ثقافة وفنون

الشاعر محجوب سراج .. مرة أضحك ومرة أبكي ومرة أتحمل أساي ..!!

بقدر ما تخيلنا اللقاء الذي انتظرناه طويلاً لم نتخيله كما حدث.. بقدر ما سعدنا بملاقاة شاعرنا الرقيق بقدر ماحزنا لأجله وتأسفنا على حاله ووضع يعيشه هذا الشاعر الفقير لله الغني بالإبداع الذي جل ما نخشى ان يكون قد انهك تعبًا ومرضًا واهمالاً واحباطًا فلم يعد كما كان ولن يعود.. وكم نخشى ان نتساءل من المسؤول عن ضياع الإبداع المكتوب وهذا أخف من أن نتساءل عن المسؤول عن موت الإبداع بداخل المبدع ..!!

انتقال
يقارب اليوم العام 74 من عمره المديد ان شاء الله بدأ الشعر منذ ان كان طالبًا اول من لحن له الاستاذ السني الضوي اول من غنى له الأستاذ صلاح مصطفى بأغنية احسن اوادعك ووتودعني، غنى له ابراهيم عوض وصلاح بن البادية.. يقول شاعرنا ان أكثر مرحلة في حياته انتاجًا وحركة في السبعينيات وانه كتب فيها الكثير وتغنى له بالكثير…. ويعاني الشاعر محجوب سراج من اهمال الحكومة والقطاع الثقافي له.. وشاعرنا كان في الأساس من سكان حي العرب قديمًا ولكن ظروفه المادية جعلت الشاعر يبيع بيت حي العرب ويرحل هو وزوجته الحاجة نعمات.. كان عندهم بيت في الثورة الحارة 18 باعوه واشتروا هذا المنزل في الحارة «55» وهذا كان قبل اربعة اعوام مضت وهو منزل متواضع في حي متواضع..
انصراف عن الشعر!!
وضعه الصحي في العيون سبق وعملنا عملية ولم تتعالج العين لديه فشل في الشبكية للعين اليمنى واثرت على العين الاخرى والعملية ساهم فيها وزير الثقافة قبل استاذ السموأل في مستشفى الوالدين وكانت بخير الحمد لله اكون من عباده الشاكرين، فقدت البصر وهذا من اول الاسباب التي جعلتني انصرف عن كتابة الشعر.. مشكلة العيون.. استلمت؟ لم اقدر اواصل يمكن ان يسجل لك ويكتب بعد ذلك..
ابنه الصادق: آخر ثلاثة اعمال كتبها أجيزت منذ اكثر من سنتين.. وقدمناها للأستاذ السني الضوي للتلحين واعتقد ان اثنين منهما صارت جاهزة بحسب استاذ السني وبقيت واحدة وكان الاستاذ قد مر بوعكة صحية ونتمنى ان يتمكن من استكمال العمل في قصائد الوالد وترى النور قريباً..
رعاية دولة!
بادر استاذ سراج بالقول انه يفتقد للرعاية ونص قوله: الحكومة بعيدة كل البعد عني !! وتدارك ابنه القول ان سبق ان قدم له مبلغ عشرة آلاف جنيه. منذ اكثر من عام آخر عند تكريم كان للراحل ابراهيم عوض قدموا دعوة للوالد وحضر الحفل وقدم له المبلغ الذي ذكرت من وزارة الثقافة وقتها وقابلنا بها بعض احتياجات للأسرة وقمنا ببعض تصليحات في المنزل..
الديوان المفقود!
اثار ابن الشاعر سراج موضوع الديوان المفقود لوالده وهو الديوان الوحيد له ولا يملك نسخة اخرى ولا اي نوع من التوثيق فقد فقدت الاوراق التي تحمل مخطوطات القصائد والافكار اثناء الانتقال من منزل لآخر.. ومن تصفح الانترنت وجدنا ما سبق ونشر بخصوص الديوان المفقود وما نشرته صحيفة الصحافة وقتها عن اتصالات مطولة مع الاستاذ محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الاغنية وان ما يعرفه هو ان الديوان بحوزة الأستاذ التجاني حاج موسى وقال ان هذا الديوان اجزناه في المجلس القومى للثقافة والفنون سنة 1978م وكان رئيس المجلس يومها هو الراحل مبارك المغربي… عنوان الديوان كان فعلاً هو «الجرح الابيض»… كان معنا في اللجنة الأستاذ الشاعر سيف الدين الدسوقي.
وفي يونيو «2004م» ذهبت لمحجوب سراج بمنزله بصحبة ابنى مامون والصديق ابراهيم موسى وهناك اخبرونى بان الديوان «الجرح الابيض» قد فُقد!! ويقول الاستاذ محمد يوسف ردًا على ما قلناه له بأن الأستاذ التجانى ذكر ان الديوان بمجمله هو هذه القصائد المسجلة بادارة حقوق المؤلف؟؟ قال محمد يوسف ان الديوان كان يحمل اكثر من ثلاثين قصيدة!
وعن موقف الاتحاد تجاه القضية يقول الأستاذ محمد يوسف انها لا تخصهم وانها تبقى شأنًا خاصًا بين محجوب سراج والتجانى حاج موسى وان الاتحاد ليس طرفًا في هذا الصراع. والى يومنا هذا لم يظهر الديوان وضاعت شاعرية وانتاج شعري قد لا يتكرر رغم انه يقول انه لا ينسى اغانيه ولكن هل بعد تراكم الإحباط والحاجة مع المرض شيء يقال..
كلمة منه ..
يبدو ان مجمل الأشياء التي مر بها شاعرنا سراج قد خلقت بداخله يباساً ويكاد اليأس يطرق بابه وهو يتقوى بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. وقال لنا في الختام: حياتي محتاجة ان يكون في استقرار وهدوء وحالة مالية متحسنة.
كم اتمنى ان اكون مرتاحًا وسعيدًا وقادرًا على أن اكتب وأُملي للناس ليكتبوا لي رغم اني لا املك لا مذياع ولا جهاز تسجيل ..!!

زارته: تيسير حسين النور وكوثر محمد أحمد
صحيفة الانتباهة