عالمية

سكان جدة يحفرون آباراً “بدائية” لتعويض شح المياه

أدى شح المياه في بعض أحياء مدينة جدة، إلى عودة ظواهر قديمة في المشهد السكاني، حيث عمد بعض السكان إلى تعويض انقطاع المياه المتكرر، عبر حفر آبار ارتوازية بدائية، داخل العمائر السكنية، بدلاً من الاعتماد على صهاريج المياه والتي تأخذ وقتاً في جلبها، إضافة إلى تكلفتها المادية المتزايدة.

وأشار الأهالي إلى أن حفر هذه الآبار ساهم في إضفاء جو من الاطمئنان والراحة لسكان أحياء جنوب ووسط جدة، والتي تعتبر من أكثر الأحياء المتضررة، حيث لا تصلهم المياه إلا في فترات متقطعة، وذلك بحسب جدول توزيع المياه المبرمج من محطة تحلية المياه التي يستفيد منها أكثر من ثلاثة ملايين قاطن في المدينة المطلة على البحر الأحمر.
مشكلة إنسانية

وقال مفلح الغامدي، أحد سكان حي الكندرة، إن أهالي جدة سئموا من مشكلة انقطاع المياه التي باتت مشكلة إنسانية تؤرق الجميع، وهو الواقع الذي دفع بعض السكان إلى حفر الآبار وتوصيلها بخزان المياه، بهدف التخفيف من الأزمة.

وقال لـ”العربية.نت” أن بعض السكان حالفهم الحظ في تدفق الماء عند حفرهم للبئر، فيما لم يحالف الحظ آخرين بسبب طبيعة الأرض وندرة مياهها الجوفية.

وبين الغامدي أن تجربة حفر الآبار، بدأت في الأماكن التي تحتاج إلى استهلاك كثيف للمياه كالمساجد وغيرها، لكنها سرعان ما انتشرت في العمائر السكنية بعد نجاحها في مواجهة انقطاع المياه، لا سيما أن مذاق المياه يشابه تلك القادمة من محطات التحلية، مضيفاً أن المدة الزمنية التي يستغرقها حفر البئر قد تتراوح بين اليومين والثلاثة أيام، أما تكلفتها فقد تصل إلى 6000 ريال سعودي، وذلك حسب قسوة الأرض ورطوبتها.
حلول هندسية لأزمة المياه

من جهته، قال الاستشاري الهندسي، عضو الهيئة السعودية للمهندسين، الدكتور نبيل عباس، إن أغلب العمائر الحديثة روعي في تشييدها حلول هندسية لأزمة المياه، وذلك عبر تصميم خزانات بسعات كبيرة لها القدرة على استيعاب وتخزين أكبر قدر ممكن من المياه القادمة من شركة التحلية، ما يقلل الاحتياج لصهاريج المياه.
وقال إن المباني القديمة تتضمن في أغلبها طوابق متعددة في مقابل خزانات صغيرة، وهو ما جعلها تستعين بالصهاريج بشكل متكرر أو حفر الآبار كحل جذري.
حوادث خطيرة

كما نبه الدكتور نبيل عباس إلى إشكالية تفاقم ظاهرة حفر الآبار في العمائر السكنية، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى حوادث انهيار، لا سيما أن طريقة الحفر البدائية قد تعرض قواعد ودعامات البناء إلى الخلل، لأن الحفارين قد لا يملكون الخبرة الكافية بطريقة الحفر السليمة. كما أن الحفر في العمق قد يصادف توصيلات كهربائية أرضية، ما قد يتسبب في نشوب حوادث خطيرة لا سمح الله.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، تعتبر أول مدينة عربية تعتمد على تحلية مياه البحر لتأمين حاجتها من المياه، حيث تمثل المياه المحلاّة كامل إمدادات الماء المستخدمة في أحياء المدينة، وخلال السنوات الخمس الأخيرة تعثر تدفق المياه بشكل مستمر، نظراً للنمو السكاني وزيادة التوسع الحضري والتصنيع واستنزاف المصادر غير المتجددة.

العربية نت

‫2 تعليقات

  1. [I][B][SIZE=5][FONT=Times New Roman]سبحان الله , دولة تنتج 13 مليون برميل في اليوم وبها شح في مياه

    الشرب ؟؟؟ هل يستطيع احد فيكم ان يعطيني حساب دقيق كم تساوي قيمة

    ال 13 مليون برميل في اليوم بحساب السعر العالمي ؟؟ [/FONT][/SIZE][/B][/I]