جرائم وحوادث
بالرغم من الحكم الصادر لصالح المريضة تغريد إلا أن أسرتها تعاني
ووسط ذلك الزحام استطاعت أسرة المريضة تغريد عوض يوسف وضع قضيتها الخاصة بنسيان طبيب مستشفي عطبرة قطعة شاش في بطنها أكثر من شهر ..لجاؤا على خلفيته إلى محكمة عطبرة التي أصدر قاضيها حكمة القاضي بادانة الطبيب والمحضرة . الأول شهرين والثاني شهر وتعويض مالي قيمته 46.700 ألف جنيه .
الطبيب المعالج أخل بواجبه المهني
كانت الأمور تبدو طبيعية في مدينة عطبرة .. حتى بدأت المريضة تغريد عوض يوسف تشعر بألم حاد جداً بعد ان أجرى لها طبيب مستشفي عطبرة عملية جراحية حدث بعدها خطأ نسيان قطعة شاش في بطنها .. ففي هذا السياق قال عميد الأسرة سيد هارون لـ (الدار) : صلتي بتغريد أنني جدها والد أمها . بدأت تداعيات هذه القضية حينما حبلت ابنتنا بمولودتها وظلت تتابع مع الطبيب المختص بمدينة عطبرة في عيادته الخاصة إلى أن وصلت إلى مرحلة الإنجاب .. الذي أصبح وفقه الطبيب يحدد لها يوماً تلو الآخر إلى أن أزفت ساعة الصفر .. التي دخلت على إثرها مستشفي مدينة عطبرة الذي حدد من خلاله اجراء عملية جراحية .. وأما ان انتهي منها إلا وبقيت ثلاث أيام في الانتظار ..ثم قرر لها مغادرة المستشفي ومنذ تلك اللحظة وهي كانت تتألم ألماً شديداً وتقول لنا : أشعر بأن بطني مشدودة .. بعد فترة من المعاناة عادت إلى الطبيب المعالج الذي أكد أنها بحالة صحية جيدة ورغماً عن هذه الطمينات إلا أن الألم لم يبرح مكانه قيد أنمله .. بل أصبحت المضاعفات تسبب لها إشكاليات كبيرة ..ونحن لم نكن ندري أن السبب الرئيسي يكمن في قطعة الشاش المنسية داخل بطنها .. ومن هنا استطعنا أن نثبت للقاضي أن هذا الطبيب أخل بواجبه المهني الذي لم يبذل فيه العناية اللازمة لاكتشاف الاسباب التي قادت المريضة تغريد للشكوى من ذلك الألم الذي ظل مرافقاً لها بعد اجرائه للعملية الجراحية.
إدخال (تغريد ) غرفة العمليات الجراحية
حينها احاطت الأسرة الشاكية الجهات القانونية المختصة بكل كبيرة وصغيرة تعرضت لها المريضة من اهمال طبي دون مبالاة أو عدم احتراز .. هكذا شرحت الوضعية التي كانت عليها ابنتهم ، ثم واصل عميد الأسرة سيد هارون كشف خفايا واسرار هذه القضية المثيرة جدلاً قائلاً: قطعة الشاشة هذه يستخدمها الطبيب لعزل المصارين عن منطقة إجراء العملية الجراحية . وبالتالي اتضع أن الطبيب المعالج لم يبذل العناية المطلوبة لمعرفة أين يكمن الخطأ الطبي الذي وقع فيه . فالتأكيد ما يحدث في مدينة عطبرة يحتاج إلى انقاذ عاجل يوقف مد هذه الأخطاء الفادحة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. وما قصة (تغريد) التي نسوا داخل بطنها قطعة شاش طبي في مستشفي عطبرة .. الأمر الذي أدى إلى تدهور حالتها الصحية لتطور هذه الحالة إلى ان تفقد مسار استخراج الفضلات وبالتالي اعتبر ما تعرضت له ابنتنا (تغريد) حالة ربما تحدث مع آخرين ..ولكن قدرها أن قرر لها هذا الطبيب أن تتم ولادتها بواسطة اجراء عملية قيصرية .. ولكن حالتها ساءت يوماً تلو الآخر، خاصة وأن الطبيب كان يبسط من شكواها إلى أن قمنا باسعافها إلى مستشفي عطبرة ..وعندما وجدنا الاهمال .. قررنا نقلها إلى مستشفيات الخرطوم .. وفي الطريق عرجنا بها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي .. على أمل أن يتم انقاذها من الحالة المذرية التي وصلت إليها.. وهناك ادخلت إلى غرفة العمليات الجراحية على جناح السرعة.. فما كان من الأطباء هناك إلا وأن اجروا اللازم معها إلى ان استقرت حالتها .. ونحن عبركم نزجي اسمي آيات الشكر لاطباء وممرضي مستشي المك نمر بمدينة شندي على المجهود الخارق الذي بذوله في الحالة التي وضعناها امامهم.
هذه هي المفاجأة المذهلة والمحزنة
المثير حقاً في هذه القصة .. هو ما يذهب إليه عميد اسرة (تغريد) الذي قال : هل تصدق أن الطبيب المعالج لهذه الحالة رفض الاستجابة للنداءات التي اطلقناها بعد دقائق من ادخالنا لابنتنا مستشفي عطبرة وذلك بحجة أنه في عطلة العيد .. فما كان امامنا إلا البحث عن الحلول الناجزة لوضع حداً لمعاناة (تغريد) .. وكما اسلفت قبلاً . فاسعفناها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي ..فتم ادخلها على جناح السرعة لغرفة العمليات الجراحية .. بعد أن أجرى لها الأطباء فحوصات معملية مكثفة وبالإنتهاء من العملية الجراحية كانت المفاجأة المذهلة والمحزنة المتمثلة في ان الاطباء بذلك المستشفي استخرجوا من بطن (تغريد) قطعة شاش وهذا غيض من فيض فما هي الكارثة التي يمكن ان تتدخل اثرها حكومة ولاية نهر النيل الملقي على عاتقها مسؤولية مواطن الولاية صحيا
استخدام البندول لم يزيل الألم
وتتناقل مجالس المدينة بولاية نهر النيل قصة سائق الركشة الذي تحول بقدرة قادر الى كادر طبي يمارس المهنة من داخل مستشفي عطبرة لفترة زمنية طويلة دون ان يسأله احد ضف الى ذلك وفاة 6 اطفال حديثي الولادة والى اخره من السلبيات الراسخة في الاذهان.
ومن هنا يستأنف سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد) سرد قصة الخطأ الطبي المخيف والمرعب الذي وقع فيه طبيب مستشفي عطبرة قائلا: هل تصدق ان الطبيب المعالج للحالة الصحية موضوع هذا السيناريو الاغرب للخيال طلب منها ان تعود الى منزلها على ان تعاوده فيما بعد ناسيا أو متناسيا انها تشكو من ألم حاد داخل بطنها اذ لم يكلف نفسه بعمل فحوصات معملية وصور مقطعية لمعرفة اسباب هذا الألم الذي لا يحتمل التخمين او الاستنتاجات الظاهرية المهم ان (تغريد) بعد مرور شهر تقريبا توجهت مباشرة الى عيادة طبيب مستشفي عطبرة وعندما دلفت اليه في عيادته قال لها بالحرف الواحد: (مافي حاجة) في حين انها كانت تعاني من الحمي وعدم الأكل فقال لها هذه الحالة بسيطة وبما انه الطبيب المعالج عادت ادراجها دون ان تصل الى نتيجة ثم عاودت الكرة مرة أخري وايضا قال لها الطبيب المعالج ان حالتها بسيطة فقط عليها تناول حبة بندول وهي مسكينة صدقته واستخدمت البندول ولكن ماهي النتيجة؟ بلاشك الحالة كما هي لا بل ازدادت سوءا
انتظار الطبيب ثلاث أيام بالمستشفي
ماهذا الذي يحدث في مدينة عطبرة؟ قال سيد هارون عميد اسرة المريضة (تغريد): وصادف معاناة ابنتنا عطلة عيد الاضحي المبارك وفي ثالث أيامه جاءت الينا والدتها وهي في حالة صعبة جدا لتؤكد لنا بان (تغريد) تعاني معاناة شديدة من الألم الذي تشكو منه في بطنها الأمر الذي حدا بنا الركض سريعا الى منزل والدها بمنطقة كنور شمال مدينة عطبرة وعند معاينتنا إليها وجدنا ان بطنها حدث فيها ثقب يخرج سائل شفيف (خراجة) ذو رائحة كريهة اجرينا لها اسعافات اولية ثم حملناها سريعا الى حوادث مستشفي عطبرة حيث قاموا بعملية النظافة وحينما انتهوا من هذه المرحلة تم ادخالها الى عنبر المستشفي الذي أجري اتصالا هاتفيا بالطبيب المعالج لحالة المريضة (تغريد) فجاء الرد من الطرف الاخر ان تنتظره وهي في تلك الحالة الصعبة جدا وعندما تأخر عاودوا الاتصال به مرة أخري فلم يرد هو انما رد من ينوب عنه ولم يأت الى ان انتهت الاجازة.
ومازلنا في انتظار طبيب عطبرة
المواطنون في مدينة عطبرة فقدوا الثقة في اطباء مستشفي عطبرة التعليمي واصبحوا يفضلون الذهاب الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي او المستشقيات بولاية الخرطوم والميسور الحال منهم يشد الرحال الى خارج البلاد لأنهم لا يتلقون خدمة علاجية خالية من الاخطاء الطبية ويدللون على ذلك بالكثير من الأمثلة كالذي حدث في حالات مرضية لا حصر لها ولا عد.
فهذا هو حال مستشفي عطبرة الذي ظلت فيه المريضة (تغريد) تحت رحمة الله سبحانه وتعالي اولا واخيرا واردف سيد هارون عميد الأسرة قائلا: وانقضت الثلاث أيام من عطلة عيد الاضحي المبارك دون ان يتكرم الطبيب بالوصول الى المستشفي ومع هذا وذاك كنا في حالة ترقب وانتظار ممزوجتين بالخوف والقلق الشديدين على حالة ابنتنا التي كانت في تصاعد مطرد من السوء اما الاطباء الذين وجدناهم يعملون في عطلة العيد قالوا لنا: ان المريضة خاصة بالطبيب الذي تابع حالتها الصحية منذ البداية خاصة وانه هو الذي أجري لها العملية القيصرية.
استخراج قطعة الشاش بمستشفي شندي
واضاف سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد): وبعد مرور ثلاث أيام بالتمام والكمال جاء الطبيب المشرف على الحالة وعندما تحدثنا اليه رد علينا باستفزاز شديد قائلا: لماذا اتصلتم بي؟ المهم اننا تجاوزنا كل الذي حدث في الايام الفائتة ووضعنا بين يديه نتائج الفحوصات المعملية لم يعرف النتيجة لأنها كانت مكتوبة باللغة الانجليزية فقال: لأبد من ان يتم تعريبها للغة العربية ولم نكن نتخيل ان الطب في بلادنا وصل الى هذه المرحلة ولأننا كنا في حاجة لاستشفاء ابنتنا (تغريد) فقمنا بتنفيذ ما يرغب فيه بواسطة الجهة التي منحتنا النتيجة وما ان أعدناها اليه إلا وقال لنا: سوف أجري لها العملية الجراحية غدا وهي لم تكن تحتمل ان تصبر على الألم الي اليوم الذي حدده لذلك احضرنا عربة اسعفناها بها الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي الذي استقبلنا فيها استقبالا يستحق منا تكرار الشكر والاشادة مثني وثلاث ورباع فشكرا نبيلا للكادر الطبي هناك حيث انهم ادخلوها غرفة العمليات الجراحية في نفس اليوم الذي وصلنا فيه وكان ان استخرجوا من بطنها قطعة الشاش التي قال لنا حولها الطبيب الذي أجري العملية الجراحية نحن وجدنا في بطنها قطعة الشاش هذه ولكنني ارجو منكم عدم تصعيد هذه القضية مراعاة للزمالة عموما وضعوا لنا قطعة الشاش في اناء حافظ لها
المدير الطبي يصر على شكوي الطبيب
ويستأنف سيد هارون الرواية المؤثرة جدا قائلا: لقد تضررت المريضة (تغريد) من طبيب مستشفي عطبرة وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الاهمال الذي لاقته من اطباء مستشفي عطبرة التعليمي حيث انها حرمت من المتابعة وبالمقابل حملنا قطعة الشاش وعدنا بها الى المدير الطبي لمستشفي عطبرة الذي وضحنا له كل الملابسات التي اوصلت ابنتنا لهذه المرحلة الحرجة جدا للدرجة التي استدعتنا اسعافها الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي ونحن الان نضع على منضدتك هذه القضية بكل تفاصيلها على اساس ان لا يتكرر هذا الخطأ الطبي مجددا في هذا المستشفي العريق ونحن لا نود ان نتخذ اي اجراء قانوني ولكننا أردنا وضعكم في الصورة حتي لا تحدث هذه العملية مع مريض آخر لا تكون لديه امكانية اسعاف مريضه الى اي مستشفي اخر فكان رد المدير الطبي لمستشفي عطبرة التعليمي على النحو التالي:-
(أبداً هذه القضية لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عليها) وعلى ضوء ذلك أحضر لنا العاملات معه في المكتب ورقة وقلم وفتح لنا مكتب خالي وطلب منا كتابة شكوي بما حدث مع ابنتنا (تغريد) وبالفعل قمنا بهذه الخطوة ومن ثم سلمناه الشكوي وقطعة الشاش المحفوظة في اناء زجاجي بدوره سلمنا وصل بذلك.
الطبيب المشرف على حالتها الصحية
البحث عن الحقوق في قضايا الاخطاء الطبية اصبح قضية اساسية لدي المرضي بصورة عامة ومدينة عطبرة بصورة خاصة فالذي حدث للمريضة تغريد عوض يوسف يعد كارثة فاقت كل الكوارث التي شهدها مستشفي عطبرة التعليمي لان الطبيب والطبيبة ارتكبا خطأ فادحا بعد ان أجريا لها عملية جراحية قيصرية لتنجب مولودها الأول ولكنهما نسيا داخل بطنها قطعة شاش طبي مما ادي الى تدهور حالتها الصحية الأمر الذي قاد اسرتها الى ان تدق ناقوس الخطر رغما عن الحكم الصادر لصالحها من طرف محكمة عطبرة.
وشن سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد) هجوما كاسحا على الطبيب والطبيبة بمستشفي عطبرة التعليمي الذي تتناقل اخباره السالبة مجالس المدينة هناك من واقع بعض القصص الاليمة التي تعرض لها بعض المرضي الذين اصبحوا يخافون على أنفسم من هذا الخطر المحدق بهم من كل جانب الجميع يتحاشي تلقي العلاج بهذا المستشفي المصطبغ ببعض الاخطاء الطبية التي تبعث على القشعريرة الشيء الذي افقد المواطنين الثقة في الطبيب كالذي حدث بالضبط في حالة المريضة (تغريد) فلم تتصور هي أو أسرتها أن تكون العملية الجراحية القيصرية السبب الرئيسي في كل المعاناة التي كانت تعانيها اكثر من شهر تشكو من الألم الحاد في بطنها ولكن لا حياة لمن تنادي فكلما ذهبت الى الطبيب يبسط لها الحالة هكذا الى ان تسبب لها في شرخ نفسي عميق وهي تتساءل من تصدق نفسها أم الطبيب المشرف على حالتها الصحية؟؟
البلاغ الجنائي بشرطة عطبرة
ويستأنف سيد هارون قصة (تغريد) قائلا: وما ان استلم المدير الطبي لمستشفي عطبرة التعليمي شكوانا المتعلقة بنسيان الطبيب والطبيبة قطعة شاش طبي داخل بطن ابنتنا تغريد عوض يوسف وذلك بعد اجراء عملية جراحية قيصرية بالمستشفي وبالتالي اعطانا وصل باستلام الشكوي وقطعة الشاش المستخرجة من بطنها بواسطة اطباء مستشفي المك نمر بمدينة شندي وبدوره رفع الشكوي الى وزارة الصحة بولاية نهر النيل فبدأت بعض الوساطات لسحب هذه الشكوي مقابل ان يدفع نتيجة هذا الخطاء الطبي (15) الف جنيه فما كان من ابنائنا الذين يعملون معه في نفس الحقل الطبي الاستجابة التي كتبوا في اطارها طلب لسحب الشكوي والي تلك اللحظة لم اكن اعلم بهذه التطورات وعندما علمت بها ذهبت الى وزارة الصحة بالولاية فوجدتها تعقد مؤتمرا طبيا ذكرت فيه الحالة التي نسرد قصتها في هذه المساحة المهم اننا تركنا هذا الطريق الاداري وسلكنا طريق القضاء بعد ان رفعنا عريضة دعوي قضائية بهذه الملابسات التي قابلنا فيها السلطة القانونية المختصة بمدينة عطبرة التي دونت لنا بلاغا جنائيا بشرطة عطبرة وتم التحري معنا شهودا على هذه الواقعة وهي اوكلت والدها عوض يوسف لكي ينوب عنها في كافة درجات التقاضي.
إعادة مصران المريضة الى المستقيم
وبعد الانتهاء من مرحلة تحري الشرطة تم تحويل القضية الى محكمة عطبرة في حين ان المريضة تغريد لم تكن تمتلك القدرة على الحركة لانه استخرج لها مصرانها من داخل الجسد الى خارجه حتي تستطيع اخراج الفضلات بعد إجراء العملية الجراحية الخاصة بقطعة الشاش الطبي المنسي داخل بطنها حيث انها فقدت المسار الطبيعي لجهاز الاخراج و ظلت على هذا النحو ثلاثة اشهر تقريبا.
والمثير جدا في هذا الخطأ الطبي ان المريضة (تغريد) اجريت لها ثلاث عمليات جراحية نسبة الى ان قطعة الشاش الطبي نتج عنها حدوث (خراجة) وهذه الخراجة اثرت على المصارين التي كانت تستقبل السائل الشفاف الناجم عن هذه العملية فما كان امام الاطباء الا ان يجروا عملية جراحية لاستئصال جزء من المصران ثم عادوا مرة اخري واستئصلوا المصران نهائيا من (المستقيم) ليصب في خارج مساره الطبيعي وظلت على هذه الحالة ثلاث اشهر متصلة دون انقطاع
وما ان انقضت هذه الفترة الزمنية الا وتمت اعادة المصران الى (المستقيم) وهي اي (تغريد) تعبت جدا لان هذه العملية كانت في غاية الصعوبة.
القصة أقرب الى الخيال
ومازال الحديث للعم سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد) الذي واصل سرد القصة بكل شفافية ودونما مواربة حيث قال: وما ان انتهي الأطباء من إجراء العملية الجراحية الا ودخلت هي في حالة نفسية سيئة جدا وكنا نحن في تلك الاثناء نخفف عنها المصاب اذ انها ظلت تنظف في الجرح شهرا كاملا الى ان اندمل تماما ورغما عن شفائها من الألم والجرح الا انها حرمت من الانجاب كما ان طفلتها المولودة لم تتناول لبن أمها لان قطعة الشاش الطبي الموجودة داخل بطنها كانت تقف عائقا امام وظائف الجسم وبالتالي لم تكن تتناول وجباتها الثلاث بصورة طبيعية ماحدا بنا تربية مولودتها بلبن الاغنام فهو معروف عنه الامتياز في الغذاء ضف الى ذلك ان الاطباء بمستشفي المك نمر بمدينة شندي منعوها من ان ترضع صغيرتها من ثديها وذلك خوفا عليها من السميات الكبيرة التي اقتحمت جسدها في الفترة الزمنية السابقة لهذه الفترة الزمنية التي نروي فيها هذه القصة الأقرب الى الخيال وهي قصة لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يجود بها خيال اعظم روائي لأنها تحمل بين طياتها سيناريوهات لا تخطر بالبال
المحكمة تستمع لكل أطراف القضية
ويسترسل سيد هارون قائلاً :
عموماً حولت القضية من شرطة عطبرة إلى المحكمة التي بدأت تنظر فيها بالاستماع لأخصائي الولادة بمحكمة عطبرة انه قالوا: إن لبن الام مصدره المخ . فهل يستوى الظل والعود اعوج؟ الإجابة في غاية البساطة لا وألف لا .
ومن هنا لابد لنا من الإشادة بالقضاء السوداني ممثل في محكمة عطبرة برئاسة مولانا زهير بابكر .. الذي صبر على هذه القضية منذ بداية العام الماضي وإلى أن حكمها في هذا العام لصالح المريضة تغريد عوض يوسف من أن هذه القضية استمرت لمدة عام كامل .. وفي اليوم الذي نطق فيه قاضي المحكمة حكمه .. تلى حيثيات القضية بعد ان قدم ممثلي الاتهام والدفاع مرافعاتهما الختامية . كما أن المحكمة استمعت إلى عدد من الشهود الذين تربطهم صلة بهذا الخطأ الطبي الذي ارتكبه طبيب وطبيبة مستشفي عطبرة التعليمي في حق المريضة تغريد عوض يوسف.. ومع هذا وذاك كانت المحكمة واضحة وضوح الشمس في حيثيات إدانة المتهمين .. وبالمقابل جاء حكمها عادلاً وأن كنا نتوقع ان يكون رادعاً أكثر من ذلك .. خاصة من ناحية إيداع المدانين خلف القضبان .. وسحب رخصتيهما حتى لا يزاولا مهنة ملائكة الرحمة في المستقبل لأنهما بهذا الخطأ الطبي لا يستحقان ان يكونا طبيبان ولذلك طالبنا بتعويض مالي 150 ألف جنيه .. بينما قضت المحكمة بتغريمهما 46.700 ألف جنيه .. الطبيب المعالج لحالة (تغريد) نصيبه منها 28.700 ألف جنيه والطبيبة المحضرة للعملية الجراحية القيصرية 18 ألف جنيه . .فيما حكم المدان الأول بشهرين سجن استبدال له بـ (1000) جنيه بينما حكم المدانة الثانية بشهر سجن استبدل لها بـ (500) جنيه.
فتح البطن واستخراج المولود
ويستطرد : طبعاً الطبيبة المحضرة للعملية الجراحية القيصرية للمريضة(تغريد) تقع عليها مسؤولية نسيان قطعة الشاش الطبي داخل البطن بعد استخراج المولد الأول لها .. فهي المعنية بالعملية الحسابية للشاش الطبي قبل وبعد العملية الجراحية القيصرية.
وأضاف سيد هارون : لم يكن هدفنا من الاستمرارية في هذه القضية هو التعويض المادي بقدر ما أننا نرغب في إيصال فكرة أن حقوق المريض على الطبيب المتضرر منه .. في الإمكان استردادها عبر السلطات القانونية .طالما صبرنا على الإجراءات التي تصب رأساً في هذا الاتجاه .. لأن هدفنا الأساسي تبصير عامة الناس بأن هذه القضية فيها عظة وعبرة لمن لا يتعظ أو يعتبر .. إلى جنب أنها توضح ان الحقوق لا تضيع .. طالما أنه يقف وراءها مطالب في ظل أخطاء ممارسة المهنة ..وبما أن هذه الممارسة يتضرر منها المريض .. يجب أن يعرف أنه صاحب حق في التعويض الذي أكدته محكمة عطبرة من خلال قضية تغريد التي ثبت فيها إهمال الطبيب المعالج والطبيبة محضرة العملية .
الطبيب والطبيبة مؤتمنان على الإنسان
ويشير سيد هارون إلى أن مدينة عطبرة تعيش مأساة يجب أن يوضع لها حداً .. ثم قال : الخدمة الطبية في هذه المدينة تضيف عبء إضافي على مواطنها المغلوب على أمره .. لذلك لابد من ضرورة حمايته من الأخطاء الطبية ولا تأتي هذه الحماية إلا بسن القوانين الرادعة التي تتغلب بها على المصلحة الخاصة ، وتلك الرؤية الثاقبة هي التي يجب أن تشرع وفقها القوانين التي تحمي المواطن من اجل المصلحة العامة لهذا الوطن ولان الطبيب أو الطبيبة مؤتمنان على صحة الإنسان وعلى أسرار المرض وأعراض الناس .. لذلك تعتبر مهنة الطب من اشرف المهن وأنبلها .. لذا نناشد وزارة الصحة الالتفات إلى المرافق الصحية بمدينة عطبرة التي تعاني ما تعاني .. خاصة وأنه نادراً ما تنجب الزوجة في هذا الزمن طبيعياً.
الانتظار بمستشفي عطبرة التعليمي
وفي ذات السياق قال الدكتور منتصر سيد هارون خال المريضة (تغريد) : نحن مجرد ما بدأنا اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطبيب والطبيبة اللذين اجريا العملية الجراحية القيصرية بمستشفي عطبرة التعليمي .. كانت هذه المريضة تبلغ من العمر (21 عاماً) . أي مر على ذلك التاريخ عامين وخلال هذين العامين كنا مرافقين لها منذ اللحظة التي شعرت فيها بالألم الذي أوصلها إلى مرحلة متأخرة جداً. هو في النهاية خطأ ..ولكن بعد وقوع الخطأ كان هنالك إهمال .. لأننا كنا نتصل بالطبيب المعني اتصالات مباشرة بواسطة زملائي الذي عملت معهم في مستشفي امبده بولاية الخرطوم ..على أساس أن المريضة قريبة طبيب زميل لهم .. أضف إلى ذلك أنها اصلاً مريضته .. مع العلم أنه لا يقبل أن يتدخل طبيب آخر في الحالة المشرف عليها .. وهذا لم يحدث مع تغريد التي ظلت في انتظار وصوله إلى مستشفي عطبرة ثلاث أيام متتالية.. وعندما حضر في اليوم الرابع . كنت أنا قد عملت لها بطريقتي الخاصة موجات صوتية وكل الفحوصات المعملية حتى يأتي هو ويجري لها عملية استكشافية من اليوم الأول الذي دخلت فيه المستشفي على العموم حاول ينفذ ما قمنا به مسبقاً ألا أنه لم يستطع التعرف على بعض الأشياء الظاهرة في نتيجة الفحص لأنها كانت مكتوبة باللغة الإنجليزية .. فما كان منها إلا أن وضعناها مرة أخرى على منضدة أخصائي الموجات الصوتية لكي يقوم بتعريبها إلى اللغة العربية . وبعد أن عربها أعدناها إلى الطبيب المعالج .. فحاول تأكيد كلامه الأول . الذي قال فيه إن المريضة تغريد ليس لديها مشكلة حتى تصل هذه المرحلة.
مستشفي المك نمر بمدينة شندي
ويقول الدكتور منتصر : وعندما وجدت حديث هذا الطبيب يمضي في المسار الخطأ . إذ أنه شخص حالة (تغريد) باعتبار أنه يوجد دم فاسد وبالتالي وجدت هذا الشخيص منافي لما ظهر في الموجات الصوتية التي أكدت أنه يوجد (ماس) .. وهذا الماس عبارة عن كتلة من شيء ما .. ربما يكون مقص او قطعة شاش طبي .. الأمر الذي جعلني أخذ المريضة من داخل مستشفي عطبرة التعليمي بعلمه وعلم الأخصائي الذي ينوب عنه .. إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي التي قام فيها الأطباء بالواجب على أكمل وجه لأننا مجرد ما دخلنا قسم الحوادث والطوارئ بدأنا في الإجراءات من البداية ..ولكن ما أن تم تحويل المريضة إلى داخل مستشفي المك نمر . فوراً جهزوا غرفة العمليات الجراحية لأن العملية عاجلة جداً وكان يفترض أن تجري في مستشفي عطبرة التعليمي قبل أربع أيام من تاريخ دخولنا مستشفي المك نمر بمدينة شندي .. المهم أن العملية أجريت لها .. بينما حدثت أشياء أخرى أدت إلى أن تتكرر العمليات الجراحية أكثر من مرة إلى أن عمل لها الإخراج في غير المسار الطبيعي.
الخرطوم : سراج النعيم