طبخة على نار هادئة الخرطوم وواشنطن .. أحاديث هامسة ومفاجآت قادمة..!!
فيما كشفت وزارة الخارجية في اتجاه آخر عن خطة تعدها لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة القادمة وأكدت أنها لم تيأس من إقامة علاقات جيدة مع واشنطن أو أي دولة أخرى لها عداء مع السودان، وقال وزير الخارجية علي كرتي لـ (السوداني): “مهمتنا تتركز في تحسين علاقات السودان مع كل الدول”، وأكد أن أمريكا دولة مهمة ولها أثر كبير على العالم، وأنهم إن لم يسعوا لتحييد هذا الدور الأمريكي فسيكون الأمر في غير صالحهم، وأشار الوزير إلى أن جلسات حوار عديدة دارت بينهما في أوقات مختلفة موضحاً أن زيارته الأخيرة للولايات المتحدة كانت تتعلق فقط بموضوع السودان لدى مجلس الأمن لافتاً إلى عدم وجود رفض من الجانب الأمريكي لأي لقاء إلا أن المسألة كانت تخضع لترتيبات فقط، وقال إنهم بدأوا حوارا مع القائم بالأعمال الجديد في الخرطوم والذي تعرف على الموقف بصورة عامة في السودان، واعتبر أن مشكلة المبعوثين الأمريكيين أو ممثلي أمريكا في السفارة أنهم يأتون بأفكار مختلفة عن الواقع في السودان لكنهم يتعرفون بسرعة شديدة أن المعلومات التي لديهم لا تشبه الواقع، وأضاف “فترة قليلة من الزمن تكون كافية لتحريره من كثير من المعلومات المغلوطة والتي قد تكون علقت في وسائل الإعلام أو بسبب مواقف أمريكية مسبقة”، وأشار إلى أن القائم بالأعمال راغب في الحوار وأنهم أبدوا ذات الرغبة على أن تبدأ خلال الفترة القليلة القادمة.
السودان والولايات المتحدة الأمريكية، ظلت العلاقات بينهما تتأرجح وتتقلب بتقلب الأنظمة السياسية منذ الاستقلال، فما أن تشهد استقراراً إلا وتتصاعد التوترات دون سابق إنذار، وفي العقدين الأخيرين أخذت علاقات أمريكا بحكومة الإنقاذ الحظ الأعلى من الخلاف والتصعيد، بل والقطيعة السياسية والدبلوماسية التي وصلت أعلى درجات الخلاف حينما وصمت الأولى الثانية بإيواء ودعم الإرهاب، إلا أن تلك الاتهامات بدأت تتراجع رويداً رويداً حتى الوصول إلى اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية حينها والتي بموجبها وعدت واشنطن بتقديم مساعدات ودعم للسودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومساعدته في إعفاء ديونه الخارجية، وبدت تلك الوعود تُرحل من مرحلة إلى أخرى وكان آخرها التوصل لتسوية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولكن القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم قبل أيام قال إن بلاده تريد الوصول لتفاهمات عاجلة مع الخرطوم مما فتح الباب واسعاً لذلك وبحسب معلومات (السوداني) فإن الحوار قد بدأ فعلياً بين الطرفين.
فلاش باك
تصاعد العلاقة بين الخرطوم وواشنطن بدا في العام 1997م حين قامت واشنطن بتوقيع عقوبات اقتصادية على السودان وألحقته فيما بعد بقائمة الدول الراعية للإرهاب، بجانب تنفيذ ضربة عسكرية على مصنع الشفاء للدواء في العام 1998 بدعوى إنتاجه أسلحة كيميائية لكن الحقائق فيما بعد أثبتت أن الولايات المتحدة وقعت في خطيئة إخلاقية مرة بعقوباتها الاقتصادية ومرة أخرى باستنادها على معلومات استخبارية غير دقيقة صورت لها مصنع الدواء بأنه مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية.
وقد شهد العام 1999م تطوراً نوعياً في السودان حيث أبعد زعيم المشروع الإسلامي حسن الترابي بانقلاب قادته طليعة الصف الثاني في الحركة الإسلامية، يبدو أن الإدارة الأمريكية نظرت لمنفذيه بأنهم الأقل راديكالية وتشدد بجانب أنهم أصحاب رؤية أكثر انفتاحاً تجاه العالم الخارجي، برغم ذلك لم تبدِ الإدارات الأمريكية أي توجه إيجابي تجاه السودان واستخدمت تجاهه كافة صنوف العقوبات الدبلوماسية بما في ذلك عرقلة ترشيحه لعضوية مجلس الأمن في أكتوبر من عام 2000م ما حدا بالخرطوم لدعوة واشنطن لفتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية وقد كان ذلك في العام 2001م، ومع بداية فترة رئاسة جورج بوش الابن الذي عمل على إعادة فتح سفارة واشنطن في إبريل من نفس العام، خطوة قابلتها الخرطوم برفع حظر فرضته على زيارة أي مسؤول أمريكي للسودان عقب القصف الأمريكي لمصنع الشفاء في أغسطس 1998 ما عدا الدبلوماسيين. خلال تلك الفترة شهدت العلاقات السودانية الأمريكية حراكاً متصلاً عقب تغليب الأخيرة لخيار الارتباط بالنظام والعمل على تغيير سلوكه بدلاً عن إسقاطه، وسبق لمراكز صناعة القرار الأمريكية إعلانها عن فشل سياستها العدائية تجاه الحكومة السودانية وقد تزامن ذلك الاعتراف مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شهدت ميلاد مرحلة جديدة بين البلدين لمواجهة الإرهاب.
توقيت زماني
شهدت فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر نمو علاقة غير متوازنة بين الخرطوم وواشنطن ففي الوقت الذي تقدمت فيه عملية التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب شهدت مجالات التعاون الأخرى ثباتاً في محطة (العدم). ورغم الركائز الصلبة التي شيدت بين جهاز المخابرات العامة السوداني والسي آي أيه الامريكي، إلا أن كثيراً من المراقبين بالسودان قالوا إن السودان قدم للولايات المتحدة مساعدات دون مقابل إذ ظل اسم السودان ضمن القائمة الأمريكية السوداء علاوة على سيف العقوبات، لكن مراقبين آخرين قالوا إن علاقات راسخة كانت ستشيد على ركائز العلاقات الأمنية بين الخرطوم وواشنطن، ومضوا للقول إن واحدة من أهم أسباب تخريب ذلك البناء اشتعال الحرب في دارفور التي تم توظيفها بصورة بشعة داخل مؤسسات صناعة القرار الأمريكي التي تأثرت بضغوط المنظمات والجماعات المعادية للسودان، ورغماً عن التزام السودان بتطبيق اتفاقية السلام الشامل والموافقة على إجراء الاستفتاء ومن ثم الاعتراف بنتيجته التي أفضت لانفصال الجنوب، إلا أن الوعود الأمريكية بتطبيع العلاقات ورفع كافة أنواع الحظر عادت أدراجها بانفصال الجنوب وأخذت سياسة العداء الأمريكي تطل من جديد قافزة على اعتراف المبعوث الأمريكي السابق اسكوت غرايشون الذي أشاد بماقام به السودان من وفاء بالتزاماته الدولية بجانب التقرير السنوي للكونجرس للعام 2011 الذي أشاد بتعاون الحكومة السودانية مع المخابرات الأمريكية إذ ذكر التقرير أن السودان واصل تعاونه، غير أنه مضى للقول أن وجود ثغرات لن ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبناءً على ذلك فقد جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضع السودان السنوي في تلك القائمة، وقد قابلت الخرطوم تلك الخطوة بغضب دبلوماسي كشف عنه وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات صحفية عقب تجديد وضع واسم السودان دعا فيه الولايات المتحدة بعدم التعامل مع السودان بازدواجية فيما تسرب يأس بالغ في أوساط النخبة المهتمة بمسار العلاقات مع الولايات المتحدة، ومضى البعض لممارسة ضغوطات ناعمة على المؤسسات الحكومية بإعادة النظر في كافة أشكال التعاون السوداني مع الولايات المتحدة ووضع “حصاد الهشيم” ضمن أولويات إعادة قراءة الحوار مع الولايات المتحدة وطالبوا بروح سيادية جديدة وتعليق التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب طبقاً للقاعدة الذهبية “لن أقاتل معك حتى تقاتل معي”.
لكن الخبير في العلاقات الدولية د. بهاء الدين مكاوي قال إن الحكومة السودانية بتجاربها السابقة مع الولايات المتحدة تدرك عدم وفاء الأخيرة بتعهداتها لافتاً إلى أن قرار تعليق التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة بأنه يحتاج لاستخدام الوسائل المناسبة في الوقت المناسب. وأشار مكاوي في حديثه لـ(السوداني) إلى ضرورة أن توازن الحكومة بين حقيقة أن الولايات المتحدة دولة كبيرة ومهمة تتطلب إقامة علاقات معها وأن تستخدم الوسائل المناسبة التي تقلل من مخاطر أمريكا وتعظيم مكاسبها، لافتاً إلى أن مثل ذلك القرار يتطلب حسابات دقيقة وظرفاً زمانياً، وإن أقر مكاوي بحقيقة امتلاك السودان لوسائل ضغط على الولايات المتحدة إلا أنه قال إنها يمكن أن تكون في ملف ما أو قضية بعينها دون تأثير هذا الضغط على كافة الملفات.
تقرير/عبد الباسط ادريس
صحيفة السوداني
الولايات المتحدة الامريكية بلد تحكمه المؤسسات!!! وعلاقاته الخارجيه تحكمها الخطط الاستراتيجيه التي تعدها مراكز البحوث التي تمولها المؤسسات الخاصه وفقا لمصالحها!! وتتبناها الاحزاب وبالتالي الادارات الحاكمه التي لم تخرج حتي الان عن تبادل الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري !! وغالبا ماتكون اي الخطط الاستراتيجيه لمدد زمنيه طويله كما في حاله السودان لان رأس المال المسيطر علي قمه الهرم الحاكم في هذه الامبراطوريه الضخمه هو اخطبوط ضخم واحد اسمه المصالح تمسك بزمامه اثنيه تؤمن بالسيطره علي العالم!! بمعني اخر ليس هناك مكان للعواطف في العلاقات!! وليس هناك رزق اليوم باليوم!! وليس هناك تنازلات انما تبديل للسناريوهات!! فان فشلت الخطه( أ )هناك الخطه (ب) البديله !! ومالم يتحقق بالجمله يجزا ويؤخد بالقطاعي واحده تلو الاخري !!واذا فشل المندوب او مال او تلكأ يستبدل بغيره !! لان المندوب ورئيسه يعملان ويتكلمان ويحللان ويحرمان لصالح الاستراتيجيه المرسومه بتعليمات الايدي الخيفيه.
وبما ان مصالح الشعب السوداني ومجاهديه وحكومته تتناقض جذريا مع مصالح هذا الاخطبوط الجشع الا فيما (يحافظ عليه)!! فان العض بالنواجذ اقرب الي الموقف الصحيح بدلا عن محاوله تفسير ابتسامه الليث او تحليل المندوب علي انها وديه!! كل المؤشرات تقول بان في مدي مقدرتنا واجادتنا للعب علي وتر المصالح المتقلبه بطبيعتها وهل ستكون وديه مع الغرب ام غير ذلك !! وبالمناسبه يمكن ان تشغل الكلب بعظمه ترميها له (مربعات نفطيه) !! او ترمي الفيل في حفره (اشعال الجنوب)!! او نخيف الاسد باشعال نار(الجهاد) !! وفي تقويه الصناعات الدفاعيه وتدريب المجاهدين وهزيمه المخططات خط جهاد الدفع الاخير. والله من وراء القصد…. ودنبق
لاشك بان اوباما يحتاج الي دعم للفوز في الانتخابات الرئاسيه!! ويحتاج الي اظهار مكاسب للحزب الديمقراطي في بلدان الربيع العربي بمافيها السودان الذي ازدادت اهميه دوره بتغير موازين القوي بالمنطقه!! والدور المستقبلي الذي ينتظر السودان ان يلعبه في توفير الغذاء لدول الجوار واسواق الخليج !! فمن هذه الزاويه يمكن تقيم اهميه دور السودان في المعادله وتغير موازين القوي المتوقع !!! فالسودان مهم ومهم جدا لامريكا لما يملكه من موارد اذا ماتم استغلالها ستغير الكثيرمن الموازين الحاليه وسحب البساط من تحت نفوذ اسرائيل وامريكا في المنطقه !! ولكنه لم يتلقي من اوباما او من غيره من الرؤساء السابقين غير العصا… اكرر غير العصا… اما الجزره فلا ظهور لها مطلقا بالرغم من اداتنا ورفضا للاسلوب نفسه .
وبالاختصار المفيد … نحن ننتظر من اوباما الافعال اولا… وهذه المره تحديدا قبل الاقوال!! فقد شبعنا كلاما ووعودا في الهواء !! فهناك شطب الديون!! وسحب الفرقتين التاسعه والعاشره من جنوب كردفان!! ورفع الحظر الاقتصادي والمالي!! وشطب اسم السودان من لائحه الارهاب!! ووقف النهج العدائي للحركه الشعبيه ودعم حركات الهامش!! واعاده العلاقات!! فقد تاكد له ولغيره فشل الاستراتيجيه العدائيه ضد السودان وشعبه وحكومته ورئيسه !!لقد حان وقت تقديم الجزره الخفيه التي سمعنا عنها الكثير ولم نراها ابدا!! بعدها سيجد الدعم الذي يتعشم فيه وبالقدر الذي يتطابق مع مصالحنا !! وهذا موقف في غايه المرونه والعقلانيه مع الحفاظ التام علي مواردنا ومصالحنا!! واصدقائنا حول العالم وليس هناك تقديم تعاون دون مقابل فقد ولي زمن الاستغفال.والله من وراء القصد. ودنبق
بسم الله الرحمن الرحيم
من البداية ومع قدوم المبعوث الامريكى
والضغط على حكومة الجنوب قلت لكم امريكا الان تريد
وتحاول فتح صفحة مع السودان لونها اصفر بعد معرفتها
ان بترول الجنوب ليس له طريق غير السودان …….
كل ماكان يامل به الجنوب وامريكا اصبح ثراب والحمدالله0..
الان ماتفعله جنوب السودان من بعض الاعتراضات هذه لحفظ
ماء وجهها 00
وطنــــــــــــــــــــــى
ان البراغماتية الاميركية لا تتعامل مع اشخاص او ايدلوجيات بقدر تعاملها مع الحالة الماثلة واستغلالها لمصالحها ولمصالح حلفائها ضمانة للهيمنة ، ولا يوجد في العالم نظام يقوم بمراجعة مسيرته مثل نظام الحكم في الولايات المتحدة
في حالة السودان فقد حققت الحكومة الحالية لاميركا ما تتمناه والحالة الماثلة في السودان تعتبر نموذجية لاميركا لتمرير وتحقيق مصالحها ولا اعتقد بان تغييرا قريبا سيتم في العلاقة اذ انها تستغل التناقضات والوهن والعوز والخوف المنتشر في السودان وتمارس الابتزاز وتستعمل الجزرة والعصالحكومة تخاف من الغرب ومن اميركا اكثر مما تخاف الله رب العالمين