حوارات ولقاءات

السنوسي في حوار مآلات الفجر الجديد «1-2»


[JUSTIFY]لعلها الصراحة وحدها كانت وراء المواقف الواضحة التي بنى عليها حزب المؤتمر الشعبي رأيه حول بنود ميثاق الفجر الجديد.. حيث أكد الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالحزب اعتراضه على قضايا أساسية لا يمكن التوافق عليها، مثل قضية علمانية الدولة.. والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وغيرها.. إلا أنه طالب بضرورة الإطلاع على الميثاق جيداً قبل إصدار الحكم.. وبحسب السنوسي هناك بنود متفق عليها، إنطلاقاً من مبدأ الحوار مع الآخر إن كان معارضاً سلمياً أو مسلحاً، وفصل السنوسي الكثير مما هو مختلف ومتفق في الميثاق الذي اعتبرته الحكومة خروجاً غير عادي عن ما هو مألوف للمعارضة، المزيد من حديث الشيخ السنوسي في نص هذا الحوار .

هل هناك لبس في موقفكم من ميثاق الفجر الجديد؟

أولاً تحالف المعارضة هو أحد مكونات إجماع القوى السياسية في السودان، ونحن أحد مكوناته ونعمل في إطاره، ومنذ أن شاركنا فيه كان هناك تباين في الأفكار، ولأننا كنا على حوار مستمر زالت تلك الخلافات.. وما يسير عليه التحالف فيه الكثير من الاتفاق، وبعض القضايا تم تأجيلها لحين سقوط النظام، وما ورد في ميثاق الفجر الجديد، وبعض مواده المختلف عليها، إذا أصروا عليها قطعاً ودون أي شك لسنا معهم، خاصة فيما يتعلق ببند أساسيات الحكم على رأسها إسلامية الدولة أو علمانيتها.. هذا هو الخلاف.. وقلت إذا كان هناك نص يقر بعلمانية الدولة قطعاً نحن لن ننسحب فقط، كلمة انسحاب لا تعبر، وإنما لن نوافق أصلاً ولن نلتزم بالميثاق.. لا مساومة في قضية الشريعة الإسلامية، لا مع من هم في الخارج أو من هم في الداخل- أي النظام القائم- أرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً، نحن حركة إسلامية تأسست على مصدر القرآن والسنة منذ الخمسينيات، وظل هذا موقفنا كل تلك العقود حتى مجئ ثورة الإنقاذ، التي لم نفارقها إلا لأننا اختلفنا معها على المبادئ، وخانوها هم قبل أن تخونها جهة أخرى، كان هناك ميثاق ودستور نقضوه بعد أن أجيز في البرلمان- أعني دستور عام 1998م- أليس هذا مخالفاً لما تواثقنا عليه!! إذن ما الذي يمنعنا من التحاور والتفاكر مع جهات تعارض الحكومة، أليس الحكومة تحاورهم لماذا نحن نُمنع من هذا الحق؟!!.

أليس موافقتكم على الميثاق نوعاً من التكتيك لأن ما تظنونه عكس ذلك أي عدم موافقتكم على الميثاق؟

هذه الصفات لا تنطبق علينا وهي صفات المنافق.. يقول شيئاً ويبطن شيئاً آخر، نحن نعارض علناً ما نعارضه، ونوافق علناً ما نوافقه عليه، لذلك هناك بنود في هذا الميثاق نعترض عليها، وهناك بنود أخرى نتفق معها، وليس هذا تكتيكاً، يمكن أن تكون هناك خلافات فكرية ونقاش سياسي .

أليس الذي وقَّع عنكم كان مفوضاً من الحزب أم في الأمر لبس..؟

أولاً كان لدينا ممثل هناك وهو الأخ طارق محجوب، وعادة في مثل هذه الأنشطة إذا طرأت قضايا خلافية يتصل الشخص ويرجع للحزب في أمر البت في المسألة حتى إن ذهب هذا الشخص بموافقة الحزب.. في مثل وجود بنود يختلف عليها كان عليه الرجوع إلينا للموافقة عليها أو الرفض، وهو لم يفعل ذلك، لذا أنا لم استيقن أن الأخ طارق محجوب وقَّع أم أن المشاركة حُسبت توقيعاً بالنسبة لي، لا أقول أتبرأ إلا أنه ربما كان هناك اجتهاد فردي كان أن يعود للجماعة، وإذا لم يفعل من حق الجماعة أن تنقض ما اتفق عليه، هذا شيء طبيعي.. الشورى مطلوبة.. القرارات تصدر بالأغلبية أو بالإجماع وليس بفرد واحد.. ما كان ينبغي أن تحدث قضية ميثاق الفجر الجديد ضجة بهذا الحجم، وإذا كان الأخ قد وقع من حق الجماعة أن ترفض، حتى إن كان قد اخطأ من حقنا أن نصحح..

الحكومة توعدت بمنع الممارسة السياسية لكل من ساير ووقَّع ميثاق الفجر الجديد.. نحن لا نخاف أحداً ولو كنا نخاف لما عارضنا ودخلنا السجون، لسنا ممن يخاف من حديث الوعيد.. قراراتنا نتخذها بما نراه وليس رغبة أو رهبة من النظام، قلنا رأينا في الداخل والخارج دون مواربة وفي ذلك لا أرى هناك أمراً غير عادي.

ما هي البنود التي تتفقون فيها وتختلفون عليها؟

ليس من الغرابة أن نذهب لأي منبر لنقول رأينا إذا كان منبراً خاصاً بالجبهة الثورية، لابد من تسجيل الحضور وعرض الرأي، البعض يذهب للمحافل الدولية الإقليمية، نحن محصورون، وليس هناك إعلام يخدم الجميع أو يعكس الآراء ضد النظام بل تُحجب.. نحن لا يرخص لنا أن نقيم ندوة في الميادين المفتوحة بل فقط في دارالحزب، ميزة هذا اللقاء أننا اجتمعنا بقوة سياسية لم يكن بيننا وبينها حوار من المنظمات والأفراد، اللقاء مع حاملي السلاح ما الغرابة في ذلك، هم سودانيون يرفعون السلاح وهناك مواجهات معهم.. من حقنا أن نتصل بهم.. بل الغريب أن الحكومة تتصل بهم ويحجرون علينا ذلك.. وتلتقي بهم الحكومة في الدوحة..

لا غرابة في الاتصال بالجهات الخارجة، الدافع الآخر هو لأننا نلتقي في معارضتنا للنظام، ونختلف في وسائل المعارضة، نحن نعارض سلمياً وهم يعارضون بعنف، إذا سقط النظام نريد أن نتفق على ما بعد اسقاطه.. وهذا ما تفعله أية دولة في العالم.. تجتمع في لقاءات مختلفة والبحث عن كيفية إدارة البلد بعد زوال الحكم.. وتنويرهم بأشياء كثيرة هم لا يعرفونها، هذا أمر طبيعي ولن نقطعه.. للاتفاق حول تصور لحكم البلاد.. وهؤلاء حملة السلاح ولابد من محاورتهم، لأنك تحاور ولن تلتفت للضعيف، أنت تحاور القوى المسلح هذا هو المنطق.. ثالثاً لديهم آراء تقتضي أن تصحح وقد تكون لديهم آراء.. وعبر هذا اللقاء يتم التلاقح في الآراء لمصلحة السودان.. أما حديث كيف يمكن الاتصال بجماعة خونة هذه تعابير لا تليق بمن هو في هذا العالم وفي القرن الواحد والعشرين، أن يصبح كل من اختلف معك خائناً.

صحيفة آخر لحظة
حوار/ حالي يحيي
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. سلام عليكم
    إذا اعترفنا بما يسمى الحركة الإسلامية كما كتب التاريخ الدولة الفاطمية… فالحركةالإسلامية هي سور في فكر أصحابها فقط، وما بداخله هم كأفراد… إنها الدنيا. ولأن الإسلام عصي على الاحتكار.

  2. [SIZE=6][B][COLOR=undefined][COLOR=undefined]إنها لخسارة كبرى أن يظل الشيوخ ياسين عمر الإمام وإبراهيم السنوسى وعبدالله حسن أحمد ومحمد الأمين خليفة وآدم الطاهر حمدون فى مركب الترابى حتى اليوم حيث أن هذا المركب ليس بمركبهم لما عُرفوا به من خصال ومواقف ثابتة فى الماضى ونتمنى أن يكونوا كذلك فى الحاضر والمستقبل .[/COLOR][/COLOR][/B][/SIZE]