طلابنــا بالخـارج .. واقع مريع ومستقبل قاتم !
حيث يتعرض عدد كبير من الطلاب الدارسين بالخارج في دول مختلفة الى مشكلات بشكل مستمر، حدثونا عنها. ويروي لنا محمد الخاتم طالب يدرس في ماليزيا تحدثنا اليه عبر «الاسكايب» معاناة الطلاب في ماليزيا، وقال انهم يعيشون أوضاعاً صعبة، في ظل أزمة النقد الأجنبي، وقال إنه من اجل ان تحصل على تحويل شهري لا بد من القيام بإجراءات بين الجامعة والسفارة، لترسل الأوراق إلى الخرطوم عبر البريد السريع، فهذه الإجراءات تصل تكلفتها الى ما يقارب قيمة المبلغ الذي يتم تحويله، ويضيف محمد أن عدداً كبيراً من الطلاب لا تتمكن أسرهم من إرسال مصروفات تزيد عن الشهر، بسبب الإجراءات المعقدة في التحويلات المالية للخارج، او قلة النقد الأجنبي في السودان، فالامر يزداد تعقيداً، وبحسب ما رواه محمد فإن حلقة الثقة باتت مفقودة بين الطلاب السودانيين وادارة الجامعات لعدم تسديد الرسوم في الفترة المحددة لها، وذلك لتأخر إرسال المصروفات الجامعية.
ولكن مشكلة التحويل هي جزء من سلسلة من السيناريوهات التي يتعرض لها الطلاب الدارسون خارج السودان، بدايةً من النافذة التي يختارونها للالتحاق بالجامعة المعنية، وها هو أبو الطيب العباسي ضياء الدين يجسد أنموذجا آخر للدراسة بالجامعات الهندية، وبدأت رحلته في سبيل الحصول على مقعد ليتمكن من مواصلة تعليمه العالي بالسفارة الهندية، حيث تم قبوله بإحدى الجامعات الهندية، ودفع رسوم التسجيل بعد معاناة، حيث اشترطت الجامعة الدفع شخصياً ما جعل أبو الطيب يستعين بزميل له في الهند لدفع الرسوم، شريطة ان يحضر بنفسه ليكمل اجراءات التسجيل خلال فترة اقصاها اليوم العشرين من ذات الشهر، وذلك بعد تنقلات بين مكاتب السفارة لاستخراج اوراقه وحتى يصل على الفيزا، وبعد استيفائه كل الاوراق الثبوتية، طالبته السفارة الهندية بتغير صورة جوازه الشخصي لأنها قديمة، وطالبته بعدم تغيره الى جواز الكترونى، وتمكن من تجاوز هذا الامر المعقد. وعلى هذا الاساس مضى ابو الطيب ولم يكن يتوقع ان تكون هناك مفاجأة غير سارة في انتظاره، لتضع له السفارة الهندية شرطاً آخر حال دون تحقيق غايته التي سعى اليها بكل ما يملك، وهو التحصل على شيك بقيمة الرسوم الدراسية للسنة الاولى، اي ما يعادل «20000» دولار لتنتهي بذلك قائمة الشروط التعجيزية، فقد قضى ابو الطيب ما يقارب الشهر وهو يتنقل بين ردهات السفارة، حتى تمكن مقابلة المسؤول، وحينها حال عدم وجود مترجم دون شرح ما جاء من اجله للمسؤول، فطلب منه الاخير ان يترك اوراقه مع رقم هاتفه الجوال وحدد له موعداً آخر يوم 4/7 من العام الحالي، وفي يوم الموعد كان بانتظاره مسؤول سودانى الجنسية، ليبلغه بالخبر اليقين بأن طلبة بالدراسة في الهند مرفوض بحجة ان عمره «35» والعمر المحدد «30»، وهذا غير موضح في الشروط الموضوعة، ووضح له المسؤول أن هنالك شروطاً معلنة واخرى غير معلنة من ضمنها عمر الدارس ليغرق أبو الطيب بعد ذلك وسط حزمة من التساؤلات: لماذا تقبل الجامعة تسجيله وهي تعلم انه لا يستوفي شروطها؟ ولماذا تحدد السفارة هذا العمر؟ فهو يرغب في دراسة الماجستير وليس البكالريوس؟
وعندها حزم حسام حقائبه واعتزم الرحيل الى روسيا حيث حملته اليها احلامه الكبيرة بدراسة هندسة النفط، على أن يعود إلى البلاد حاملاً شهادة تؤهله للعمل في اكبر شركات النفط، لمساعدة أسرته التي وضعت جل آمالها فيه، ولم تبخل عليه حتي يتمكن من اكمال إجراءات سفره للدراسة بالخارج، ولكن حسام لم يتوقع أن تصطدم أحلامه بالأوضاع الاقتصادية في بلاده التي أجبرته على قطع دراسته، ليعود اليها يملأه الاحباط والاحساس بالضياع، بدلاً من الشهادة التي كان يحلم بها. ويروي حسام انه منذ مغادرته السودان للدراسة في الخارج، كانت مصروفاته الدراسية ترسل إليه بصورة مستقرة وسلسة، حسب الاجراءات الرسمية للبنك المركزي، حيث يحول له مبلغ «500» دولار شهرياً للإعاشة والرسوم الجامعية، ولكن بعد شهر يوليو الماضي، بدأت بوادر الأزمة تلوح في الأفق، بعد تعديل إجراءات التحويلات النقدية للخارج من قبل بنك السودان بصورة مستمرة، حيث طُلب من الطلاب أن يستخرجوا شهادات إفادة من الجامعات التي يدرسون بها، ليتم توثيقها في سفارة السودان في البلد المعني قبل أن يرسلوها الى اسرهم في الداخل حتى تتمكن من تحويل المصروفات الشهرية. ويضيف حسام أن هذه الإجراءات أدخلت الطلاب في مشقة وتعب إضافي، حيث أن الجامعات التي يدرس فيها عدد كبير من السودانيين، لم تكن في عواصم الدول التي يوجدون فيها، مما جعل الطلاب يسافرون مسافات بعيدة من أجل الوصول إلى السفارات السودانية بالخارج لتوثيق شهادات الإفادة من الجامعات التي يدرسون بها، حتى تتمكن أسرهم من إرسال المصرفات الشهرية لهم، ولم تمض فترة طويلة على تلك الإجراءات حتى أعلنت وزارة المالية عن تعديلات في سياسة التحويلات النقدية الى الخارج، بحيث يتم تحويل الأموال في حساب السفارات السودانية بالخارج، وتقوم السفارة بدورها بإيصال الأموال إلى الجامعة التي يدرس فيها الطلاب، لمنع تسرب تلك الأموال للسوق الأسود، فهذه الطريقة رفضها الطلاب لأن التحويلة ستمر عبر الإجراءات الإدارية العقيمة للسفارات بالخارج، حتى تصل الجامعة، مما يؤدي إلى تأخر دفع الرسوم للجامعات التي تمنح الطلاب فترة محدد لتسديد الرسوم. وعلي حد قوله فإن الاوضاع تدهورت في شهر يناير الماضي، حيث تواجه أسرته صعوبة بالغة في الحصول على النقد الأجنبي لتحويله، في الوقت الذي تم فيه تقليص قيمة المبلغ المحول للخارج في حدود «200 ــ 300» دولار التي لا تكفي حتى للإعاشة، دون السكن والمنصرفات الأخرى، فأعلن الطلاب التقشف لمواجهة هذه الظروف، من أجل إكمال دراستهم، ولكن الأوضاع كانت تضيق أكثر فأكثر، وبعض الأسر لجأت الى إرسال الأموال عن طريق معارف لها في دول أخرى، أو شراء مزيد من الدولارات من السوق الأسود وإرسالها عبر شخص مسافر، لكن مع استمرار ارتفاع سعر النقد الأجنبي أصبحت هذه الطريقة مكلفة. وقال حسام إن مديونات أسرتي بدأت تزداد حتى تتمكن من توفير مصروفات الشهر، وذلك نسبة لشراء الدولار من السوق الأسود، ولم تستطع الاستمرار أكثر في ذلك، لذلك قررت أن أوقف الدراسة إلى حين والعودة للسودان.
وما حدث لحسام يعانيه عدد كبير من الطلاب الدارسين بالخارج، ويواجهون أوضاعاً صعبة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في السودان في ظل تفاقم أزمة النقد الأجنبي. وفي محاولة لايجاد حلول وسيطة تحول دون عودة آخرين او تعرضهم للاستغلال من قبل شبكات ترتاد الاجرام، هناك بعض الأسرة ابتكرت طريقاً جديداً من اجل الحصول على النقد الأجنبي، لإرساله إلى أبنائها بالخارج، فصعوبة الاجراءات دفعت الحاج احمد إلى أن يرسل اثنين من أبنائه إلى القاهرة، حتى يتمكنا من الحصول على «100» دولار بالطريقة الرسمية، من ثم إرسالها إلى ابنته التي تدرس في بريطانيا، ويقول إن هناك أزمة حقيقية في إرسال المصروفات الى الخارج، وان كنت تمتلك النقود لا تستطيع ان ترسل أكثر من «200» دولار في الظروف الماثلة، فهذا المبلغ لا يكفي لإعاشة الطالب مدة شهر في الخارج، الشيء الذي يجعلهم قلقين من عدم استمرار دارسة ابنائهم بالخارج.
ويرى الخبير في علم الإدراك وعلم النفس برفيسور عبد العزيز مالك، أن النتائج المباشرة لذلك هي فقدان زرع القيم لاستواء الشخصية والتركيز على التميز الاكاديمي قبل مراعاة البناء، وضعف الانتماء للوطن الأم يضعف تكوين هوية الشخصية مما يجعلها تنبهر بأبسط المؤثرات، بالإضافة الى أن التأييد المفرط لرغبات الابناء يفتح باب الكذب فيما يعرف بـ «صناعة موتور ماكينة الكذب في خريطة الدماغ المراهق»، ولا بد من وضع استراتيجية تعليمية وثقافية وإعلامية للحد من المخاطر التي يواجهها الدارسون بالخارج.
ويمضي عميد المعهد الدولي للغة العربية للناطقين بغيرها، برفيسور عبد الرحيم علي إلى القول بأن معظم الاسر تشكو من مشكلات الطلاب بالخارج، وبعضها اجتماعية وقانونية، وأخيراً برزت مشكلة التحويلات النقدية للطلاب الدارسين في ماليزيا، فهو يرى أن السفر بالنسبة للناضجين أقل خطورة من صغار السن الذين سرعان ما يفصمون ويبتعدون عن الجانب الاكاديمي ويقعون في أيدي شبكات إجرامية متخصصة، ويجب معالجة الأسباب التي تدخل هؤلاء الطلاب في مثل هذه الدوامات، وأهمها توفير الاحتياجات الضرورية للطلاب قبل أي شيء آخر، والأهم هو تمييز الكليات الجادة من التجارية، ومراعاة السن التي يرسل فيها الطلاب للدراسة الجامعية في الخارج، ولا بد من توفير محاضن في شكل روابط للطلاب في البلدان التي يوجد بها دارسون سودانيون، فالإرشاد التربوي له دور في ضبط الطلاب، وأخيراً تعاون الآباء والأمهات في حل هذه المشكلات.
والخبير التربوي برفيسور عوض إبراهيم عوض تحدث عن جانب التحويلات والتعقيدات التي يواجهها الطلاب حتى يتمكنوا من استلام مصروفاتهم، وارجع المعاناة الحالية التي يعيشها الطلاب في ماليزيا ودول أخرى إلى عدم الاستقرار الذي يشهده النقد الاجنبي، فالطلاب لا يستطيعون الحصول على تحويلاتهم إلا عبر وسطاء سودانيين وأجانب، وبدا وكأنه يوصي الطلاب الراغبين في الدراسة بالخارج بعدم الذهاب الى ماليزيا فهو أدرى بشعابها، قائلاً: على الطلاب ألا يقدموا للدراسة في الخارج ولماليزيا بشكل خاص إلا عبر الداخل.
تحقيق: هند رمضان
الصحافة [/JUSTIFY]
[SIZE=5] بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا الصحفية هند على هذا الموضوع الممتاز والقيم
نعم يعانى الطلبة السودانيون بالخارج اشد المعاناة فان كان ما اوردنيه عن من يقدمون لهذه اخطزة باختيارهم فخناك ايضا فئان اخرة ابتعثنها الدولة للتحصير ةتعانى الويلات ولا نصير لها ولا اذن يسمع اناتها
فانا مبعوثة من الجامعة الاسلامية للدكتةراة وبعد مرور ثلاث سنوات كانت الاولى فى اللغة ففى منتصف الثانية اضطررت للعودة بعد ان تدينت من السفارة لاستحالة الصرف على السكن والمعيشة حيث صرل بلا سكن وعناك تضاعفت معاناتى فى الجرى فى مكاتل الوزارة ادارة الدريب والجامعة المبتعثة خاصة وان فترة بعثتى الرسمية انتهت ولم تقبل الوزارة اعتماد سنة اللغة وببساطة قالت ان اقطع بعثتى وقد دفعت فيها 35 الف جنيه استرلينى و36 الف دولار وفبل لن احصل على ما ذهبت من اجله وقد تبقى له القليل تقرر الوزارة قطع البثة واحراز الدرجة فى السودان وهكذا تبدد الاموال ولا وجيع على الوطن ونعانى مما ذكرتيه من ازمة التحويلات اذا ما ارادت الاسرة المساعدة ولكنى لم يهن على ان انتازل بعد كل المعاناة التى عشتها حيث كنا نصرف تحويل شهر واحد يعد اربعة شهور تكون قد غرقنا خلالها فى الديون فلا يكفينا ما نستلمه ايفاء تسديد الديون ناهيك من الالتزامات الانية فى بلد كبريطانيا تدفع فيها الاشيا مقدما ومعى العشرات ومنهم من هو نزيل المصحة النفسية من قسوة ما تعرض له
فعبرك ارسل هذه الرسالة الى السيد الرئيس ونوابه فهم المسرلون عنا يوم القيامة وفى هذه الدنيا [/SIZE]
الألقاب أصبحت تعطى بلا تدقيق , وإلا فمتى أصبح المذيع والإعلامي العائد من ماليزيا بعد بعثة الدكتوراة الدكتور / عوض إبراهيم عوض خبيراً (تربوياً ) وبروفيسوراً!!! ولا أتوقع أن يكون أستاذاً جامعياً لأنه كان قبل وقت قليل يقدم برامج غنائية وهو ما لا يتناسب مع العمل الأكاديمي الوقور , مثلما قال الفنان الراحل وردي عن نفسه عندما ترك التدريس ليحترف الغناء وقال إن الغناء لا يتناسب مع وقار التعليم وأن يناقشني التلميذ في الصباح عن أنني أديت أغنية 🙁 يا طير يا طاير) بطريقة جميلة !!!
مش عارف ليه الطلبه اوبعض الناس يسافرون للدراسه فى الخارج ، منحه ، بعثه .او على نفقته الخاصه ، دون تأنى فى الموضوع ، ويمكن ان يصيب الطالب عقبات فى اول المشوار أو مع استمراره فى الدراسة فيصير صعبا عليه، او حتى مع اقتراب التخرج، وخاصة وهو فى بلد اخر ، ومع ناس يحتاج الى ترجمه لكلامهم لكى يفهم ما يقولو ،
الدراسة ليست شهرا واحدا ، بل سنوات وقد تطول.وقد تفشل اخيرا.او تنجح
وتعال لموضوع الاسر فى السودان وتحويل المصاريف، وتجد الاب او الام والاخوان ، يفعولون كل ما فى وسعهم لتحويل المصاريف ، من دون علم حقيقة ما يجرى فى البلد الاخر.او يبعثون ابنهم للخارج دون التفكير فى اذدياد المصاريف لاحقا على المصروف المتوقع، او حتى مجرد التفكير فى كل جديد طارئ او ما يمكن ان يتغير الى العكس.
وانت فى بلد اخر ، اولا بد ان تكون لديك المعرفه التامه بكل جديد ، ومعرفة كل الايجابيات والسلبيات والاشخاص وزملاء الدراسه واساتذة الجامعة وكيفية التصرف لحل ومواجهة الصعاب. او المعرفه المسبقه للاستعداد للمواجهه.او للاطمئنان على ما انت ذاهب اليه.
واذا كنت واثقا من نفسك ، فى اقتحام الظروف القاسيه التى تفرض عليك اثناء الدراسة ، اذا فانت كفوء ، مثل ايجاد عمل مع الدراسه اوكسب ادارى بالجامعة لايجاد عمل اوالتأقلم فى الجو الذى تعيشه. يعنى الشعور بانك تحقق درجات عاليه فى الدراسة التى جئت من اجلها، وبمجرد انتهاء الدراسه سترجع لدعم من وقفو معك.
اما اذا كنت انت الذى تصرف على نفسك، والدراسه،وعلى اتصال باهلك ،وتحقق نجاحات باهرة ، فانت تستحق بان تقود كل الامه.
النجاح لا يتحقق مابين يوم وليله ، بل بالصبر والتانى والمعرفه التامه للاشياء وبالصدق مع النفس والاخرين، واحترام الناس ، وتحقيق الفائدة القصوى من كل ما تراه صغيرا او كبيرا امام عينيك من ان غير ان تنقص من قيمة الامورالتى تجعلك تحتك بالاخرين,او من غير ان تنقص بالاخرين انفسهم ، واعنى اتساع المدارك والافاق وتواضع ليرفعك الله.
والصله بالله واتساع المعرفة وخبرات الشخص ّالمتسعة فى العالم الخارجى ، يؤدى الى اختصار طريق النجاح ، مثل انك تعرف جيدا ، الى اين انت ذاهب ، وهل لك معرفه مسبقه بالاحوال هناك ام لا.اذا فاتصل بادراة الجامعة اولا قبل السفر.وتاكد من الاشياء.
اما اذا فرضت عليك الظروف ماعليك الا التوكل على الله وحتما سيكفيك الله .
والمهم وفوق كل ذلك ان لا تضع تفسك فى تهلكه ، لا تعلم مداها ولا منتاها.
مشكلة كبير الدراسة فى الخارج بعد انهيار الاقتصاد السودانى وعدم قدرة الدولة على توفير الدولار للطلاب الدارسين بالخارج مما يعنى انهيار علمى كبير للطلاب السودانين بالخارج ووقوعهم براثن للعصابات والمافيا