حوارات ولقاءات
السودان يعتبر أكبر مستودع للاجئين في العالم
« الصحافة » التقت بالكردي وادارت معه حواراً من مكتبه برئاسة المفوضية السامية للاجئين في جنيف فالي مضابط الحوار :
* حدثنا اولاً عن مفهوم اللاجئ وهل هنالك احصائية لعدد اللاجئين في العالم ؟
=اللاجئون هم الاشخاص الذين يعبرون حدود بلدانهم الي اي حدود دولية كما ان هنالك اشخاصا ينزحون داخل بلدانهم ويفقدون مساكنهم وبالتالي ينطبق عليهم الوصف ، ولكن نسميهم النازحين كما لا ننسي اولئك العائدين الي اوطانهم من اللاجئين وهؤلاء جميعاً يقدر عددهم بحوالي 30 مليون شخص حول العالم تقوم المفوضية السامية للاجئين بتقديم المساعدات لهم وضمان حمايتهم لان وجود المفوضية في اي دولة يعتبر اساسياً نسبة لاستجابة ذلك البلد بحكم تواجد اللاجئين .
* وكيف تقيمون اوضاع اللاجئين والنازحين في السودان ؟
= هنالك قوانين تحكم عمل المفوضية السامية وهنالك قانون يحكم اوضاع اللاجئين وبحكم « حق اللجوء » هنالك حوالى 150,000 لاجئ من دول الجوار عدا النازحين داخلياً في دارفور وكردفان والنيل الازرق ، ليس لدينا احصائية دقيقة ولكن يقدر عدد النازحين داخلياً بعشرات الالوف، ونعلم ان حكومة السودان لديها برامج لاعادة توطين النازحين والمجتمع الدولي اثني علي حكومة السودان وجهودها في توفير السلام وتوطين النازحين والمتأثرين .
* كيف هو وضع العمل في المنظمات الدولية بالنسبة للسودانيين ؟
= السودان به اشراقات كثيرة وهناك العديد من ابناء السودان في المنظمات الاممية او الدولية الاخري وهم يتقلدون مواقع مهمة واوضاعهم مشرفة ولديهم قبول كبير وحضور، وتحضرني الذاكرة هنا لسرد موقف مر بي شخصياً حيث قدمت لوظيفة في سيراليون عام 1990م، وتم ارسالي الي جنيف لعمل «Interview» حيث قابلت رئيس قسم التوظيف و هو كندى الجنسيه اسمه « قاري بركنس » وتبادلنا الحديث ولم يتطرق لاي حديث عن الوظيفة ، وبعد برهة قال لي لقد تمت المعاينة بنجاح، وحكي الكندي عن تجربته السابقة في احدي المدن الحدودية بين اثيوبيا وجنوب السودان، وقال لي ان السودانيين بسطاء وطيبون وصادقون و يتمتعون بسمعة عالمية طيبة…ولذلك انا اؤمن بان العمل يرقي الي مستوي العبادة والعمل مسألة اخلاقية ودينية وانسانية قبل ان يكون مصدر رزق مادي وكل من يؤدي رسالة العمل باخلاص وصدق يكون انسانا اصيلا .
* وكيف السبيل للاستفادة من الخبرات السودانية في المؤسسات الدولية ؟
= انا انصح الاخوة في وزارة الخارجية السودانية بانه لابد من اتباع النهج المؤسسي لتقديم الجيل الجديد من الشباب عبر القنوات الخارجية لاستخدامهم في المنظمات الدولية ، نريد منهم وضع استراتيجية مخصصة عبر تكوين وانشاء وحدة بوزارة الخارجية لتصدير الخبرات السودانية للمنظمات الدولية، ونصيحتي للشباب الصبر والمثابرة لان تحقيق الطموحات لا يتأتي عبر فترة وجيزة وانما بالتأهيل المستمر واكتساب الخبرات…اما بخصوص الخبرات السودانية الحالية فهم كثر يتوزعون علي مختلف المنظمات الاممية والدولية المختلفة .
* بمناسبة اختياركم مفوضاً سامياً للاجئين بسوريا كيف تم هذا الامر في ظل الظروف التي تعيشها سوريا حاليا؟
= اولاً انا اتمني ان يتخطي الشعب السوري الأزمة الحالية التي يمر بها وانا علي ثقة ان السوريين قادرون علي تخطيها ..اساس عملي كعمل انساني يتعلق بتقديم المساعدات للضعفاء وهي رسالة عظيمة تستحق المجازفة ولذلك تم تكليفي من قبل السيد « انطونيو كوتيريس » المفوض السامي للاجئين للقيام بمهام ممثل للامم المتحدة للاجئين بسوريا، وتم ارسال اوراقي الي الخارجية السورية وجاء الرد في زمن قياسي بعد عشرة ايام فقط بالموافقة، ومن جانبي ساتقدم باوراق اعتمادي لدمشق ان شاء الله في سبتمبر القادم ايذاناً بالشروع في تنفيذ اكبر برنامج اغاثة انساني من نوعه في العالم .
* كم يبلغ حجم وتكلفة البرنامج الاغاثي للاجئين ؟
= في الوقت الحالي تقدر برامج المساعدات الانسانية التى تقدمها منظمة الأمم المتحده للاجئين بحوالي 115 مليون دولار ونتوقع زيادة كبيرة ونحتاج في موسم الشتاء القادم الي معونات اكبر وميزانيات اضافية وهو ما نتطلع اليه خلال انعقاد اعمال اجتماع اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية القادم .
* كم يبلغ عدد اللاجئين في سوريا ؟
= هنالك 100000 لاجئ من جنسيات مختلفة في سوريا وهم يواجهون ظروفاً صعبة ويحتاجون الي المساعدات ، والشعب السوري شعب مضياف ولذلك استقبل هؤلاء اللاجئين ولكنه اليوم يعيش ظروفا استثنائية تستلزم المساهمة مع السوريين في توفير المساعدات الانسانية للاجئين وتقديم مساكن وملاجئ ومعونات طبية وغذائية واجتماعية لهم بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر السوري، كما اننا نقوم ايضاً بالتنسيق مع الهلال الاحمر السوري بتقديم المساعدات العينية الي النازحين داخل سوريا .
* بمناسبة الحديث عن اللاجئين والنازحين هل لديكم رصد لاعداد هؤلاء في السودان ؟
= السودان ظل يستقبل اللاجئين من دول الجوار الافريقي منذ الستينات ، والسودان اليوم بحسب تقارير المفوضية السامية يعتبر واحدا من اكبر مستودعات اللاجئين حيث كان يستقبل لوقت ليس ببعيد علي اراضيه مليون لاجئ وهذا ليس مستغرباً فالشعب السوداني شعب مضياف واكرام الوافدين جزء من ديننا و ثقافتنا..وبالطبع حماية اللاجئ مسؤولية دولية وليس من حق اي انسان ان يتخاذل كما اننا نؤمن بانه يتوجب علينا مساعدة النازحين السودانيين الذين فرضت عليهم الظروف النزوح عن مساكنهم وفي هذا الخصوص يجب تكوين منظمات وطنية سودانية بدعم محلى و دولي من اجل تطوير العمل الطوعي الانساني و يجب تدريب المنظمات السودانية علي كيفية تحليل المعلومات واستكشاف الأزمات حتي قبل حدوثها وبالتالي تلافي الكوارث الانسانية او علي الاقل التخفيف من اثارها الضارة، بالاضافة الي انشاء قاعدة معلومات متنوعة لمواجهة كافة التطورات، وانا علي اتم الاستعداد لبحث الجانب الدولي الاسنادي لمثل هذا العمل الانساني .
* ماهي ابرز الشخصيات التي ساهمت في تكوين ونجاح الكردي ؟
= اذا كان هنالك ثمة انسان يقف خلف نجاحي فهي والدتي المرحومة الحاجة زينب محمود الشهيرة في قضارف الخير ببت محمود فقد ربتني واخوتي بعد وفاة الوالد، وكانت حصيلة تربيتها وكفاحها بروفيسر عمر ابراهيم كردي مؤسس جامعة القضارف وبروفيسر خالد كردي استاذ بجامعة نايف بالرياض والمربيه عفاف كردي مديرة مدارس خاصة بالخرطوم والاستاذ صلاح كردى مدير مدارس خاصة بالقضارف و الأستاذ أسامة كردى مدير اداري بمحلية القضارف و الأستاذ معاوية كردى بالرياض وبقية الاخوات وشخصي الضعيف فلها الرحمة وجزاها الله عنا كل خير .
كلمة اخيرة :
=الشكر كل الشكر لصحيفة « الصحافة » وهي تتواصل مع ابناء السودان في مختلف المواقع والبلدان وتعكس انشطتهم الامر الذي يعتبر دعماً معنوياً لهم وقياماً بواجب الصحافة تجاههم فلكم الشكر . [/JUSTIFY]
الصحافة
اصلا معظم سكان السودان اتو من خارج السودان من دول الجوار وغير الجوار عبر العصور وكونو نسيجا متجانسا رغم اختلاف السحنات واللهجات والاكلات ولذالك اللا جى يجد نفسه فى السودان وكانه فى بلده