تحقيقات وتقارير

استباقاً للثاني من أغسطس كرتي في نيويورك .. ثمة ما يجب أن يقال..!!

بطريقة خطوة إلى الأمام وخطوتان للخلف كانت مفاوضات دولتي السودان وجنوب السودان تتذبذب في مراحلها المختلفة.. لم يصل الطرفان إلى نتيجة نهائية في أي من القضايا العالقة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، كلما حدث خلال الثلاثة أشهر التي حددها مجلس الأمن مجرد تقارب في وجهات النظر، فلم يحدث اختراق في شكل التفاوض إلا في الأيام الأخيرة من المهلة وذلك بجلوس وفد الحكومة مع قطاع الشمال، وربما كانت هي المهمة الأصعب.
ثمانية أيام فقط تفصل عن الجلسة التي حددها مجلس الأمن الدولي في الثاني من أغسطس المقبل لتقييم نتائج التفاوض بين البلدين.. وقد يتساءل البعض ما الذي سيقوله رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي في تقريره لمجلس الأمن، ويبدو جلياً حتى تكون هناك خطوات إيجابية تُقال في التقرير فقد رأى أمبيكي بالتفاوض مع وفد الحكومة، ضرورة أن تكون الفترة المحددة قد شملت جميع القضايا الموضوعة في خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الإفريقي وتبناها مجلس الأمن في القرار 2046 بما فيها التفاوض مع قطاع الشمال حول إيصال المساعدات الإنسانية لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهو ما حدث خلال اليومين الماضيين.
وزير ومندوبان
وقبل أن ينخرط مجلس الأمن في جلسته المهمة تلك، سارع الاتحاد الأوربي لعقد جلسة حول ذات الموضوع المتعلق بتقييم مسار التفاوض بين البلدين، وكعادته دعا الاتحاد الدولتين للالتزام بالخارطة وتنفيذها قبل الموعد المحدد وقدم وعوداً إيجابية متمثلة بأن التطبيق سيجعل الاتحاد يعيد نظره في مسألة تقديم الدعم وأخرى سلبية تتحدث عن اتخاذ التدابير الممكنة تحت المادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة.
واستباقاً أيضاً للجلسة الأممية المهمة، غادر وزير الخارجية علي كرتي وعضو وفد التفاوض عمر دهب إلى نيويورك أمس في زيارة تستغرق عدة أيام ويتضح أن مستوى الوفد يظهر مدى جدية التعاطي مع الموضوع. فالوزير سيجري لقاءات مع المندوبين الدائمين لمجلس الأمن يطلعهم على مسار التفاوض والعقبات التي واجهته خلال الفترة الماضية، الصين وروسيا صديقا السودان يعلمان مسبقاً ما تنوي الحكومة قوله أو القيام به، فرنسا وبريطانيا تحاولان اتخاذ موقف الحياد من كلا الدولتين، أما الولايات المتحدة، فقد هاجمها كرتي أمس الأول بشدة حينما قال إنها مخطئة إن ظنت أن بإمكانها الحصول على مكاسب من السودان عن طرق الضغط مشيراً إلى أنهم غير راضين من طريقة تعاملها مع ملف السودان، وكرتي يعلم مسبقاً أن واشنطن هي المسيطر الأكبر على قرارات مجلس الأمن وهو يستصحب ما قالته المندوبة سوزان رايس حول أزمة سوريا “بأن الولايات المتحدة بإمكانها أن تتخذ قراراتها خارج منظومة مجلس الأمن”
أوراق قانونية
وبشكل عام فإن مجلس الأمن يرغب بمعرفة الأسباب التي أدت إلى عدم التوصل لحلول حول القضايا العالقة وسيستمع لتقرير ثابو أمبيكي الذي من المرجح أن يكون حيادياً وتفصيلياً، غير أن الحكومة ستحمل في جعبتها هذه المرة الرؤية القانونية حول ما يعتزم مجلس الأمن فعله، ورغم أن مجلس الأمن هدد باتخاذ قرارات ضد الدولتين تحت المادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة في الثاني من أغسطس غير أنه سيعجز عن فعل ذلك لأنه أقحم نفسه في أشياء ليست من اختصاصه، ومن المتوقع حسب مصادر موثوقة تحدثت لـ(السوداني) أن يلجأ مجلس الأمن إلى تمديد المهلة لفترة أخرى إضافية “لأن القضايا أعقد من أن تحل في ثلاثة أشهر، ولا يوجد طرف متعنت يرفض التفاوض”..
وسيستند كرتي خلال لقاءاته في نيويورك على توضيح عدة نقاط قانونية غير تلك السياسية التي تشمل “عدم رغبة حكومة الجنوب في التوصل لحلول سريعة حول ما أثير من مسائل” حيث ترتكز بتوضيح أن قضية النفط مثلاً لا تشكل تهديداً للسلم، فمن حق دولة الجنوب أن لا تصدر نفطها عبر أراضي السودان وأنه قرار يخص الدولة لوحدها فقط ومن غير الممكن أن يفرض مجلس الأمن عقوبات على الجنوب لأنه لم يصدر نفطه عبر الشمال أو يصل لاتفاق مع السودان.
وسيثير أيضاً قضية الحدود بعدما اعتبرت خارطة مجلس الأمن أن منطقة 14ميل الحدودية هي منطقة متنازع عليها رغم أن خرائط الأمم المتحدة والخرائط الدولية المعتمدة تشير إلى أن هذه المنطقة تتبع لدولة السودان، وبذلك يكون مجلس الأمن مساهماً في عدم توصل الطرفين لاتفاق حول ملف الحدود ومن غير المنطق أن يفرض عقوبات على أي منهما.
ويؤمن الناطق باسم الخارجية العبيد مروح في حديثه لـ(السوداني) أمس على أن مجلس الأمن ارتكب أخطاء تتعارض وتتناقض مع قرارات أصدرها أو أشياء أخرى ثابتة وموجودة في القانون الدولي. وأشار إلى أن أهمية زيارة الوزير كرتي إلى نيويورك لوضع النقاط على الحروف ولتأكيد جدية السودان في التعاطي مع قرار مجلس الأمن 2046.
وبذلك ستكون لقاءات كرتي ووفده وتقرير أمبيكي أمام مجلس الأمن كافياً إلى حد ما بأن يقبل مجلس الأمن بتمديد الفترة المحددة تجنباً لاتخاذ قرارات قد تضر بأي من الدولتين.
صحيفة السوداني
تقرير: لينا يعقوب

‫3 تعليقات

  1. بعد عقدين من سياسه العداء تجاه حكومه السودان الاسلاميه ثبت بما لايدع مجال للشك فشل مبدأ سياسه العداء هذه !!وازدادت حكومه الانقاذ قوه وتثبيتا وجماهيريه !! ومايغري الادارات الامريكيه/الصهيونيه المختلفه علي الاستمرار في السياسات العدائيه رغم فشلها هو تقديم حكومه الانقاذ لبعض التنازلات ابرزها واكبرها هو نيفاشا والانفصال!! وان حدثنا انفسنا ببعض العذر والمبررات لتقديم التنازلات في شأن انفصال لجنوب استنادا لاسباب موضوعيه وفوارق اثنيه ولغويه ودينيه ورواسب تاريخيه!! فلن نجد اي مبررات مثلها لتقديم اي تنازلات في شان قطاع الشمال لتحرير السودان ؟؟ فتغير اسمه وبقاء تحالفاته الجنوبيه الغربيه واعتماده علي القوه العسكريه والاتجاه الانفصالي لايخدع احد!! خصوصا بعد ان تم استئصاله سياسيا وقانونيا ودستوريا وعسكريا !! كما اننا لن نجد اي مبررات للين لهجه وزير الخارجيه التي( تشبه عتاب الحبايب) للقائم بالاعمال الامريكي لسياسه الادارات الامريكيه المتعدده و العدائيه الثابته لمدي عقدين من الزمان !! خاصه وقد اثبتت الايام عقمها وعدم تحقيق اهدافها النهائيه بعد كل هذه المده الزمنيه!!
    كان الاجدر به بان يغير من اللهجه بعد ثبوت الفشل ويلجا الي الحزم والمقاطعه والمواجهه من اعداء مصالح السودان !! فلا يقابل القائم بالاعمال ويهدده بالطرد !! ويفعل ان لم يسجيب بتغير سياسه بلاده لانها بليده وغبيه وغير مجديه !! وعندها سيجد دعم الشعب والمجاهدين لانه يحافظ علي موارد السودان واهله ومقدراته!! اما الطبطبه والانبطاح والانبراش فلا تقدم شيئا ولاتفيد طرفا ولاتخدم احدا….. والله من وراء القصد…. ودنبق

  2. هاك الرؤية القانونية دي شيلها معاك إمكن حقتك ما تجيب مريسة تام زينو