سياسية
المهدي تحدث لدائرته الضيقة عن نوايا بفصل مبارك ومادبو.. صراع التيارات بحزب الأمة.. أين ترسو الموجة؟!
قرارات حاسمة
مصادر مقربة من رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي تحدثت لــــــ(السوداني) عن نوايا المهدي لاتخاذ قرارات حاسمة في مقبل الأيام ربما تحدث هزة عنيفة قد تحدث تداعيات كثيرة حال اتخاذها ويأتي في مقدمة تلك القرارات فصل القياديين بالحزب مبارك الفاضل ود.آدم موسى مادبو بالإضافة إلى قيامة بتجميد نشاط الأمانة العامة ومحاسبة بعض الأشخاص. وأضافت المصادر أن المهدي تحدث لأعضاء مجلس التنسيق لحزب الأمة في اجتماعه الأخير عن رغبته في اتخاذ تلك القرارات بيد أن حديث المهدي لم يجد القبول من قادة الحزب وبحسب ذات المصادر أن رئيس الهيئة المركزية والقيادي بالحزب علي قيلوب حذر المهدي من مغبة اتخاذ مثل تلك القرارات منوهاً إلى أن مثل تلك القرارات لايوجد مبرر قانوني ودستوري في دستور الحزب يسندها مما تعرضه لمساءلة قانونية.
جدلية التوجه
تيارات عدة تتجاذب حول خط الحزب السياسي وتحاول السيطرة عليه والتحكم فيه فعقب اجتماع الهيئة المركزية الأخير الذي قضى بانتخاب الأمين العام الجديد د.إبراهيم الأمين خلفاً للفريق صديق تراوحت مواقف الحزب صعوداً وهبوطاً في التعامل مع النظام من جهة والقوى السياسية الأخرى من جهة أخرى إلا أن توجه شباب الحزب في التصعيد من المواقف الداعمة لإسقاط النظام في مختلف التوجهات لاسيما وأن الكثيرين يعلقون آمالاً عريضة على الأمين العام الجديد في بناء الحزب وإحداث التغيير.. تلك الأوضاع خلقت ربكة في بيت الإمام لكن يبدو أن رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي يسعى لإحداث تغيير حقيقي في توجهات حزبه بعد أن ظل على الدوام يتحدث عن ضرورة المؤتمر الدستوري القومي الجامع للاتفاق على صيغة لحكم البلاد بمشاركة القوى المسلحة إلا أن تحركات الحزب الفعلية في الفترة الأخيرة لإقامة المؤتمر بعد أن شكلت له لجنة بقيادة د.علي حسن تاج الدين اصطدمت برفض الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) في إقامة المؤتمر مما فرض على المهدي تغيير تعامله مع النظام والتوجه بشكل مباشر لدعوة شباب حزبه ومن يسعون إلى التغيير بالاستعداد لتنظيم مليوني في كافة أنحاء السودان.
وربما تصعيد موقف المهدي والاتفاق الذي أبرمته القيادية بالحزب د.مريم الصادق المهدي مع حركة مناوي ولقاءاتها بتحالف كاودا أثارت غضب المؤتمر الوطني مما اضطر رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني د.الحاج آدم إلى عقد مؤتمر صحفي كال فيه الهجوم على الأمة. ووصف مريم بالمتمردة إلا أن المهدي تصدى له في حديث لفضائية الشروق مدللاً على أن المؤتمر نفسه وقع اتفاقاً مع مناوي واصفاً إياه بغير الناضج.
خلافات قديمة
البعض يعتبر أن حزب الأمة مايزال يريد استكشاف الأوضاع بشكل دقيق خاصة في ظل الفشل الذي صاحب خطواته السابقة منذ عودته من التجمع الوطني الديمقراطي إلى توقيع اتفاق التراضي وفي هذا يقول المحلل السياسي أسامة التجاني في حديثه لـ(السوداني) إن حزب الأمة تتصارع فيه العديد من التيارات منها من يريد أن يسقط النظام بأي ثمن ومنها من يريد التقارب والتصالح مع النظام وبين هذا وذلك تتشكل مواقف الإمام الصادق لتجمع كل هذه الموافق المتناقضة ويقول إن ذلك ينعكس بطبيعة الحال على خطابه السياسي الذي يلاحظ فيه التبيان الشديد وعدم الثبات في موقف واحد خاصة في الكيفية التي يجب أن يتم التعامل بها مع النظام مشيراً إلى أن المشهد المربك في ساحة حزب الأمة يرجع للضغوط التي تمارس من جهة القوى الداعمة للمصالحة مع النظام ويقف من ورائها المؤتمر الوطني وجهة الممانعة التي تجذب هوى الكثيرين من قاعدة الشباب والطلاب وحتى قيادات رفيعة في الحزب معتبراً أن سيولة المواقف ستستمر إذا لم يتم وضع خط سياسي متفق عليه بين الإمام وقيادة الحزب.
[email]hamdanabdalla@yahoo.co.uk[/email] تقرير: محمد حمدان
صحيفة السوداني