهرجانات هو التلميع الورنيشي لوزير الثقافة، وخاصة بعد أن تم ترشيحه لمنصب الأمين العام لليونسكو، وأنه ليس لدينا مسرح تقليدي جيد الآن، حتى نتطلع للتجارب المسرحية الجديدة، ونلجأ للتجريب، ونستضيف فرقا من شتى أنحاء العالم، وليس لدينا مسرح واحد مزود بأجهزة إنذار متطورة، مما يهدد بكوارث أخرى ، غير كارثة احتراق المسرح القومي كما حذر العديد من الخبراء.
ويفضل الحلفاوي تسمية مهرجان المسرح “التهليبي” أو “التخريبي” على مهرجان المسرح التجريبي، الذي لم ينعكس إيجابا على مستوى العروض المسرحية في مصر، محذرا من انقراض المسرح الذي كنا نباهي به الأمم..وشهد نهضة كبيرة في الستينات بسبب اهتمام الدولة به كركيزة من ركائز بناء الإنسان، ولم يكن هناك وقتها مهرجان واحد للمسرح ، سواء تجريبي أو تقليدي..أما الآن فالحال لا يسر عدوا ولا حبيبا ..وجمهور المسرح الحقيقي أصبح عملة نادرة، بعد أن أفسدت الكباريهات المسرحية الصيفية، والعروض الهزلية التي يقدمها التليفزيون على أنها فن المسرح ذوق المشاهد، فلم يعد يقبل سوى على مشاهدة تلك الأعمال القبيحة، والخالية من المسرح ومن الفن.
ويرفض النجم محمود حميدة فكرة إلغاء مهرجان المسرح التجريبي أو غيره من المهرجانات الفنية، بدعوى توفير ميزانياتها لصيانة وتجديد المسارح وقصور الثقافة.
وقال حميدة: إن هذه المهرجانات، والتجريبي بالذات، ساهمت في تشكيل وعي الأجيال الجديدة من الفنانين المعزولة عن التجارب الفنية في العالم، وأن مهرجان السينما يتيح لنا فرصة سنوية وحيدة لمشاهدة سينمات أخرى غير السينما الأمريكية.
وأشار حميدة إلى أن الحديث عن إلغاء المهرجانات بحجة الكوارث هو خلط للأوراق، خاصة وأن هناك أموال كثيرة تضيع على أشياء احتفالية ودعائية ولا قيمة حقيقية لها، وليس من بينها بالطبع مهرجان المسرح التجريبي
وكالات