تحقيقات وتقارير

تحليل سياسي وحدنا .. الغائبون!


ليس دينق ألور وحده من ساسة الجنوب الذي يصاهر الإثيوبيين .. فالرئيس سالفاكير هو الآخر يصاهر الإثيوبيين عبر كريمته.. ولكن الأهم من هذا وذاك أن سفير جنوب السودان لدى دولة إثيوبيا يصاهر الإثيوبيين هو الآخر.. بل إن في بيته خمسة أبناء تجري في عروقهم الدماء الإثيوبية عبر أمهم السيدة حرم السفير.. ثم صف طويل من مسئولي جنوب السودان يحذون حذو اولئك.. ثم صف أطول منه من المستثمرين الإثيوبيين ينشط في مدن الجنوب.. ثم صفوف أطول من كل ما سبق يتنوع الواقفون فيها (ذكورا وإناثا) من سائقي شاحنات الى سائقي حافلات الى عاملين في المطاعم والمقاهي و(البارات).. يمتهنون كل شيء في مختلف مدن الجنوب..!
إذن.. هذا هو مشهد العلاقة بين اديس ابابا وجوبا عشية وفاة رجل اثيوبيا القوي ملس زناوي وما تلته من أيام.. فأين الخرطوم..؟ العنوان العريض يمكن أن يكون غيابا شبه كامل عن المشهد الحزين الذي لف العاصمة الإثيوبية طوال الأيام الماضية.. حتى سفارة السودان بدت شبه خالية.. فجل الدبلوماسيين فى إجازة وعلى رأسهم سعادة السفير.. الذي استكثر قطع إجازته بعد الإعلان عن وفاة ملس زناوي.. رغم أهمية العاصمة بالنسبة للسودان.. كيف لا وهي تحتضن مفاوضات مهمة تعلق على نتائجها البلاد آمالا عريضة.. ثم كيف لا والذي مات.. أي ملس زناوي.. كان وحده الممسك بملف السودان بنفسه.. ثم أخيراً.. كيف لا يقطع فخامة السفير إجازته وهو يعلم أن ملس كان آخر الحرس القديم في حكومة اثيوبيا.. أي بمعنى آخر.. آخر الذين تربطهم صلات وطيدة بالسودان.. مما يعني أن جهدا خارقا كان ولايزال في انتظار الخرطوم لتعويض خسارة ملس زناوى إن جاز التعبير..!
ليس هذا فحسب… الواقع أن السودان هو الدولة الوحيدة التي غابت عن أهم اسبوع في إثيوبيا.. فإذا كان الشعب الإثيوبي قد قضى الأسبوع المنصرم في إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل ملس زناوي.. فإن السلك الدبلوماسي في اديس ابابا قد قضى ذاك الأسبوع في التحليل والتشريح والتأويل وتبادل المعلومات والتداول حول مستقبل إثيوبيا.. ولا شك أن كل دولة كانت تبحث عن موقعها في خارطة إثيوبيا الجديدة التي تتشكل الآن في خضم تضاريس لا تقل عمقا وظلمة عن الأخدود العظيم.. وحدنا نحن الغائبون..!

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. العلائق بين الدول ينبغي أن تبنى على المصالح المشتركة والمتشابكة / لاسيما مع الجارة أثيوبيا / وليس على الأفراد وقمة الهرم السياسي أو العواطف فقط , ونحن في السودان للأسف يبنى عندنا كل شيء على الأفراد والقادة والعواطف فأحزابنا مثلاً يقودها أفراد حتى لا يكاد يعرف الحزب إلا برئيسه الدائم , فالذي يذكر حزب الأمة يتذكر الصادق , والاتحادي = الميرغني , والشيوعي = نقد ( أنا لا أتذكر اسم الزعيم الجديد للحزب , خليفة نقد )والوطني = البشير أونافع , وأظن ظناً قوياً أنه بغياب أي أحد من هؤلاء سينسى الناس اسم الزعيم الجديد أو حتى الحزب بحاله وقد يتفرق الحزب أيدي سبأ, إذا كانت مصالحنا مع أثيوبيا كبيرة ومتشابكة ويستفيدون منا ونحن نستفيد منهم بحيث لا تتأثر هذه الفائدة بسبب فرد فإن الناس ينسون الفرد ويستديمون هذه العلاقة ويعظمون الفائدة والمصلحة وتزداد الوشائج ولن ينال الأفراد الزائلون إلا وقفة قليلة ثم يستمر الأمر كما كان من تكامل المصالح , إذ ليست هناك صداقة دائمة أو استراتيجية بل هناك مصلحة دائمة , كما يقولون ,

  2. والله يا صحيفة السوداني لم يبق للسودان إلا أن يرحل جثمان ملس ويدفنه في السودان حتى ترتاحوا والتأبين الذي عملته الخرطوم لم يحدث لا في الجنوب ولا في أديس ذاتها // بس أنتو لا بعجبكم العجب ولا الصيام في رجب// والبدوروه بتوصلوه الزلط والبتابوه تدوه النمرة غلط//

  3. للاسف نحن عندنا صحفيين يبحثون عن المصائب فقط بدل ماتمدح تزم يا أخي اصلح اصلح الله شأننا وشأنك والمسلمين