حوارات ولقاءات

السيدة “وصال المهدي” : شيخ حسن لم يقل يوماً واحداً إنه أخطأ عندما أتى بالإنقاذ !!

وصال المهدي .. حفيدة المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، امرأة أقل ما توصف به أنها مصادمة، لا تخشي في الحق لومة لائم، تهوى السياسة حتى النخاع.. تتمتع بحنكة عالية.. تخرجت في كلية القانون، والتقت بالترابي فكان لقاء الفكر والدعوة… شديدة الإيمان بأفكار زوجها، حيث عُرف عنها دفاعها المستميت عنه وعن مبادئه، كما عُرف عنها أيضاً كرهها الشديد لـ (لإنقاذ) بعد المفاصلة الشهيرة.
(المجهر السياسي) التقتها في جلسة حوارية ساخنة، انتقدت فيها الأحداث التي تمر بها البلاد.. تعالوا نعرف ماذا قالت ؟
{ سيدة وصال نبدأ معك من ما يحدث في الساحة السياسية من توتر وأزمات اقتصادية، كيف تنظرين إليها؟
– ما يحدث الآن يدل على فشل الحكومة، وأعتقد أن البلاد في مأزق كبير، الجنوب انفصل، والبترول ذهب مع الجنوب، والأموال السودانية خارج السودان، وإذا كانت موجودة لرفعت المعاناة عن المواطنين، الآن هنالك ارتفاع في أسعار البنزين والسكر واللحوم والتعليم، إضافة إلى انعدام الأدوية وواحدة فقط من هذه الأشياء يمكن أن تُسقط الحكومة، دعك عنها جميعها، وللأسف الاحتجاجات القائمة الآن تُقمع بغلظة.
{ هذه الاحتجاجات التي تحكين عنها، الحكومة ترى أن قلة قليلة قامت بها وليس الشعب السوداني كله، بماذا تفسرين عدم خروج الشعب؟
– الشعب السوداني غير متعود على الغلظة والذين تحركوا الآن شريحة صغيرة في السودان، ولكن القمع الذي تواجهه هذه الشريحة كبير؛ ليبرر الحزب الحاكم لنفسه أنه لم يفعل ما يستحق هذه المظاهرات، وأن الذين خرجوا قلة تستحق القمع.
{ يخشي العواقب مع أن له باعاً طويلاً وقديماً في الانتفاضات؟
– انتفاضات كثيرة شهدها عهد كلٍّ من عبود والنميري، والآن الانتفاضة بدأت ولن تقف.
{ توافقينني الرأي أن ضعف دور المعارضة أدى إلى إفشال هذه الاحتجاجات؟
– المعارضة دورها ضعيف، لأن الحكومة تمتلك وسائل القمع ولكن الشعب لن يصمت.
{ هنالك من هم راضون بهذا الوضع من الشعب؟
– هؤلاء أناس خائفون أو غير مهتمين وهم (المرتاحين) ولكن التعابى لابد لهم أن يكافحوا حتى يأخذوا حقوقهم من هذا النظام.
{ الشعب ربما يرى أن الإنقاذ أفضل حالاً من غيرها؟
– كل من يقول هذا الحديث هو شخص مستفيد وظالم وأناني.
{ إذا لم تحدث المفاصلة، وشيخ حسن مستمر في رئاسة البرلمان.. هل كان السودان سيكون أفضل حالاً؟
– حسن لم يدعُ لسرقة الأموال وإيداعها في الحسابات الخاصة في الخارج، فهو لا يثري أهله، وليس رجلاً أنانياً لأن الحاكم مسؤول عن رعيته، الآن البلاد تعاني من الغلاء ومن دخول الأجانب ومن انعدام الأمن بها.
{ هل شيخ حسن ندمان لأنه أتى بالإنقاذ؟
– ضحكت ثم قالت: أسأليه أنت.
{ أسالك أنت باعتبارك زوجته والمقربة إليه؟
– شيخ حسن لم يقل يوماً واحداً إنه أخطأ عندما أتى بالإنقاذ؛ لأن الإنقاذ جاءت من أجل الإسلام، ولم تأتِ للدنيا والمال والظهور والمحسوبية، ولكن حدث العكس حين توقفت الزراعة واعتمدنا على البترول، في الوقت الذي كان فيه مشروع الجزيرة يكفي أفريقيا كلها، والتعليم الحكومي تدنى والمعلمون (مغبونين).
{ في عهد النميري تقلد د. الترابي مناصب النائب العام ووزير العدل، ولكن سرعان ما انقلب عليه النميري، ليتكرر السيناريو ذاته في عهد الإنقاذ، فأين يكمن الخلل في الأنظمة الحاكمة، أم في البزة العسكرية أم في الترابي نفسه؟
– النميري لم يكن لديه حب للإسلام، ولكنه (ركب الموجة) وعندما أرهبته أمريكا قام بإدخال الإخوان المسلمين السجن من أجل إعدامهم، ولكن غرضه لم يتم لقيام الانتفاضة والله يحمي من يحمل راية الإسلام، بالنسبة للإنقاذ تكرر السيناريو نفسه؛ لأنهم أيضا خافوا من أمريكا لأن داخل الإنقاذ (مدسوسين) ليسوا أمريكان ولكنهم ماسونيون !!
{ يعني الخلل ليس في الترابي؟
– طبعاً الخلل ليس في الترابي، لأن كلام الله سبحانه وتعالى ليس به خلل، ولكن هؤلاء أناس لا يعرفون عن الإسلام شيئاً واتخذوه غطاءً لأعمالهم.
{ وصال المهدي من زوجة عرَّاب الإنقاذ والأب الروحي لها، إلى زوجة ألد أعداء الإنقاذ، كيف هي المعادلة، وكيف كانت النقلة؟
– ضحكت ثم استطردت قائلة: (النقلة كانت (مدودوة).
{ هل علاقتك بنساء قادة الإنقاذ مستمرة؟
– علاقتي بهن بالتأكيد انتهت.
{ عُرف عنك دفاعك المستميت عن شيخ حسن حتى في مواجهة شقيقك السيد الصادق؟
– قالت باستغراب: (متين أنا واجهت الصادق) هذا الحديث غير صحيح، أنا أدافع عن مبادئ شيخ حسن.
{ الخلافات بينهما تضعك في مأزق؟
– طبعاً تدخلني في مأزق، وأحاول أن ألطف الأجواء بينهما، والحمد لله كلاهما في المعارضة.
{ كلاهما في المعارضة ولكن الخلاف قائم بينهما، لأن الصادق تارة معارضة وتارة أقرب إلى المؤتمر الوطني؟
– هذا الشيء معروف لكل السودانيين أن الصادق مرة مع المعارضة ومرة مع الحكومة، على عكس الترابي، فهو معارضة فقط، فهل يُعقل أن يكون عبد الرحمن الصادق مساعداً للبشير؟ كيف يحدث هذا، وبأي منطق أن تكون معارضاً وابنك مساعداً للرئيس؟
{ وصال المهدي حفيدة الإمام المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، أين تجد نفسها من هذا الزخم الفكري والدعوي؟
– المهدي هو جد أمي، ووالدتي غرست فينا مقاماً وتربى عليه الإمام المهدي، وجدتنا زوجة المهدي كانت امرأة فقيهة وعالمة وتحفظ القرآن وتعرف كل تفاصيل المهدية، ووالدتي هي التي بذرت فينا بذرة الإسلام فكانت تحاصرنا بأعمال الإمام وزهده واستبساله، فنشأنا مشربين بالدين وقوته، فالقوة ليست قوة سلاح فقط.
{ هل أنتِ ميالة للسياسة أم تتابعينها باعتبارك زوجة الترابي؟
– لم أكن صغيرة في السن عندما التقيت بالترابي ليعلمني السياسة، نحن عائلة سياسية، ودائماً ما كنت أعطي صوتي للإخوان المسلمين.
{ ما رأيك في التشكيل الوزاري الجديد بعد التقليص؟
– هذا تشكيل لا يوجد أي جديد فيه، والسياسة التقشفية مورست على الشعب، والإنقاذ لن ينصلح حالها، والسياسة التقشفية لن تأتي بنتيجة؛ لأنهم لا يمكن أن يقولوا لأحد من أين لك هذا؟
{ في عام 1966 تم طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، ووقتها تم اتهام جبهة الميثاق الإسلامي، وحينما قضت المحكمة العليا بإعادة الحزب الشيوعي مرة أخرى قال الترابي إن قرار المحكمة غير عادل، ليأتي الترابي نفسه وبعد سنوات ليقول إن الحزب الشيوعي هو أقرب الأحزاب إلينا؟
– الترابي قال: (تحالفنا مع الحزب الشيوعي من أجل إسقاط الإنقاذ التي ظلمت الناس، وبددت الأموال، وفصلت الجنوب).
{ دعينا نخرج عن السياسة قليلاً لنتعرف على زواجك من الترابي، كيف كان؟
– ضحكت ثم قالت: لا أحب الحديث في أمور مضى عليها وقت طويل وأصبح أبنائي رجالاً.
{ كم هي عدد المرات التي اعتُقل فيها الترابي؟
– مرات عديدة، ست سنوات اعتقلته الإنقاذ، وثماني سنوات اعتقله النميري.
{ كيف كنت تواجهين اعتقال الترابي خلال السنوات الماضية؟
– عانيت كثيراً؛ لأن أبنائي كانوا صغاراً، ولكن كنت أواجه الاعتقال بالمواجهة نفسها، ولا أخاف، وأحاول أن أدخل إليه الطعام والملابس والكتب، فقد كنت أكافح بكل قوتي من أجل أن أدخل إليهم كل ما يلزمهم.
{ كيف هو الزواج من سياسي؟
– نحن مزاجنا كله سياسة، ونغضب حين لا توجد، فهي تسري في دمائنا.
{ شيخ حسن بعيداً عن السياسة؟
– حسن بعيداً عن السياسة، ليس لديه ما يفعله غير القراءة والكتابة ودائماً ما يقول ليس لديَّ وقت لكي أضيعه.
{ حتى مع أبنائه؟
– حتى مع أبنائه، فأنا دائماً التي كنت أجلس معهم.
{ هل يدخل إلى المطبخ؟
– ضحكت وقالت: (ما شافو بي عينه)، ولا يعرف العاملين به، وقبل الإنقاذ كان يحب الاعتناء بالشجر.
{ ما هي أكثر الأكلات المحببة إليه؟
– أكلته المفضلة هي الكسرة والملاح حتى في شهر رمضان.
{ أنتم عائلة واجهتها الكثير من الشائعات كيف تتعاملين معها؟
– كنت أغتاظ جداً عندما أسمع شائعات تُروَّج حولنا، خصوصاً الشائعات التي كانت تُطلق على “عصام” أيام الإنقاذ عن عدد القمصان والسيارات التي يمتلكها، وهي كلها كانت شائعات غير صحيحة، ولا أسعى للرد عليها في الصحف.
حوار: هبة محمود
صحيفة المجهر السياسي

‫9 تعليقات

  1. بالرغم انني احمل الشيخ حسن مسؤلية تدبير انقلاب الإنقاذ الفاسد… الا انني احترم شجاعة هذه السيدة وتمسكها بمبادئها بالرغم أني اختلف معها في اغلب ما قالته …احترام الاخر وفهم فكره شي مهم جداً عشان نعرف علي الاقل نعيش مع بعض في احترام… انشاء الله شيخ حسن يكون تعلم من درس الإنقاذ وما ينقض علي الديمقراطية تحت اي عذر

  2. غلام حنتوب دة محظوظ جداً ـ لولا الانتفاضة لكان تحت الثرى ــ واللة النميري ارجل سوداني لأنة حكم علية بالاعدام ـ اكثر المتضررين هو الصادق المتمهدي ــ حزب الامة قاد الانتفاضة فتسبب في خروج المعتوة دة من السجن ـوهو نفسة اطاح بالصادق ــ ماذا قدم الصادق للسودان ؟ الاجابة صفراًـــ ماذا قدم غلام حنتوب سارق الطحنية للسودان ؟ الاجابة صفراًـــ ما علينا الا ان نقول اللهم ارحم الجنرال الشهيد غردون،،

  3. [FONT=Courier New][SIZE=3][CENTER]مفكر اسلامي دي حقو تشيلوها منو وتصفو بالمخرب الاسلامي[/CENTER][/SIZE][/FONT]

  4. [SIZE=6][B]الحمد لله الذى جعلكم تعترفون بأن الإحتجاجات الأخيرة على زيادة الأسعار أو ما سماها بعض الموهومين بإنتفاضة قامت بها شريحة صغيرة كما إعترفت وصال وبعظمة لسانها وهذا ما ينفى ما يقوله بعض المعارضين فى المواقع الإلكترونية ومن على قنوات العالم الفضائية والتى لها غرض فى بث الفوضى فى السودان حيث قال هؤلاء جميعاً بأن كل الشعب السودانى مشارك فى تلك الإحتجاجات !![/B][/SIZE]

  5. [SIZE=5]الكل يبحث عن موطئ قدم لاسرته من بعد هلاكه وبعد أن دعونا الله أن يأخذ هذا الجيل اي جيل الصادق والترابي والمرغني وحتى عجائز قبيلة اليسار من الشوعيين والبعثيين والناصريين وغيرهم أخذ عزيز مقتدر ويرينا الله فيهم يوماً اسوداً مثل يوم هامان وفرعون وقارون وابوجهل والقذافي .اللهم آمين [/SIZE]

  6. [I][B][SIZE=4][FONT=Times New Roman]ولا من بيت الختميه عشان يعكر علينا يومنا , كل سبب الكوارث الحاصله

    الان في السودان هو زوجك الترابي ياوصال المهدي ياخت الصادق المهدي ,

    ما كفاية علينا زوجك كمان جاي انتي , انتووووا قايلين السودان ده

    ورثتيه من اجادكم ولا فاكرين السودان ده حقكم , يا وصال المهدي نعم

    الظروف من حولنا تغيرت والعالم العربي تغير ونحنا في طريقنا الي

    التغير الديمقراطي الخالي من اي طائفيه ورجعية . لان السودان ملك

    للسودانيين فقط ومن يفكر ان يحكم السودان من جديد عليه ان يحلس دقنه

    المحننه ولا المزينه وفكوووووووووووونا من وجوهكم وتصريحاتكم السخيفه

    دي وخلوووووونا في حالنا[/FONT][/SIZE][/B][/I]

  7. [SIZE=5]..ياحرم الترابي قولي على الأقل من باب الشرع عن النميرى أنه أفضى الى ماعمل وهو عند ربه ….ولانقول الا واقعا ..فيكفي أنه اغلق بيوت المفاسد وحانات الخمر …فيكيف يكون غير محب للاسلام وهويقوم بهذه الأشياء؟؟ نحن لانزكيه…ونقول أفضى الى ماعمل …وتزكيتك لزوجك تخرج لاتستند على قاعدة شرعية……أنظري الى الفتاوى المتعددة ومن جهات كثير التي تحدثت عن مخالفات نسبت اليه…….[/SIZE]

  8. هنالك من هم راضون بهذا الوضع من الشعب؟
    – هؤلاء أناس خائفون أو غير مهتمين وهم (المرتاحين) ولكن التعابى لابد لهم أن يكافحوا حتى يأخذوا حقوقهم من هذا النظام.

    انتي مالك مال التعابي مرتاحة احمدي سيدك

  9. الربيع العربي نوعان :
    الاول : مثل ربيع تونس ومصر .. يتم بسلاسة وبقدر ضئيل من القتل والدمار .. ويدرك الرئيس المخلوع بان قطاره صفر .. ويعمل السلام عليكم
    الثاني : مثل ربيع ليبيا واليمن وسوريا .. يتمسك الرئيس باطلاق اخر طلقه يملكها على شعبه للبقاء في الحكم .. واما تنتهي بتدخل خارجي والاستشهاد في ميدان المعركة مثل القذافي .. او التنحي بعد الياس كاليمني .. او كالاسد يقاوم حتى اخر قطرة .. ولكنها النهاية على ايتها حال
    وارى استحداث نوع جديد من الربيع العربي
    هو ان يكون لكل رئيس قدرة استشعار الخطر .. وبمجرد هبوب رياح الربيع
    يمقلب الشعب ويتنحى في هدؤ ويغادر البلاد الى ملجأ امن